المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تلك القناديل التي بات الدجى



عبد الهادي الشاعر
07-17-2014, 06:31 PM
تلك القناديل التي بات الدجى
يحكي لها وعد المسيح و تحلمُ
نزلت ملائكة السماء تحفها
و رياح أخدود الفداء تتمتمُ
مذ وتدت فيها الجبال و أرضنا
الله في أرجائها يتكلمُ
نفح المسيح شذاه في أعطافها
فأتى إبن ثامر عاشقا يتشممُ
أعطته إنجيلا فقبل ثغرها
فوشت به للسامرين الأنجمُ
الخمسة الأسماء كانت حرزه
تحت العقيق وكان منها يلهمُ
لما أحس بأن موتا محدقا
خلي حبيبته بها تتختمُ
فنجت و بات حبيبها كذبالة
ظلماً و من ذا مؤمن لا يُظلمُ
من أجلها ضحى ليدفن هائما
إن العفيف إذا هوى يتهيهمُ
لم أحرق الأوغاد نرجسة الضحى
و القدس من نسماتها تتنسمُ
الأم خائفة تضم رضيعها
فيقول مثلي بالشهادة يعظمُ
لا تطلبي من ذي نواس رحمة
أماه إن النار عندي أرحمُ
المؤمنون تقدموا فتقدمي
إن السعيد اليوم من يتقدمُ
يا أمة جمع الإله رفاتها
بكفوفه و النار فيها تضرمُ
زوارها سبعون ألف مسبح
ليسوا بإنس بل ملائكة همُ
ما زار منهم زائر ثم أنثنى
إلا و يحلم أن يعود يسلمُ
يا عنفوان الصبر أي مدينة
سبقتك للتاريخ أنت الأقدمُ
يا أنتِ قالوا عنكِ كنتِ عظيمة
أنتِ التي في كل يوم أعظمُ
ما من نبي قد أتى برسالةٍ
إلا وأنتِ لنشر دعوته فمُ
بخيوط شمسك دهرنا يتعمم
و بليلك الدنيا حيا تتلثمُ
قد كنت في الحجر المقدس قُبلة
من ثغر جبرائيل إذ هو محرمُ
فلبثت أحقابا تطاول عهدها
لم تلتقطك شفاه عبد يُلهمُ
حتى أسرّ إليك نوح أنه
الأرض بالطوفان سوف تدمدمُ
كوني على شفتي أول من نجا
فسفينتي في العصر لا تتحطمُ
من ثم قررتِ الرحيل إلى فمٍ
بالوحي في المحراب لا يتلعثمُ
إن مرّت الأسماء لا تنسينها
و عن اسمك الأسماء ليست تعلمُ
بل أنتِ ل اتدرين ما اسمك حينها
يا من على أسرارها تتكتمُ
كم مرةٍ قلتِ لنوحٍ سمني
إنّي من الاسماء باسمٍ أحلمُ
فيقول يا بنت السماوات العُلى
أسماؤك الدنيا بها تترنمُ
يا أنتِ يا نجران فردوس الهدى
يا نار جنّ للجبابر ترجمُ
أصبحتِ نجرانا يفكّ رموزها
قمرٌ يصلي و الليالي نُوّمُ
موعودةً بالنّور يا يمنيّةً
كم كنتِ مغرمةً و نوح مغرمُ
و قرأت في الألواح أن مسافرا
يوما إليكِ من السماء سيقدمُ
يطويك مثل رسالةٍ في جيبه
و يغيب فوق غيمة لا تقحمُ
حتى يمرّ على ضفاف بحيرة
يلقيك فيها و السحائب حُوّمُ
ستغمرين الماء يا وادي طوى
و ستعظمين و كم صغيرٍ يعظمُ
كلمات نوح هذه في مسمعي
مذ كنتُ روحا ما أنا أتوهمُ
يا قصّة يا أنتِ يا أسطورةً
نطق الوجود بها فكان المعجمُ
يا خمرةً طهّرتِ كلّ مفاصلي
ثملٌ أنا ثملٌ و كأسي مفعمُ
ألقيتِ في أذنيّ حضارات مضت
تجارة الاغريق, عادٌ, جرهمُ
ألقيتِ في عينيّ غيبا واعدا
فرأيتُ مالأقدار كانت تكتمُ
وادي طوى, نجران, أخدود الفدا
أصبحتُ من شعر النبؤة أنظمُ
بالغيب وهما لست أرجم إنما
الغيب بي نحو الحقيقة يرجمُ
قلم السقيفة هل يجفف مداده
أو كربلاء هل يجفّ لها دمُ
هذا السؤال إجابة لأولي النهي
إني أكاد بما سيحدث أقسمُ
سقط الزمان إلى الحضيض سفالة
ساد الذليل و كل أنف ترغمُ
و تراكمت جيفٌ على البحر الذي
الدرّ في أعماقه يتظلّمُ
و المؤمنون خفيّة صلواتهم
و السيف يقطر و الكلام محرّمُ
و تحوم غربان على قبب الحجا
و الفيل في الحرم المقدس يجثمُ
هذه المآسي أوشكت أن تنتهي
و معابد الأصنام سوف تهدمُ
و عواصم الجبروت أوشك حرقها
ستهان بعد الكبرياء و تُهزمُ
و الليل مجنون يقص جناحه
و الفجر في كل الدّنا يتبسمُ
ستجيئ بلقيس هنا يا حلوتي
لتقول مأرب في هواك متيمُ
و ستلبسين من الشموس قلادةً
و سترتوي من ماء عينك زمزمُ
و ستنأفين عن الملوك
إن الكريم عن الخنا يتكرمُ
و ستدخلين قصور آل محمدٍ
و على ذارعيك المسيح و مريمُ
سيكون لا إكراه في دين ولا
رأي يُضام ولا حقوق تهضمُ
سترى جبينك شمس كل مدينة
و إليك روما وجهها ستيممُ
هي في الشتاء ترى بيوتك كلها
ثلج على شرفاتها يتكومُ
لا تسأليني يا حبيبتي من أنا
أنا من على أسراره يتكتم

(الشاعر/ مهذل الصقور)ُ