المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تشبيهات عروضية عند أبي العلاء المعري



04-29-2004, 08:58 AM
أبو العلاء يمثل بالنسبة لي الحارس على الذوق الموسيقي العربي المستقر.
رغم اطلاعه الموسوعي على ما قاله أهل العروض لم يفعل كما يفعل بعض الشباب الذين يفتحون كتب العروض ثم يطبقون كل ما ورد فيها من زحافات على أنها جائزة ما دامت وردت في التراث! وعبثاً تحاول أن تقنعهم بأن ما ورد في الكتب كثيراً ما يخالف الذوق، وأنك لا تجد هذه الشذوذات عند الفطاحل من شعراء الذوق المستقر من أمثال المتنبي وأبي تمام والحلي وشوقي!
لم يفعل ذلك رحمه الله بل لام البحتري ذات مرة على أنه أتى بمستعلن في البسيط!
أحببت أن أتحف قراء المنتدى الكريم بأبيات له يلجأ فيها إلى استعمال العروض في تشبيهاته.
أظن طه حسين هو الذي قال إن هذه التمثيلات والتشبيهات اللغوية لا تكاد تظرف إلا عند أبي العلاء.
وصدق!
يقول رهين المحبسين:
بُعدي من الناس برء من سقامهمُ
وقربهم للحجى والدين أدواءُ
كالبيت أُفرد لا إبطاء يدركه
ولا سناد وما في اللفظ إقواء
فإن عشت منفرداً كنت كالبيت منفرداً لا أبيات معه فلا يدركه إقواء ولا سناد ولا إيطاء!
ويقول:

إذا ابنا أب واحد أُلفيا
جواداً وعيراً فلا تعجبِ
فإن الطويل نجيب القريض
أخوه المديد ولم ينجب!
وانظر إلى أبي العلاء حارس الذوق المستقر والناظر بعين الصقر نظرة بانورامية موسوعية إلى الشعر العربي كله، فهو هنا يشير إلى ما يعرفه قارئ الشعر العربي من ندرة استعمال البحر المديد، وهذه الملاحظات كلها مما لا يقرؤه القارئ في كتب العروض إذ نادراً ما تشير هذه الكتب إلى مدى تواتر استعمال الأوزان.
فإن كان أبو العلاء يعلم الشباب شيئاً فهو يعلمهم كثرة قراءة الشعر بأمثلته الممتازة لكي تصبح عنده غريزة صحيحة وسليقة.
والذي نراه مع الأسف أن الشباب كسول لا يكاد يقرأ إلا لنفسه ولأمثاله من المبتدئين، ومن هنا تدخل في حوار عسير معهم إن حاولت أن تشرح لهم بعض البديهيات المتعلقة بما يجوز أو لا يجوز في الشعر العربي!

04-29-2004, 10:20 AM
وجدت بيت أبي العلاء هكذا في مقال وليس عندي مع الأسف نسخة اللزوميات لأعود إليها:

كالبيت أُفرد لا إبطاء يدركه
ولا سناد ولا في اللفظ إقواء
بضم الهمزة في "إيطاء" و"سناد" و "إقواء" ومؤقتاً عدلت البيت لقلة ثقتي فيما ينشر في الصحف بانتظار تحقيق أوفى للمسألة.
وربما قصد أبو العلاء في حال أن البيت كما ورد هنا أي بضم الكلمات الثلاث واستعمال لا النافية للجنس نكتة نحوية مزح فيها مع القارئ بقوله إن البيت ليس فيه إقواء من طرف خفي!
فبانتظار التحقيق نبقيه هكذا!

04-29-2004, 10:38 AM
نور المنتدى بأخي وأستاذي محمد ب.

ليتك تعرف ما لهذه الـ(ب.) بعد اسمك من قدر في نفسي لا يقل عن قدر الـ(د.) قبله وهي ساعية نحوك قريبا بإذن الله.


وهكذا فأنت أول من يجبر بخاطرنا من الكبار. بل للحقيقة سبقت مشاركة لأخي سليمان عن غير موضوع كتابه.

ومصداقا لكلامك عن أبي العلاء – على إجلاله للمتنبي ما أوردته في الرابط :

http://www.geocities.com/alarud/79-alkhaleel-warraqamy.html

نقلا عن (نظرية في العروض العربي للأستاذ سليمان أبو ستة ) قول أبي العلاء المعري في بيت المتنبي:
ربّ نجيعٍ بسيف الدولة انسفكا ...... وربّ قافية غاظت به ملكا
حيث قال:" ولم يزاحف أبو الطيب زحافا تنكره الغريزة إلا في هذا الموضع ولا ريب أنه قال على البديه ولو أن لي حكما في البيت لجعلت أوله (كم من نجيعٍ ) لأن رب تدل على القلة ) ..." وهو هنا يلحق بالعروض المعنى من حيث التصحيح.

ربْ بَنَ جي عِنْ بسيف الدولة انسفكا = 2 (2) 2 2 – 3 4 3 1 3 ......(4=22)
أرايت إنه هذا الرهق الخببي الذي انتقده المعري المتمثل في أربعة اسباب متتالية.


ملاحظة :

أخي محمد

هذا تفكير بصوت عال:

لو قلنا فلا مظلّةَ ولا نسمةَ ولا يرحمنا ظرفٌ

أيكون هذا سليما ؟ وإن كان سليما ألا يطرح احتمال صحة النص:

كالبيت أُفرد لا إبطاءَ يدركه
ولا سنادَ ولا في اللفظ إقواءُ

باعتبار أن كلا من ( يرحمنا ظرفٌ) و ( في اللفظ إقواء ُ) جملة وإن تكن الأولى فعلية والثانية إسمية ؟

ألا ترى أن القول في النثر يكون

لا إيطاءَ يدركُه – لا نافية للجنس

ولا يدركه إيطاءٌ – لا نافية

فهل تجد للتقديم والتأخير هنا دلالة وتقديما لوجه في النحو على آخر ؟

الرجاء ممن لديه اللزوميات أن يتأكد مشكورا من نص البيت .

(الصمصام)
04-30-2004, 02:06 PM
كم يسر المرء حين يلتقي بأساتذة وأعلام اللغة والأدب والعروض
ويزداد سروره بلقاء من يكن لهم كل المودة والتقدير


فمرحبا بالأخ الأستاذ محمد ب
مرحبا بك أيها الحارس الأمين على اللغة في وقتنا الحاضر


وجدت البيت المذكور في موسوعة الشعر العربي ( الإصدار الثاني ) إنتاج شركة العريس للكمبيوتر
وسأنسخه لكم كما ورد في الموسوعة

( كالبيت أُفرد، لا إيطاءَ يدركه، ولا سناد، ولا في اللفظِ إقواءُ


جميع الحقوق محفوظة لشركة العريس للكمبيوتر )

وورد البيت في لزوميات المعري طبعة دار الكتب العلمية بيروت - لبنان -الطبعة الثانية 1406 هـ
وذكروا أن من أشرف على تحقيقه وطباعته جماعة من الإخصائيين
عموما الطبعة ينقصها الكثير ولا توجد بها شروحات وإنما بعض معاني الكلمات وحتى التشكيل للأبيات
كان سيئا فمعظم الأبيات كانت بدون تشكيل ولا يوجد بالطبعة تحقيق علمي يعتد به
أعتقد أنها طبعة لا يعتمد عليها وسأورد البيت كما ورد في الكتاب

كالبيت أفرد لا أيطاء يدركه .......... ولا سناد ولا في اللفظ أقواء

==============

وإليكم هذا البيت لشيخ المعرة كشاهد آخر على استعانته بالعروض في تشبيهاته :

وكأنما هذا الزمان قصيدة ......... ما اضطرّ شاعرها إلى إيطائها

04-30-2004, 11:03 PM
تحياتي للأخوة جميعاً.
وتحية خاصة للصمصام الذي هو كاسمه مستقيم قاطع ومن النادر أن يكون المرء كاسم يسمي به نفسه.
فله احترامي الدائم وودي الصادق.
أصل المشكلة أنني نسخت البيتين من مقال في الموقف الأدبي السورية وبخطها الصغير لم أنتبه للضمة على الاسمين الأولين للا الناهية حتى نبهني إليها الأستاذ خشان.
فقال: لم الضمة؟ قلت بل هي فتحة! قال بل ضمة، قلت إذن فقد أخطأ الكاتب أو الطابع!
قال: ولكن انتبه للضمة في إقواء وهي لا يجوز أن تكون فتحة وإلا كان في البيت إقواء حقاًً وهو غير ممكن كما يرى القارئ.
وهذا مثال على أن المرء أحياناً عليه أن يمشي على غريزته ولولا هذا لقرأته هكذا ببساطة :
كالبيت أُفرد، لا إيطاءَ يدركه، ولا سنادَ، ولا في اللفظِ إقواءُ
أي بفتح الإيطاء والسناد وبضم الإقواء!
الآن استنتجت ببساطة أن هذا هو الصحيح وأن الكاتب والطابع وضعا الضمة لا جزاهما الله خيراً وبهذا أربكا الأستاذ خشان وهو بدوره أربكني!
ذلك أنني بعودة بسيطة إلى كتاب الشيخ الغلاييني رحمه الله بالنحو وجدت النص على أن اسم لا لا ينصب إلا إن لم يفصل بينها وبينه فاصل!فإن فصل بينهما فاصل أهملت لا أي لم تعمل عمل إن.
فاقرأه كما أثبته الصمصام ولا تستفت فيه أحداً!
مع خالص التحية.

(الصمصام)
05-18-2004, 01:36 PM
مرحبا بمن خصنا بالتحية
ومرحبا بمن له في القلب قدر كبير من التقدير والإحترام والمحبة

أتعلم أخي محمد
موضوعك هنا راقني وجعلني أتتبع بعضا من قصائد شيخ المعرة في لزومياته ووجدت الكثير مما يستحق
التوقف عنده من استشهاداته اللغوية والنحوية والعروضية والتاريخية
ربما أتمكن في يوم ما من رصد جميع استشهادته فهي تستحق بالفعل أن نتأملها ونسبرأغوارها

سأسجل الآن بعض ما وجدته واحببت أن تشاركوني به

يقول شيخ المعرة:
أنا كالحرف ليس ينقط واللــ*******ـــه حسيب الجهّال إن نقّطوني
بتُّ كالواو بين ياءٍ وكسرٍ ******* لا يلام الرجال أن يسقطوني


ويقول
والإنس مثل نظام الشعر كم رجلٍ
بالجيش يفدى وكم بيتٍ بديوانِ

ويقول
أفدت بهجران المطاعم صحةً
فما بيَ من داءٍ يخافُ ولا حبنُ
وإن ألق شكوي القهُ تحتَ خفيةٍ
كجزءٍ بسيطٍ أول مسَّ بالخبنِ

وقد أوردتها كما وردت في الكتاب الموجود عندي بضم روي البيت الأول وكسر البيت الثاني
وكما أعتقد أن الكتاب سيء وتكثر غلطاته إلا إذا كان عند أساتذتنا رأي آخر في البيت الأول

ويقول

فالطبع يكسر بيتاً أو يقوّمه
بأهون السعي تحريكاً وتسكينا

ويقول
فيا ألف اللفظ لا تأملي
حراكاً فما لك إلا السكونُ

ويقول هنا ملمحا إلى قصيدة عبيد بن الأبرص

ويصبح منظور البلى كنظيمةٍ
بناها عبيدٌ لا يقيم لها وزنا


ويقول
فسد الأمر كله فاتركوا الـ
أعراب إن الفصاحة اليوم لحنُ

ولست أدري هل هنا يقصد الأعراب أم الإعراب وسوف أحاول أن أتأكد من صحة كتابة الكلمة لاحقا بإذن الله

ويقول
وبيت الشعر قطّع لا لعيبٍ
ولكن عنّ تصحيح ٌووزنُ

ويقول
بيت العلى بيت قريضٍ ولا
بدّ من الكاسر والخارمِ

ويقول
ألم ترَ للشعر وهو الكلا **** مُ يبقى على الدهر لا يكلمُ
وآخر أوتاده موبقٌ ***** بقـــطعٍ وأوّلها يثلمُ
فلا تسرعنّ فإنّ السريـ **** ــعَ يوقف حقاً كما تعلمُ
فإن قلت ثانيه لا وقف فيـ *** ـه قلنا وثالثه أصلمُ

05-18-2004, 01:54 PM
منيرة هذه الصفحة بالأخوين الكريمين.


فما بيَ من داءٍ يخافُ ولا حبنُ

من داءٍ ولا خبنِ - أليس كذلك؟

سليمان أبو ستة
05-18-2004, 04:13 PM
الأخوة الكرام / مساء الخير

قراءتي لهذين البيتين للمعري كما يلي :

أفدت بهجران المطاعم صحةً ........ فما بي من داء يُخافُ ولا حَبنِ
وإن أُلقِ شكوِي أُلقهِ تحت خِفيةٍ.......... كجزءِ بسيطٍ أولٍ مُسّ بالخَبنِ

والحبن في لسان العرب : ما يعتري في الجسد فيقيح ويرم ، وجمعه حبون .
وفي القاموس المحيط ( حبن ) : داء في البطن يعظم منه البطن ويتورم .

ولي حول استخدام المعري للمصطلحات اللغوية والعروضية مبحث ضمنته مقدمة دراسة لأوزان ابن عبد ربه وقوافيه تجدها في موقع العروض العربي في قسم البحوث والدراسات www.arabic-prosody.150.com وأقتطف منها مايلي :

لم يبلغ إلى علمي ، في جميع ما قرأته للمعري ، أنه ذكر ابن عبد ربه صاحب العقد الفريد أو أشار إلى كتابه ذاك أو شعره ، مع أن المتنبي كان شديد الإعجاب به حين وصفه بمليح الأندلس وهو يستنشد أحد الحجاج الأندلسيين شعره قائلا : يابن عبد ربه ، لقد يأتيك العراق حبوا !
وأقول هذا لأني رأيت المعري أتى بأشياء في العروض واللغة بدا للكثيرين أنه سبق بها غيره مع وجود ما ينقض ذلك الزعم . فقد عرف المعري بكثرة استخدامه للمصطلحات العلمية على سبيل المجاز في شعره ، نحو قوله :
فلو كان المثقف جملة اسم أبى الترخيم صار حروف هاج
أو قوله :
فلو كنت شعرا كنت أحسن منشد سليم القوافي لا زحاف ولا خرم
وقد توسع في ذلك توسعا كبيرا إلى الحد الذي دعا بعضهم إلى القول : " ومن إيثاره هذه النزعة استخدامه مصطلحات ووسائل العلوم والفنون الخاصة في اختراع المعاني العامة وتوسيع الطاقة اللغوية والبيانية بحذق وعمق سواء في الشعر أم في النثر ، مما لم يسبق إليه " .
لكنه كان مسبوقا بابن عبد ربه في نحو قوله :
أضحى لك التدبير مطردا مثل اطراد الفعل للإسم
وقوله :
على أهازيج ظبا بينها ما شئت من حذف ومن خرم

(الصمصام)
05-18-2004, 10:49 PM
مرحبا بركب الأساتذة الأجلاء

أستاذي خشان نعم روي البيت بالكسر ولكني وضعته كما وجدته في الكتاب لأتأكد منكم
ولا حبنِ

أستاذي سليمان
بارك الله بك ونفعنا بعلمك ولا حرمنا منك
كنت أجد بعض الإشكال في قراءة البيت ولكن بعد أن قرأت قراءتك للبيت ذهب عني ما استشكلته

كنت أتمنى أن أقرأ دراستك على الرابط الذي وضعته لكن الرابط لا يحملنا إلى موقع العروض الرقمي

ليتك ولا عليك أمر تسعفنا بموضوعك أو تحملنا إليه برابط آخر

سليمان أبو ستة
05-19-2004, 03:40 PM
عفوا أخي الصمصام ، فقد أفلت مني حرف واحد في كتابة عنوان الموقع ، والصحيح أنه على النحو التالي :
www.arabic-prosody.150m.com بقسم البحوث والدراسات .
وأرجو أن تنال الدراسة قبولك ’’’’

(الصمصام)
05-21-2004, 05:12 PM
أخي وأستاذي سليمان :
لك الشكر والإمتنان على تعديل الرابط
قرأت الدراسة والتي يظهر جليا أنها أخذت من وقتك وجهدك الكثير فجزاك الله خيرا
والحق لم أطلع على دراسة المعري وتحليله
لكن موضوعك هنا مميز وميزة الدراسات التحليلية والإحصائية إذا كانت على منهج سليم مثل تحليلك
أنها تعتمد على حقائق وأرقام ثابتة ولكنها متعبة لكن ناتجها في النهاية صحيح ومفيد جدا ولا يقبل التأويل

شكرا لك مرة أخرى على ما أفدتنا به وجعله الله في ميزان حسناتك

04-30-2005, 10:00 PM
السلام عليكم

أحببت التواجد في هذا المكان لرغبتي في أن يجاور اسمي أسماء أساتذتنا الأفاضل وفي هذا شرف لي
ويسرني أن أشارك بعرض بعض الأبيات التي استخدم فيها المعري مصطلحات العروض حيث قال:

وَأَكرَمَني عَلى عَيبي رِجالٌ ........................ كَما رُوِيَ القَريضُ عَلى الزِحافِ

لَو تاهَ بَيتُ قَريضٍ وَهوَ مُنتَسِبٌ .................... في كامِلِ الشِعرِ وافى الوَقصَ أَو خُزِلا

إذا المنهوك فهت به انتصارا............... له من غيره فَضَلَ الطويلا

فَإِنَّ الطَويلَ نَجيبَ القَريض...............ِ أَخوهُ المَديدُ وَلَم يَنجُبِ

بَقائِيَ الطَويلُ وَغِيِّ البَسيطُ .................... وَأَصبَحتُ مُضطَرِباً كَالرَجَزِ

تَوَلّى الخَليلُ إِلى رَبِّهِ ............... وَخَلّى العَروضَ لِأَربابِها

05-01-2005, 10:06 AM
الأخت الأستاذة رغداء

شكرا لك

قرأت مشاركتك حين مراجعتي لهذا الرابط. وجدت بينهما تداخلا فوددت الإشارة إليه.

http://www.arood.com/vb/showthread.php?threadid=8&highlight=%DF%DD%C7%E5

يرعاك الله

سليمان أبو ستة
05-01-2005, 11:20 PM
عسى لا يكون ثمة تداخل فيما أوردته الأخت رغداء زيدان من أبيات للمعري استخدم فيها مصطلحات العلوم وخاصة ما اتصل منها بالعروض ، فقد أتحفتنا بستة أبيات للمعري كان قد ذكر منها أخي خشان في الرابط الذي أشار إليه اثنين ، وعجبت لم لم يلفت انتباه الأخ محمد الذي افتتح هذا الموضوع أنه لم يتداخل معه في بيتين اثنين أيضا !
أقول هذا لا طلبا للخوض في جدل أو نقاش ، وإنما هي ملاحظة عنت لي ووجدت في إخواني من سعة الصدر ما شجعني على التصريح بها .
وهذا الموضوع قديم ؛ فقد طرح منذ عام بالتمام والكمال ، ولذا تستحق الأخت غيداء الشكر على طرحه من جديد . وإذا كان علي أن أعود للموضوع ثانية استجابة للإيميل الذي وصلني ( لا أدري إذا كان هذا الإيميل يتم بشكل مبرمج سلفا أو موجه ) فإني سآخذ في الحديث عن بدايات هذا التوجه إلى استخدام المصطلحات العلمية في الشعر . فقد أشرت في مداخلتي السابقة إلى أن ابن عبد ربه صاحب العقد الفريد سبق المعري في هذا التوجه ولم أشر إلى أول من ابتدأ به في شعرنا العربي ، فذلك يتطلب إحاطة شاملة بكل ما وصلنا منه وبالذات منذ بداية اشتغال العرب في البحث العلمي بكافة فروعه .
وقد اطلعت مؤخرا في مجلة العلوم الإنسانية ( العدد 89 / 23 ) على بحث للدكتور حسن خميس الملخ بعنوان " استخدام المصطلحات النحوية في الشعر " تناول فيه مسيرة هذا الظاهرة ابتداء من القرن الثالث الهجري إلى القرن الثامن ملاحظا تراجعها بعد ذلك بالتدريج حتى كادت تختفي في العصر الحديث .
وقد توصل الملخ إلى أن أبا تمام ( ت 231 هـ ) هو أول من فتح هذا الباب ببيته اليتيم القائل :
خَرقاءُ يَلعبُ بالعقول حَبابُها .................... كتلعُّب الأفعال بالأسماء
ولم يذكر له الباحث بيتا غيره ، فإذا كانت الأسبقية تكون ببيت واحد فإننا نستطيع أن نستدرك عليه كلامه ببيت واحد لشاعر سبقه بزمن هو البَرْدَخْتُ الذي كان معاصرا للشاعر الأموي جرير وذلك في قوله :
تَتَبَّعُ لَحناً مِن كلام مُرَقَّشٍ .................. وخَلْقُكَ مَبنيٌّ على اللحن أجمَعُ
فعَينُكَ إقواءٌ وأنفُكَ مُكفأٌ .....................ووجهُكَ إيطاءٌ فأنتَ المُرَقَّعُ