المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المودة والحب



07-09-2005, 12:05 PM
المودة والحب

لمّا وصف الله عزّ وجلّ العلاقة بين الرجل والأنثى بقوله: " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " لم يصف العلاقة بينهما بالمحبة إنما بالمودة, ونتساءل هل هناك فرق بين الكلمتين ؟
المودة تعني الحب والصداقة, والود يكون في جميع مداخل الخير .
أما الحب فهو نقيض البغض .
وقد اُستعمل لفظ المودة لأنها تعني حسن الإختيار فالمسلم أو المسلمة يكون اختيارهما لبعضهما قائم على العقل أولاً لأن العلاقة بينهما علاقة مودة أي أنها صداقة وحب للخير الموجود فيهما, وليست علاقة حب لأن الإنسان قد يتعلق بأشياء ليس فيها خير ويحبها كمن يحب التدخين مثلاً.
فالحب علاقة قائمة على الشهوة شهوة النفس ورغباتها , أمّا المودّة فهي علاقة أدوم وأرسخ لأنها علاقة تميّز الخير الموجود في كلا الطرفين ويكون التعلق بينهما بسبب هذا الخير لا بسبب شهوة قد تنقضي بمرور الوقت .
لذلك صرنا نسمع الناس يقولون الزواج مقبرة الحب, لماذا؟ لأنّ الحب شهوة والزواج يقضيها ومع المعاملة تتكشف العيوب فتموت الشهوة ويموت الحب .
ونادراً ما نرى شخصين مقبلين على الزواج يكون تفكيرهما نابع من أهمية الزواج ومسؤوليته, فنرى الناس قسمين, قسم يهتم بالمظهر فيترك لشهوته حرية الإختيار, وقسم يبحث عن الجوهر ولكنه لا يعي المهم في هذا الجوهر فيهمل الجوانب الأخرى .
وأرى أننا يجب أن نفهم العلاقة الزوجية أولاً ثم نتحدث عن العلاقة بين الرجل والمرأة , وبالتالي أرى أن من واجب الأباء والأمهات تربية أولادهم سواء الذكور والإناث من أجل أن يفهموا معنى هذه العلاقة حتى يستطيعوا فيما بعد أن يختاروا شريك العمر بوعي وحكمة وبذلك فقط نضمن السعادة الأسرية .

07-09-2005, 09:40 PM
" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "

صدق الله العظيم

لم تقل الآية إن المودة والسكن هي علة الزواج ونتيجته عبثاً.
عز وجل أدرى بخلقه.
ولكن المسلمين والفقهاء بالذات مع الأسف حين شرعوا للأسرة استسلموا لاعتبارات انتهازية تخص سيطرة الرجل ومصالحه، لذلك اقتطعت الآيات من سياقها واكتفي في تقرير حكم حكم تعدد الزوجات بأنه "مباح". وتم تجاهل كل الاعتراضات والتحفظات، بل ذهبت الطبيعة الشرطية لإباحة التعدد فكأن الله قال "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع" ابتداء ولم تكن الجملة جواباً للشرط!
"فإن...""فانكحوا.."!
وهذه الانتهازية حكمت تصور الأوائل لموضوع إباحة الرق أيضاً فلم تؤخذ بعين الاعتبار السيرورة للعامة للتحرير بل تجوهلت القواعد التي تجفف منابع الرق كمنع استرقاق الأحرار فصار الرقيق يخطفون من بلادهم بلا اعتراض منا حتى كان تحرير الرق وإلغاؤه عملاً ادعته الحضارة الغربية لنفسها ولم يفعله المسلمون!
إن مفهوم القرآن للأسرة لا نكاد نراه في النصوص الفقهية التي عمل بها المسلمون عبر العصور، فلا سكينة ولا مودة ولا رحمة، بل كان المسلمون مزواجين مطلاقين، وإذا كانت هذه الحالة في عصور الازدهار قليلة الاضطهاد للمرأة رغم تناقضها مع مفهوم الإسلام للأسرة فإنها في عصور الانحطاط والضيق تحولت في اتجاه اضطهاد المرأة فقط.
ولأعد إلى موضوع الحب والمودة.
لا شك أن الأستاذة محقة في اعتبار المودة هي الذروة العالية للعلاقة الزوجية الناجحة الطويلة.
وأما الحب كما يوصف في الأغاني فما هو في نظري إلا ظاهرة يعرفها المراهقون سناً ومن هو في حكمهم من المبتلين بما يسمونه "المراهقة المتأخرة". وهذا النوع من الحب هو وحده الذي قالوا إن الزواج يقتله.