لاحظت أن تنسيق الموضوع مضطرب في جوجل كروم ولكنه سليم في الإكسبلورر
ما ورد باللون الأسود هو كلام أخي وأستاذي محمود مرعي
وما كان ملونا فهو ردي
تحية لك أيها الطيب الحبيب، القريب من الروح والقلب،وأرجو أن لا تسرف وتوغل في هجائنا أيهاالطيب، وكل يؤخذ من كلامه ويرد الا المعصوم – صلى الله عليه وسلم –
عليه الصلاة والسلام
وحيا الله أخي الحبيب
والأمرينطبق تماما على الرقمي ، أنت تراه منهجا متكاملا ، وأنا لا أراه أكثر من طريقةتقطيع ، والشعر يغنى مذ كان ، والتفاعيل غنائية ، لكن كيف سنغني أرقاما؟ مجردسؤال.
وسؤالي : ما الفرق ان قطعت بيت شعر بارقام أو بطريقتي الرياضية (> < ×) ، ولي طريقة رقمية ( 7 8 ) وتعرفها أخي ، أو بطريقتك الرقمية ،
أخي الحبيب
إذن أنت لم تر من الرقمي إلا مظهر الأرقام. ولم أنجح رغم كل محاولاتي في نقل أدنى قدر من مضمونه إليك.
لكأني وفقت في إضافة الحزن إلى العنوان توفيقا لم أتوقعه
فكلما مضيت معك أكثر في الحوار لم أجد من رد فعل لآرائك إلا الحزن
وقداستعملها الشيخ جلال الحنفي ودمجها مع التفعيلي ( مستفعلن/ 22 3) ، قبل أن يولدالرقمي الذي تعتمده ، وكان اعتماد الشيخ على التفعيلة وليس الارقام ، لان الارقاملا تعدو أن تشبه ( - - ب – /مستفعلن )
صدقت في قولك إن الرقمين 1و2 يستعملان كأي رمزين عند الشيخ جلال للتعبير عن التفاعيل، أن استعمال الرقمين 1، 2 كمجرد علامات كما استعملها الشيخ جلال معروف منذ آلاف السنين ، كما في الرابط:
.
الخليل بذاته قال :
تغن بالشعر إما كنت قائله ** إن الغناء لهذا الشعر مضمار
هذا البيت أخي الكريم لحسان بن ثابت رضي الله عنه
وهو من وضع التفاعيل ، ويمكننا تأديةاللحن الموسيقي بالتفاعيل ، فهل يمكن تأدية أي لحن لاي وزن بالارقام ؟، انك لنتستطيع الاستغناء عن التفاعيل ،
كلامك هذا صحيح 100%
والرقمي كمضمون هو لدراسة خصائص العروض العربي ككل ولا يمكن بترديد الأرقام التعبير عن موسيقى الوزن
كما أن التفاعيل تعبر عن موسيقى الوزن ولكنها وحدها دون منهج الخليل تقف عائقا دون التوصل إلى تصور شامل للعروض العربي.
وهي الأصل ،
كلا وألف كلا . فالأصل هو فكر الخليل ومنهجه اللذين لا تعدو التفاعيل أن تكون وسيلة إيضاح لهما. أرأيت السيارة لو أن شخصا لم يرها وراح شخص آخر يصف له كل جزء منها على حدة ومعه رسم لها فإن التصور سيتم لديه للأجزاء ضمن الكل. ولكن بدون الرسم فإن توصيف كل جزء على حدة لمن لم ير السيارة سينشئ لديه عديدا من التصورات المشوهة كأن تصور الفرامل تحت العجلات وعتلة البنزين في السقف. تماما كالتصور المشوه الذي ينتج لدى دارس التفاعيل دون منهج الخليل بحرا وزنه :
مفاعلتن متفاعلن أو مستفعلن مفاعيلن.
لو كانت التفاعيل هي الأصل لكانت كفيلة بتجنب مثل هذا التشويه
إن أكثر ما يمثل منهج الخليل هو دوائره التي لا تسمح بورود مستفعلن مفاعيلن
أما طرق التقطيع فما أكثرها وما أيسرهاوأيسر العثور عليها ، وخذ هذه الطريقة لي أيضا (NuNuu متفاعلن) (الحرف u متحركوالحرف n ساكن والحرف N سبب خفيف ) ويمكن استعمال الحرف W للسبب الثقيل والحرف M فياخر الابيات رمزا للتذييل (Mu/قالْ). ألا ترى سهولة ابتكار طرق التقطيع ، ولا يزيدالرقمي عن هذا.
لا حول ولا قوة إلا بالله
سأذكر لك على سبيل المثال بعض النقاط البدهية من الرقمي ولا أدعي اختراعها فهي مجرد استنباط من نهج الخليل لتوصيف خصائص بحور الشعر العربي ( لا يشمل التوصيف الخبب )
1 – لا يتجاور في الشعر العربي وتدان أصيلان
2- لا يحذف ساكن الوتد المجموع سواء أسمينا ذلك زحافا أو جبا. هذه من العروض بشكل عام
3 – لا يتعدى عدد الأسباب المتجاورة في الشعر العربي ثلاثة
4- هرم الأوزان ينطبق على كافة البحور عدا الطويل التام ويقدم ذلك تفسيرا للبحور المجزوءة وجوبا
هذه نقاط على سبيل المثال من مضمون الرقمي ولا تظهر فيها الأرقام
وإن كان لي بهض الدور فهو في بلورة المفاهيم التالية
1- للشعر العربي إيقاعان بحري يحوي أوتاد وأسبابهه قابلة للزحاف، وخببي كله أسباب متكافئة خفيفة وثقيلة لا زحاف فيها كما أنه يخلو من الأوتاد
2- يتداخل هذان الإيقاعان فيما يعرف بالتخاب وله ضوابطه وقوانينه
وكما ترى فهذان ركنان من أركان الرقمي أوردتهما لك وليس فيهما رقم واحد.
والشعر الوارد هناك ليس لي أخي خشان ،بل شعر عربي قديم ، منذ ألف عام أو يزيد:
بأَبِـيَّ ذَنْبٌ بِهِ جَنى ** أَوْرَدَهُ مَنْهَلَ الضَّنى
أَما أَنـى أَنْ يَفُكَّهُ ** بَلى لَعَمْري لَقَدْأَنـى
لَوْ ماتَ مِـمَّـا بِهِ شَجٍ ** مُعَذَّبٌ كُنْتُهُأَنا
ما ضَرَّ في الْحُبِّ مَنْ أَسا ** ءَ إِلَيَّ لَوْ كانَأَحْسَنا
الأبيات بوضعها الحالي تؤيد ما تقول
ولو استقبلت من أمر قولي – على ضوئها – ما استدبرته لقلت : " وهنا أسأل أخي محمودا إن كان مر ببيت واحد موثوق صحيح من لشاعر معتبروردت فيه متفاعلن مع فاعلن ". على أني سأنصف نفسي كما أنصفتك
فليس من العدل أن نعطل ما تواتر من الشعر العربي لأجل أبيات.
لا أعرف مدى صحة كتابة الأبيات وهل وقع فيها تصحيف عبر العصور أم لا
ولو عرضت علي هذه الأبيات في منتدى لقلت إن فيها احتمال خطأين مطبعيين
في البيت الأول، ( بأبيَّ) ذننبٌ ) ربما تكون ( بأيِّ ذنبٍ )
في البيت الرابع، ( أساء ) ربما تكون ( أسا ) وحذف الهمزة جائز إن اقتضاه الوزن
بأَبِـيَّ ذَنْبٌ بِهِ جَنى ** أَوْرَدَهُ مَنْهَلَ الضَّنى
بأَيِّ ذَنْبٍ بِهِ جَنى؟ **أَوْرَدَهُ مَنْهَلَ الضَّنى
أَما أَنـى أَنْ يَفُكَّهُ ** بَلى لَعَمْري لَقَدْأَنـى
لَوْ ماتَ مِـمَّـا بِهِ شَجٍ ** مُعَذَّبٌ كُنْتُهُأَنا
ما ضَرَّ في الْحُبِّ مَنْ أَسا ** ءَ إِلَيَّ لَوْ كانَأَحْسَنا
ما ضَرَّ في الْحُبِّ مَنْ أَسا ** إِلَيَّ لَوْ كانَ أَحْسَنا
ولم يكن سؤالي عن وزن الشعر لاني كنت على علم به قبل ايراده ، وانماكان ايراده لوجود متفاعلن فيه ، وهو من المخلع ، وردت فيه متفاعلن مرتين في صدر اولبيت وفي عجز اخر بيت، والشعر ذكره أبو الحسن العروضي في كتابه ( الجامع في العروضوالقوافي ص 68) ولم يحتج على ورود متفاعلن ، فيالمخلع ، فقال معقبا يرد على شخصزعم انه مبتكر الوزن: ( فهذا من الضرب السادس من البسيط وهو الذي يسمى المخلع ، وقدذكرناه فيما روي من الشذوذ ، فكيف يكون هذا هو اخترعه وقد سبق اليه ؟ وكيف لا يتعلقبه العروض وهو على أوزانه ، وانما جعل في موضع العروض والضرب منه مكان فعولن فعِلْ، وقد ذكرناه قبل هذا الموضع). وما ذكره قبل ، هو شعر سلمي بن ربيعة بن زبان الضبي، الشاعر الجاهلي، الذي يقول فيه :
إِنَّ شواءً ونشوة ** وَخَبَبَ البازلالأمونِ
والحديث هنا عن العروض في البيت ( فعِلْ= فعو)
ولم يحتج ابو الحسن العروضي على ورود متفاعلن في المخلع في المثالاعلاه ، انما اعتبر الشذوذ في فعِلْ مكان فعولن.
ربما يكون عدم احتجاجه على ورود متفاعلن لأحد أمرين
الأول أن له مذهبا في هذا ينفرد به ويخالف فيه الخليل
والثاني أن التحريف حصل بعد اطلاع أبي الحسن على النص، وكم هي كثيرة أخطاء النساخ والأخطاء المطبعية في الكتب كافة.
هذا الامر يوجب علينا التدقيق فيقصيدة المرقش( هل بالديار) وفيها هذا البيت :
ماذا عَلَيْنا أَنْ غَزا مَلِكٌ ** مِنْ آلِ جَفْـنَةَ ظالِمٌ مُرْغَمْ
(نةظالمٌ/متفاعلن)
وفي القصيدة بيت اخر ذكر في المفضليات:
وَالْعَدْوَ بَيْنَ الْمَجْلِسَيْنِ إِذا ** وَلَّى الْعَشِيُّ وَقَدْ تَنادى الْعَمْ
(يُ وَقَدْ تَنا/ مُتفاعلن)
عدالمعري القصيدة من السريع ، وعد قصيدة للاعشى من السريع أيضا وردت فيها متفاعلن
وقد تعرض "المعري" لكلمة "المرقش": هل بالديار ان تجيب صمم? لو كان حياً ناطقاً كلم
ماذا علينا ان غزا ملك من آل جفنة ظالم مرغم
وهذا خروج عما ذهب اليه الخليل".
إذن هنا مذهب غير مذهب الخليل. ولو قلت إني أرفض مذهب الخليل في هذا وأتبع مذهب كذا لكان كلامك منطقيا سواء اختلفنا حوله أو اتفقنا
. اما الاعشى ففي قصيدته ( لو صدقته ما يقول) ، وهي مثبتة في الديوان، وهي التي عدهاالمعري من السريع :
لا طائِشٌ عند الهياجِ ولا ** رثُّ السِّلاحِ مغادرٌأَعْزلْ
(ح مغادر/متفاعلن) ، والقصيدة من (39) بيتا وردت متفاعلن مرة واحدة فيهذا البيت.
هذا يدعونا الى المراجعة والتدقيق ، في مجيء متفاعلن كبديل لـ مستفعلن .
هنا يبدو أن النص صحيح
والمرؤ أمام أحد أمرين
1- إما اعتبار هذا شذوذ كالشذوذ في النحو في لغة ( أكلوني البراغيث )
2- أو رفض مذهب الخليل من أجل هذه التفعيلة ومساواة مستفعلن حيثما وردت بمتفاعلن
ماتبقى من نقاش فلك رايك ، لكن افراد بيت من الكامل مضمر كله ، الا يعتبر رجزا؟والسريع اذا جاءت مستفعلن سالمة من الزحاف مع فَعِلُنْ أو فَعْلُنْ ألا يمكناعتباره كاملا ؟.
بلى إن الحكم على البيت منفردا يعطي هذا الحق لمن يقيمه، وبين الكامل والسريع والرجز من الأواصر ما تناولته في دروس الرقمي.
بقي أن أقول لك إن الرقمي شكلا لم يتغير أساسا منذ طرحته قبل حوالي عشر سنين والذي تطور مضمونه. كان ذهني بداية الأمر مبرمَجا على التفاعيل وحداتٍ وحدودا ولم ينقذني شكل الأرقام من ( الهباب المنيّـل) الذي وقعته فيه عندما رحت أحسب قيمة كل زحاف كماترى في الجدولين التاليين :
[ أضفت الموضوع بما فيه الجدولان إلى أصل الرابط]
وهذه الجداول تذكرني الآن بقصدة الأشباح المتراقصة الني اشتكى أحدهم لطبيب العيون منها ففحص نظره وفصل له نظارة وسأله كيف نظرك الآن؟ فقال: تمام يادكتور أرى الأشباح مستقرة وبكل وضوح.
إن المضمون المتميز عن التفاعيل في الرقمي كان بسيطا في البداية، ثم بدأ يتكشف لي من خلال التعامل مع الأرقام والتفاعيل والربط والتحليل وبدأت بافتراضات بعضها مصيب وبعضها مغلوط، ثم تحاورت في المنتديات حولها وأفدت من النقد أكثر من المديح وأخذ مضمون الرقمي يتكامل ليصبح أدق تعبيرا عن شمولية عروض الخليل. ولاأزعم أنه وصل النهاية في ذلك أو أنه يخلو من الأخطاء، ولهذا أرحب بكل نقد وتصويب لأنه إما أن يقنع صاحبه بالرقمي أو يكشف لي خطأ في فهمي فأصوبه، وبهذا يرتقي الرقمي.
أخي الحبيب : عندما تنفي المضمون عن الرقمي وأنت تحدث في منتدى أعضاؤه يعرفون أن المضمون هو الأهم فيه، وعندما أؤكذ لك ذلك مرارا وتبقى على موقفك، ألا يخطر ببالك ولو كاحتمال بسيط أن يكون رأيك مخالفا للواقع؟ ألا يدفعك ذلك لمحاولة استقصاء هذا الاحتمال؟ أو التخفيف من رفضك للمضمون فيه على الأقل للأثر الذي يتركه رفضك لحقيقة واضحة في انطباع المشاركين عنك الذين يدركون هذه الحقيقة.
على أني أتفهم موقف بعض العروضيين. فإن النقد الموضوعي للرقمي ومضمونه يتطلب مجهود دراسته وفهمه، كما أن نتيجة التوصل إلى حقيقته قد تحدث نتائج لا يرغب بعضهم في تلمسها.
وختاما اسمح لي بأسئلة محددة
1- هل قال غيرك بزحاف (جب) الوتد ؟
2- هل قال غيرك بجواز اجتماع وتدين أصيلين ؟
3- هل قال غيرك بجواز تجاور أربعة أسباب في غير الخبب ؟
4- ما رأيك في البحور والمصطلحات التي أضفتها أنا تقليدا لك، وما معيار القبول إن قبلتها أو والرفض إن رفضتها ؟
والله يرعاك