مجاراة الشاعر الكبير جبر البعداني لقصيدة الشاعر الكبير ناصر الفراعنة (ملوك الجن )
ملــــــــــــــوك الإنس
لـكَ مـن قـطـوفِ المبدعـيـن الدانـيـة
ومــنَ الـقـلـوبِ العـاشـقـات الحـانـيـه
ومـــن ابـتـهــالات الـمـحــبّ قـصـيــدةً
ســكــرت بـألـفــاظ الــهــوى بـعـدانـيـه
خضَّبـتـهـا بـدمــي الـطـهـور نـثـرتـهـا
عـطّــراً تـقـطّـرَ مـــن زهـــور مـعـانـيـه
حصّنـتـهـا مـــن شـــر نـظــرةِ حــاســدٍ
بعـظـيـمـةِ الـتـنـزيـل ســبـــعَ مـثـانـيــه
وحملتـهـا تخـتـالُ فــي ثـــوب الـتـقـى
عــذراء مــا هــاءت لـــذي شهـوانـيـه
شبّـت علـى لفـظـي العفـيـف عفيـفـةً
حـتّــى تـشـيـبَ عـلــى رؤى إيـمـانـيـه
فاحشـد جيوشَـك كـي تواجـهَ شـاعـرا
دانــت لـــه أعـتــى الـمـلـوك عـلانـيـه
أقسـى مـنَ الدهـرِ العصيـبِ تمـرُّ يـا
مــتــذوّق الـمـعـنــى عـلــيــكَ ثـوانــيــه
فـابـسـط أكـــفَّ الـحــرفِ إنّ لـقـاءَنــا
ضـــــربٌ مـــــن الإبـــــداعِ فلتـلـقـانـيـه
وافـخــرْ لأنّـــك قـــد تـسـاجـل فــارســاً
بالـحـرفِ لــن تـرقـى لـعـشـرِ أمـانـيـه
يــا أنـبــلَ الـشّـعـراء مـــلء حـنـاجـري
شـعــرٌ سـيـغـسـلُ بـالـسَـنـا جثـمـانـيـه
لــك مــن مـلـوكِ الـجـنِّ كـــلُّ جمـيـلـةٍ
طـلّــقــتُــهــا مـــتـــزوجــــاً بــالــثــانــيــة
عـجـبـي عـلـيـك إذ اكتـفـيـتَ بسـبـعـةٍ
مّـمـا تـركـتُ أ "نـاصــرٌ" وثمـانـيـه ؟!
فـأنــا مـلـيـكُ الإنــــس مــــذ ولّـيـتُـهـم
صــارت مـلـوكُ الـجـنِّ طــوعَ بنـانـيـه
تاللهِ لــــن تــرقــى الـجـبــالَ مــطـــاولاً
أو تـخـرقَ الأرضـيـنِ فــي أوطـانـيـه
مـازلـتُ فــي الشّـعـراءِ أغـلــى قـيـمـةً
مّــمــا بـلـغــتَ فــــلا تــثــر شيـطـانـيـه
سيـفـي عـلـى الشّـعـراء لــو سلّـطـتـهُ
كـرهـوا القصـيـدَ : اللهُ قــد أعطـانـيـه
هـــي فـرصــةٌ لـلـمـوتِ قـــد أردفـتُـهــا
بالقولِ :-إنْ جهِل الفتـى- مجّانيـه
سلطانُ شعري يا ابن شعري ظاهـرٌ
سلّـم - فُديـتَ- فقـد عـلا سُلطانـيـه
لـــــن تـصــنــعَ الأقـــــوالُ إلاّ شــاعـــراً
مُـتـمـلـقــاً كـــــــرهَ الـــزمــــانُ تــوانــيـــه
لـكـنّـهــا الأفــعـــالُ تـصــنــعُ شـــاعـــراً
أو ثــائــراً شــهِـــدَ الـجـمـيــعُ تـفـانـيــه
وأنـــا بـغـيـر الـفـعـلِ لـســتُ مُــجــادلاً
خصمي وفـي صـدرِ المكـانِ مكانيـه
فــأنـــا الــيــمــانُ بـحـلــمــهِ وبـعـلــمــهِ
والـحـكـمـةُ الأرقـــــى تــظـــلُّ يَـمـانـيــه
روحــي وإنْ جـحـدَ الظّـلـومُ جمـالَـهـا
ستـظـلُّ فــي نـظـر الـهــوى إنسـانـيـه
بـالـفـعـلِ لا بـالـقــولِ قــــد أودَعـتُــهــا
عـشـريــنَ ألــــف قـصــيــدةٍ ديـوانــيــه
وكـتـبـتُ بالـسـيـفِ الصّـقـيـلِ فــريــدةً
نُقشت على صـدرِِ الدُّنـا صَنعانيـه
في ساحةِ النّصر العظيـم مشاهـدي
واسـأل تخـومَ الشـعـرِ عــن عنوانـيـه
مَـن فـي بـلاط الشّعـر سيـدُ قـومـهِ ؟
يــــا أبــلــغَ الـشــعــراءِ مـــــا أدرانــيـــه
سيجيـبُ عنـك المبـدعـون : إمامـنـا
يا من جهلتَ - الجبرُ في عقلانيه
كــلّــلْ قـصـيــدكَ بـالـتـواضـع طـالــمــا
تـنـوي الـوقـوفَ عـلـى رُبـــا ميـزانـيـه
واصـنــع بـنـفـسـك لا بـأهـلــكَ هـيـبــةً
واهـتـفْ هـــو الإســـلامُ مَـــن رَبّـانـيـه
واشــبــهْ قـريـضــكَ لا تُـقـلّــدْ شــاعــراً
أوَ تحـسـبُ التّقـلـيـدَ قـــد أعيـانـيـه ؟
ودَع امــرئ القـيـس الكبـيـرَ وشـأنــهُ
تـقـتــادُهُ الـخـطــواتُ نــحــوَ الـغـانـيــه
واسـلـك بشـعـرِكَ ألــفَ ألـــف مـديـنـةٍ
غيـرَ العتـيـقِ مــنَ الــدّروبِ الفانـيـه
فـلـقـد أتـيــتُ عــلــى بــســاط مـحـبــةٍ
مــا جــاء بــي حـقــدي ولا طغيـانـيـه
متحصّنـاً بالحلـم مـن طيـش الـرؤى
ومــحـــرّراً مـــــن حـقــدهــا وجـدانــيــه
فــأنــا وأعـفـانــي الـقـريــض تـأهّـبــي
لأصـــوغَ مـــا ربُّ الـسـمــاءِ حـبـانـيـه
حـسـبـي افـتـخـاراً أن تــعــدَّ مـنـاقـبـي
بــيـــنَ الـعــبــاد ولا يــبـــوحُ لـسـانـيــه
لـــي يـشـهـدُ الأعـــداءُ قـبــل أحـبّـتـي
ويــمــوتُ حُــسّــادي لــفـــرطِ أنـانــيــه
كحّـلـتُ بالسـهـد الـطـويـل مـحـاجـري
مــــادام لـيـلــي لـلـصّــلاةِ دعـانــيــه !
مــن خشـيـةِ الرحـمـنِ أذرفُ أدمـعــي
تالله مــــــــا إلّاهُ قـــــــــد أبــكــانــيـــه !
أحـنـو عـلــى الـطّـفـلِ اليـتـيـمِ مُـقـبّـلاً
عـيـنـيــهِ مـحـتـمــلاً لـــــهُ أحـضـانـيــه
أســقــي تـعـطُّـشَـهُ كــــؤوسَ تـحـنّـنـي
يـــــا مـــــن لــحـــبّ نـبــيــهِ أسـقـانـيــه
مستـحـمـلاً جـوعــي أبــيــتُ مُـسـهّــداً
لــيــنـــامَ طـــفــــلٌ جـــائــــعٌ نــادانـــيـــه
فـي روضــة الغـفّـار أغـسـلُ حَيـرت
ـيوأتـوبُ مـن جهلـي ومــن عصيانـيـه
لـــي صـبــرُ أيــــوبٍ وحـنـكــة أحــمــدٍ
ويـقــيــنُ يـعــقــوبٍ عــلـــى أحــزانــيــه
خـيــراً عـلــى الأحـبــاب ذي فـتّـانـتـي
تـهــمــي بـغــيــر تــوقـــفٍ أشـجـانـيــه
فـتـجـودُ بـالـحـبّ العـفـيـف مشـاتـلـي
حــبّـــاً وتــزهـــر بــالــنــدى وديــانــيــه
لـي مِـن عيـونِ العاشقـيـن دموعُـهـمو
تـفـيــضُ إن حــنّــوا بــهــا أجـفـانـيـه
ألبـسـتُ ثــوبَ الـمــوتِ قـبــلَ ركـوبــهِ
جَـسـدي فـكـانَ كـمــا تـــرى أكفـانـيـه
تـعــدو إلـــى العـلـيـاءِ خـيــلُ إرادتـــي
لــمّـــا تـمـثـلــت الــوصـــولَ جـنـانــيــه
مـن منهـجِ الدّيـنِ القـويـم أصوغُـنـي
ردّاً لـــــكــــــلّ إثـــــــــــارةٍ عــلــمــانـــيـــه
فـأنــا كـمــا الأشـجــارُ أنّـــى أنـحـنــي
إلّا لـتـعــلــنَ حـمـلــهــا أغـصـانــيــه ؟
لو لم تكن في الشعر طـودا شامخـاً
مـــا أطـلـقــتْ كــفّــي إلــيــك عـنـانـيـه
هــــذا ســجـــالٌ والـقـصـيــدةُ سـلّــمــت
بــتــألــقـــي ســــلّـــــم إذن تـيــجــانــيــه
واحـضـرْ مـراسـيـمَ احتـفـالـيَ راضـيــاً
واشـربْ نبـيـذَ الشـعـر مــن فنجانـيـه
كـــي يـعـلــمَ الـشـعــراءُ بــعــدَ لـقـائـنـا
أنَّ الـمــشــاعــرَ بــيــنــنــا إخــوانـــيـــه
فأنـا الغضنفـرُ فـي عريـنِ قصائـدي
أُقـصـي ومــا مــن شـاعـرٍ أقصـانـيـه
هـــــــذا بـــنــــاءٌ لا يــشــابـــهُ كــنــهَـــهُ
ألّايَ والــبــنــيــانُ يــشـــبـــهُ بـــانـــيـــه
فاعذر رفيقَ الحرف طيش صبابتي
واغـفـر إذا كـشـف الـهــوى إدمـانـيـه
:وح2: