المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نحو: نردُّ ولا نكذّبَ؟



أحمد السعيدي
10-11-2005, 01:33 AM
جاء في الآية 26 من سورة الأنعام قوله تعالى :" ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نُرَدُّ ولا نكذّبَ بآيات ربنا ونكونَ من المؤمنين"
وقد بحثت عن إعراب نكذب وتفسير نصبها فوجدت في إعراب القرآن للزجاج

قال الجرجاني كما لا يجوز أن يكون لا نكذب معطوفاً على نرد لأنه يدخل بذلك الحتم ويجرى مجرى أن يقال يا ليتنا لا نكذب، كذلك لا يجوز أن تكون الواو للحال، لأنه يوجب مثل ذلك من دخوله في التمني من حيث كانت الواو إذا كانت للحال ربطت الجملة بما قبلها فإذا قلت ليتك تأتيني وأنت راكب، كنت تمنيت كونه راكبا، كما تمنيت الإتيان فإن قلت ما تقول في مثل قول المتنبي
فليتك ترعاني وحيران معرضٌ
لا يتصور أن يكون دنوه من حيران متمنًّى، فإن ذلك لا يكون؛ لأن المعنى في مثل هذا شبيه التوقيف، نحو ليتك ترعاني حين أعرض حيران، وحين انتهيت إلى حيران، ولا يكون ذلك إلا في الماضي الذي قد كان ووجد، وكلامنا في المستقبل، فهذه زيادة في آخر الكتاب تجئ على قول الفراء دون سيبويه وأصحابه، من عطف الظاهر المجرور على المضمر المجرور،

ولم أفهم وجه نصب نكذب

جزى الله من يفهمني خيرا

سارة الهذلي
10-11-2005, 05:07 AM
النصب إما أن يكون بإضمار " أن " ، أو لأن الفعلين " نكذب " و " نكون " وقعا في جواب التمني .
وإن أردت التفصيل والربط بالمعنى فعلنا .

أحمد السعيدي
10-11-2005, 11:42 AM
الدكتورة سارة الهذلي
أشكرك على ما أفذتني به، وليتك تفصلين وتربطين ذلك بالمعنى مع شرح جواب التمني فهذه أول مرة أسمع بالمصطلح فهل التمني كالشرط له فعل وجواب وأين فعل التمني هنا، ثم فعل نرد لماذا لا يدخل في جواب التمني، وما هو فعل التمني ؟
وجزاك الله خيرا

سارة الهذلي
10-11-2005, 04:37 PM
الأستاذ الفاضل
أتمنى أن يضاف إلى اسمي حرف الدال ، ولكلن ما كل ما يتمنى المرء يدركه

إليك تفصيل ذلك :

( قرأ حمزة وحفص بنصب " نكذب " و " نكون " جوابا للتمني ؛ لأنه غير واجب ، وهما داخلان في التمني : على معنى : أنهم تمنوا الرد وترك التكذيب والكون مع المؤمنين . قال أبو إسحق : معنى " ولا نكذب " أي إن رددنا لم نكذب. والنصب في " نكذب " و " نكون " بإضمار " أن " كما ينصب في جواب الاستفهام والأمر والنهي والعَرض ؛ لأن جميعه واجب ولا واقع بعد ، فينصب الجواب مع الواو كأنه عطف على مصدر الأول ؛ كأنهم قالوا : يا ليتنا يكون لنا رد ، وانتفاء من الكذب ، وكون من المؤمنين ..... ) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
وجاء في الفريد في إعراب القرآن للهمداني : ( ... ونصب الثاني على جواب التمني ، ومن نصبهما فبإضمار أن على جواب التمني أيضا على معنى ليت ردنا وقع ألا نكذب وأن نكون من المؤمنين ، أي إن رددنا لم نكذب ونكن من المؤمنين والواو في هذا كالفاء )
وباختصار يمكنك القول : فعل مضارع منصوب بإن مضمرة بعد واو المعية .
والشواهد على ذلك كثيرة :

قال تعالى
(( أو يوبقهن بما كسبوا ويعفُ عن كثير ويعلم َ الذين ))
(( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلمَ الصابرين ))
ومنه :
لاستسهلن الصعب أو أدركَ المنى
للبس عباءة وتقرَ عيني