أحسُّ بها بضْع حبّات رمل ٍ
ولا أعلم الرمل من أين جاءْ
وما لامس الجفنُ وجه الترابِ
وما حلّقتْ أبدا في الهواء
....
ولمّا تهمُّ غزالُ النهار ِ
وتسطعُ لاهبةً في الفِناءْ
أعدُّ البلاط اثنتين اثنتين
بِخفّيَّ خطوا ً بدون اشتهاءْ
فيصدم خطويَ حدُّ الجدار ِ
فأذكرُ أنَّ برجلي حذاء
ولمّا يزاولُ وقت الزوال ِ
أحسّ بروحي تروم الخلاءْ
ويا ليت روحي تروح وتغدو
لترعى بأرض الفلاة اختلاء
وما بين عسجد شمس الأصيل
وبين الغروب أضيعُ انزواءْ
وما بي أكلّم إلا انزوائي
وبعض السجائر من نوع باء
وأغربُ كالنجم لكن مكاني
ولستُ أدورُ كنجم السماءْ
فيبهرني غسق الليل عتما
ويذهبُ ذاك على الكون ضاءْ
ويرتقبُ الطيرَ تصحو سهادي
ليلقطَ من شدوهنّ بكاء
ولما ذوات الجناحَيْن تصحو
ويصدحُ بُلبلهنّ ابتداءْ
تترجمُ أذني غناء الشُّداةِ
وتشرحه لشجوني رُغاء
فما لنشيد العصافير لحنٌ
و ما لتغاريدها من صفاءْ
فبالله يا طير رفقا تذرني
يداعب ريشكَ طرفي انتشاء
فما عدتُ أسمع إلا بعيني
وأحكي بها عن لساني رواء
فيا طير لو تستشمّ انتظاري
تبكّرُ لا تلتهي بالوَناءْ
بوقت السحور أرى أنْ ترانيْ
بقرب الشبابيك وجهي مُضاء
بشَعْشاع شمع ٍ عريق الليالي
على الدَّوم يسنو بدون انطفاء
يسبّلُ رمشيه طول النهار ِ
ويفتح جفنيه عند العشاءْ
وإن مرةً ما وجدتَ ارتقابي
و وَسوسْتَ أن الغياب اختفاءْ
تـُرى أغمضتْ سِنَة ٌ مقلتيَّ
بحُلْم يساوي رؤى الأولياء
فدعني أرى فيه يا طير نجمي
و منه عيوني تغبُّ اكتفاء
...
فلله عِلْم الغيوب وعلمي
حُبَيْبَة خرْدَلة ٍ في الهَباءْ
على قَدْر حَدْسي عقدْتُ اعتمادي
أفجُّ الضبابَ الذي قد أفاء
فلا الريح قد بدّدَتْه انقشاعا
ولا الشمس قد أحرقَتْه انجلاء
فبتُّ أخمّنُ بَـِرّا ً بعقلي
إذا صبْتُ قطرا ينزُّ الإناءْ
وإن خِلْتُ غيثا تبخّرَ صِفْرا
ولكنَّ قلبي جميل الذكاء
سيشْتَمّ مسكَ الغزال فؤادي
ولو ضاع بين ألوف الظِّباءْ
ويغرفُ من ضَوْعه ملء صدري
نسيمَ الصفاء وفوحَ النقاء
فللقلب عينٌ كعين البُزاة ِ
وثغرٌ من البَبَّغاء براءْ
ولكنه زاهد ٌ بالمعاني
يواري عميق الكلام اسْتحاءْ
يخبيءُ دُرّا ً ليوم التلاقي
وينثرُ ما دونه في الرَّهاء
...
تسللتَ يا عيدُ رغم اعتكافي
فلاقيتُ يومكَ دون احتفاءْ
وأعلمُ أنّكَ قد جئت عيدا
وقصدُك َ تملأ ُ صدري هناء
وأحلفُ أنّك من صُلْب دين ٍ
ولِدْتُ أقدّسهُ بانحناءْ
ولكنّ يا عيدُ حولي دخان
سما من مُثار الرماد غثاء
فلا ذوق عندي لطعم الأضاحيْ
وما عاد أنفي يشمُّ الشّواء
ألم تدرِ يا عيد أنّي شُغلتُ
بسبعين حُلْم فكانت سواء
فَكَمْ فات ليلٌ أفتّشُ فيه
ويذهبُ حُلْمي بدون التقاءْ
ويأتي نهارٌ يفتّشُ عني
فتهرب عينيَّ تحت الغطاء
فعذرا فقد آلمتني شباة ٌ
من الشكوك تلْدغ ُ تحت اللحاءْ
وما جئتَ يا عيدُ أنت بشوك ٍ
لأُلقيَ همّي عليك افتراءْ
سترجعُ يا عيدُ من حيث جئتَ
ولن يرَ ترحالكَ الأربعاءْ
سأمسكُ من طرف وقتك رِدناً
ولي من وراء الوقوف ابتغاءْ
تُقرّبُ سمعَك لو برهتين ِ
وأكثر منها إذا لو تشاءْ
لأهمسَ في أذنيك بشيءٍ
فككتُ بنابيَّ عنه الوِكاء
رُزِقْتُ بخمسة أبيات شعر ٍ
وما ليَ عن ذكرهنّ غَناء ْ
وما بين قوسين قد صُنْتهنّ
فزدْنَ اختتام القصيد بَهاء :
" ........... ــــ ........... "
" ........... ــــ ........... "
" ........... ــــ ........... "
" ........... ــــ ........... "
" ........... ــــ ........... "
..................................
حماد مزيد
مابين ( 10 أيلول و 7 تشرين أول ) 2014