المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ريثما تنتهي الحربْ ... !



مخلص النوايا
06-15-2005, 01:24 AM
ـ متى تبدأ الحربُ يا أبتي ؟
إذا سقطتْ قريةٌ في الجوار .
ـ أرى قريةً في الشمال !!
إذن سوف تكثرُ من حولنا سوسناتُ القرى .
ـ سأدفنُ ألعابي الورقية في الرمل يا أبتي ريثما تنتهي الحربْ .
ستلْمحُها من بعيدٍ طفوليةُ الغرباء .
ـ لماذا تخبّئ خنجركَ الغجرية خلف أزارير ثوبي الممزّق بالذكرياتْ !

لتجعلها هكذا وثبةً في الغموضِ إلى نحْرِ أمك حين تريقُ الورودَ على شفتيك , وفي قاعةِ البئرِ دعْ أخَوَاتِكَ يقرأنَ يوسفَ من حولهم , لئلا تمرّ الجنودُ على عتباتِ البيوتْ , فإن البيوتَ الشريفةَ لا تُسْرجُ الليلَ للغرباء . ستكبرُ في آخر الحربِ يا ولدي حين تسمعُ في البندقيةِ صوتاً كحزنِ المساء . كلانا سيَكْسِرُ أغنيةً في رفوفِ الكلام , وعند بكاءِ القصيدةِ يخْلعُ جبّتَه للجراح . تذكّرْ عُمومتنا قريةً قريةً ريثما تمضغُ الخيلُ أرغفةَ الكلماتْ , سأرحلُ بين ثقوب الجدارْ ...

06-15-2005, 08:21 AM
لشعر أخي وأستاذي نكهة ومقام خاصان عندي سواء لذاتهما أو لأنهما من شعر أخ له مكانة خاصة.
ولما كان الأخ 0مخلص النوايا من أوائل من أتقنوا الرقمي ثم نأى عنه، فإنني أطمح بإيلاء هذه القصيدة عناية خاصة – وهي تستحق –لعلي بذاك أنجح في استرداد ( بعض ياسر) إلى منتداه، ولو في غير ما يتعلق بالوزن.
أدعو من يود أن يشارك معي في تناول هذه القصيدة أو بعضها من النواحي التالية، وأعني بالتناول المضوعي منه لا المدح ولا الذم.

1- المضمون والأسلوب
2- الصور
3- الوزن
4- التدوير في شعر التفعيلة
5- م/ع
6- بعض الصياغات والتعابير
7- أسئلة واستيضاحات من الشاعر
8- ظلال الكلمات والتعابير في القصيدة
9- محاولة تقديم الأبيات أو الأسطر أو الفقرات نثرا بالمعنى المقصود مع التزام أقرب صورة لترتيب الكلمات وصياغتها في الأصل الشعر بشكل يكشف غوامض الفكرة والألفاظ والصور على غرار بعض شراح الشعر العربي، كما في شرح البرقوقي مثلا لبيت المتنبي:


تتبع آثار الرّزايا بجوده = تتبّـُع آثار الأسنة بالفُتْلِ

" إنه جبر أحوال الناس وأصلح ما لحقهم من الرزايا والخسائر .........وآسى جروحهم وداواها بجوده، كما تؤاسى جروح الأسنة وتُداوى بالفتائل".
وهنا ربما نصادف بعض الصعوبة التي لا شك سيساعدنا الشاعر في التغلب عليها. وربما أعاننا هذا الأمر على الربط بين بعض الغموض وما نحن بصدده، ولكنها ستكون مثرية للقراء وللشاعر على حد سواء.

10- أي نواح أخرى يراها المشاركون الكرام.

وأرحب ثانية بأخي مخلص في منتداه.

*******************

1- المضمون والأسلوب

تبدو القصيدة وصفا لحال الأمة وسلبيتها تجاه ما يحيق بها من سقوطها قطعة قطعة. والأسلوب أقرب إلى الوضوح الذي ألفناه عموما في الشعر العربي مع بعض الميل الخفيف إلى الغموض في التفاصيل دون التوجه العام، وهو قدر مستملح يستدعي استطلاع مكنوناتة بقدر من إعمال الفكر.

كلمات
06-15-2005, 11:35 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أؤيد أنّ لشعر الأستاذ مخلص جمال مفترٌّ على جمال..
لستُ على دراية كبيرة كما الأساتذة هنا.. لكن سأبدأ معكم بهذه..
ـ متى تبدأ الحربُ يا أبتي ؟ 3 2* 3* 2* 3 1 3 = 3/3 = 1
استهلّ الشاعر قصيده بسؤال.. وأظنّ فيه من البراءة ما يكفي كون المؤشر ليس مرتفعا كما توقعتُ.. ربّما صخب كلمة الحرب اوحت لي بذلك..

إذا سقطتْ قريةٌ في الجوار .3 1 3* 2* 3* 2* 3 ه = 4/2 = 2
وارتفع المؤشر نظرا لجواب الوالد الهادئة والتي تحوي سخرية بين طيّاتها كما أحس..

ـ أرى قريةً في الشمال !!3 2* 3* 2* 3 ه = 3/2 = 1.5
إذن سوف تكثرُ من حولنا سوسناتُ القرى . 3* 2* 3* 1 3* 2* 3 2* 3 2* 3= 7/3 = 2.3
هنا أقرؤها على أن "أرى قرية في الشمال" قول الصبي و " إذن سوف تكثرُ من حولنا سوسناتُ القرى" استطراد الوالد..
وأجدها الأقرب للصحّة.. ربما لعلامة "-" التي وضعها الأستاذ مخلص..
ارتفع مؤشر قول الصبي ولكن ليس كثيرا كما توقّعت.. وأربط الأمر مرة أخرى ببراءة الصبي وعدم إحساسه بخطورة الوضع..
وارتفع قول الوالد كذلك ولا أعدّ الأمر ارتفاعا بس أحسه ذات المدى والأمر يعود لاتزان..

******************************
لستُ من محبّي استيضاح الكتّاب كثيرا عن دواخل حروفهم والأمر يعود لأسباب كالأمواج في طّنَب..
لي سؤال واحد ربما أحتاج منه تدعيما..
لمَ استهلال الولد حضر بمتى تبدأ الحرب وليس أيّان نهايتها..؟

دمت بألف خير
كلمات

(الصمصام)
06-18-2005, 12:24 PM
ياسر ونص شهي محفز للتساؤلات

سأبدأ من عند سؤال الفاضلة كلمات لأرى مدى فهمي للنص


((( لمَ استهلال الولد حضر بمتى تبدأ الحرب وليس أيّان نهايتها..؟ )))

ربما يكون ذلك لأن النص واقعي و ينقل لنا صورة واضحة عن فكر المجتمع وطريقة تفكيره
هذه الواقعية وطريقة التفكير مع استهجان الشاعر لها هي ما حفزت السؤال بمتى تبدأ؟

والنص عبارة عن رحلة طويلة تبدأ بسؤال ولاتنتهي برحيل عبر ثقوب الجدار
فالشاعر ترك نهاية النص لنا ولخيالنا

وان انتقلنا للغة النص والصور سنجد الكثير من الصور والمفردات المستحدثة الجالبة للإنتباه بعمقها ودلالاتها
وقد أجاد ياسر بإخراجه لنص يمكن أن نراه كشريط سينمائي متحرك أو كفيلم مثير لا يدع للمشاهد
فرصة للإلتفات لتعاقب الأحداث .

آخر ما أقوله هو عن رؤيتي للنص من الناحية الشعرية أو النثرية
وهو رأي خاص بي وأعلم جيدا أن قلب ياسر يتسع له ولي
النص شعري لا جدال في ذلك خاصة اذا تتبعنا وزنه فنجده لا يشذ عنه ويلتزم به
ويتضح ذلك من خلال قراءتنا لمقدمة القصيدة
ولكني والحق أفقد في بعضه احساسي بشاعرية النص وأراني أكمله كنثر موزون
فهل طول النفس في بعض المقاطع يفقدنا ترابط الايقاع
أم أن اختيار الشاعر لبحر تفعيلته متكررة ( بحر المتقارب ) هو سبب ذلك
وأعني بذلك بالرتابة التي قد تصيب القاريء من تكرار الايقاع اذا طال المقطع يفقده الاحساس بالوزن
أم لعدم تحديد الشاعر لروي محدد للنص يميزه أو يغلب عليه .

06-18-2005, 05:24 PM
السلام عليكم

الشاعر مخلص النوايا
وضعت قصيدة مليئة بالصور , هذه الصور التي أعطت القصيدة بعداً رمزياً , وإن كان المعنى لا يخفى على القارئ لأن موضوع القصيدة موضوع عام يهمّ كل من ينتسب إلى أمة مقهورة مهزومة.

وسأتناول بعض هذه الصور , محاولة بيان مقصدها ـ وفق وجهة نظري الخاصة ـ لذلك أرجو معرفة رأيك بما سأقدمه من تحليل

(سأدفنُ ألعابي الورقية في الرمل يا أبتي ريثما تنتهي الحربْ )
وصف الشاعر الألعاب بالورقية, ربما ليعبّر عن أن هذا الطفل محروم من اللعب الحقيقة لذلك فقد كانت ألعابه رسوماً على الورق , أو مجرد أشكال بدائية لألعاب صنعها بنفسه من أوراق تالفة, ورغم ذلك فهو يراها غالية عليه فيفكّر بإخفائها عن عيون الأعداء , أين ؟ في الرمل!
ويأتي جواب الأب :
(ستلْمحُها من بعيدٍ طفوليةُ الغرباء )
فالرمل لن يكون مكاناً آمناً , فهو ملهى الأطفال, وعندما يدخل الأعداء وأطفالهم سيكون الرمل ملعبهم , عندها سيجدون لعبك المخبّئة, وستغدو هذه الألعاب كالنعامة التي تخفي رأسها في الرمل ويبقى جسمها ظاهراً فوقه.


(لماذا تخبّئ خنجركَ الغجرية خلف أزارير ثوبي الممزّق بالذكرياتْ)
وصف الشاعر الخنجر بالغجرية, والغجر قوم رحّل , كذلك خنجر هذا الأب الذي رحل معه من حرب لأخرى ومن قرية مهجّرة لأخرى فغدت كالغجر.
ولكنها كانت غالية على الأب فحفظها مع أغلى ما يملك, ولده , فلذة كبده, الذي لا يستر جسمه إلا ثوب ممزق يشهد على فقر الأسرة وتشرّدها.

وهنا أرى صورة عميقة, فالمُهجّر يتخلّى عن كل شيء إلا المقاومة , ولذلك قد يترك بيته ومتاعه وماله, لكنه لا يترك ولده ـ الذي هو امتداده ـ ولا سلاحه , الذي هو رمز مقاومته, ومفتاح عودته لأرضه وبيته وماله.

أكتفي بهذا الآن ولي عودة أخرى بإذن الله .

مخلص النوايا
06-19-2005, 01:42 PM
أستاذي العزيز خشان

شكرا لكلماتك الطيبة

أتمنى أن أكون دائما عند حسن ظنك

محبتي لك

مخلص النوايا
06-21-2005, 01:42 AM
الأستاذة كلمات

شكر لقراءتك الجميلة

سررت كثيرا لهذا التأويل الرائع

لمَ استهلال الولد حضر بمتى تبدأ الحرب وليس أيّان نهايتها..؟

أجد جواب أخي الصمصام هو الأقرب إلى نفسي

محبتي

سامي البكر
06-23-2005, 07:08 PM
الحقيقة لا أدري ما أقول
إلا أني أحسست أني لا أستطيع التوقف عن قراء تها
أقرأ كلمات من السهلة الممتنعة
مليئة بالصور الجمالية
مع عذوبة في اللفظ
وسمو في المعاني
وشيء من غموض جميل

هذا ما لدي
وأتمنى أن أستمتع بتحليل القصيدة على الطريقة التي شرحها الأستاذ خشان

لتظهر مكنوناتها

مخلص النوايا
07-01-2005, 12:41 AM
أخي العزيز الصمصام

الخروج من الأيقاع إلى النثر في النص مرحلة جميلة , بحيث لا تشعر بالأيقاع في نص موزون ولا أعتقد أني أجدت به ولكن أتمنى أن أوفق في هذه الناحية , من القلب شكرا لك .

07-15-2005, 08:00 PM
أخي مخلص

هذه مكاتبات مع صديق أجلّه أرسلت له رابط ( قصيدتك)

هو : أين القصيدة في هذا الرابط؟

أنا: الحق معك ، قلت لأخي مخلص أنت على شاطئ الحداثة وتوشك أن تغرق فيها.

هو: أما عن مخلص و إن كنت تحبه فالمفروض أنك تحب الشعر أكثر ! أين العروض و كل ما تنظّر له ؟ الغريب أن جميع المشاركين أبدوا إعجابهم بالقصيدة المزعومة !!!

أضع هذا الحوار للأمانة .

07-15-2005, 10:13 PM
أحس بنفحة درويشية في هذا النص..
نسبة لمحمود درويش طبعاً.