المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حول النقد العروضي



خشان خشان
07-10-2013, 04:40 PM
هذه مقتطفات من هذا البحث المفيد

http://www.alukah.net/library/9025/41060/‎

أوردتها لذاتها ثم تشجيعا على قراءته. ( الوزن الرقمي من إضافتي‎ ‎‏)‏

‏1 – ‏
وقال قدامة الشعر قول موزون مقفى فلم يشترط موافقة لأوزان العرب وقال القلوسي هو النظم من كلام ‏العرب أو ما وافقه وزنا..."‏ ‏ من هذا النص يبدو أن هذا الناقد قد استند في فهمه إلى النقاد القدماء ‏والمعاصرين له، فكل من الخليل وقدامة وابن رشيق من القدماء، والقللوسي(تـ707هـ) من معاصريه، وبعد ‏ذلك يقدم لنا فهمه الخاص الذي لا يخرج عن فهمهم: "فالنظم جنس وقوله من كلام العرب أخرج به نظم من ‏عداهم وقوله ما وافقته يشمل الشعر العربي والمولد وقوله وزنا إعلام بمراده من الموافقة... وأما النظم في ‏اللغة فهو الجمع ومنه نظمت العقد أي جمعت لآلئه، وفي الاصطلاح كلام موزون قصد وزنه فارتبط لمعنى ‏وقافية والوزن تساوي قسمين عددا... وقولنا قصد وزنه احتراز من الكلام الموزون من غير قصد كما وقعت ‏كلمات من كتاب الله تعالى وكلمات من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، كقوله صلى الله عليه وسلم في ‏غزوة حنين: "أنا النبي لا كذب***أنا ابن عبد المطلب". فإنه ليس بشعر، ولكنه يشبهه، لأنه لم يقصد به ‏وزن الشعر ‏

‏2 – ‏
وليس الخروج عن الوزن فقط هو الذي يخرج الكلام على نطاق الشعر، بل كذلك التعديل الجزئي في ‏تفعيلاته يؤدي إلى انكساره، وخروجه عن الشعر، ولهذا سعى النقاد إلى دعوة الشعراء إلى تجنب كسر ‏الوزن من جهة، وإعادة قراءة الشعر مكسور الوزن بهدف إصلاح الكسر، وقد عُرِف العبدري(تـ700هـ) ‏بهذه المهمة في نقده، فسعى إلى الإشارة إلى موضع الكسر، يقول: "قلت: وفي كثير من هذا التخميس مقال، ‏وليس لبعض أقسامه بالبيت اتصال، وأما ما خمِّس به أوَّلا قوله:‏


ومُذِيـقِ الكفرِ المُـــرَّيْــــنِ....... وأَبِي عمــروٍ ذِي النُورَيْـنِ الـ
ـمُستَهدي المُسْتَحْيِي البَهِجِ

فغلط لا شكَّ فيه؛ لأنه يؤدي إلى قطع همزة "المستهدي" وبقطعها ينكسر البيت لزيادة حرفين على وزن ‏الخبب، وأظن أنّه نبَّه على هذا ولم يفته علما، فلذلك بقي على اعتقاد صحة الوجه الأول" في البداية لا بد ‏من الإشارة إلى تفاعل العبدري مع هذا البيت الشعري، بين:‏
‏-‏ الناقد الموضوعي من جهة، حيث أشار إلى موضع العيب في البيت. ‏
‏-‏ والناقد الذي سعى إلى تبرير هذا العيب، وحاول إصلاحه محاباة لشيوخه، وتخفيفا من وطأة الانتقاد ‏له من جهة أخرى. ‏

يرى العبدري -في هذا النص- أن انكسار البيت معيب في الشعر، ويحدد العيب في كون وزن الخببأو ‏المتدارك، قد انكسر بزيادة حرفين:‏


وأبي عمرو ذي النوريــــن الـ.........مستهــدي المستحيي البهــج

الوزن = ‏(2) 2 2 2 2 2 2 2 ‏....‏2 2 2 2 2 2 (2) 2‏
‏///0 /0/0 /0/0 /0/0‏ ...... ‏/0/0 /0/0 /0/0 ///0‏
فَعِلُنْ/ فَعْلُنْ/ فَعْلُنْ/ فَعْلُنْ ..... فَعْلُنْ/ فَعْلُنْ/ فَعْلُنْ/ فَعِلُنْ
مخبون/ مشعث/ مشعث/ مشعثة..... مشعث/ مشعث/ مشعث/ مخبون

في هذه الصورة يكون الخبب صحيحا مع كون همزة "المهتدي" موصولة.‏
لكن البيت ينكسر مع كون همزة "المستهدي" مقطوعة، فيخرج الشاعر عن بيت الخبب:‏


وأبـــي عمرو ذي النوريـــن .......ألمستهـدي المستحيي البهـــ
‏الوزن = (2) 2 2 2 2 2 2 2......‏2 2 2 2 2 2 2 (2) 2‏ .
‏///0 /0/0 /0/0 /0/0‏..... ‏/0 /0/0 /0/0 /0/0 ///0‏
فَعِلُنْ/ فَعْلُنْ/ فَعْلُنْ/ فَعْلُنْ....... ‏ زائد فَعْلُنْ/ فَعْلُنْ/ فَعْلُنْ/ فَعِلُنْ

يبدو أن الانكسار لحق أول المصراع الثاني في أول صوتين.‏

ويبدو أن هذا النقاش لدى العبدري هو نقاش مفتعل، لم تدع إليه ضرورة، ذلك أن صاحب البيت الشعري ‏‏(أبا عبد الله المصري) كان على علم بهذه القضية، من خلال تقسيمه للفظ "المستهدي" بين مصراعي البيت ‏لتفادي الوقوع في انكسار البيت، وعيا منه بأن إلقاء القصيدة يفرض –بالضرورة- تحريك الحرف الأول ‏من كل شطر، وفي حالة لفظ "المستهدي" لا بد من أن تتحول همزة الوصل إلى همزة القطع. لكن ما يهمنا ‏في هذا النص هو تأكيد العبدري والنقاد القدماء على عيب انكسار الوزن.‏

‏3 – ‏
يورد الثعالبي (تـ429هـ) قصة في يتيمة الدهر حول عدم اهتمام الشعراء بالعروض أو معرفتهم لمبادئ ‏الإيقاع الشعري، يقول عن أبي القاسم عبد الواحد بن محمد الأصبهاني: "جمعتني وإياه مناسبة الأدب وفتقنا ‏نوافج المذاكرة وتجاذبنا أهداب المحاضرة والمناشدة ولذَّ لنا العيش وطاب الوقت بالمعاشرة فأنشدني يوما ‏لنفسه قصيدة منها هذا البيت:‏


وَلَيْلٍ خَداريَّ الجَنَاح مخدَّر الصــ....... ـصباح حرون النجم طاولته فكــرا

فاستعدته إيَّاه فأعاد فقلت له أو علمت أنَّه مرصَّع وفيه تجنيس وتسجيع واستعارة وطباق فاستفسرني فقلت: ‏أما التجنيس فقولك خداري الجناح ومخدَّر، وأما التسجيع فقولك خداريّ الجناح مخدَّر الصباح، وأما ‏الاستعارة فقولك حرون النجم، وأما الطباق فجمعك بين الليل والصباح، فقال والله قد نبهتني على ما غفت ‏عنه، وقام إليّ فقبَّل رأسي وقال لي كل حسن"‏

‏4 –‏
ونقد الوزن من الأمور التي درج عليها النقاد العرب القدماء، وقد أشار العبدري في النص السابق إلى صنيع ‏الثعالبي (تـ429هـ) مع أبي الطيب المتنبي، ومثل تلك الأمثلة كثيرة في يتيمة الدهر، ومنها قوله: "ومنها ‏الخروج عن الوزن كقوله:‏


تفكُّرُهُ عِلْـــمٌ، وَمَنْطِقُهُ حُكْـــمٌ........... وَبَاطِنُــهُ دِينٌ، وَظَاهِرُهُ ظُـرْفٌ

وقد خرج فيه عن الوزن لأنه لم يجيء عن العرب "مفاعيلن" في عروض الطويل غير مصرع وإنما جاء ‏‏"مفاعلن". قال الصاحب ونحن نحاكمه إلى شعر للقدماء والمحدثين على بحر الطويل، فما نجد له على ‏خطئه مساعدا قال القاضي أبو الحسن وقد عيب أيضا بقوله:‏


إِنَّمَا بدر بن عمَّـــار سحــابٌ....... هَطِــلٌ فِيهِ ثـَوَابٌ وَعِقَـــابٌ

لأنه أخرج الرمل على "فاعلاتن" وأجرى جميع القصيدة على ذلك في الأبيات غير المصرعة، وإنما جاء ‏الشعر على "فاعلن" وإن كان أصله في الدائرة فاعلاتن".‏‎ ‎‏ يعيب الثعالبي -في هذا النص- على المتنبي ‏خروجه على الوزن في نقد عروضي مباشر، أي نقد الوزن من حيث هو وزن، وليس في تشاكله مع باقي ‏العناصر الأخرى المكونة للشعر. والعيب عنده هو:‏
‏ ‏

تفكُّره علـــم، ومنطقـــه حُكْمٌ........وبــاطنه دين، وظاهره ظُـرْفٌ
‏الوزن = 3 1 3 4 3 1 3 4‏ .........‏3 1 3 4 3 1 3 4‏
‏//0/ //0/0/0 //0/0 //0/0/0‏ ...... ‏//0/ //0/0/0 //0/ //0/0/0‏
فعول/ مفاعيلن/ فعولن/ مفاعيلن..... فعول/ مفاعيلن/ فعول/ مفاعيلن
مقبوض/ سالم/ سالم/ سالمة....... مقبوض/ سالم/ مقبوض/ سالم


ففي هذا البيت؛ جاء المتنبي بالعروضة تامة والضرب كذلك: مفاعيلن على غير ما عرف في الطويل. لكن ‏تجوز هذه الحالة لدى العرب، حينما يتعلق الأمر بالمطلع، فيجوِّز التصريع: أن تكون العروضة والضرب ‏على تفعيلة واحدة، فإذا كان الضرب تاما، كانت العروضة كذلك، يقول أحد الدارسين موضحا هذه المسألة: ‏‏"أما إذا جاء البيت مصرَّعا، أي إذا اتحد العروض والضرب في القافية، ويجيء هذا إعادة، في مطلع ‏القصيدة، فيكون الحكم على تفعيلة العروض مثل الحكم على تفعيلة الضرب، أي لا تكون العروض ملزمة ‏إلا بعد انتهاء التصريع، بدءا من البيت التالي، حيث تعود إلى صورتها الأساسية أي مقبوضة"‏ ‏. كان نقد ‏الثعالبي حول خروج المبدع عن تقاليد وموروث العرب في الإيقاع، الذي لا تكون فيه العروض إلا ‏مقبوضة (مفاعلن)، إلا في حالة التصريع. وفي نفس النص النقدي نجد جذوة الثورة على هذا الإيقاع ‏الخليلي من طرف الصاحب بن عباد، الذي ينحو نحو تبرير الخطأ كما فعل العبدري –مثلا- في نصوصه ‏السابقة. وبهذا يكون نقد هؤلاء النقاد لإيقاع الشعر العربي بناء على الموروث الموسيقي، وليس بناء على ‏رهافة الأذن، وتشاكل عناصر الشعر.‏

حنين حمودة
07-11-2013, 11:00 AM
المتنبي
مالئ الدنيا وشاغل الناس
على مر العصور..

أنام ملء جفوني عن شواردها- ويسهر الخلق جراها ويختصموا

خرج عن المألوف.. لكنه ما خرج عن الدائرة!
هل هذا هو الإبداع؟!
أظن ذلك، والله أعلم.

شكرا لجمال روحك