بسم الله الرحمن الرحيم
الجميل في منهج الخليل
د. ضياء الدين الجماس
يعتبر الخليل رائداً من رواد الفكر الإنساني الشمولي في رؤيته الفقهية واللغوية ونظام الوزن والإيقاع الشعري وهو يوفق بين الميزان النظري المثالي والواقع التطبيقي (المستعمل); وقد اعتمد منهجاً علمياً رياضياً متكاملاً في طريقة تفكيره من خلال تقليب الاحتمالات، ما يدل على نفاذ بصيرته والتطلع إلى ما يمكن وجوده من جذور لغوية في معجمه العين كما تجلى ذلك في رصد إيقاع الشعر وأوزانه , كالاحتمالات الرياضية للوحدات الإيقاعية الشعرية وأوزانها المثالية ورصد ما ينطبق من الواقع عليها سواء في معجمه أو في الشعر.
وأهم منهاج نظري مثالي في العروض هو تأسيسه للدوائر الخليلية التي بقيت راسخة رغم محاولات تغييرها وإدماجها في دائرة واحدة.
منهجية الخليل في ترسيخ علم العروض
1- وضع الأساس النظري للأوزان المحتملة شعرياً في اللغة العربية على شكل سلاسل منتظمة من الأوتاد والأسباب بعد تحديد الحد الأقصى من الحروف لكل سلسلة بحيث تتكامل لتشكيل ما سماه الدوائر العروضية .
2- وضع جميع الاحتمالات النظرية للوحدات الإيقاعية (التفعيلات ، وتد مع عدد من الأسباب) لتسهيل حفظ الشعراء لتسلسل الأوتاد والأسباب في كل بحر ، وقد اختار الممكن تطبيقه منها في الشعر.
3- حدد عدد الأوتاد والأسباب في كل وزن بيت شعري وطريقة انتظام الأسباب قبل وبعد الأوتاد.
4- حدد احتمالات الزحاف والعلل من نقص أو زيادة بحيث لا تؤثر على خصوصية وزن كل بيت شعري.
5- عرض قصائد الشعر العربي الشائعة من فحول الشعراء على الأوزان الدائرية .
6- صنف الشعر المنطبق على الأوزان المختلفة وجعل لكل صنف تسمية بحر معين (كالطويل والكامل...) وقد أهمل كل وزن لم يرد عليه شعر معتبر للحفاظ على البناء الشعري العربي الأصيل.
نظرية الدوائر العروضية
الدوائر العروضية هي الأساس النظري للعروض الخليلي وقد ساعده في وضعها ما يلي:
1- استقراؤه المسبق لجميع الظواهر الإيقاعية للشعر العربي وأبعادها.
2- اعتماده التطبيقي على الشعر الجاهلي والإسلامي والأموي .
3- اكتشاف طبيعة إيقاع الشعر العربي نتيجة استقرائه ثم وصف هذا الإيقاع المكتشف الذي قاده إلى مرحلة بناء نظامه :
أ- وضع الوحدات الصوتية الوظيفية وهي السببان الخفيف والثقيل والوتدان المجموع والمفروق والفاصلتان الصغرى والكبرى. وجعل الأوتاد الأصلية مرتكزاً في بناء وزن البيت الشعري وتتوزع الأسباب بين الأوتاد (أو قبلها بأعداد متناوبة ومنتظمة تحدد إيقاع الوزن).
ب- وضع الوحدات القياسية الإيقاعية وهي التفعيلات الثماني واتبع في طريقة تكوينها وتداً مع أسباب قبله أو بعده ( واعتمد طريقة تقليب الاحتمالات في تكوين كل تفعيلة وتراتب التفعيلات فيما بينها وهي الطريقة التي استعملها في حصر مواد معجمه (العين) .
فكانت التفعيلات المعتمدة عنده الخماسية الحروف اثنتان فعولن //*/* 3 2 وعكسها فاعلن 2 3 .(على أن يتألف البيت الشعري من ثمانية مجموعات منها مقسمة على شطرين) والسباعية الحروف ست : مفاعيلن //*/*/* 3 2 2 وفاعلاتن /*//*/* 2 3 2 ومستفعلن /*/*//* 2 2 3 وعكسها المفروق مستفع لن 2 2 1 2 ومفعولاتُ /*/*/*/ 2 2 2 1 وعكسها المفروق فاع لاتن 2 1 2 2 . على أن يضم البيت الشعري ثلاثة منها في كل شطر ، أو أربعة تفعيلات إذا كانت مزيجاً من السباعية والخماسية).
ج- وضع الأنساق الإيقاعية أو البحور الستة عشر وتكوينها من الأجزاء السابقة, وجعل لها نماذج في الدوائر.
ه– جعل التحولات بنوعيها- الزحاف والعلة- أساس تحديد العلاقة بين النظري والتطبيقي من الوحدات والأنساق, وحدد مفهوم العروض والضرب والقافية. ( يرجع لجميع هذه المفاهيم في علم العروض)
طريقة التبديل الاحتمالية عند الخليل
لو فرضنا أن شيئا يتكون من أربع مكونات هي أ,ب,ج,د فإنه يمكننا أن نحصل على أربع وعشرين صورة مختلفة لتركيب هذه الأجزاء وذلك بإعادة ترتيبها أو بالتبادل في الأوضاع بين أجزائها على النحو التالي: ( محموع الاحتمالات = 4 * 3 *2 * 1)
أ ب ج د = ب أ ج د =ج أ ب د = د أ ب ج =أ ب د ج= ب أ د ج =ج أ د ب =
د أ ج ب= أ ج د ب = ب ج أ د= ج ب أ د = د ب أ ج= أ ج ب د= ب د أ ج = ج ب د أ = د ج أ ب= أ د ب ج= ب د ج أ =ج د ب أ = د ج ب أ
وقد استغل الخليل بن أحمد بثاقب فكره هذه النظرية في التبديل بين أجزاء التفعيلة حتى ينتج صوراً أخرى لها فرأى مثلا أن مفاعلتن- وهي تفعيلة الوافر- تتكون من وتد مجموع (مفا//* 3) وفاصلة صغرى (عَلَتن) ///* (2) 2 , ولو عكسها, أي بدل الوضع لنتج علتن مفا ///*//* وهي تساوي متفاعلن (2) 2 3 وهي وحدة الكامل.
نماذج التبديل في السلاسل الخليلية
السلاسل العروضية نظرياً (الدوائر الخليلية)
أولاً السلاسل الصافية :
سلسلة الخماسيات فعولن ( المتفق)
المتقارب = //*/* //*/* //*/* //*/* فعولن ×2 بنقل السبب الأخير للأول ( أو الوتد الأول للأخير) ينتج:
المتدارك = /*//* /*//* /*//* /*//* فاعلن × 2
سلسلة مفاعيلين ( المجتلب)
الهزج = //*/*/* //*/*/* //*/*/* مفاعيلن × 2 بنقل السبب الأخير للأول ينتج:
الرمل = /*//*/* /*//*/* /*//*/* فاعلاتن × 2 ، بنقل السبب الأخير للأول ينتج :
الرجز = /*/*//* /*/*//* /*/*//* مستفعلن × 2 تمت دائرة بنقل السبب أو الوتد بين النهايتين:
سلسلة الفواصل (مفاعَلَتُن / المؤتلف)
الوافر = //*///* //*///* //*///* مفاعَلَتُن × 2 بنقل الوتد الأول ينتج :
الكامل = ///*//* ///*//*///*//* متَفاعلن × 2 بنقل الوتد الأخير ينتج الوافر
ثانياً : السلاسل المختلطة:
أ- مجموعة الطويل (المختلف):
الطويل : //*/* //*/*/* //*/* //*/*/* فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن × 2 ، نقل الوتد
المديد : /*//*/* /*//* /*//*/* /*//* فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن × 2 ، نقل السبب والوتد.
البسيط : /*/*//* /*//* /*/*//* /*//* مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن × 2
ب – مجموعة السريع (المشتبه)
السريع : /*/*//* /*/*//* /*/*/*/ مستفعلن مستفعلن مفعولاتُ نقل التفعيلة الأولى للأخير ينتج:
المنسرح : /*/*//* /*/*/*/ /*/*//* مستفعلن مفعولاتُ مستفعلن، نقل السبب الأول ينتج:
الخفيف : /*//*/* /*/*//* /*//*/* فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن نقل السبب الأول ينتج:
المضارع: //*/*/* /*//*/* //*/*/* مفاعيلن فاعلاتن مفاعيلن ، نقل الوتد الأول ينتج :
المقتضب: /*/*/*/ /*/*//*/*/*//* مفعولاتُ مستفعلن مستفعلن ، نقل السبب الأول ينتج :
المجتث : /*/*//* /*//*/* /*//*/* مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن
لاحظ أن التدوير يتم على أصل السلاسل النظرية الكاملة ولا يتم على المستعمل ، لأن تدوير المستعمل يدخل العلل في الدوائر الجديدة. ويهمل كل بحر لم يرد عليه شعر في العصر الجاهلي أو الأموي.
السلاسل العروضية بالأسلوب الرقمي :
مجموعة السبب ووتد 3 2 : ( المتفق)
المتقارب = 3 2 3 2 3 2 3 2 ، نقل الوتد الأول لأخر السلسلة ينتج :
المتدارك = 2 3 2 3 2 3 2 3
مجموعة السببين 3 22 ( المجتلب)
الهزج = 3 2 2 3 2 2 3 2 2 نقل الوتد الأول للأخير ينتج :
الرجز = 2 2 3 2 2 3 2 2 3 نقل السبب الأول للأخير ينتج :
الرمل = 2 3 2 2 3 2 2 3 2
مجموعة الفواصل 3 1 3 = 3 ((4) ( الوافر، الكامل أو المؤتلف)
الوافر = 3 1 3 3 1 3 3 1 3 ، نقل الوتد الأول لأخر السلسلة ينتج :
الكامل = 1 3 3 1 3 3 1 3 3
مجموعة السبب وسببين 2 3 22 (المختلف)
الطويل = 3 2 3 2 2 3 2 3 2 2 نقل الوتد الأول لأخر السلسلة ينتج :
المديد = 2 3 2 2 3 2 3 2 2 3 نقل السبب والوتد الأولين لأخر السلسلة ينتج :
البسيط = 2 2 3 2 3 2 2 3 2 3
مجموعة المقتطعات (المشتبه)
السريع = 2 2 3 2 2 3 2 2 2 1 نقل 2 2 3 للأخير ينتج
المنسرح : 2 2 3 2 2 2 1 2 2 3 نقل السبب الأول ينتج
الخفيف : 2 3 2 2 2 1 2 2 3 2 بنقل السبب الأول
المضارع: 3 2 2 2 1 2 2 3 2 2 = نقل الوتد الأول
المقتضب: 2 2 2 1 2 2 3 2 2 3 نقل السبب الأول
المجتث : : 2 2 1 2 2 3 2 2 3 2 = 2 2 3 2 3 2 2 3 2
الدائرة الخليلية رقمياً
النظرة الشمولية للرقمي
إن الدراسة الرقمية الشمولية لعلاقة الأوتاد بالأسباب ألغت حدود التفاعيل في الدراسة الشمولية فسمحت باستنباط قوانين راسخة أظهرت عمق فكر الخليل الرياضي ومدى دقته في منهجه العلمي العروضي ، وإن استخدام الرموز الرياضية يدل الرموز التفعيلية ساعد على تسهيل ربط علاقة الأوتاد بالأسباب من جهة وعلاقة المكونات الطبيعية وتناغمها في الكون كله من خلال إمكانية التمثيل اللفظي وفق مخططات بيانية تظهر جمال التناسق المقطعي في نماذج الشعر العربي.
نماذج من القوانين المستنبطة في المنهج الرقمي الخليلي
1 - لا يتجاور وتدان أصيلان في سلسلة وزن البيت الشعري
2- لا يزيد عدد المتحركات المتجاورة عن أربعة متحركات
3- لا يتجاور سبب ثقيل مع وتد أصيل.
4- لا يجتمع السبب الثقيل(2) في الحشو مع وجود 3 2 3 في أي جزء من الشطر أو وجود 23 في أول البيت (في الوزن البحري الصافي)
5- إذا تجاورت ثلاثة أسباب كما في دائرة المشتبه يزاحف الأوسط منهما غالباً
6- لا يتجاور في بحور الخليل أكثر من ثلاثة أسباب، فأكبر رقم زوجي 6=2 2 2 فلا يرد في الشعر العربي مفاعيلن مستفعلن = 3 4 4 3
7- قاعدة تناوب الفردي والزوجي في الأصل التسلسلي (الأوتاد والأسباب) تجعل تفسير تجاور فرديان بأن أصل أحدهما زوجي ونتج فردياً بالزحافات أو العلل فإذا تجاور وتدان 3 3 فإن أحدهما أصله 4 . وقد تجاهل المجتهدون للأوزان الجديدة هذه القاعدة.
8- الوتد الأصيل ثابت لا يتغير ولا يحذف سببه.
9- يقتصر الزحاف بحذف الساكن على السبب البحري الخفيف ، وأما زحاف السبب الخببي فهو تحريك الساكن أو العكس بالتكافؤ. ولا تميز الأوتاد سمعياً بالخبب.
10- لا ينتهي الصدر بثلاثة أسباب 2 2 2 إلاّ في التصريع. ولا ينتهي بسببين إلا في الهزج ومجزوء الوافر.
11 - عدد الأوتاد الأصيلة ( في بحور الخليل المستعملة) أربعة في كل شطر من المتقارب والمتدارك والطويل وهو ثلاثة في باقي البحور.
12 - لايوجد وتدان مفروقان في شطر واحد من بحورالخليل.
تدرس التفصيلات وباقي القوانين في العروض الرقمي كهرم الأوزان ونسبة م/ع
ما البحور المهملة ؟
هي كل سلسلة وزنيّة نظرية نتجت عن احتمالات توليف الخليل لتفعيلاته ( بلغت أكثر من 5000 احتمال بحر) ولم برد عليها شواهد معتبرة من الشعر العربي. وقد أهملها الخليل حفظاً للتراث الشعري الأصيل, ومن هذه البحور: المستطيل والمتئد والممتد والمنسرد والمطَّرد والعميد واللاحق والدوبيت...
هل يمكن وضع أوزان جديدة في الشعر العربي ؟
لقد بيَّن الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمه الله تعالى منهجه الرياضي في ضبط أوزان الشعر العربي الأصيل بشكل محكم، وضبط البحور المستعملة في إطار الشواهد عليها من الشعر العربي المعتبر، ولم يذكر عنه أنه منع أوزاناً أخرى غيرها لكنه حرص على تبني منهج الأصالة بدليل إهماله البحور المهجورة رغم أنها من دوائره لعدم وجود الشواهد عليها. وقد ارتقى الشعر العربي بنموذجه الأصيل وتناولت أغراضه كثيراً من مناحي الحياة ، ولكن نزعة الإنسان للتغيير تدفعه للتفكير بأوزان جديدة ولو من مهملات البحور والتمرّد على القديم والتحرر من ضوابط الشعر العمودي الصارمة فانتهج متأخروا الشعراء شعر التفعيلة بلا قيود (الشعر الحر) والموشحات.. فتناقصت قدرات الشعراء على القرض العمودي إلا القليل منهم.
واختلف علماء اللغة والعروضيون والنقاد في مسألة الاتجاه نحو الجديد من الأوزان على ثلاثة فرقاء :
1- الفريق الأول هم الذين دعوا إلى انتهاج الجديد من الأوزان دون قيد وترك القديم، وهم المتأخرون من الحداثيين.
2- الفريق الثاني هم الذين منعوا الخروج عن الأصالة لحفظ حياة جذورها في الأمة مثل ابن عبد ربه ومحمود مصطفى، الذي يرى أن كل ما خرج على أوزان الشعر العربي ليس بشعر.
3- الفريق الثالث هم الذين حاولوا التوفيق بين المحافظة على الأصالة من جهة مع إمكانية التجديد كخط فرعي عن الأصيل، وليس بديلاً عنه كاستعمال تامات الدوائر أو مجتثات من الدوائر الخليلية ومن هؤلاء المتوسطين الزمخشري والسكاكي وابراهيم أنيس.
وأما مسألة ابتكار دوائر عروضية جديدة فأمر مستحيل لأن الخليل استوفى في دوائره جميع احتمالات أوزان شعر العرب وكل دوائر تسمى جديدة تشتق عن فرع عن الدوائر الخليلية الأصل لا تنتج إلا دوائر جزئية معتلة ذات بحور مهملة دون شواهد عليها أو أن تكون غير مستساغة، وهي بذلك تكون خارج منهج الخليل. وأما الأوزان الجديدة غير الخليلية فقد بيَّن الخليل طريقة استنتاجها بأسلوب التبديل بين التفعيلات، فمن التفاعيل الثمانية يمكن ابتكار أكثر من خمسة آلاف وزن ، ولكن هل تصلح لشعر معتبر؟
مثال : لنأخذ وزناً ليس من منهج الخليل ولم يذكره ، وهو تتالي (فاعلن فعولن) مع عكسه (فعولن فاعلن)
نموذج عليها :
مؤمن لطيف
باسم لطيفُ = روحه خفيفُ
ثغره زهورٌ= بيتُه منيفُ
في الورى صدوق = كفّه نظيفُ
فاستقم طريقاً = إنَّكَ العفيفُ
وعلى الوزن المعكوس
سليم جارنا
سليمٌ جارنا = أتانا دارنا
كريم كفه= بمالٍ جاءنا
تقيٌّ روحه = بحقٍّ ساسنا
فهل هذا شعر أم وزن إيقاعي خارج عن روح الأصالة.؟
عندما وجدت الوزن سهلاً أعدت التقطيع فوجدت أن الوزن الأول فاعلن فعولن 2 3 3 2 = مفعُلاتُ مستفْ = 2 3 1 2 2 وهو جزء من مستعمل المقتضب.
وبإعادة تقطيع الوزن الثاني 3 2 2 3 فعولن فاعلن وجدته جزءاً من الهزج 3 2 2 3 مفاعيلن مفا . فهي صدرت عن أوزان الخليل التي تعودت النظم عليها.
فاستنتجت أن كل وزن ينطبق على سلسلة ولو جزئية من دوائر الخليل سيكون مستساغاً بدرجة ما، وما لا ينطبق على دوائر الخليل ويخالفها فلن يكون مستساغاً ، والله أعلم. ويقاس على ذلك احتمالات التراكيب ثلاثية التفعيلات أو رباعيتها المختلطة. والتجربة هي المحك والمعيار.
رأيي الشخصي : نحن بحاجة إلى تجديد أغراض الشعر بحيث تشمل شتى مناحي الحياة الاجتماعية والعلمية والاقتصادية والسياسية... ولسنا بحاجة إلى أوزان جديدة خارجة عن الأصالة فبحور الخليل ومجزوءاتها ومشطوراتها ومنهوكاتها كافية لجميع الأذواق. ولمن أراد التجديد فلا بأس باستعمال تامات البحور الخليلية وفق أصل الدوائر الخليلية أو أجزائها لو رغبنا التماس إنتاج أوزان مستساغة .
منهج الخليل في ضبط معجم العين
معحم العين درّة الفكر العربي
معجم العين أول معجم عربي وعالمي للخليل بن أحمد الفراهيدي الذي ضبطه بفكره الرياضي معتمداً على تقليب الجذور اللغوية الثنائية والثلاثية والرباعية والخماسية وبناء على هذه النظرة الرياضية وبناء على أن عدد الحروف العربية ثمانة وعشرون حرفاً سيكون مجموع عدد الكلمات العربية المشتقة 12,305,412 كلمة ، ولكن الحروف العربية في معجم العين 29 حرفاً فيكون مجموع الكلمات العربية المحتملة (14843360 كلمة ) ، لكنه لم يرد فيه إلا الكلمات المستعملة منها حسب ما جمعه الخليل فيه،(وهذا منهجه نظرى ومستعمل)، وهذا الكتاب محقق الآن في ثمانية مجلدات متوفرة غلى النت, ومن فرائد تصنيفه للحروف أنه حسب مخارجها وابتدأ بحرف العين لأنه يخرج من أقصى الحلق ثم تتلوه الحروف متسلسلة حسب مخارجها على امتداداللهاة واللسان وأطرافه حتى الشفتين ليختمها حرف الميم كحروف صحيحة ثم أتبعه بحروف العلة الواو والألف والياء والهمزة.ويبدو أن هذا التصيف كان سهلاً على المتعلمين لاهتمامهم بأحكام التجويد ومخارج الحروف.
وقد نظمت تسلسل الحروف في هذا المعجم بقصيدة كما يلي :
ترتيب حروف معجم العين للفراهيدي
د. ضياء الدين الجماس
في "معجمِ العين" ترتيبٌ لأحرفه = العين أوَّلها في ذاك إعلاء
والــحــاء تالٍ له والــهــاءُ والــخــاء=والـغـيـنُ والـقــافُ ثـــم الــكــافُ كحلاء
والجـيـمُ والـشـيـن ثـــم الـضــادُ يطبقها = صــادٌ وسيـنٌ وزايٌ بَــعْــدهــا الطّاء
والــــدّالُ والــتــاءُ يأتي بعدها الــظَّـــاءُ = والـــثـاءُ والذالُ لامٌ نعمَ أسماء
نونٌ وفاءٌ وباءٌ ميمُ يخـتمها = واوٌ وألْفٌ وياءٌ ثمَّ همزاءُ
(ع ح هـ خ غ ق ك ج ش ض ص س ز ط د ت ظ ث ذ ر ل ن ف ب م و ا ي همزة)
طريقة حساب عدد احتمالات الجذور والحروف العربية عند من يعتبرونها 29 حرفاً كما يلي:
29 * 28 = 812 ثمانمئة واثنا عشر جذرا ثنائياً
29* 28 * 27 = 21924 واحد وعشرون ألفاً وتسعمئة وأربع وعشرون حذراً ثلاثياً
29 * 28* 27 × 26 = 570024 خمسمئة وسبعون ألفاً وأربع وعشرون جذراً رباعياً
29 * 28* 27 × 26 * 25 = 14250600 أربعة عشر مليوناً ومئتان وخمسون ألفاً وستمئة جذراً خماسياً
المجموع = 14843360 أربعة عشر مليوناً وثمانمئة وثلاثة وأربعون ألفاً وثلاثمئة وستون كلمة محتملة نظرياً.
أما عند من يعتبرونها 28 حرفاً ومنهم الخليل فسيكون عدد احتمالات جذورها وكلماتها
412 ,305 ,12 اثني عشر مليوناً وثلاثمئة وخمسة آلاف وأربعمئة واثني عشر كلمة
المبرد ممن يعتبرونها 28 حرفاً ولكن الخليل رتب معجمه على 29 حرفاً. وممن أكدوا على أن حروف العربية 29 حرفاً سيبويه وابن جني ومكي بن أبي طالب وأبو عمر الداني وأحمد الطيبي باعتبار الألف حرفاً غير الهمزة. ولهم أدلتهم، وقراء القرآن الكريم على هذا لأن مخرجهما مختلف وكذلك صفتهما فالهمزة شديدة انفجارية ويمكن النطق بها أول الكلام على خلاف الألف اللينة التي يرتبها معظم اللغويين بعد اللام
روابط مفيدة في البحث رقمياً
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/daleel
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/lematha
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mutayaat
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/r8-1/f2
http://www.arood.com/vb/showthread.p...3200#post83200
كتب مفيدة في البحث
1 – ابن عبد ربه. (1988). العقد الفريد, ج4 , شرح أحمد أمين وأحمد الزين وإبراهيم الأبياري, دار الأندلس: بيروت.
2- أبو ديب, كمال. (1981). في البنية الإيقاعية للشعر العربي, ط2, دار العلم للملايين: بيروت.
3- أنيس, إبراهيم. (1981). موسيقي الشعر , ط 5, مكتبة الأنجلو المصرية: القاهرة.
4- الدماميني, بدر الدين أبو عبدالله محمد بن أبي بكر المخزومي. (1903). العيون الفاخرة الغامزة على خبايا الرامزة, ط1 , المطبعة الخيرية: مصر.
5- الزمخشري, أبو القاسم محمود بن عمر الخوارزمي. (1969) القسطاس المستقيم في علم العروض, تحقيق د. بهيجة باقر الحسني, مكتبة الأندلس: بغداد.
6- السالمي, الإمام نور الدين. (1993). المنهل الصافي على فاتح العروض والقوافي, ط2 , وزارة التراث القومي والثقافة: سلطنة عمان.
7- السكاكي, أبو يعقوب. (1937). مفتاح العلوم, , ط1, 1356 مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده: مصر.
8- شرف, محمد ياسر. (1982). مستقبل الشعر. دار الوثبة.
9- ضيف, شوقي. (د.ت). العصر العباسي الأول, ط9, دار المعارف: القاهرة.
10- عطية, عبد الهادي عبدالله . (1990). ملامح التجديد في موسيقي الشعر العربي. دار المعرفة الجامعية: الإسكندرية.
11- العلمي, محمد. (1983). العروض والقافية: دراسة في التأسيس والاستدراك, ط1 , دار الثقافة: الدار البيضاء.
12- كشك, أحمد. (1985). محاولات التجديد في الإيقاع الشعري, ط1, مطبعة المدينة: القاهرة.
13- كشك, أحمد. (1995). الزحاف والعلة رؤية في التجريد والأصوات والإيقاع. مكتبة النهضة المصرية: القاهرة.
14- مناع, هاشم صالح. (1989). الشافي في العروض والقوافي, ط2 , دار الفكر العربي ودار الوسام: بيروت.
15- ياقوت, أحمد سليمان. (1989). عروض الخليل ما لها وما عليها, ط1, دار المعرفة الجامعية: الإسكندرية.
16- يوسف, حسني عبد الجليل. (1989). موسيقى الشعر العربي , ج2 , ظواهر التجديد. الهيئة المصرية العامة للكتاب: جمهورية مصر العربية.