المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوقوف على المتحرك في الشعر



{{د. ضياء الدين الجماس}}
12-18-2015, 01:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وقوف الكلام على المتحرك في الشعر
د. ضياء الدين الجمَّاس

القاعدة العامة في نطق الكلام العربي أن يبدأ بمتحرك ويقف على ساكن . وهذا سهل في الكلام النثري العادي ولكن الشعر كلام موزون مقفى ، وللمحافظة على الوزن والقافية يجب مراعاة الشاعر عند نظمه الشعر أن ينهي عروض الصدر أو ضرب العجز بساكن أو متحرك يقبل المَدَّ لتحقيق السكون، وهذا الأمر واضح لدى معظم الشعراء فيما يخص نهاية البيت (ضرب العجز وقافيته) فالقافية إما أن تكون ساكنة ( مقيدة) ، وهذه لا إشكال في الوقوف عليها، أو متحركة (مطلقة) وللوقوف على حركة هذه القافية ساكنة تمدُّ مدّاً على قدر إشباع الحركة بقدرٍ يحقق الوقوف على ساكن جميل مطلوب في الشعر. ولكن كيف يتحقق الوقوف على متحرك الصدر؟
الوقوف على الصدر ذي النهاية المتحركة :
يراعي الشاعر في قرضه الشعر عموماً أن يجعل عروض الصدر ساكنة ليراعي حالة الوقوف على ساكن طبيعي في نهاية الشطر الأول عند الإلقاء (الإنشاد) . ولذلك يجب أن تنتهي نهايته (العروض) إذا كانت اسماً بالتنوين أو حرف مدٍ ( ا ، و، ي) وإذا كانت فعلاً فيجب أن يكون مجزوماً بجازم أو فعل أمر، أو أن ينتهي بحرف علة يقبل المد– كالأفعال المعتلة أو المقصورة أو المنتهية بالضمائر كواو الجماعة أو ألف التثنية أو ياء المتكلم.
وتراعى هذه الحالة في عموم الشعر خاصة إذا انتهى الصدر بوتد أو فاصلة أو سبب لا يقبل الزحاف (مثل مَفَاعلْ = فعولن في الوافر). ولا ينتهي الصدر عادة في الشعر المقفى بحركة مشبعة إلا في حالات خاصة :
أ‌- إذا كان البيت مصرَّعاً .
ب‌- إذا قبلت تفعيلته الزحاف بحذف ساكنها الأخير (مثل فعولن 3 2 في المتقارب، و فاعلاتن 2 3 2 في مجزوء الرمل والمجتث والمضارع، ومفاعيلن 3 2 2 في الهزج)
ففي هذه الحالات ( العروض بوزن فعولُ ، فاعلاتُ، مفاعيلُ) إما أن يتابع الشاعر كلامه بوصل العجز مع الصدر نطقاً ، أو إذا أراد الوقوف على نهاية الصدر المتحرك أشبع حركته لتعويض الساكن المحذوف في الزحاف (إعادة الساكن تعويضاً) ،كما يفعل في الضرب للمحافظة على القافية سليمة ، ولا يسكن الحرف المتحرك لأن ذلك يؤدي غالباً إلى قافية مترادفة لا تصح إلا في الضرب أو الصدر المصرع.
الخلاصة:
يجب أن يحرص الشاعر على أن يجعل عروض صدره ساكنة ليتجنب إشكالات الوقوف على متحرك ممدود قدر الإمكان، ولا إشكال في التدوير إذا حقق توازن وزن الشطرين والمسموح من القوافي المتباينة (يرجع إليها في علم القوافي). والأفضل أن يتجنب التدوير أيضاً قدر إمكانه .وإذا اضطر إلى زحاف عروض الصدر بحيث ينتهي بمتحرك فيشبعه مدّاً عند الوقوف عليه
:وح3::وح3::وح3:

{{د. ضياء الدين الجماس}}
12-18-2015, 01:45 AM
فرق الوقوف بين القرآن الكريم والشعر
القاعدة العامة في نطق الكلام العربي البدء بحرف متحرك والوقوف على ساكن ، ولا تقف العرب على متحرك إطلاقاً ، ويتجلى النطق الصحيح لهذه القاعدة في تلاوة القرآن الكريم، ولكن هناك فروق بين التلاوة والإلقاء الشعري أو الإنشاد في طريقة الوقوف على الساكن، وهذا من العلامات الفارقة للقرآن الكريم بأنه ليس شعراً فلا يهتم بأوزان الشعر العربي ولا قوافيه وله وزنه الفرد وطريقة تلاوته الخاصة به التي تهتم بجمال النطق العربي في إخراج الحروف من مخارجها واتباع أحكام التلاوة من الوقف والقطع والسكت لأغراض متعددة أهمها منع التباس المعاني. والمقصود بالوقف أن يتنفس القارئ فترة للراحة ثم يتابع الكلام ، وأما السكت فيكون بمقدار حركتين وأما الوقوف أقل من السكت فله حكم الوصل كما يحسن الوقف على رؤوس الآيات :
وأما طريقة القرآن الكريم في الوقوف على الساكن فتصح على أي كلمة من الآية أثناء تلاوتها لسبب يطرأ على القارئ كانقطاع نفسه مثلاً ويتم على الوقوف على المتحرك بإبدال حركته سكوناً وإذا كان الحرف منوناً منصوباً أبدلت نون التنوين بألف المد وأما التنوين بالرفع أو الكسر فيوقف عليه بالسكون بلا مد. على أية حال يرجع لأحكام الوقوف والسكت في كتب التجويد.
وأما الوقوف في الشعر على المتحرك فيكون بمد المتحرك على قدر إشباعه لتوليد السكون ، وهو خاص بالقوافي في العروض والضرب ، وغالباً مالا يسكت الشاعر بين الشطرين إلا سكتة قصيرة جداً ( أقل من حركتين) فالشطر الثاني بحكم الموصول نطقاً بالشطر الأول ولذلك كثيراً ما لا يحتاج الشاعر إلى مد المتحرك وينطقه كما هو مواصلاً كلامه بالشطر الثاني. ويكون حكم مد المتحرك للوقوف على ساكن واجباً فيما لو وقف وقفة طويلة على نهاية الصدر كوقفته في نهاية العجز فيحتاج إلى المد حكماً لأن الصدر يأخذ حكم العجز في هذه الحالة.


الموضوع قابل للحوار ، وهو يجنب الشاعر الوقوع بأخطاء القوافي خاصة المبتدئين.
أرجو أن يكون في الموضوع فائدة لنا جميعاً

:وح2::وح3::وح2:

خشان خشان
12-18-2015, 04:15 AM
أستاذي الكريم

إستقرّ في ذهني قول أستاذي محمد ب. إن المتقارب والهزج يسلس - استثناءً- في
عروضيهما الوقوف على المتحرك.

https://www.youtube.com/watch?v=TIkwPlJzzAA

https://www.youtube.com/watch?v=acef__NQwR4

{{د. ضياء الدين الجماس}}
12-18-2015, 10:22 AM
أستاذي الفاضل خشان
لقد سمعت ما ورد في التسجيل وهو بحكم المتواصل فليس فيه وقفاً بين الشطرين بل سكتة أقل من قصيرة وهو الأصل في الإلقاء الشعري,
ويقصد بالوقف الوقوف التام للتنفس كما في العجز فيجب المد في هذه الحالة لأنه يأخذ حكم العجز.
ومن لايقتنع بهذه القاعدة فينطبق عليه رأيك في تصنيف الذاتي والموضوعي، فمن يرى أن الوقوف على المتحرك جميل في بحرين فهو ذوقه الذاتي الخاص على خلاف أصول العرب وذوقهم في الوقوف ويجب أن نفرق بين الوقف والسكت والوصل.
شكراً للمشاركة والإفادة.:وز::وح3::وز:

خشان خشان
12-18-2015, 11:14 AM
أستاذي د. ضياء الدين الجماس

القريض ذو شجون.

https://www.youtube.com/watch?v=ZadB0GwkzR4