تالله سالت دموعـي مـن مآقيهـا
(في ليلـة من سهـاد الدهـر أرويها)
(قد رقرق الدمـع حتى فاض يحملني)
من رقعة منك راح القلـب يتلوهـا
قـرأت نفسـيَ فيهـا، دون تأتـأة
(ودون أن أمتطـي فكــرا يجليهـا)
(ونازعتني عيــون للمهـا ألمـي)
كأنـنـي إذ أفـدّيـك أفـدّيـهـا
يفديك من ضنك مضُنـىً بمهجتـه
(أضناه طـول المنى مستبشـرا فيها)
(كم غنى في عينـك الولهـان أغنية)
يفدي عيونَك مـن سهـدٍ مُعَنّيهـا
فلا تظنـي بـأن البعـد يفصلنـا
(ولا مسافاتـه مــدّت تجــافيها)
(ولا الحـدود التي ليست مفـاخرنا)
فوحدة الروح ما شـيء يضاهيهـا
بين السطور خيولٌ لا عنـان لهـا
(صهيلها الخيـر غـاد في نواصيها)
(وصبحـها البِشر والآفــاق ملعبها)
ولا حـدود بساحـات فتزويـهـا
وضبحها ملـؤ سمعـي لا يفارقـه
(وقدحها نـور عينـي فـي نواحيها)
(تجـري وتعـدو على إيقاع ثورتها)
كأنما في فؤادي بات مُجراهـا(1)
فجرحنا واحـد يمتـد مـن عـدنٍ
(حتى دمشق التـي شوقـي يناديهـا)
(ومن فلسطيـن حتى النيــل يؤلمنا)
إلى الفراتِ إلى تطـوان يطويهـا
ولا شفاء لـه مـن دون وحدتنـا
(ولا دواء ســوى التوحيـد يحميها)
(دعوته اليـوم في سـري وفي علني)
سألـت ربـي يشفينـا ويُرسيهـا
هذي الحدود بهـا تجسيـد خيبتنـا
(قد خطـها زارع الأشـواك نجنيها)
(يا من على وهمها سـارت رغائبه)
كفـى بإقرارهـا للعقـل تسفيهـا
هذي النهور دماً فاضت وما فتئـت
(يطفـو على مائهــا دمع يجاريها)
(هذي الدمـاء التي من لونـها أرَقي)
ماذا سوى النهضة الكبرى مكافيها !
كم غصة أنشبت في الحلق مخلبهـا
(وكم من الموجعـات اليـوم أخفيها)
(كفى ظلالـي كما باحـت بقافيـة)
ولست أسطيع بالتفصيـل تنويهـا