المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التخلّص في الشعر العربي



((نادية بوغرارة))
11-23-2011, 11:54 AM
السلام عليكم

قرأت تشطيرا جميلا للأستاذ خشان لأبيات من قصيدة الشاعر البياسي ، أضاف شيئا

جديدا لمفهوم التشطير عندي ، و هو أن المشّطر قد يبتعد عن غرض القصيدة ،

دون أن يخلّ بالأصل ، و هو ما يسمى بالتخلّص في الشعر العربي .

هل نجح الأستاذ خشان في ذلك ؟؟

إليكم الأبيات و تشطريها :

أيـن المـفـرُّ ودون ذاك إياسي ..........(ومن الهوى والوجد نسْجُ لباسي)
(حرساً أقاما حول قلبي دائما) ........... شدّا ضلوع القلب بالـحـرّاسِ
هـذي المليـكـةُ جنـدُهـا أحداقُـهـا.........(تصمي بنظرات لها إحساسي)
(مثلي من الصرعى الكثير تجندلوا)....... مـا زال يَبـطُـشُ جنـدُهـا بالـنـاسِ
أنا مَنْ يُسلّـم بالهزيمـة فارحمـي.........( لا شأن لي بأشاوس الأوراس)
( أنا مشرقيّ والهزيمة ديدني ) ..........تَعِبتْ وما أجريتها أفراسـي
(ومن الهزائم قد تخذت مزارعا) ............. (تمتد من يافا إلى القفقاسِ )
(كوني كأمريكا أجئك مسلّمًا) ................ ( ختمي وإقراري على القرطاسِ)
(وإذا طلبتُ تفاوضاً فتمنّعي) ...............(ثم اقبلي ليُقالَ عني قاس ِ)
(فأنا على عهد الثوابت لم أزلْ ) ............ (وإليكِ لدّي سقْتُ مع طوباسي )
(ماذا أقبّل فالمفاتن جمّةٌ )............. (وأجلّها في النفس ومْض ............)
(مِن ذاكَ مُيّـزت الشفاه بحجمها) ......... (فاستنكفت من وجْنةٍ أو كاسِ)

====
في تشطير الأستاذ خشان إجابة عن أسئلة كثيرة في التشطير ،

1- لم يلتزم بتشطير كل القصيدة .
2- لم ينهج التشطير الكلاسيكي بمعنى أنه لم ينتظم في تشطير كل بيت على حده ، و إنما
جعل بعض التشطير يأتي في صورة أبيات تتوسط القصيدة .

في البدء امتزج معنى التشطير مع معنى القصيدة فكان مكملا لها ،

أيـن المـفـرُّ ودون ذاك إياسي ..........(ومن الهوى والوجد نسْجُ لباسي)
(حرساً أقاما حول قلبي دائما) ........... شدّا ضلوع القلب بالـحـرّاسِ
هـذي المليـكـةُ جنـدُهـا أحداقُـهـا.........(تصمي بنظرات لها إحساسي)
(مثلي من الصرعى الكثير تجندلوا)....... مـا زال يَبـطُـشُ جنـدُهـا بالـنـاسِ
أنا مَنْ يُسلّـم بالهزيمـة فارحمـي.........( لا شأن لي بأشاوس الأوراس)

و بعد ؟؟

يظهر التحول سلسا إلى غرض جديد بعيد كل البعد عن سابقه ، سلس لدرجة أنك

لا تستطيع تحديد البيت الذي تحول فيه المعنى بالضبط ، يقول :

( أنا مشرقيّ والهزيمة ديدني ) ..........تَعِبتْ وما أجريتها أفراسـي
(ومن الهزائم قد تخذت مزارعا) ............. (تمتد من يافا إلى القفقاسِ )
(كوني كأمريكا أجئك مسلّمًا) ................ ( ختمي وإقراري على القرطاسِ)
(وإذا طلبتُ تفاوضاً فتمنّعي) ...............(ثم اقبلي ليُقالَ عني قاس ِ)
(فأنا على عهد الثوابت لم أزلْ ) ............ (وإليكِ لدّي سقْتُ مع طوباسي )
(ماذا أقبّل فالمفاتن جمّةٌ )............. (وأجلّها في النفس ومْض ............)
(مِن ذاكَ مُيّـزت الشفاه بحجمها) ......... (فاستنكفت من وجْنةٍ أو كاسِ)

أليس هذا غزل في الظاهر و نقد لحال الأمة ووصف لها ، أحسن فيه الشاعر

التخلص من غرض إلى غرض دون أن يترك فجوة بينهما ؟؟

لا مفرّ من اعتبار تشطير الشاعر بدأ منسجما مع القصيدة الأصل و انتهى مختلفا عنها

لكن دون أن نشعر بثقل في الانتقال و التحوّل ، بل ربما لم ينتبه البعض لذلك

و استمر معتقدا بوحدة المعنى ، إن لم ينظر بمنظار أعمق.

هي مهارة لا يستطيعها إلا خبراء في الشعر يتقنون وضع الكلمة في مكانها المناسب ،

أذكياء يعرفون كيف يجعلون الشعر مطاطيّ التفسير لا يثبُت إلا في أنفسهم .

لم أعثر على أمثلة في الشعر العربي إلا قليلا ، و لم يسعفني الوقت و ضعف خدمة النت
لأبحث أكثر .

وجدت الموضوع محفزّا للبحث في ما يسمى بالتخلص ،

أرجو أن تجدوه كذلك أنتم أيضا ..

كما أرجو أن يتفضل الأستاذ خشان ليثبت أو ينفي كل أو بعض ما جاء في موضوعي .


مع التحية .

خشان خشان
11-23-2011, 12:49 PM
أستاذتي الكريمة

أشكر لك جزيل كرمك.

هو تفاعل مع قصيدة شاعرنا الكبير محمد البياسي بتشطير بعض أبياتها وسط جو عام لا مندوحة للنفس من التأثر به، مما جاءت معه الأبيات الأخرى منطلقة من الهزيمة الشخصية الخاصة بشاعرنا في الحب إلى المجال العام.

سبق وكتبت موضوعا في المنتدى عن التخلص في الشعر العربي ويبدو أنه فقد فيما فقد من المنتدى.

يشتهر المتنبي بحسن التخلص ومن ذلك ( وموضع التخلص ملون ):



دَمْعٌ جرَى فقضَى في الرَّبْعِ ما وجَبَا....... لأهلِهِ وشَفَى أنّى ولا كَرَبَا
عُجْنا فأذهَبَ ما أبْقَى الفِراقُ لَنا....... منَ العُقُولِ وما رَدّ الذي ذَهَبَا
سَقَيْتُهُ عَبَراتٍ ظَنّهَا مَطَراً .......سَوائِلاً من جُفُونٍ ظَنّها سُحُبَا
دارُ المُلِمِّ لها طَيفٌ تَهَدّدَني....... لَيلاً فَما صَدَقتْ عَيني ولا كَذَبَا
أنْأيْتُهُ فَدَنا، أدْنَيْتُهُ فنَأى، .......جَمّشْتُهُ فَنَبَا، قَبّلْتُهُ فأبَى
هامَ الفُؤادُ بأعرابِيّةٍ سَكَنَتْ....... بَيْتاً من القلبِ لم تَمدُدْ له طُنُبَا
مَظْلُومَةُ القَدّ في تَشْبيهِهِ غُصُناً .......مَظلُومَةُ الرّيقِ في تَشبيهِهِ ضَرَبَا
بَيضاءُ تُطمِعُ في ما تحتَ حُلّتِها....... وعَزّ ذلكَ مَطْلُوباً إذا طُلِبَا
كأنّها الشّمسُ يُعْيي كَفَّ قابضِهِ....... شُعاعُها ويَراهُ الطّرْفُ مُقْتَرِبَا
مَرّتْ بنا بَينَ تِرْبَيْها فقُلتُ لَها .......من أينَ جانَسَ هذا الشّادِنُ العَرَبَا
فاستَضْحَكَتْ ثمّ قالتْ كالمُغيثِ يُرَى ....... ليثَ الشَّرَى وهوَ من عِجْلٍ إذا انتسبَا
جاءتْ بأشجعِ مَن يُسمى وأسمحِ مَن....... أعطَى وأبلغِ مَنْ أملى ومَنْ كَتَبَا
لوْ حَلّ خاطرُهُ في مُقْعَدٍ لمَشَى .......أو جاهلٍ لصَحا أو أخرَسٍ خَطَبَا
إذا بَدا حَجَبَتْ عَيْنَيكَ هَيْبَتُهُ .......وليسَ يحجبُهُ سِترٌ إذا احتَجَبَا
بَياضُ وَجْهٍ يُريكَ الشّمسَ حالكةً....... ودُرُّ لَفظٍ يُريكَ الدُّرَّ مَخْشَلَبَا
وسَيفُ عَزْمٍ تَرُدّ السّيفَ هِبّتُهُ .......رَطْبَ الغِرارِ منَ التأمُورِ مُختَضِبَا

((نادية بوغرارة))
11-23-2011, 10:24 PM
أستاذتي الكريمة

أشكر لك جزيل كرمك.

هو تفاعل مع قصيدة شاعرنا الكبير محمد البياسي بتشطير بعض أبياتها وسط جو عام لا مندوحة للنفس من التأثر به، مما جاءت معه الأبيات الأخرى منطلقة من الهزيمة الشخصية الخاصة بشاعرنا في الحب إلى المجال العام.

سبق وكتبت موضوعا في المنتدى عن التخلص في الشعر العربي ويبدو أنه فقد فيما فقد من المنتدى.



=========

نعم أستاذي ، وصلت الفكرة ، و آسف لضياع الموضوع و أتمنى لو يتجدد
التوسع في هذا الباب ، فقد استفزني لأبحث عن سلوك شعري يشبه ما قدمته لنا
من خلال تشطيرك الأستاذ دائما .

سؤال فضولي يفرض نفسه : :a43:

هل كان عدم الكشف عن الكلمة في قولك :

ماذا أقبل فالمفاتن جمة = و أقلها في النفس ومض (....)

وراء ما أحدثه المعنى من غبش و لبس ؟؟؟

مهما كان الأمر فقد أتاح لي ذلك فرصة لفتح آفاق جديدة للبحث .

دمت .

محمد البياسي
11-23-2011, 11:01 PM
السلام عليكم

قرأت تشطيرا جميلا للأستاذ خشان لأبيات من قصيدة الشاعر البياسي ، أضاف شيئا

جديدا لمفهوم التشطير عندي ، و هو أن المشّطر قد يبتعد عن غرض القصيدة ،

دون أن يخلّ بالأصل ، و هو ما يسمى بالتخلّص في الشعر العربي .

هل نجح الأستاذ خشان في ذلك ؟؟

إليكم الأبيات و تشطريها :

أيـن المـفـرُّ ودون ذاك إياسي ..........(ومن الهوى والوجد نسْجُ لباسي)
(حرساً أقاما حول قلبي دائما) ........... شدّا ضلوع القلب بالـحـرّاسِ
هـذي المليـكـةُ جنـدُهـا أحداقُـهـا.........(تصمي بنظرات لها إحساسي)
(مثلي من الصرعى الكثير تجندلوا)....... مـا زال يَبـطُـشُ جنـدُهـا بالـنـاسِ
أنا مَنْ يُسلّـم بالهزيمـة فارحمـي.........( لا شأن لي بأشاوس الأوراس)
( أنا مشرقيّ والهزيمة ديدني ) ..........تَعِبتْ وما أجريتها أفراسـي
(ومن الهزائم قد تخذت مزارعا) ............. (تمتد من يافا إلى القفقاسِ )
(كوني كأمريكا أجئك مسلّمًا) ................ ( ختمي وإقراري على القرطاسِ)
(وإذا طلبتُ تفاوضاً فتمنّعي) ...............(ثم اقبلي ليُقالَ عني قاس ِ)
(فأنا على عهد الثوابت لم أزلْ ) ............ (وإليكِ لدّي سقْتُ مع طوباسي )
(ماذا أقبّل فالمفاتن جمّةٌ )............. (وأجلّها في النفس ومْض ............)
(مِن ذاكَ مُيّـزت الشفاه بحجمها) ......... (فاستنكفت من وجْنةٍ أو كاسِ)

====
في تشطير الأستاذ خشان إجابة عن أسئلة كثيرة في التشطير ،

1- لم يلتزم بتشطير كل القصيدة .
2- لم ينهج التشطير الكلاسيكي بمعنى أنه لم ينتظم في تشطير كل بيت على حده ، و إنما
جعل بعض التشطير يأتي في صورة أبيات تتوسط القصيدة .

في البدء امتزج معنى التشطير مع معنى القصيدة فكان مكملا لها ،

أيـن المـفـرُّ ودون ذاك إياسي ..........(ومن الهوى والوجد نسْجُ لباسي)
(حرساً أقاما حول قلبي دائما) ........... شدّا ضلوع القلب بالـحـرّاسِ
هـذي المليـكـةُ جنـدُهـا أحداقُـهـا.........(تصمي بنظرات لها إحساسي)
(مثلي من الصرعى الكثير تجندلوا)....... مـا زال يَبـطُـشُ جنـدُهـا بالـنـاسِ
أنا مَنْ يُسلّـم بالهزيمـة فارحمـي.........( لا شأن لي بأشاوس الأوراس)

و بعد ؟؟

يظهر التحول سلسا إلى غرض جديد بعيد كل البعد عن سابقه ، سلس لدرجة أنك

لا تستطيع تحديد البيت الذي تحول فيه المعنى بالضبط ، يقول :

( أنا مشرقيّ والهزيمة ديدني ) ..........تَعِبتْ وما أجريتها أفراسـي
(ومن الهزائم قد تخذت مزارعا) ............. (تمتد من يافا إلى القفقاسِ )
(كوني كأمريكا أجئك مسلّمًا) ................ ( ختمي وإقراري على القرطاسِ)
(وإذا طلبتُ تفاوضاً فتمنّعي) ...............(ثم اقبلي ليُقالَ عني قاس ِ)
(فأنا على عهد الثوابت لم أزلْ ) ............ (وإليكِ لدّي سقْتُ مع طوباسي )
(ماذا أقبّل فالمفاتن جمّةٌ )............. (وأجلّها في النفس ومْض ............)
(مِن ذاكَ مُيّـزت الشفاه بحجمها) ......... (فاستنكفت من وجْنةٍ أو كاسِ)

أليس هذا غزل في الظاهر و نقد لحال الأمة ووصف لها ، أحسن فيه الشاعر

التخلص من غرض إلى غرض دون أن يترك فجوة بينهما ؟؟

لا مفرّ من اعتبار تشطير الشاعر بدأ منسجما مع القصيدة الأصل و انتهى مختلفا عنها

لكن دون أن نشعر بثقل في الانتقال و التحوّل ، بل ربما لم ينتبه البعض لذلك

و استمر معتقدا بوحدة المعنى ، إن لم ينظر بمنظار أعمق.

هي مهارة لا يستطيعها إلا خبراء في الشعر يتقنون وضع الكلمة في مكانها المناسب ،

أذكياء يعرفون كيف يجعلون الشعر مطاطيّ التفسير لا يثبُت إلا في أنفسهم .

لم أعثر على أمثلة في الشعر العربي إلا قليلا ، و لم يسعفني الوقت و ضعف خدمة النت
لأبحث أكثر .

وجدت الموضوع محفزّا للبحث في ما يسمى بالتخلص ،

أرجو أن تجدوه كذلك أنتم أيضا ..

كما أرجو أن يتفضل الأستاذ خشان ليثبت أو ينفي كل أو بعض ما جاء في موضوعي .


مع التحية .





سؤالك يا أخية : هل نجح الأستاذ خشان في ذلك ؟

نعم نجح أيما نجاح فهذا العلَم الشاهق خشان لا يكتب الشعر بل يتنفسه



احترامي لكما .

((يوسفي حنان))
11-24-2011, 01:27 AM
بارك الله لكما وبارك في تحليلكما


متابعــــــــــــة.............

خشان خشان
09-29-2015, 07:32 PM
=========

نعم أستاذي ، وصلت الفكرة ، و آسف لضياع الموضوع و أتمنى لو يتجدد
التوسع في هذا الباب ، فقد استفزني لأبحث عن سلوك شعري يشبه ما قدمته لنا
من خلال تشطيرك الأستاذ دائما .

سؤال فضولي يفرض نفسه : :a43:

هل كان عدم الكشف عن الكلمة في قولك :

ماذا أقبل فالمفاتن جمة = و أقلها في النفس ومض (....)

وراء ما أحدثه المعنى من غبش و لبس ؟؟؟

مهما كان الأمر فقد أتاح لي ذلك فرصة لفتح آفاق جديدة للبحث .

دمت .






كأني لم أقرأ السؤال من قبل.

صحكت ، لأني نسيت ولكني أخمن كما يخمن سواي أنه مما لا يقال لسبب أو آخر.

شكرا لك أستاذتي.

خشان خشان
09-29-2015, 07:32 PM
=========

نعم أستاذي ، وصلت الفكرة ، و آسف لضياع الموضوع و أتمنى لو يتجدد
التوسع في هذا الباب ، فقد استفزني لأبحث عن سلوك شعري يشبه ما قدمته لنا
من خلال تشطيرك الأستاذ دائما .

سؤال فضولي يفرض نفسه : :a43:

هل كان عدم الكشف عن الكلمة في قولك :

ماذا أقبل فالمفاتن جمة = و أقلها في النفس ومض (....)

وراء ما أحدثه المعنى من غبش و لبس ؟؟؟

مهما كان الأمر فقد أتاح لي ذلك فرصة لفتح آفاق جديدة للبحث .

دمت .







كأني لم أقرأ السؤال من قبل.

ضحكت، لأني نسيت ولكني أخمن كما يخمن سواي أنه مما لا يقال لسبب أو آخر.

شكرا لك أستاذتي.

وجدت هذا الرابط :

http://www.arood.com/vb/showthread.php?p=8563#post8563

خشان خشان
09-29-2015, 07:36 PM
سؤالك يا أخية : هل نجح الأستاذ خشان في ذلك ؟

نعم نجح أيما نجاح فهذا العلَم الشاهق خشان لا يكتب الشعر بل يتنفسه



احترامي لكما .


شكرا لك أخي وأستاذي الكريم الشاعر محمد البياسي .

الله يجبر بخاطرك، هذا كرم منك

هذا من قبس جواهرك .

حفظك الله.