النتائج 1 إلى 22 من 22

الموضوع: المنهج والوافر والسريع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966

    المنهج والوافر والسريع

    المنهج والوافر والسريع

    البيع بالتقسيط بسعر أعلى من السعر النقدي في وقت البيع وارد في الإسلام وفي النظام الرأسمالي.الربوي، ولكنه في كل منهما جزئية من شمولية لمنهج فكأنهما شارعان يتقاطعان في هذه النقطة.
    هل من فرق عملي بينهما ؟
    كون التطبيق الجزئي تابع لمنهج شامل يحتم وجود فارق بينهما رغم التقائهما في هذه النقطة. فلو أن اثنين اشتريا نفس البضاعة وقيمتها 100 وحدة ليسدداها خلال سنتين بالتقسيط بقيمة 110 وحدات. ثم عجزا كليهما عن السداد واستمر تسديدهما للبضاعة إلى أربع سنوات فإن الذي اشترى بالتقسيط حسب حكم الشرع لا يزيد عليه المبلغ بل يبقى 110 أما الذي اشترى حسب النظام الرأسمالي فإنه سيسدد قيمة 120 بدل ال 110 التي كانت لسنتين.

    ثم مثال أسهل، وهو جزئية تقبيل الحجر الأسود.
    المسلمون يقبلونه وفق منهاجهم تنفيذا لسنة الرسول عليه السلام وهم يعلمون أنه حجر لا يضر ولا ينفع كما قال عمر رضي الله عنه، وبذلك صار تقبيله رمزا للتوحيد، والمشركون يجلّون الحجارة وربما يقبلونها شركا بالله.

    وهكذا يشكل المنهج ضابطا ومقياسا وإطارا للأحكام الفرعية ومرجعا لصاحبه يقومه إن شذّ أو أخطا، بينما من لا منهج له يحفظ المعلومات ويراكمها ولا يرى داعيا لوجود معيار موضوعي علمي محدد لتجانسها. وهذا ما قد يؤدي إلى التناقض.

    هل لهذا علاقة بموضوعنا ؟

    نعم ، فإن منهج الخليل لم يحظ بالاهتمام به لذاته، وتركزت الدراسات العروضية على الجانب التجزيئي التطبيقي كما قال الأستاذ ميشيل أديب "في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002: "وأكثر ما يعيبكتب العروض القديمةوالحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها،لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّةالرياضيةالتي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ ."

    الوافر التام على دائرة (هـ- المؤتلف) = 3 4 3 4 3 2 ( 2 ) = مفاعلتن مفاعلتن مفاعلْـــ(ــــتن)
    الســـــــــــــــــــريع على دائرة ( د – المشتبه) = 4 3 4 3 4 2 ( 1 ) = مستفعلن مستفعلن مفعولا(تُ)

    في الواقع الشعري فإن الملون بين القوسين محذوف في كل من الوافر ومصطلحه ( القطف ) والسريع ومصطلحه ( الكشف ).
    لم ينكر أحد انتماء الوافر في الواقع الشعري بسبب حذف السبب الأخير فيما يعرف بالقطف إلى دائرة ( هـ - المؤتلف )
    ثمة من ينكر انتماء السريع في الواقع الشعري بسبب حذف المتحرك الأخير فيما يعرف بالكسف/الكشف إلى دائرة (د-المشتبه).
    لماذا هذا الإنكار تارة وعدم الإنكار أخرى وكلا الأمرين ناجم عن الفرق بين المثال والتطبيق ؟
    السبب هو الكيل بمكيالين في غياب منهج الخليل أو رفضه.

    لتسهيل فهم الموضوع سأتصور حوار بين بين شخصين
    ت : شخص يأخذ بالــتــــفاعيل دون ربطها بمنهج الخليل
    ر : شخص يأخذ بالــــرقمي انطلاقا من منهج الخليل

    ت : ولكن هناك من نظم على الوافر التام بإضافة السبب الذي حذف بالقطف، وقد بدا مستساغا إلى حد كبير ومن ذلك ما نقله أستاذي د. خلوف من قول إحسان البني:

    سألْتُ اللهَ أن يُبقيكِ في صدري ** كنَزْفِ الجرْحِ في آهاتِ ذِكْرانا


    فطَعْمُ الجرْحِ في ذِكْراكِ أعشَقُهُ ** وقد أضحتْ جراحي فيكِ إدْمان


    فهل هناك من نظم على السريع التام بإضافة المتحرك الذي حذف بالكشف.
    ر: إن أثبت لك ذلك هل توافقني على انتماء السريع لدائرة ( هـ - المؤتلف )
    ت: نعم
    ر: حسنا أولا ينبغي أخذ الفارق بين الرقم 2 الأخير في الوافر والمتحرك 1 في آخر السريع، فالعجز لا ينتهي في العربية بمتحرك. وإذن لا بد من استبعاد المتحرك الأخير بإحدى طريقتين
    الأولى : حذفه ليكون السريع = 4 3 4 3 2 2 2 = مستفعلن مستفعلن مفعولا
    وهو ما ترفض أو تشكك في انتمائه لدائرة ( هـ - المؤتلف )
    والثانية : إضافة ساكن بعده ليكون موزون السريع = 4 3 4 3 2 2 2 1 ه = 4 3 4 3 2 2 2 2
    = مستفعلن مستفعلن مفعولاتن. ، ولنلاحظ الألوان من الان فصاعدا فكل أزرق سبب أو من أصل سببي وكل أحمر وتد.
    ولكن هذا يخرج عن بدهيات العروض العربي بتجاوزه الجرعة الخببية القصوى 222 أي ثلاثة أسباب ليشمل أربعة اسباب هي مفعولاتن 2 2 2 2، فيخرج بذلك من دائرة الشعر إلى الموزون، ومن ذلك :


    أطوي عناويني بأمسِ الترديدِ........ في خطوتي شوقُ الندى للمورود


    4 3 4 3 2 2 2 2 ..........4 3 4 3 2 2 2 2


    ينتابني دربي ويمضي ببابي........ في طلْعة الشيخ الضرير الـمـكنودِ


    4 3 4 3 2 1 2 2 ..........4 3 4 3 2 1 2 2


    تدور ساعاتي بعكس المساعي....... كم والدٍ أودى بدعوى المولودِ


    4 3 4 3 2 1 2 2 ..........4 3 4 3 2 1 2 2


    ت : ولكن الوزن هذا وخاصة شطرا صدره وأعجازه ثقيل على السمع
    ر: صدقت وذلك لأنه تجاوز جرعة الثلاثة أسباب إلى أربعة أسباب . وأنت أدركت ذلك عندما خصصت صدر البيت الأول بثقل زائد عن ثقل صدر البيتين الثاني والثالث. حيث تم التخلص من الجرعة الخببية الزائدة بزحاف 2222 = مفعولاتن إلى 2 1 2 2 = 2 3 2 =مفعلاتن وهي من حيث الكم تماثل فاعلاتن 2 21 2 = 2 3وهذا الوزن في الحالين ليس بشعر لأنه تجاوز منهج الخليل ودوائره بل هو من الموزون على درجات مختلفة من الاستساغة والاستثقال.
    فلو اننا زاحفنا 2 2 2 2 في الصدر والعجز إلى 2 1 2 2 لكان الوزن بدا مستساغا أكثر كقول د. عبد الله الفيفي:

    2 2 3 2 2 3 2 3 2 ... ... ... 2 2 3 2 2 3 2 3 2


    أطوي عناويني بأمسي لأمشي............ في خطوتي شوقُ الندى للورود


    ينتابني دربي ويمضي ببابي.......... في طلْعة الشيخ الضرير الكنودِ


    كيف الوصول هل وصولي قفولي.......... أنفقتُ وقتي في ابتداء المعيد


    .. تدور ساعاتي بعكس المساعي............ كم والدٍ أودى بدعوى الوليدِ

    ت: هل تعني بأن هذا الوزن ليس من السريع ؟
    أجل، ليس من السريع ، هو من موزون السريع. وانظر كيف يزداد قربا من سريع الخليل بجعله مع ملاحظة تصريع البيت الأول :

    أطوي عناويني برغم القيودِ..........في خطوتي شوقُ الندى للورود


    4 3 4 3 2 3 2......... 4 3 4 3 2 3 2


    ينتابني دربي ويمضي معي.......... في طلْعة الشيخ الضرير الكنودِ


    4 3 4 3 2 3......... 4 3 4 3 2 3 2


    كيف الوصول هل وصولي دنا...........أنفقتُ وقتي في ابتداء المعيد


    تدور ساعاتي بعكس المُنى........ كم والدٍ أودى بدعوى الوليدِ


    ت: هل من فرق بين 4 3 4 3 2 3 2 و 4 3 4 3 2 3 2

    ر: لا فرق بينهما في السمع، وهنا يلتقي العروض وعلم العروض. ولكن ثمة فرق كبير في النتائج التي تدخل في علم العروض وتخضع لمنهجه وليست من مجال العروض الذي لا منهج فيه بل يفترض فيه اتباع تعليمات الخليل النابعة من منهجه، فمن تجاوز هذه التعليمات فقد انتقل من العروض إلى علم العروض بلا منهج فجانبه الصواب فيما وراء مجرد الأثر السمعي.

    ت: وكيف ذلك ؟

    ر: من نظر إلى الوزن 4 3 4 3 2 3 2 بالمقاطع الزرقاء 2 3 2 اعتبره من الموزون السائغ وليس من الشعر فإن 2 3 2 = 2 1 2 2= مفعلاتن وهذه لا تأتي من مفعولاتُ أبدا 2 2 2 1. ولذا فهي صورة منفردة تشبه نهايتها بعض صور البحور ولا مجال لها في دوائر الخليل.

    ومن نظر إليه باعتاره 4 3 4 3 2 3 2 ففريقان
    الأول اعتبره 4 3 4 3 2 3ثم زيد عليه 2 ( الترفيل ) كما يرى أستاذنا د. خلوف فهو يجد نفسه أمام السؤالين التاليين:
    أ‌- إلى أية دائرة ينتمي ؟ ولأن أستاذنا يعلم بوجوب الانسجام في الرأي كخاصية من خواص المنهج فإنه قلل من شأن الدوائر ولم يعتبرها أصلا. وهو إزاء اعتباره بعد الترفيل : 4 3 4 3 2 3 2 = مستفعلن مستفعلن فاعلاتن أمام السؤال : هل يجوز فيه التشعيث ؟ فإن قال (نعم) فقد أقر بجواز مجيئه على مستفعلن مستفعلن مفعولن
    وهذا معناه أن أنه يعتبر أصل مفعولن = 2 2 2 هو فاعلاتن 2 3 2 وليس مفعولاتُ 2 2 2 1 فيجيز لنفسه ما منعه على الخليل. مع أن الميزان لصالح الخليل لوجود الوزن على دائرة وعدم وجوده على دائرة عند أستاذنا. كما أنه في حال قوله (نعم) سيجد نفسه أمام سؤال آخر هل في العروض العربي كله فيما ورد عن الخليل وزن مرفل دخل سبب الترفيل فيه في إطار التشعيث ؟
    وإن قال لا يجوز التشعيث فالسؤال لماذا ؟
    الثاني اعتبره الوزن 4 3 4 3 2 3 2 أصليا بدون ترفيل وهو أخذ عن الخليل أن كل بحر لا بد أن يكون جزءا من دائرة، وهذا ما تبناه الأستاذ محمد السحار فقال بوجوب وجود دائرة جديدة تضاف إلى دوائر الخليل ووجدها مكونة من تسعة بحور من بينها هذا المدعو سريعا.
    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=66761
    وهنا أعيدك إلى المقدمة حول تقطع جزئيتين من منهجين مختلفين وآثار ذلك في كل من التجاهين فيما وراء نقطة التقاطع.
    ت : أنت تقول إن السريع أصله مستفعلن مستفعلن مفعولاتُ = 4 3 4 3 2 2 2 1 أليس آخر 2 1 وتد مفروق
    وبالتالي فإن لا من مفعولاتُ جزء من وتد فهي حمراء = 2
    فكيف صار السبب الأخير لديك سببا لونه أزرق ؟ وصار الوزن مستفعلن مستفعلن مفعولا = 4 3 4 3 2 22
    ر: أحسنت السؤال
    من حيث التطبيق في آخر السريع لا فرق عمليا يترتب على الرقم 2 مهما كان لونه فهو آخر مقطع ولا يزاحف على كل حال. ولكن أهمية الموضوع تبرز في حال الحشو من بحور دائرة المشتبه كالخفيف مثلا = 2 3 2 2 2 1 2 2 3 2
    فاعلاتن مس تف ع لن فاعلاتن = فإن كل ما بالأحمر لا يزاحف وهذا ما نعتبره التوأم الوتدي فإن تف عِ =12 = وتد مفروق وكذلك فإن ع لن = 1 2 = 3 وتد مجموع وهذا ما نسميه التوأم الوتدي واي مس بأي من مقاطعه يذهب بالوتدية وينقل الوزن إلى الأسباب خفيفة كانت أم ثقيلة.
    كل ما تقدم إثبات لأهمية المنهج بعامة ولتميز وروعة وانسجام وتكامل منهج الخليل بخاصة.
    كما أنه إثبات الانتماء الأول للسريع إلى الدائة ( د- المشتبه) ، إذ الانتماء للسريع هو للأصل الرجزي.

    ****

    ت: ذكرت أن 2 3 2 = 2 1 2 2 في نهاية ما أسميته موزون السريع آتية من زحاف 2 2 2 2 إلى 2 1 2 2 فهل يمكن زحافه 2 2 2 2 إلى1 2 2 2 بحيث يصبح موزون السريع = 4 3 4 3 3 4 وعليه النظم المشتق:

    2 2 3 2 2 3 1 2 2 2 ... ... ... 2 2 3 2 2 3 1 2 2 2


    مستفعلن مستفعلن معولاتن ........... مستفعلن فاعلن معولاتن


    أطوي عناويني على معاناتي............ في خطوتي شوقُ الندى لما ياتي


    ينتابني دربي ولا يراعيني.......... في طلْعة الكنود في المواساةِ

    ر: تذكر أن كل حديثنا خارج الشعر، وفي مساحة الموزون، ولكل فيها أن يدلي بدلوه أما لو سألتني أيهما أستسيغ أكثر
    4 3 4 3 2 3 2 أم 4 3 4 3 3 4 لقلت لك إني أستسيغ الأول وتتضاءل استساغتي للثاني.
    لماذا ؟
    هذا ما تستشعره أذني ولعل السبب فيه أن الأول يضاهي 4 3 4 3 2 3 2في السمع وهذه الصورة تتفق مع قانون التناوب العام، بينما الثاني يضاهي 4 3 4 3 3 4وفي هذا المُضاهَى اجتماع وتدين 33 خلافا لقاعدة التناوب العامة.
    ويذكر هنا أن د. رياض يوسف والاستاذين سامر سكيك ومحمود مرعي قالا ب [ البحر الجديد]:
    مستفعلن مفاعيلن 4 3 3 4وهو ما لا يصح بحال.

    هل أعجبك هذا الموضوع ؟ إن أعجبك فأنت مدعو إلى موضوع ( المنهج واللامنهج) :


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,112
    ما شاء الله أستاذي،موضوع رائع جدًّا

    قدأجبت عن تساؤلاتي حول السريع ونهايته على الدائرة ووزنه في الواقع الشعري

    وهذا إثبات مقنع علمي شامل يوضح أهمية المنهج في دراسة العروض وكيف تمركزالمنهج حول دوائرالخليل التي يُرى أنها لاتؤدي دورًابل شيئًا من الزيادة العروضية،
    ليتهم يدركون قيمة هذه الدوائر،وكيف تمثل لب تفكير الخليل.
    -علاقةالسريع والوافرمن حيث وزنه على الدائرة ووزنه في الواقع الشعري،وتحليلك لهما أعطى ريادة لمنهج الرقمي،وزادمن نتائجه البحثية التي تجيب على انتقاضات العروضيين.
    -هكذا تكون النظرة الشاملة التي يتيحها العروض الرقمي،ماأروعه!
    -النظرةالجزئية التي تدرس كل بحر على حده ،صعب جدا أن تصل لهذه النتائج المتدرجة.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة (سحر نعمة الله) مشاهدة المشاركة
    ما شاء الله أستاذي،موضوع رائع جدًّا

    قدأجبت عن تساؤلاتي حول السريع ونهايته على الدائرة ووزنه في الواقع الشعري

    وهذا إثبات مقنع علمي شامل يوضح أهمية المنهج في دراسة العروض وكيف تمركزالمنهج حول دوائرالخليل التي يُرى أنها لاتؤدي دورًابل شيئًا من الزيادة العروضية،
    ليتهم يدركون قيمة هذه الدوائر،وكيف تمثل لب تفكير الخليل.
    -علاقةالسريع والوافرمن حيث وزنه على الدائرة ووزنه في الواقع الشعري،وتحليلك لهما أعطى ريادة لمنهج الرقمي،وزادمن نتائجه البحثية التي تجيب على انتقاضات العروضيين.
    -هكذا تكون النظرة الشاملة التي يتيحها العروض الرقمي،ماأروعه!
    -النظرةالجزئية التي تدرس كل بحر على حده ،صعب جدا أن تصل لهذه النتائج المتدرجة.
    شكرا لك أستاذتي وأتمنى أن توجهي الدارسين إلى هذا الاتجاه في الرقمي. وأن تتابعي الحوار حول الموضوع مع اساتذتي على الرابط:

    http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=78821

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    http://www.alfaseeh.com/vb/showthrea...004#post602004



    السلام على أخي وأستاذي الحبيب

    شكرا لردك الكريم، وهو مفيد في حالي الاتفاق والاختلاف وكلاهما لا يخلوان من فائدة لي وللقارئ الكريم

    عندما يقول الخليل إن السريع مستفعلن مستفعلن مفعولاتُ ويأتي الوزن في دائرة المشتبه مستفعلن مستفعلن مفعولا ‏
    ونجد ابياتا مشطورة تنتهي ب سبب سبب سبب = 2 2 2 أو سبب سبب سبب ساكن = 2 2 2 ه، ثم تنكر علاقتها بهذه ‏الصورة بحجة أنها من الرجز لا غير وانها لا تنتمي لسواه رافضا بذلك ما بين الرجز والسريع من الأواصر التي تجعل ‏احتمال اتفاقهما في بعض الصور أكبر من احتمال اتفاق سواهما وهو كما تعلم كثير، وعندما أرد على غياب 222 ثلاثة ‏أسباب في منطقة العروض من السريع ، ولا تقتنع بردي ، فإن فرصة اقتناعك بسائر الرد تبدو ضئيلة. على أني سأدلي بما لدي ‏فلا يخلو الحوار من فائدة لي أو لك أو للقارئ الكريم.‏




    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.عمر خَلّوف مشاهدة المشاركة
    لم يَرِدْ (السريع) في واقعه الشعري إلا على عروض واحدة هي: (فاعلن)، والتي انسجمت مع ثلاثة ضروب موافقة لها هي: (فاعلن، فاعلانْ، فعْلن)..
    والسريع في واقعه الشعري هذا لا يندرج تحتَ أية دائرة من دوائر الخليل الخمسة. لأنّ سياقه هذا لا يُوافق أياً من هذه الدوائر، كما لا يمكن اجتزاؤه من سياقٍ أكبر منه كما هو الحال في سياق (المديد) والبحور المجزوءة وجوباً.
    وتفادياً لإحداث دائرة سادسة تجمع السريع وعدداً من البحور الأخرى التي تشاركه سياقه الحركي، افترضَ الخليل أن أصل عروض السريع وضروبه هو (مفعولاتُ)، فأوقع عليها عللاً افتراضية، لكي تتحول من (مفعولاتُ) إلى (فاعلن)!
    ولقد قوّى هذا الافتراض لدى الخليل مجيء الكثير من شعر العرب على الضربين: (مفعولانْ)، و(مفعولن)..
    وكان ذلك - من الناحية النظرية - حلاًّ ذكياً دون شك.

    تذكر اختلافنا استاذي عندما قلت إن أعاريض البحور جميعا – باستثناء الهزج ومجزوء الوافر- لا تنتهي ب 2 2 أي لا ‏تنتهي بسببين خفيفين، ولهذا لاينتهي العروض ب سبب سبب سبب = 2 2 2 ‏

    https://sites.google.com/site/alaroo...me/22-sadr-end

    والحالة الوحيدة التي تشذ عن ذلك وأظنها انقرضت لمخالفتها منهجه البيت الذي يبدو لي يتيما :‏
    ما هيج الشوق من أطلال ...... أضحت قفارا كوحي الواحي

    ولا بد لهذه الخاتمة 2 2 2 أن تنزلق إلى ‏
    ‏1 2 2 = 3 2 ( فعولن ) في الرجز ومجزوء البسيط المقطوع ،
    أو إلى 2 1 2 = 2 3 ( فاعلن ) في السريع واللاحق.

    وأنت ‏تنكر اطراد هذه الخاصية فيتوقع أن تنكرها في السريع كذلك. ‏
    ومعارضتك نابعة من موقفك الرافض لاطراد منهج الخليل انطلاقا من شمولية دوائره.‏
    منهج الخليل يعني دوائره وسائر أحكامه – وأضيف ولا ألزمك به – ما بلوره الرقمي من ذلك.

    ولله در أستاذي سليمان ابو ستة ‏إذ يقول :‏

    http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=78821‎

    الذي يريد أن يأخذ بنظرية الخليل في الدوائر، عليه أن لا يقف عند الأنساق الخمسة التي وضعها، ويترك ما هو جزء لا يتجزأ ‏من بنائها (حسب التصميم الخليلي لهذا البناء)، وهو ما يتحدد فيما يلي‎:‎
    ‏1-‏‎ ‎الزحافات أو العلل اللازمة في نهاية النسيق (العروض والضرب‎).
    ‏2- الجزء والنهك والشطر‎.
    إذا أخذنا بذلك جميعه ، فإننا سنصل إلى استخراج كافة بحور الشعر العربي من هذه الدوائر

    كما يقول الأستاذ كمال أبو ديب - اقتطف وبأقل قدر من التصرف:‏

    http://uqu.edu.sa/files2/tiny_mce/pl...100/aaa209.pdf

    ( ص – 119: 124) : وأصر أكثر من باحث على أن السريع له الشكل التالي فقط : مستفعلن مستفعلن + ( فاعلن أو فاعلانْ )‏
    ‏= 4 3 4 3 + ( 2 3 أو 2 3 ه) وأن الصورة التي أعطاه إياها الخليل وهمية مستفعلن مستفعلن مفعولاتُ = 4 3 4 3 4 ‏‏2 1 . لكن من الواضح في الوقت نفسه أن هؤلاء الدارسين ليسوا على حق في إنكار وجود التشكيل 4 3 4 3 6 1 في الشعر ‏العربي ولا يحل اللبس هنا إلا بالتمييز بين البحرين، ويقترح هذا الكاتب إعطاء اسم ‏
    السريع المثقل للتشكيل المثقل : مستقعلن مستفعلن مفعولات = 4 3 4 3 4 2 2 2 ه ‏
    وإعطاء اسم السريع للتشكيل : مستفعلن مستفعلن مفْعُلا = 4 3 4 3 2 1 2 ‏

    ويضيف :" يرجح أن الخليل شعر حين قراءته هذه الأبيات أن إيقاعها يختلف عن إيقاع الرجز، وأنه متوحد ‏بإيقاع السريع مع أنها من الزاوية الكمية متحدة الهوية بتركيب شطر من مشطور الرجز ولا بد أن طبيعة الإيقاع تعود إلى النبر ‏الذي يتوفر في الأبيات موضع المناقشة ‏

    ويحي قتيلا ما له من عقل
    بشادن يهتز مثل النصل
    مكحل ما مسه من كحل
    لا تعذلاني إنني في شغل
    يا صاحبي رحلي أقلا عذلي

    لا شك أن كثيرين من الدارسين قد يجدوت حلا بسيطا للمشكلة ويقولون " الخليل فعل ذلك اعتباطا وعلينا أن ننسب الأبيات ‏للرجز والخليل أخطأ وكل إنسان يخطئ "‏

    لكن هذه الطريقة ليست أكثر من تهرب في مواجهة القضايا الأساسية الجذرية في إيقاع الشعر العربي وفي نظام الخليل. كما أنها تنبع من ميل إلى ‏اتهام عمل الخليل بالاعتباطية والتسرع لا يستند إلى أي أساس علمي والخليل عالم ذو منهج رائع وعقل فذ واتهامه بهذه المجانية ‏والسهولة شيء ينبغي أن يتخوف عقل الباحث المعاصر منه، لا إجلالا لقدسية، ولا خضوعا أمام التراث لمجرد أنه تراث، وإنما ‏لسبب بسيط جدا، هو أن كل شيء في منهج الخليل يدل على منهجية محكمة، ويجلو عبقرية فريدة، ولأن لعمله أبعادا عميقة ‏مدهشة قد لا نفهمها الآن، ولكن ذلك قد لا يعود إلى اعتباطيتها بقدر ما يعود إلى قصور ملكات الاستكناه والبحث المتعمق ‏الجاد عندنا، وقصور مناهج البحث التي نتبعها، وفي كلتا الحالتين يظل الانتظار والتنقيب المتعمق لا الاتهام المتسرع أفضل ما ‏يمكن أن نقوم به إزاء مثل هذا العقل المتفرد ."‏

    إنتهى التقل

    اخي واستاذي الكريم د. عمر خلوف، لو لم يكن لك علي من فضل سوى ما تحفيزي على الاطلاع على هذا النص لكفاك ذلك ‏جميلا ومعروفا في عنقي. كم رددت "الله أكبر " وأنا أقرأ هذه الفقرات من رجل يفيد عنون بحثه بأنه " نحو بديل لعروض ‏الخليل " ثم نجده صلبا في إنصاف الخليل وتقدير عبقريته ومنهجه وسبقه الأزمان فيهما. وإن أقواله ما اتفقت معه فيها وما ‏اختلفت أعطتني من الثقة في الرقمي الكثير الكثير الذي لا يقل عما أعطتنيه عبارة الأستاذ ميشيل أديب :" ‏‎" ‎وأكثر ما ‏يعيب‎ ‎كتب العروض القديمة‎ ‎والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها،‎ ‎لم تحاول ‏تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّةالرياضية‎ ‎التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ‎ ."‎وسأعود إلى أبعاد كلام د. كمال أبو ديب وتداعياته بإذن الله ‏في ما يتبع ‏،
    وللرد بقية بإذن الله.‏



  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,112
    بوركت أستاذي تعليقات هامة وقيمة
    ليت أهل الرقمي يدركون قيمة هذا العلم،فكيف بأستاذ كبير مثل "كمال أبو الديب"بعد كل هذه الدراسات العديدة والمتعمقة ما زال يقف على أعتاب منهج الرقمي؟!
    وقد لخص ما نحاول إرساله للعروضيين عن علم العروض الذي تبلور في منهاج الرقمي
    ما أروع هذه الكلمات!
    أن كل شيء في منهج الخليل يدل على منهجية محكمة، ويجلو عبقرية فريدة، ولأن لعمله أبعادا عميقة ‏مدهشة قد لا نفهمها الآن، ولكن ذلك قد لا يعود إلى اعتباطيتها بقدر ما يعود إلى قصور ملكات الاستكناه والبحث المتعمق ‏الجاد عندنا، وقصور مناهج البحث التي نتبعها، وفي كلتا الحالتين يظل الانتظار والتنقيب المتعمق لا الاتهام المتسرع أفضل ما ‏يمكن أن نقوم به إزاء مثل هذا العقل المتفرد .
    ليت العروضيين يدركون منهج الخليل ويضعون أدواته في محلها المناسب!

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة (سحر نعمة الله) مشاهدة المشاركة


    ليت العروضيين يدركون منهج الخليل ويضعون أدواته في محلها المناسب!
    ليتهم أستاذتي .

    لكني بكل ثقة اقول : لا يتم ذلك إلا من خلال الدراسة المنهجية للرقمي بتسلسل دوراته.

    وكلما ازداد العروضي تمكنا ازدادت ضرورة دراسته للرقمي ليعبر إلى المنهج.

    ولست متفائلا بهذا . فدون ذلك عقبات موضوعية ونفسية. وأنت على معرفة ببعض الحالات.

    يرعاك الله.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    المشاركات
    970
    طرح مفيد خصوصا لمن أتم كل الدورات بفهم عميق

    جزاكم الله خيرا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    سبحانك اللهم وبحمدك ،أشهد أن لا إله إلا أنت،أستغفرك
    وأتوب إليك





    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليلة مسلم مشاهدة المشاركة
    طرح مفيد خصوصا لمن أتم كل الدورات بفهم عميق

    جزاكم الله خيرا
    سلمت أستاذتي .

    حفظك الله.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    على الرابط التالي حوار ممتع مع أخي واستاذي د. عمر خلوف حوار مفيد. وحوار ذوي العلم والفكر والأدب مفيد اختلافا أو اتفاقا. ومنه أقتطف :

    أخي وأستاذي الكريم أبا عاصم

    ما أرانا نقول في هذا الأمر إلا ما سبق لنا قوله فأنت لا تعترف بأن مستفعل في آخر الشطر تأتي متفعل تارة ومستعل أخرى. ولا تعترف بأن مفعولا تأتي في العجز تأتي مفعُلا تارة ومعولا أخرى . وهذا منذ حوارنا عن ( أزواج في أفياء د. خلوف ) منذ تسع سنوات.

    http://arood.com/vb/showthread.php?p=2450#post2450

    ولا أرانا سنتوصل فيه إلا جديد. فالأمر وصف لواقع من وجهة نظر كل منا.

    ولكن يستفاد منه شيء واحد وهو الرد على سؤالك :

    ولكننا نؤمن كل الإيمان أن دراسة خصائص الأوزان العربية، التي أصّل لها الخليل في نظريته سيفتح لنا باباً مهماً في معرفة ما قد تقبله الذائقة العربية مما قد يجيءُ خارجاً عن البحور الخليلية، كالذي حصَل فعلاً في (الخبب) و(المتدارك) و(الدوبيت) و(اللاحق)، وما قد يفتح الله به على شعراء هذه الأمة الولود إن شاء الله)).

    ألا يتماهى قولي هذا مع ما أشار إليه أستاذنا الحبيب أبو ستة؟؟

    ((الذي يريد أن يأخذ بنظرية الخليل في الدوائر، عليه أن لا يقف عند الأنساق الخمسة التي وضعها، ويترك ما هو جزء لا يتجزأ ‏من بنائها (حسب التصميم الخليلي لهذا البناء)، وهو ما يتحدد فيما يلي‎:‎
    ‏1-‏‎ ‎الزحافات أو العلل اللازمة في نهاية النسيق (العروض والضرب‎).
    ‏2- الجزء والنهك والشطر‎.
    إذا أخذنا بذلك جميعه ، فإننا سنصل إلى استخراج كافة بحور الشعر العربي من هذه الدوائر))
    والجواب هو أن قولك لا يتماهى مع قوله في قضيتي :
    اللاحق : ( مستفعلن فاعلن فاعلن/مستعل )
    والسريع : (مستفعلن مستفعلن فاعلن/مفعلا ) .

    فهو يرى صحة ذلك حسب منهج الخليل الذي تجسده دوائره والتصميم الداخلي الذي فصله.

    وأنت ترى خطأ ذلك من وجهة نظرك ويقودك ذلك إلى رفض شمولية نظرية الخليل التي خنقتها دوائره .

    فهل هذا اتفاق ؟

    عبارتك :

    ولم يختلف عربي قبل الخليل على أن جميع ما قيل في هذا الباب هو رجز لا غير، حتى جاء الخليل فاخترع للسريع عروضاً ليست منه، أجبرته عليها الصنعة التي تمثلت في دوائره، فأدخل فيه ضروباً هي الرجز بعينه.
    تدعو إلى التأمل ولا أود أن أفتح بابا جديدا للحوار حولها وحول الفرق بين ما قبل الخليل وما بعد الخليل.

    لكني أكتفي بهذا الاقتباس :


    http://www.al-islam.com/Page.aspx?pa...bjectID=31582‎

    ‎12461 ‎حدثنا‎ ‎يحيى‎ ‎عن‎ ‎حميد‎ ‎ويزيد‎ ‎أخبرنا‎ ‎حميد‎ ‎عن‎ ‎أنس‎ ‎قال‎ ‎ ‎ ‎قال رسول الله يقدم عليكم أقوام أرق منكم أفئدة ‏فقدم‎ ‎الأشعريون فيهم‎ ‎أبو موسى‎ ‎فجعلوا لما قدموا‎ ‎المدينة‎ ‎يرتجزون:

    غدا نلقى الأحبه ...... محمدا وحزبه

    حفظك ربي ورعاك.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    ومن المفيد الذي يؤدي لموضوع السريع :

    http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=78902

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سحر نعمة الله مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرًا أستاذي الفاضل عمر خلوف .
    أشكرك جزيلا على هذه الدراسات العروضية التي تخدم طالب العلم ,ويفيدني كثيرًا في رحلتي مع العروض .
    ليت أستاذي الكريم خشان يقدم لنا هذه الدراسة بالرقمي ليستفيد الرقميون.

    استاذتي الكريمة

    لا غنى لدارس الرقمي عن معرفة التفاعيل ليتواصل مع كل ما يتعلق بالعروض في كل المراجع قديمها وحديثها.‏
    وقد مر معنا في الدورة الثامنة فصل حول هذا، وطلبك هذا سيجعلني أتوسع في ذلك الفصل.‏

    الوزن الرقمي للتفعيلة كالوزن الرقمي لأي كلمة، مفاعيلن = 3 2 2 ، فعولن = 3 2‏

    ولنقل التالي إلى الرقمي :‏

    مفاعيـلن مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن ‏‎
    ‎//‎ه /ه /ه //ه /ه /ه //ه /ه /ه //ه /ه /ه‎
    ‎"‎ثم تستخرجَ الطويلَ" بحذْفِ (لن) من آخر (مفاعيلن) الأولى والثالثة من كل شطر، كما تستخرجَ المتقاربَ بحذفِ (لن) من ‏الأجزاء جميعها، "وتجعلَ الطويلَ دائرةً، وتستخرجَ منها المديدَ والبسيط" وبحرًا مهجورًا. والتقدير هو‎:‎
    مفاعيـلن مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن
    الملون فيما يلي محذوف

    مفاعيــ ـلن مفاعيـلن مفاعيـ ــلن مفاعيلن = 3 2 2 3 2 2 3 2 2 3 2 2
    فيبقى ‏

    مفاعي مفاعيلن مفاعي مفاعيلن = 3 2 3 4 3 2 3 4‏

    وهذا أشبه بالرياضة العروضية التي تقدمت عليها تمارين منها نقل البسيط إلى المنسرح

    ‏4 3 2 3 4 3 1 3 = مستفعلن فاعـ ـلن مستفعلن فعلن ‏

    يبقى بعد حذف الملون 4 3 2 4 3 1 3 = المنسرح‏

    مع فارق وعينا على اطراد ذلك في العلاقة بن بحور دائرتي ( ب – المختلف ) و (د – المشتبه )‏

    فالوتد المحذوف هو ذلك الذي على المحور 6 وحذفه من الطويل يعطينا

    ‏3 2 3 4 3 2 3 4 يبقى بعد الحذف 3 4 2 3 2 3 4 وهو بحر المضارع التام على الدائرة

    وحذفه من المديد = 2 3 4 3 2 3 يبقي 2 4 3 2 3 = مفعولاتُ مستفعلن = المقتضب مجزوءًا على الدائرة‏، لاحظي المديد مجزوء قبلي وبعدي ( مجتث ومجزوء ) للبسيط والطويل، فجاء المقتضب مجزوءا وجوبا.

    هذا مدعاة للتأمل في الأواصر بين البحور والدوائر وشمولية منهج الخليل.

    والسؤال الذي يرد هنا ، هل يمكننا استنتاج السريع مستفعلن مستفعلن مفعولا = 4 3 4 3 2 2 2 وكذلك الخفيف بنفس القياس من دائرة ( المختلف - ب) كما استنتجنا كلا من المنسرح والمضارع والمقتضب ؟

    الجواب وبدون سابق تفكير وثقة باطراد منهج الخليل نعم كبيرة وهذا يثبت أن النظرية في منهج الخليل والتطبيق في موضوع السريع تحديدا متطابقان وسبحان الله كيف لفت الأمور ودارت على موضوع السريع نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    الشكر لأستاذنا على فسح المجال لنا في موضوعه.

    يرعاك الله.‏

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.عمر خلوف مشاهدة المشاركة
    الاتفاق يا سيدي أبا صالح واضح جداً جداً
    وهو اتفاق مع بعض رأيك كذلك
    وقد أبنته في ذات المداخلة التي تنقل عنها
    فأنا أيضاً أرى صحة ذلك حسب منهج الخليل التي تجسده دوائره..
    وللمرة الألف أقول: هو صحيح حسب منهج الخليل التي تجسده دوائره

    لكنك أصبحت تعلم رأيي في دوائر الخليل
    فأنا لا أومن بصحة كل ما جاء فيها، ولا بكل ذلك المنهج
    (يادي المنهج الفاتن)
    واضح جدا أستاذي وألخص رأيك لأتذكره وبالتالي ألخص رأيي ثم أعلق:‏

    ‏ 1- أنت لا تؤمن بصحة وشمولية منهج الخليل الذي تجسده دوائره رغم كفاية ذلك المنهج ودوائره - لمن شاء أن يؤمن بذلك. ‏‏( أقله في موضوع السريع )‏

    ‏2- عدم إيمانك بصحة وشمولية منهج الخليل الذي تجسده دوائره ليس راجعا لقصور ذلك المنهج أو تلك الدوائر.‏

    ‏3- ( يا دي المنهج الفاتن ) جملة في قمة روعة التلخيص والتعبير . ولنا إن شاء الله حديث حولها عندما نلتقي، فمجال أهمية ‏المنهج عندي أوسع وأخطر من أن يحصر في العروض، فهو يتعداه إلى ما لا مجال هنا لتناوله.‏

    وحسبي لتوضيح رأيي فيه أن المنهج الشامل الصحيح - في كل مجال - دليل ذاتي على صحته، وعلى إعجاز الممنهِجْ سبحانه ‏وتعالى و (أمانة ناقل المنهج العام عبده ورسوله محمد عليه السلام) و ( عبقرية مكتشفه في العروض الخليل بن أحمد )‏. إنما تستمد التفاعيل - وهي من اختراع الخليل - أهميتها وشرعيتها بل وصحتها، من صدورها عن منهج الخليل، وتفقد كل ذلك إن انفصمت عن ذلك المنهج. نظريا يمكن أن يكون هناك منهج غير منهج الخليل ذي أدوات غير تفاعيل الخليل، إني لأعجب ممن يتجاوز منهج الخليل بتفاعيل الخليل، فيدخل في مزالق لعل أوضحها مأزق الكرباسي في بحوره المائتين ونيف ومأزق حازم القرطاجني عندما رفض مفعولاتُ في المقتضب.

    ثم تجد سنة الله هذه تتجلى في سائر العلوم في وجود قوانين شاملة لكل علم يكتشف منها البشر ما اذن الله سبحانه وتعالى به على ‏قدر اجتهادهم. إن التسليم المسبق بوجود قواعد شاملة لكل علم لدى البشر مؤمنهم وكافرهم هو أساس العلوم كلها. ومنهم من ‏يسعى لاكتشاف قاعدة واحدة تشمل الكون كله. ‏

    يقول د. علي النشار:‏

    http://mail.algomhoriah.net/atach.php?id=3113‎

    ‏" إن العقل الإنساني لا يستطيع أن يفكر وأن يستدل بدون أن يكون له منهج متعين ‏يقول [يقوم] عليه فكره وحركته" ‏ ‏

    ، وحسبك في هذا المجال ما يسعى له علماء الفيزياء من التوصل لنظرية افترضوا من استقراء سنن الكون ضرورة وجودها ‏وأسموها: نظرية التوحيد الكبير ‏The Grand Unified Field Theory‏ . وأنقل من ويكيبيديا :" استند اينشتين في بحثه عن ‏نظرية التوحيد إلى إطار دينى وفلسفى أن الخالق واحد للكون وبالتالى يوجد نظرية أو هيكل رياضى - معادلة واحدة فقط تصف ‏الكون. وهذا يتصف مع فكرة العلم لديمقريطس. فعندما كان جالسا على شاطئ بحر إيجه تساءل عن تعدد الألهة. هل للشمس إله ‏والقمر إله وكل شيء له إله؟ ثم ماذا سيحدث إذا نشبت معركة بين تلك الألهة ؟" ألا تجد أن العلماء في هذا يسيرون على خطى ‏إبراهيم عليه السلام ؟.شرف للخليل بن أحمد في مجاله أن يتسم تفكيره بالشمولية أسوة بالخليل إبراهيم عليه السلام، وشرف ‏للرقمي أن يكتشف ذلك ويبرهن عليه وينطلق منه لما يليق بعبقرية الخليل من آفاق.‏

    إن اطراد المنهج في العروض يحفز على تتبع اطراده في أمر العربية عامة وإن ثبت ذلك فإنه يعني أن للأمر أبعادا لا تخفى عليك، وشرف للخليل أن يفتح هذا الباب بمنهجه.

    أبعد هذا ترى مجالا للقول ( يا دي المنهج )‏

    ومن فائدة حوارنا هذا أن يعلم أي متحاورين أن الحوار ينبغي أن يبدأ بالأصول ثم يمتد للفروع، وبدايته بالفروع ستؤدي – ‏ولكن بعد لأي وطويل وقت إن توفرت الموضوعية للمتحاورَين، ستؤدي للأصول ، وقد لا تؤدي إن قلت الموضوعية. ومن حسن حظي أنك محاوري الذي أقبس عنه العلم وحسن الخلق والتهذيب وموضوعية الحوار.‏

    شكرا لسعة صدرك وحفظك الله ورعاك.‏

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    892
    السلام عليكم
    حجتك في سياسة الكيل بمكيالين قوية ودامغة أستاذي الكريم خشان !
    أتساءل الآن :
    هل سيمتنع الأستاذ د. عمر خلوف عن إجازة القطف في الوافر التام أسوة بالكسف في السريع ؟
    وهل سينضم الوافر إلى السريع واللاحق في منفاهما خارج الدوائر ؟
    تحياتي

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة (ثناء صالح) مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    حجتك في سياسة الكيل بمكيالين قوية ودامغة أستاذي الكريم خشان !
    أتساءل الآن :
    هل سيمتنع الأستاذ د. عمر خلوف عن إجازة القطف في الوافر التام أسوة بالكسف في السريع ؟
    وهل سينضم الوافر إلى السريع واللاحق في منفاهما خارج الدوائر ؟
    تحياتي
    تفتقدك هذه الحوارات استاذتي .

    المنتدى والعروض ممل دون عقول نابهة تتحاور. ولولا التحاور مع أستاذي د. عمر خلوف لما كان إلا الضجر والملل.

    منهج الخليل في العروض وخاصة كما استقصاه الرقمي وصوره من أجمل ما في العربية. بل لعله الأجمل فيها.

    أسأله تعالى أن يفرج الكرب وأن تتمكني من التواصل دوما .

    وعلى فكرة كما ترين أستاذنا لحسن غادرنا رغم توفر الاتصال لديه.

    يحفظكم ربي ويرعاكم جميعا.

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    أخي واستاذي الكريم د. عمر خلوف،

    خطر لي ما يلي وأراه مفيدا:

    وبهذا الصدد فإن مستجيرًاينحاز في هذه القضية لرأيك ويرى أن وزن السريع مستفعلن مستفعلن فاعلاتن = 4 3 4 3 2 3 ‏‏2

    والفارق بينكما أن رأيه يأتي في سياق منهج كامل مستقل بالكلية عن منهج الخليل. وهذا منطقي فلا يمكن الخروج على ‏مذهب في جزئية منه، واستقلال منهج مستجير في مقابل منهج الخليل يسهل المقارنة بين منهجين، وأنت أدرى مني بتفوق ‏منهج الخليل، وما تطلبه منهج مستجير – على عظيم فائدته لعالم العروض – من قسر لبعض صور الأوزان، كما أنه ضلله ‏في تقييمه لرأي نازك في مستفعلاتن مستفعلاتن . ومثل مستجير في وجود منهج شامل لديه مستقل بالكامل عن منهج ‏الخليل، الأستاذ محمد العياشي في منهجه وقد أوضحت ما تطلبه منه منهجه من افتراضات سقيمة في غير مكان. مع تفرد ‏العياشي في النيل من منهج الخليل.‏

    وأرى هذا تأكيدا لما ذهبت إليه من أن أي منهج – منهج بحق - كل متماسك ومخالفته في جزئية تعني مخالفته في عمومه، ‏إذ أن أية جزئية فيه تتصل بكلياته وتصدر عنها وتمثله، فكأنها كعينة الدم تسحب من طرف إصبع لتمثل الدم في سائر ‏الجسم، فإن ثبت فيه نقص من مادة معينة كان ذلك النقص عاما في الجسم.‏

    لقائل أن يقول لي :" إنك اعترضت على تجاوز الخليل بتفاعيل الخليل، وكلاهما مستجير والعياشي خالفاه مستعمليْن تفاعيله ‏‏" وهذا صحيح في ظاهره، ولكنهما استعملا تفاعيله صورة بعد أن فرضا عليها طبيعة مخالفة لما يماثلها مظهرا عند الخليل، ‏ولم يتوان مستجير من استعمال تفاعيل مغايرة في بحر الطويل مثلا، بل وقاده تنظيره إلى بحر جديد أسماه بحر شوقي، ‏وقرأت رأيك حوله الذي تنطلق فيه من عروض الخليل، وفرض العياشي على تفاعيله ثبات المدة الزمنية عند لفظها مزاحفة أو ‏غير مزاحفة وقد تطرقت لعوار ذلك في غير موقع.‏

    الخلاصة:

    لا يصلح الأخذ بجزئية من منهج هنا وأخرى من منهج أو لا منهج هناك.

    أن المنهج يُخالـَف أو يتم تجاوزه بمنهج آخر له شموليته في العروض كما في الاقتصاد والسياسة كما في العقائد وسوى ذلك، وهذا ما لم أجده لديك في بعض تجاوزك للخليل بغض النظر عن تقييمي له، فأنت تتجاوز الخليل في مواضيع ‏محدودة ،مع استعمالك لتفاعيله بذات مواصفاتها لديه وتتفق معه في الأعم الأغلب، وهذا ما لا أستطيع وصفه بالمنهج.‏

    وعند المقارنة بين منهجين فقط يستطيع الإنسان أن يقرر أيهما أصوب، أما المقارنة بين جزئية هنا وأخرى هناك فلا تستقيم منطقا لا في العروض ولا في سواه.

    مذكرا بأن حديثا بهذا العمق حول المنهجية هو في مجال ( علم العروض ) وليس في مجال ( العروض ) وهو بالتالي لا يهم الشاعر ولا من يقتصر همه على حفظ التطبيقات الجزئية لمنهج ما.

    يحفظك ربي ويرعاك.


  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966

    من حق أستاذي علي أن أفكر أمامه بصوت عال.‏

    لم أجد فيما استحسنتـَه من جديد الأوزان ما ينبو عن الذوق. وطالما سألت نفسي عن سر تميزك في ذلك عن كثير ممن ‏يتجاوزون الخليل.‏

    ثم استرجعت ما تراه أنت من زاوية معينة شذوذا في قواعد التأصيل لديك، ثم ما أسفرت عنه قاعدة التأصيل العامة في ‏الرقمي – وحسب فهمي ومن زاويته – من عدم وجود شذوذ عندما نشترط التبادل بين الزوجي والفردي باتجاهي اليمين واليسار. ‏وقلت لعل أستاذي يرى من زاويته أنه تجاوز الخليل، وربما لو أمعنتُ النظر من زاويتي لتبين لي أنه لم يتجاوز الخليل.‏
    تأملت فوجدت أن اختلاف الرأي بيننا في الدوبيت أو المتدارك أو الخبب يقتصر على الشكل، وأن لا خلاف بيننا في الجوهر، ‏وحتى في الشكل فهو ليس اختلافا كبيرا، فأنا أتفق معك بأن الدبيت غير خليلي، وأن الخبب يخلو من الوتد.‏

    ثم نظرت فوجدت أننا متفقين تماما في اتباع الخليل في عدم المس بالحشو . ووجدت معظم اختلافنا فيما يخص المقاطع النهائية ‏في العجز.‏

    ثم دققت النظر فوجدت موضوع الخلاف يكاد يقتصر على حالة واحدة لها غير صورة.‏
    وتلك الحالة من - وجهة نظري - هي انتهاء العجز بثلاثة أسباب صوتية 2 2 2 مستفعل أو مفعولا وما يترتب عليها من ‏زحافات في البحور التي لا تحوي في حشوها سببا ثقيلا (وهكذا يخرج الكامل ) أو الرقم 2 2 2 ( وهكذا يخرج الخفيف )‏

    ولا يبقى في الحقيقة إلا مجزوء البسيط المقطوع = مستفعلن فاعلن مستفعل = 4 3 2 3 2 2 2 ‏
    والوزن 4 3 4 3 2 2 2 الذي يمكن اعتباره بالتفاعيل مستفعلن مستفعلن مستفعل، أو مستفعلن مستفعلن مفعولا.‏

    ووجدتنا فيه :‏

    ‏1-‏ على درجة كبيرة من الاتفاق بجواز خبن 2 2 2 لتأتي على 1 2 2 = 3 2 = متفعلْ وليست 3 2

    ‏2-‏ على درجة لا تخفى من الاختلاف ‏

    فأنا وطبقا لاطراد قواعد زحافات الخليل أرى جواز الطي فيها لتتحول من 2 2 2 إلى 2 1 2 = 2 3 في حالي السريع واللاحق ‏‏( لاحق خلوف باعتبار الحشو فيه فاعلن 2 3 ) تمييزا له عن لاحق حازم و 2 3 في حشوه قد تأتي 222 ( فسر بود أو سر بكرهٍ )‏

    ‏ هل ثم من فارق في المظهر الصوتي وهو المعول عليه في التطبيق في العروض بين الحالتين. كلا بالتأكيد.‏

    وهكذا ترى أنك لم تخرج في هذا على عروض الخليل التطبيقي.‏

    هل ثمّ من فرق يترتب على ذلك في التأثير على الفهم الشمولي لمنهج الخليل في مجال علم العروض ؟ نعم ‏
    أنت تتفق مع قول استاذي سليمان أبو ستة بأن في منهج الخليل ودوائره وأحكامه ما يشمل كل حالات العروض، لمن يؤمن ‏بذلك. وإذن فإن عدم الإيمان بذلك غير ناجم عن نقص في النظرية بل هو اختيار مسبق بلا مبرر نقص فيها.‏

    يبقى الاختلاف الجوهري في مجال علم العروض بين ما أراك تعتبره فاعلن = 2 3 وما يأتي على منهج الخلبيل مستعل =2 1 2 = ‏مفعُلا 2 1 2 = 2 3 ذو تأثير في الآفاق االمتعلقة بعلم العروض والتي يتطلب البحث فيها منهجا متكاملا.‏

    وأنتهي إلى القول :‏

    ‏1-‏ يصح إلى درجة كبيرة القول بأن ليس ثمة اختلاف حقيقي في التطبيق العروض بينك وبين الخليل.‏
    ‏2-‏ أنت ترى أن منهج الخليل يغطي العروض العربي، لمن يؤمن به.‏
    ‏3-‏ وإذن فإنك عمليا لم تتجاوز الخليل لنقص في منهجه. اختلافك مع الخليل في قضية 2 2 2 لا يكاد يؤثر في العروض ‏التطبيقي وهو – كما قدمت – يبدو لي تجاوزا ذاتيا غير موضوعي.
    ‏4- أنت اخترت القول بأنك تجاوزت الخليل أو خيل إليك ذلك والحقيقة أن القول إنك لم تتجاوز الخليل أقرب إلى الصحة من القول إنك تجاوزته

    وهنا اتوقف. فإن ما تبيحه لتلميذلك من النقد والحوار يتوقف عند الموضوعي ولا يتعداه إلى الذاتي الذي يحيرني تبنيك له.

    وكل ما أملكه دعاء إلى المولى سبحانه بأن يزيح من نفسك وهم تجاوزك للخليل وما يبعدك عن الرقمي ويحقق ما أرجوه للرقمي ‏على يديك من إثراء وتقدم.‏

    شكرا لك استاذي فكم أمتعني الحوار معك وكم أفادني .

    يحفظك ربي ويرعاك

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.عمر خلوف مشاهدة المشاركة
    أعلنتُ أكثر من مرة أن للخليل منهجاً محكماً في عروضه، صحيحاً في ذاته، ولكنه منهج يخص الخليلَ وحده، وليس من الضروري الإيمان بكل ما جاء فيه.
    ويكفي الخليل رحمه الله، والأمة التي خُلق فيها، أنه بنى ذلك الكيان المبهر، والذي أصبح مَعْلَماً من معالم التراث العربي الخالد، مع كفايته لتأصيل البُنَى الإيقاعية للشعر العربي حتى عصره.
    ما يخصني منه هو الدراسة والبحث في مقتضاه، بياناً لموافقته للواقع، أو ابتعاده عنه. وهو ما اتبعته في دراستي للمناهج الأخرى كمنهج العياشي ومستجير، وقبلهما الزمخشري والقرطاجني..
    وأنا فيما أكتبه، وأومن به، أسترق الضوء من مشكاة الخليل، وأقتفي أثره، وأنهج طريقه اللاحب. ولم يكن من همّي قطّ أن أتجاوز الخليل، ولم أدَّعِ ذلك، وإنْ تمنّيته!
    ما جاء به الخليل شيءٌ يصعب تجاوزه أو استبداله.
    ولقد آمن أخي خشان بكل ما جاء عن الخليل في منهجه، فجعله ممثلاً للذائقة الشعرية العربية، لا يجوز الخروج عليه بشكل من الأشكال، لأن الخروج عليه هدم لتلك الذائقة.
    ولم أومن أنا بكل ما جاء عن الخليل في منهجه، لإيماني بأن في كل أعمال البشر شيءٌ من القصور، وأنّ فيها ثغرات تقبل النقد وإعادة النظر فيها، وعليه رفضتُ بعض نتائجه.
    وما نختلف فيه مع الخليل لا يتعدّى بعضَ الجزئيات، التي فرضَتْها صنعة الدوائر الفاتنة كما نرى. ومع ذلك فهي جزئيات خطيرة للغاية، أخلّت ببعض جوانب النظرية، التي نجح الخليل في إحكامها، ولكنه خنقَ في دوائرها أوزان الشعر القابلة للتجديد، وأسَرَ بها أوزاناً حرّة لا تقبل ذلّ الأسر في دائرة، وفرضَتْ على أوزان أخرى آباء عقيمة لا تنجب أصلاً.
    والمناهج المعتبرة -مهما بلغت من النضج والإحكام- يجب أن تكون عرضة للنقد، قبولاً أو مخالفة.
    فإذا خالف النقد جزئية من ذلك المنهج، فلا يعني ذلك مخالفةً لمنهج الخليل بالكلية. والنقد الموجّه إلى أي منهج لا يعني إنتاج منهج بديل، ولكنه قد يستثير الشهية لتعديله أو بناء منهج سواه.
    ومنهج الخليل كما بدا لي ويبدو لِجلّ العروضيين بعد الخليل أيسر بكثير مما يُحاول أستاذنا بيانه والتأكيد عليه.
    وفي ظنّي أن الأستاذ خشان قد تَجاوز الخليل بمراحل لم يفكّر الخليل فيها، ولا أراها خطرت على باله، ومع ذلك يُصِرّ أستاذنا الحبيب بتواضعه المعروف على نسبتها للخليل.. وهذا عشقٌ عجيب وصل إلى درجة الذوبان ونكران الذات.
    ولو فكّر الأستاذ خشان بنفسه قليلاً، وحاول أن يتخطّى ما انتُقِد به منهج الخليل، وبَنَى على ذلك منهجاً معدّلاً ينسبه لنفسه لكان ذلك أجدى في نظري.


    1.- شكرا لك أخي وأستاذي الكريم على ما تثيره لدي من تأمل وتفكير لا أزداد بهما إلا اقتناعا بمنهج الخليل، وانحيازا له فيما اختلف الآخرون فيه معه، باستثناء حالة وحيدة انحزت فيها لرأي د. مصطفى حركات وهو يؤكد صحة الوتد المفروق كما ذكره الخليل ويضيف إليه أن والسبب الذي يليه لا يزاحف في واقع الشعر.

    أقول لهذا لأبين أن اقتناعي بمنهج الخليل ليس انحيازا عن غير وعي أو تمحيص أو دراسة لرأي مخالفيه. فكأن هذا هو الاستئثناء الذي يؤكد القاعدة، وهو كما ترى يتعلق بالسبب الذي يلي الوتد المفروق.
    **
    2.- يقول الأستاذ إبراهيم الوافي آخذا على الخليل أنه جاء بالعروض موافقا ما هو قائم موجود من الشعر



    :" لكن السؤال الجدير بالطرح هنا.. ما هو الدافع وراء وجود هذه النظرية.. طالما جاءت تطبيقاً على ما هو موجود..؟"

    وفي هذا القول ظلم بالغ للخليل، فكأنه حتى يرضى عنه أستاذنا الوافي كان يجب أن يجيء بعروض لشعر غير موجود. وهو بذلك يطلب من الخليل ما لا يطلب من اي من علماء الفيزياء أو الكيمياء ، فالمناهج العلمية جميعا تعالج ما هو موجود.

    وأنت أخي واستاذي الحبيب تظلم الخليل كما ظلمه الوافي بقولك :

    أعلنتُ أكثر من مرة أن للخليل منهجاً محكماً في عروضه، صحيحاً في ذاته، ولكنه منهج يخص الخليلَ وحده، وليس من الضروري الإيمان بكل ما جاء فيه.

    كل مناهج العلماء ونظرياتهم يُحكم عليها بصحتها واتساقها في ذاتها، ويأخذون الآخرون بها بهذا المقياس، ولم يقل أحد عن نظرية أو منهج أي عالم في أي علم من العلوم إنه :" منهجٌ محكمٌ صحيحٌ في ذاته، ولكنه منهج يخص ذلك العالِم وحده، وليس من الضروري الإيمان بكل ما جاء فيه " فلماذا يقال عن منهج الخليل دون سواه من العلماء؟ وما الذي كان يفترض في الخليل غير إحكام منهجه أن يفعله لكي تأخذ به ؟
    **
    3.- قولك :" ويكفي الخليل رحمه الله، والأمة التي خُلق فيها، أنه بنى ذلك الكيان المبهر، والذي أصبح مَعْلَماً من معالم التراث العربي الخالد، مع كفايته لتأصيل البُنَى الإيقاعية للشعر العربي حتى عصره."

    حتى عصره ، حتى عصره ، حتى عصره !!!


    مع الزمن واختلاط العرب بسواهم فإن سليقة الأمة قد فسدت ووضعت القواميس والنحو والعروض لصيانة السليقة من ذلك الفساد.

    نعم أستاذي ومما قرأته :" جعلوا منتصف المئة الثانية للهجرة حداً للذين يصح الاستشهاد بشعرهم من الحضريين؛ فإبراهيم بن هرمة المتوفى سنة (150هـ) آخر من يصح الاستشهاد بشعرهم، وبشار بن برد أول الشعراء المحدثين الذين لا يحتج بشعرهم على متن اللغة وقواعدها. وعلى هذا يؤتى بشعر المتأخرين من فحول الشعراء للاستئناس والتمثيل لا للاحتجاج.

    أما في البادية فقد امتد الاستشهاد بكلام العرب المنقطعين فيها حتى منتصف المئة الرابعة للهجرة."


    فما رأي أستاذي ؟ وهل يقتصر هذا على النحو أم يشمل معه العروض ؟
    على أن كل ما طمحت إليه أن ما استجد خارج منهج الخليل ( بدوائرة وقواعده ومجتزءاته القبلية والبعدية ) يسمى موزونا أو ينسب لأصله حفاظا على مرجعية الخليل. ومن ذلك الدوبيت فهو فارسي.

    يقول صاحب الغامزة على قضايا الرامزة ( ص – 17):" وأما الشعر فقال الخليل: هو ما وافق أوزان العرب، ومقتضاه أنه لا يسمى شعراً ما خرج عن أوزانهم"

    ويقول د. محمد الطويل في كتابه ( في عروض الشعر العربي – ص 8) :" ...والخليل بعمله هذا لم يترك شاردة ولا واردة لمن بعده، ولم نجد من يقول إن هناك شعرا لا يندرج تحت اوزان الخليل، أو أن هناك أوزانا جديدة لم يكتشفها الخليل، اللهم إلا ما استحدث زمن العباسيين من اوزان مهملة لم يكتب لها البقاء وأحس الناس بنبو في موسيقاها، وظل هذاالعلم هكذا كاملا غير منقوص يتدارسه الخلف عن السلف وإن كنا وجدنا من يقول [ كمال ـأبو ديب – البنية الإيقاعية ص – 447] : ( لقد كشف البحث المتقصي أن عمل الخليل ذو طبيعة تعميمة، ويتخذ الاستقراء النسبي مركز لتطوره، وينتفي نتيجة كون عمله حصرا مطلقا لجسد الشعر العرري كله .... فالخليل لم يستقرئ الشعر العربي كله من جهة، ولم يحصر كل ما فيه بقانون من جهة أخرى .... إذ ظهر أن ثمة قصائد عربية لم يستطع الخليل وصفها، وتحديد نظامها الإيقاعي ، وهذه حقيقة معروفة للباحث الجاد. )
    وهذه التسرعات لا تلبث أمام الباحث الجاد، إن هي إلا أوهام وخيالات لا حقيقة لها إلا في ذهن اصحابها، وما اشد ضيق هذه الأذهان "
    **
    4- ولم أومن أنا بكل ما جاء عن الخليل في منهجه، لإيماني بأن في كل أعمال البشر شيءٌ من القصور، وأنّ فيها ثغرات تقبل النقد وإعادة النظر فيها،

    إن جدول الضرب من أعمال البشر وليس فيه شيء من القصور

    إن اكتشاف خصائص المربعات والدوائر والمثلثات من أعمال البشر وليس فيها شيء من القصور


    ستقول شتان بين ذلك والعروض. وردي أن في إعجاز دقة عروض الخليل التي تعبر عن إعجاز روعة السليقة العربية انسجاما ودقة تكن عبقرية الخليل.
    **
    5- قولك :" وأنا فيما أكتبه، وأومن به، أسترق الضوء من مشكاة الخليل، وأقتفي أثره، وأنهج طريقه اللاحب. ولم يكن من همّي قطّ أن أتجاوز الخليل، ولم أدَّعِ ذلك، وإنْ تمنّيته!

    ما جاء به الخليل شيءٌ يصعب تجاوزه أو استبداله."

    ثم قولك بعد بضعة سطور :" ولم أومن أنا بكل ما جاء عن الخليل في منهجه، لإيماني بأن في كل أعمال البشر شيءٌ من القصور، وأنّ فيها ثغرات تقبل النقد وإعادة النظر فيها، وعليه رفضتُ بعض نتائجه."


    أترى ما تحتهما خط منسجمين معا ؟
    **


    6- قولك :" وما نختلف فيه مع الخليل لا يتعدّى بعضَ الجزئيات، التي فرضَتْها صنعة الدوائر الفاتنة كما نرى "

    من درس الرقمي يعرف أن منهج الخليل بلا دوائر كفلسطين بلا حيفا ويافا واللد والرملة والجليل والنقب . باختصار منهج الخليل بلا دوائر يمثل عروضا من نسج خيال متوهمه.
    **
    7- قولك :" ومع ذلك فهي جزئيات خطيرة للغاية، أخلّت ببعض جوانب النظرية، التي نجح الخليل في إحكامها،"
    سأتناول جزئية واحدة هي الوزن ( مستفعلن فاعلن فاعلن )
    هذا وزن عند الخليل توأم لمخلع البسيط ، وهو من نتاج دوائره وقواعده كما اشار أستاذنا سليمان ، فـ مستفعلن 2 2 3 في آخر مجزوء البسيط تأتي مستفعل 2 2 2 ثم يصيبها الخبن تارة ( متفعل 1 2 2 ) في المخلع و الطي تارة ( مستعل 2 1 2 ) في اللاحق لاحق الخليل في الحقيقة.

    ثم تقول إنك ترفض هذا مع أنه منسجم مع منهج الخليل وتقول في موضع ما معناه (منهج الخليل لمن يأخذ به ) اي أنك هنا ترفض منهج الخليل هكذا وتأخذ وزنا مستقرا في منهج الخليل وتسبغ عليه مواصفات من عندك وتقول إنه بحر جديد اكتشفته . فبالله عليك ضع نفسك موضع المراقب المحايد واحكم على فولك .

    ولعل حازما قبلك وقع فيما وقعت فيه إن كان قد تصور أنه اكتشف بحرا جديدا يمثله البيت ( فسر بود أو سر بكره ) = مستفعلن مفعولات مسْ = 4 3 6 3 . ووقعت في ذات الخطأ نازك الملائكة حين تصورت أن مستفعلاتن مستفعلاتن بحر جديد . ووقع في رفض هذا الوزن ابتداء د. أحمد مستجير. وكل ذلك مشروح مفصل في موضوع الرقمي قبس من نور الخليل.


    المشكلة أنكم أيها السادة العروضيون قديما وحديثا لم تهتموا بفكر الخليل ولا شمولية منهجه واعتمدتم الحفظ والتجزيء وحكم الأذن دونما تعليله وهذا ممتاز وكاف في إقامة وزن الشعر ومعرفة الصحيح من المكسور. ولكنه لا يصلح يحال في مجال فهم المنهج و (علم العروض ) بل هو عائق هائل أمامه.

    ستقول طول العصور لم يدرك هذا أحد ؟ حتى أتنيت أنت ؟

    أقول وبكل ثقة وتواضع أني أتفق مع قول الأستاذ ميشيل أديب : " وأكثر ما يعيبكتب العروض القديمةوالحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها،لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّةالرياضيةالتي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ."

    وأضيف أن العروض الرقمي هو أول محاولة لاستكشاف هذه الشمولية المنهجية الفكرية الرياضية لدى الخليل.
    **
    8- الأستاذ كمال أبو ديب رفع منهج الخليل إلى السماء ثم نسفه

    وأترك لك وللقارئ تقييم ما تفضلت به من مثل ذلك من مدح لمنهجه ثم ذم لدوائرة والإشارة إلى مخالفات فيه رأيتها جزئية خطيرة.
    **
    9- قولك :" وفي ظنّي أن الأستاذ خشان قد تَجاوز الخليل بمراحل لم يفكّر الخليل فيها، ولا أراها خطرت على باله، ومع ذلك يُصِرّ أستاذنا الحبيب بتواضعه المعروف على نسبتها للخليل.. وهذا عشقٌ عجيب وصل إلى درجة الذوبان ونكران الذات"

    أشكرك أستاذي شكرا جزيلا

    ليس أبسط من منهج الخليل، فأسس المناهج كلها بسيطة، وقد نظرت إلى حوارنا في طبعة كتابي الثانية فوجدته يقارب الأربعين صفحة ولا أبالغ إن قلت لك إن أغلبه يتعلق بخصائص ورود الأسباب الصوتية سبب سبب سبب 2 2 2 في الحشو والضرب وهو ما يتعلمه دارس الرقمي في سطرين أو ثلاثة، وإنما جاء التعقيد في الحوار لغياب قاعدة مشتركة بين المنهج واللامنهج. أرأيت بساطة الشهادتين وجدليات علم الكلام.

    أما عن تجاوزي للخليل ففي واحدة وهي اكتشاف ميزات منهجه ودقته. أعطيك مثالا سيقدره أهل الرقمي دليلا على عبقرية منهج الخليل.

    لو نظرت إلى دائرة ( ب – المختلف ) لوجدت أن المحور 1 واجب الزحاف في البسيط ومستحبه في الاعتماد في الطويل المحذوف عندما يبتدئ الطويل من بدايته الأولى على محور 8

    لو نظرت إلى الطويل المحذوف إذ يبتدئ من المحور 3 وهذا موضع بدايته الممكنة الثانيه لوجدت وزنه = 3 2 3 2 2 3 2 3 2 [2] مع حذف ما بين القوسين وهو السبب الواقع على محور 5

    لو قمت بحذف هذا المحور من وزن البسيط المبتدئ بالمحور 11 لوجدته

    = 4 3 2 3 [2] 2 3 2 3 = مستفعلن فاعلن فاعلن فاعلن.

    هل خطر ذلك ببال الخليل ، لا أظن فلم يكن [ بحر شوفي ] معروفا ولكن هذه روعة ودقة وإعجاز منهج الخليل التي يكشفها الرقمي.


    وأنا في أمر هذا الوزن أقول إنه من مستساغ الموزون لا الشعر. ولا أقصد هنا

    زياد ما ذاقا .........قيس ولا هما

    فرأيي فيه من رأيك

    ولكن أشير إلى البيت الآخر الذي ذكره د. مستجير

    أحلم أن أشرب الشهد من ثغرها .... ولا مجال لجعله شطرين.
    **
    10 – تحسر ونصيحة

    لم أتوصل إلى منهج الرقمي بهذه الصورة إلا بعد سنين طويلة من السير مع التفاعيل تارة لاستقاء الحقائق الجزئية ومخالفتها تارة في رفض ما تفرضه على الذهن من نمطية نجزيئية في التفكير.

    ربما باستثناء د. محمد جمال صقر والأستاذ سليمان أبو ستة ود. محمد تقي جون علي والدكتورة [ قريبا] زكية فطاني، فإنه لم يستوعب معنى ومبدأ المنهج أحد من العروضيين العرب ناهيك عن أن يفقهوه. وغلبت على أكثرهم اللامبالاة وأحيانا السخرية، والحديث هنا عمن حاورتهم وراسلتهم وهم كثر .

    لو لم يكن هناك بضع عشرات من أهل الرقمي يفهمون ويقدرون ما أقول ما جرؤت على التعبير بهذه الصراحة حتى لا أتهم بالخلط، ووجود العشرات الذين يعرفون حقيقة ما أقول يقلل من هذه وطأة هذه التهمة.

    أنصح العروضيين العرب بفهم منهج الرقمي فلن يُفهم فكر الخليل ومنهجه حق فهمهما إلا من خلال الرقمي تحديدا.

    لي من حلم أخي وسعة صدره وحبه وسمو خلقه ما أطمح معه إلى أن يغفر لي ما قد أكون تجاوزت ما لا ينبغي تجاوزه. ربما بفعل ضيق التلميذ بنفسه أن لم يستطع أن يتقل إلى أستاذه ثمرة ما تلقاه على يديه ومن كتبه.

    وحفظك ربي ورعاك لتلميذك وأخيك .

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.عمر خلوف مشاهدة المشاركة
    أستاذنا الحبيب أبا صالح..

    قناعتي تزداد بما يوافق ما اطمأنت إليه النفس، ولك أن تزداد قناعتك بمثل ذلك، ولا خشيةَ البتة على الخليل رحمه الله تعالى من (ظلم) الوافي أو (ظلم) د.خلوف له، فلا بد في المقابل من (عدْلٍ) يُعيد التوازن إلى الأمور.

    أراك تتكلم عن (البدهيات) لا (النظريات)..
    فَ(1+1=2) في الرياضيات لا تُقارن بِ(/ه/ه//ه=//ه//ه=/ه///ه=////ه) في العروض، لأنها مقارنة جائرة بحق الرياضيات والعروض معاً كما أظن.


    ثم من قال إن الآخرين يأخذون بكلّ ما جاء في مناهج العلماء ونظرياتهم؟
    فبعد استقرار نظرية نيوتن في الفيزياء، والتي ما يزال الكثير من قوانينها ساريا، جاء أنشتاين لينقض الكثير من تلك المبادئ، كما جاء بعد أنشتاين من نقض الكثير من مبادئ النسبية..
    وتلك سنة الحياة في العلم والتطور، فلماذا ندعو الأمّة إلى الإيمان المطلق بكل ما جاء به الخليل، وكأنه وحيٌ منزل!!

    أكرر: إن الخليل لم يؤصل إلا البُنى الإيقاعية حتى عصره، حتى عصره.. بل التي وصلت إلى علمه.
    وأكرر: إن الخليل بعمله قد أوفى وأفضل..


    لكنه على سبيل المثال لم يؤصّل للمنسرح الثاني، ولا (لمتفاعلاتن أو متفاعلانْ) في تام الكامل، حتى وإنْ خرّجْنا هذه الصور على ما قد يوافق البحر أو يوافق النظرية..
    وهو لم يستطع البتة أن يؤصّل (للخبب) الذي قيل إنه كتب على وزنه شعراً، فألقى حبله على غاربه، شارداً في ملكوت الشعر السائب.


    أستاذي:
    هنالك من قد يُجيبك عما يخصّ النحو، لأنني لست من فرسانه، ولا أراك كذلك، ولكنني أؤكد أن باب الاستشهاد في إيقاع الشعر وأوزانه غير قابل للإغلاق.. وإنني لن أوثرَ عبيد بن الأبرص وامرأ القيس على المتنبي ولا شوقي ولا أبي ريشة...

    ولا فارقَ عندي بين ما تسميه أنت (موزوناً) من الشعر، وبين ما تسميه (شعراً)، رضي بذلك الأخفش والدماميني أم لم يرضيا به.. فكل ما قبِلته الذائقة العربية بعد الخليل من (خبب) أو (دوبيت) أو (موشح) أو (تفعيلة) هو شعر عربي.. قد يندرج بعضه تحت مظلة العروض الخليلي، وقد يقف بعضه عارياً في الشمس الحارقة!!

    فلسطين بلا حيفا ويافا واللد.. مثلٌ من نسج الخيال، ولا علاقة له فيما نحن بصدده
    فأنا عندما أرفض بعض نتائج الدوائر لأن المضارعَ لا يُساوي عندي: (مفاعيلن فاعلاتن مفاعيلن)، ولأن المجتث لا يُساوي عندي: (مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن)، ولأن المقتضب لا يُساوي عندي: (مفعولاتُ مستفعلن مستفعلن)، ناهيك عن المديد والسريع.. وأتحدى من يُثبت ذلك..
    اقول: عندما أرفض هذه النتائج الوهمية، التي فرضتها النظرية، فإن الشعر العربي لن يفقد المضارع ولا المجتث ولا المقتضب كما فقدت فلسطين حيفا ويافا واللد..
    وذمّ الدوائر عندي لن يهدم عروض الخليل ولا الشعرَ العربي إلا في أوهام (المدرسة الأرقامية) كما أظن.

    حفظك الله لأخيك
    وأسبغ عليك من السداد والتوفيق ما يرضيك ويُغنيك

    بارك الله فيك أخي الحبيب وأستاذي الكريم أبا عاصم

    حوارنا هذا مفيد وقد استوفى فيه كل منا ما لديه.

    وفائدته في موضوعية الاختلاف التي تزيد الود بين المختلفَين لا تقل عن فائدته العلمية.

    وما كان ليبلغ غايتيه هاتين لولا علمك وحلمك وأدبك وذوقك.

    حفظك ربي ورعاك.

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمان أبو ستة مشاهدة المشاركة
    أخي وأستاذي أبا صالح
    (أعجبني ما سبق من قولك إن لنا أن نعتبر منهج الخليل شاملا لدوائرة وقواعده ومجتزءات بحوره القبلية والبعدية . وأعتقد أن هذا يسع كل ما استحدث من أساس بحور الخليل وإن لم ترد صوره في جدول الخليل.)
    كلا، أخي خشان، لا يسع هذا كل ما استحدث من بحور لم يتطرق إلى ذكرها الخليل.
    (وعلى هذا أرى أن منهج الخليل لا يسوّي بين القطع في الضرب كما في المنسرح، والقطع في الحشو كما في المتدارك لاستخراج الخبب. فإذا انتفت هذه المساواة عند الخليل فهل ترى أن نسبته لمجزوء البسيط تمنتع عنده ؟ )
    القطع في عروض وضرب مجزوء البسيط (التخليع)هو الحالة الوحيدة التي جاء بها الخليل، ولولا أنها متواترة عن الخليل لقلت إنها خطأ ارتكبه من لا يفرق بين العروض والضرب في إمكانية حدوث القطع.
    (لا قطع في منهج الخليل في غير الضرب ( باستثناء العروض في كل من مجزوء البسيط والرجز مع زحافها ) . ألا توافقني ؟(
    أوافقك، سيدي، مع استثناء القطع في عروض الرجز، فلم يتعرض له منهج الخليل.
    (حاولت أن أتلمس كيف كان يمكن للخليل أن ينسب

    يامن يلوم فتى عاشقا ......لثاني المنسرح

    ولم أهتد إلى سبيل يوصلني إلى ذلك أو لربطه بالمنسرح على أي وجه. فهلا تكرمت بتوضيح ذلك مشكورا.)
    طبيعي أنه لا يمكن للخليل أن ينسب:
    يا من يلوم لثاني المنسرح، وهل هو مجنون ؟؟؟!!!
    وكيف أوضح ذلك وكل ما قلته عن ثاني المنسرح لا يتعدى بيت ابن مناذر:
    ما هيج الشوق من مطوقة ××× قامت على بانة تغنينا
    فهذا وحده من ثاني المنسرح على قول المعري، وأما الخليل فلم يسمع بهذا الضرب ولكن سهل على العروضيين إلحاقه بالمنسرح دون شذوذ.
    (ثم لماذا تعتبر طي مستفعل الناتجة من قطع مستفعلن في عروض وضرب مجزوء البسيط عملا بهلوانيا في حين لا تعتبر خبنها عملا بهلوانيا في ذات البحر؟ وهل من معيار للتفريق بين الخبن والطي ؟)
    ما اعتبرته عملا بهلوانيا من قبل الجوهري يختص بلاحق خلوف وليس لمخلع البسيط (الذي احترمنا اشتقاق الخليل له من رحم البسيط، فقط لأنه الخليل)
    أما المعيار للتفريق بين الخبن والطي فسأترك الجواب للمحلي في شفائه الغليل في علم الخليل، قال في ص 103 ، 104 :
    "وأما القطع فهو ذهاب زنة متحرك من وتد مجموع. وهو في الوتد كالقصر في السبب . ولا يتصور متطرفا إلا في ثلاثة أجزاء: فاعلن ، ومستفعلن مجموع الوتد، ومتفاعلن.
    فأما فاعلن فيدخله القطع في البسيط خاصة، ........................
    وأما مستفعلن المجموع الوتد فيدخله القطع في البسيط والرجز خاصة، فيذهب النون ويسكن اللام، فيبقى مستفعلْ ، فيخلفه مفعولن. ولو ذهب العين لبقي مستفلنْ، فيخلفه مفعولن. ولو ذهب اللام لبقي مستفعنْ، فيخلفه مفعولن. ولا يجوز طيه مع القطع لاختلال العامد كما تقدم، ولكن يجوز خبنه فيذهب النون من مستفعلن ويسكن اللام للقطع، ويذهب السين للخبن، فيبقى متفعلْ، فيخلفه فعولن. فإن قيل: لم جاز تغيير السبب الأول بالخبن ولم يجز تغيير الثاني بالطي وكلاهما معتمد على عامد مختلّ؟ فالجواب: أن السبب الأول غير مجاور للوتد المختل، فهو معتمد على السبب الذي بعده مع الوتد المختل، وإن كان كل واحد منهما ضعيف العمد، ولكن قام عمدهما مقام عمد عامد قوي، فجاز أن يدخله التغيير لاعتماده عليهما، بخلاف السبب الثاني. فإن قيل لم جعلت السبب مساعدا للوتد في العمد، والعمد إنما هو للأوتاد؟ فالجواب: إنما صلح ههنا للمساعدة في العمد لأنه لا يدخله الزحاف كما قدمنا، فأشبه الوتد".
    ( وفي هذا السياق استوقفني قول ابن عبد ربه في وصف المخلع وشاهده :

    كأبة الذل في كتابي ....ونخوة العزّ في جواب
    قتلت نفسا بغير نفس ....فكيف تنجو من العذاب

    وصفه بقوله :" العروض المقطوع الممنوع من الطي - ضربه مثله "

    هو لم يقل في العروض أنه واجب الخبن
    ولم يشر إلى حكمة منعه من الطي - وضربه مثله.)
    الجواب متضمن في قول المحلي الذي ذكرناه وهو:
    "ولا يجوز طيه مع القطع لاختلال العامد كما تقدم، ولكن يجوز خبنه".
    (اللاحق ( يامن يلوم فتى عاشقا )
    والسريع ( يا من تلومون الفتى العاشقا .....لمتم وما لمتم أنا أعشق ))
    لو أخذنا باشتقاق الجوهري للاحق من مجزوء البسيط ، لجاز لنا، على طريقته، أن نشتق السريع من الرجز. ولو استمرأنا في عبثنا بهذه الألعاب البهلوانية لقلبنا عروض الخليل رأسا على عقب.


    بدءا أعتذر عن اللبس لدي في سؤال ( يا من يلوم فتى عاشقا ) وعلاقته بالمنسرح.

    ثم يا أخي وأستاذي أبا إيهاب بت أرى انفصاما واضحا بين تصور كل منا لمنهج الخليل.

    منهج الخليل عندي لا يقتصر على ما روي عن الخليل بل يشمل استقراء ذلك النهج. كما يؤيد ذلك قولك :" فهذا البيت، لو كان سمع به الخليل لما تردد في جعله من ثاني المنسرح كما وصفه المعري " فالمعري استقرأ منهج الخليل وأنت استقرأته وأنا أوافقكما في استقرائكما.


    قولك :" لو أخذنا باشتقاق الجوهري للاحق من مجزوء البسيط ، لجاز لنا، على طريقته، أن نشتق السريع من الرجز. ولو استمرأنا في عبثنا بهذه الألعاب البهلوانية لقلبنا عروض الخليل رأسا على عقب."

    إذا كان هذا بهلوانية وقلبا لعروض الخليل رأسا على عقب فإن تصور كل منا لفهم الآخر لعروض الخليل مقلوب لدرجة تبرر وصفه بالبهلوانية.

    ذلك أني أرى أن 4 3 4 3 2 2 2 هي الأصل المشترك لكل من المخلع واللاحق الذي وزنه مستفعلن فاعلن مستعل

    كما أعتقد أن مستفعلن مستفعلن مستفعلْ في صورته المشطورة ينتمي إلى كل من الكامل والرجز والسريع
    من الرجز : يا صاحبي رحلي أقلا عذلي = 4 3 4 3 2 2 2 ( أهدى سبيل – ص 91) منسوبا في الكتاب للرجز
    وإذن يجوز فيه :أصاحب الرحلِ أقلّ عذلي = 3 3 2 1 3 3 2
    من السريع : يا صاحبي رحلي أقلا عذلي = 4 3 4 3 2 2 2 ( أهدى سبيل – ص 107) منسوبا في الكتاب للسريع
    وإذن يجوز فيه : أصاحبَ الرحل أقل العذَلْ = 3 3 2 1 3 2 3
    وهو من مشطور الكامل = متْفاعلن متْفاعلن مُتْفاعلْ = 4 3 4 3 2 2 2
    وإذن يجوز فيه = أصويحبي في الرحلِ همْتَ بعذلِي = ((4) 3 4 3 (2) 2 2


    النظرةالشمولية ترى ما ينجم عن تأثير جزئيات التفاعيل في تفتيت الفهم الكلي مناسبا للعروض مدمرا لعلم العروض

    النظرة التفعيلية ترى الأحكام الكلية الناجمة عن استقراء نهج الخليل بهلوانية.

    سبق واستعرضنا معا ما يشوب منطق الاعتماد بين الطويل والمتقارب وفي أبيات بن عبد ربه حول المتقارب.

    هذا الذي جاء به المحلي من أحكام الاعتماد مفصل مسبقا ليوصل للنتيجة التي قال بها والتي أراك تقول بها، وواضح من السياق أن هذا لم يرو عن الخليل وإنما هو مفصل على المقاس التجزيئي للبحور.
    الرجز = مستفعلن مستفعلن مستفعلْ = مستفعلن مستفعلن مس تف علْ
    السريع = مستفعلن مستفعلن مفْعولا = مستفعلن مستفعلن مفْ عو لا
    خواص الأسباب الثلاثة الملونة متناظرة بين كل لونين وفي كل من اللونين الأزرق والأخضر يجوز الزحاف على سبيل التعاقب ، والأحمر في كل منهما سبب لا يزاحف .
    وكما يمتنع الطي في الرجز [ وأفصل لأهل الرقمي ] لا يجوز في الرجز 2 1 2
    كذلك يمتنع في السريع الخبن [ وأفصل لأهل الرقمي ] لا يجوز في السريع المتعارف عليه 1 2 2 ( وقرأت أن الخليل يعتبر هذا هو السريع )
    إذا كان طي 2 2 2 في الرجز بهلوانيا لمنع توليد السريع من الرجز ويؤيده قول المحلي عن الاعتماد
    فالمفروض أن خبن 2 2 2 في السريع بهلواني كذلك لأنه يولد الرجز من السريع، فأين من يناظر قول المحلي عن اعتماد أو سواه ليؤيد هذا ؟
    إن الخصائص الشعرية الشاملة تقول إن الوزن 4 3 4 3 2 2 2 واحد ( الرسيع / الرجز والسريع )
    ويشتق منه الرجز الصافي 4 3 4 3 3 2 = مستفعلن مستفعلن متفعل أو مستفعلن مستفعلن معولا ... لا فرق في المضمون
    كما يشتق منه السريع الصافي 4 3 4 3 2 3 = مستفعلن مستفعلن مستعل أو مستفعلن مستفعلن مفْعُلا ... لا فرق في المضمون

    ومنع الطي في الرجز كما منع الخبن في السريع لا علاقة له بصحة الشعر بل هو من قبيل ضرورة التصنيف.

    شانه في ذلك شأن السبب الخببي المجمد على صورة السبب الخفيف في بحر الخفيف فاعلا [تن] مستفعلن فاعلا


    هذا السبب يمتنع انتقاله لحالة السبب الثقيل ( عكس الإضمار في التفعيلي ) ليس بسبب خصائص الشعر بل بسبب ضرورة التصنيف فإن هذا السبب لو صار ثقيل أي : فاعلا(تكَ) مستفعلن فاعلا = 2 3 1 3 2 3 2 3 لا يخرج من الشعر بل يخرج من بحر الخفيف إلى المتدارك. ومثله السبب الأول من 2 2 2 في حشو المنسرح يخرج بها من المنسرح إلى ( سلس الموزون ) من بحر شوقي. مع ملاحظة ألدرجة العالية من التواشج بين كل من الكامل والرجز والسريع والتي يتعرضها الرقمي من خلال فهم متكامل ينتظم نهج الخليل من خلال وضع كافة جزئياته في إطار متسق.


    أما قولك : (مخلع البسيط الذي احترمنا اشتقاق الخليل له من رحم البسيط، فقط لأنه الخليل )



    فبقدر ما فاجأني وأذهلني فقد أكد لي ما توصلت له من زمان من أن دخول علم العروض يشموليته ومنهجيته وتجريديته بأدوات العروض التجزيئية التجسيدية مدمر.
    وأنا أفهم هذه العبارة وكأنك تعني بها أن رأي الخليل في المخلع وهو نابع من منهج الخليل جدير بالرفض لمخالفته ما رسخ من برمجة التفاعيل لأذهان العروضيين ثم انتقال بعضهم بها من العروض إلى علم العروض
    وأنك إنما تقبله مجاملة للخليل، خشيت أن تتهم الخليل بالهلوانية وقلب الأمور رأسا على عقب. ألهذه الدرجة وصل التناقض بين تفاعيل الخليل والخليل أو منهجه لديك ؟؟ !!
    وهذا ما يجعلني واثقا من رأيي في الفقرة التالية :


    كل يوم أزداد اقتنناعا بأن الرقمي لن يكون مفهوما ولا مقبولا بالمرة لدى أغلبية العروضيين الذين صاغت تجزيئية التفاعيل والبحور أذهانهم على حساب شمولية الصفات العامة للإيقاع العربي ومضمون منهجية الخليل. وسيكون على من يرغب من العروضيين في فهم الرقمي – سواء لتأييده أو لمعارضته ورفضه موضوعيا – أن يتدرج في دراسته من الدورة الأولى ولن يجد فيه معلومة جديدة بل سيجد ذات المعلومات التي يعرفها مصوغة الترابط حسب منهاج آخر يعيد بناء التفكير من على أسس جديدة وهو ما استغرقني في ذاتي سنوات .


    والله يحفظك ويرعاك.

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    http://www.alfaseeh.com/vb/showthrea...l=1#post603603

    وفيما يلي رد أستاذي سليمان أبو ستة :

    أخي الحبيب أبا صالح
    أشتم رائحة عتب أو خيبة أمل ناشئة عن مداخلتنا الأخيرة، فآمل أن لا يزيد العتب أو تستفحل الخيبة بهذا الرد:
    (ثم يا أخي وأستاذي أبا إيهاب بت أرى انفصاما واضحا بين تصور كل منا لمنهج الخليل.)
    بل بالعكس، أرى توافقا تاما بدليل قولك في الفقرة التالية:
    " منهج الخليل عندي لا يقتصر على ما روي عن الخليل بل يشمل استقراء ذلك النهج. كما يؤيد ذلك قولك :" فهذا البيت، لو كان سمع به الخليل لما تردد في جعله من ثاني المنسرح كما وصفه المعري " فالمعري استقرأ منهج الخليل وأنت استقرأته وأنا أوافقكما في استقرائكما."
    (ذلك أني أرى أن 4 3 4 3 2 2 2 هي الأصل المشترك لكل من المخلع واللاحق الذي وزنه مستفعلن فاعلن مستعل(
    كيف يكون هذا النسق عندك وهو ينتهي بثلاثة أسباب (س س س) أصلا مشتركا للمخلع الذي ينتهي بسببين ووتد مقطوع (س س و) واللاحق الذي ينتهي بسبب ووتد (س و). فالقطع في الوتد لا يمحو شخصيته الوتدية ويحوله إلى سبب، ولا يكفي لذلك كون الوتد المقطوع والسبب يشتركان في صفتهما المقطعية (مقطع طويل).

    (كما أعتقد أن مستفعلن مستفعلن مستفعلْ في صورته المشطورة ينتمي إلى كل من الكامل والرجز والسريع
    من الرجز : يا صاحبي رحلي أقلا عذلي = 4 3 4 3 2 2 2 ( أهدى سبيل – ص 91) منسوبا في الكتاب للرجز
    وإذن يجوز فيه :أصاحب الرحلِ أقلّ عذلي = 3 3 2 1 3 3 2
    من السريع : يا صاحبي رحلي أقلا عذلي = 4 3 4 3 2 2 2 ( أهدى سبيل – ص 107) منسوبا في الكتاب للسريع
    وإذن يجوز فيه : أصاحبَ الرحل أقل العذَلْ = 3 3 2 1 3 2 3
    وهو من مشطور الكامل = متْفاعلن متْفاعلن مُتْفاعلْ = 4 3 4 3 2 2 2
    وإذن يجوز فيه = أصويحبي في الرحلِ همْتَ بعذلِي = ((4) 3 4 3 (2) 2 2
    )
    إن مستفعلن مستفعلن مفعولن لا ينتمي إلا إلى السريع عند الخليل وأتباعه، أما عند المستدركين أمثالنا فهو ينتمي إلى ما قلت ، وهذا يدلك على أن مناهجنا كلها ليست مطابقة تماما لمنهج الخليل. وقد قال صاحب الغامزة ص 187 :
    "استدرك بعضهم للرجز عروضا أخرى مقطوعة ذات ضرب مماثل لها، وأنشد على ذلك:
    لأطرقن حصنهم صباحا ××× وأبركن مبرك النعامه
    وكذلك حكوا جواز القطع في المشطور وجعلوا منه:
    يا صاحبي رحلي أقلا عذلي
    والخليل رحمه الله يجعل هذا من السريع"
    (النظرة التفعيلية ترى الأحكام الكلية الناجمة عن استقراء نهج الخليل بهلوانية.)
    هذا صحيح في حالة ما إذا كنت تقصد بالنظرة التفعيلية حدود التفعيلة التي يمكن أن تختلف بين سايكس بيكو ومؤامرات النظام العالمي الجديد. أما إذا كنت تقصد طبيعة المكونات السبب وتدية فلا.
    ( هذا الذي جاء به المحلي من أحكام الاعتماد مفصل مسبقا ليوصل للنتيجة التي قال بها والتي أراك تقول بها، وواضح من السياق أن هذا لم يرو عن الخليل وإنما هو مفصل على المقاس التجزيئي للبحور.)
    ما جاء به المحلي لا يعدو كونه شرحا لقول الخليل (حسب رواية ابن عبد ربه) وهو: العروض المقطوع الممنوع من الطي ، حتى لا تسول لأحدنا نفسه فتقطع هذه العروض، لكنه يبيح الخبن لأن السبب المخبون لا يعتمد على وتد مقطوع بل على سبب مثله ، قال: "ولا يجوز طيه مع القطع لاختلال العامد كما تقدم، ولكن يجوز خبنه". فهذا كما ترى تفسير لما أخل ابن عبد ربه بذكره من كتاب الخليل الذي نقل عنه (كما زعم) ولو كان قرأ كتابه فعلا لوجد الخليل يفسر ذلك بمثل تفسير المحلي له.

    أما قولك : ((مخلع البسيط الذي احترمنا اشتقاق الخليل له من رحم البسيط، فقط لأنه الخليل )



    فبقدر ما فاجأني وأذهلني فقد أكد لي ما توصلت له من زمان من أن دخول علم العروض يشموليته ومنهجيته وتجريديته بأدوات العروض التجزيئية التجسيدية مدمر.
    وأنا أفهم هذه العبارة وكأنك تعني بها أن رأي الخليل في المخلع وهو نابع من منهج الخليل جدير بالرفض لمخالفته ما رسخ من برمجة التفاعيل لأذهان العروضيين ثم انتقال بعضهم بها من العروض إلى علم العروض
    وأنك إنما تقبله مجاملة للخليل، خشيت أن تتهم الخليل بالهلوانية وقلب الأمور رأسا على عقب. ألهذه الدرجة وصل التناقض بين تفاعيل الخليل والخليل أو منهجه لديك ؟؟ )

    لا داعي لأن تفاجأ وتذهل إذا ما علمت أن الخليل في عروضه كله لم يلجأ إلى قطع تفعيلة العروض إلا في هذا الموضع من مجزوء البسيط، وكان معذورا في ذلك، لأنه لم يجد في بحوره كلها ما يحتضن هذا المخلع، حتى جاء عروضيون لاحقون فاكتشفوا أن بحر المنسرح يمكن أن يوفر هذا الحضن الدافئ .
    فأنت كما ترى تجدنا نحاكم الخليل بنفس منطقه ، ومن خلال الغالبية شبه المطلقة منه ، ثم نلتمس له العذر لأنه لم يقض في تأليف كتابه الضائع اثني عشر قرنا يراجعه كل يوم ويستدرك على نفسه كل جديد لم يفطن له في القرن الثاني للهجرة.
    (كل يوم أزداد اقتنناعا بأن الرقمي لن يكون مفهوما ولا مقبولا بالمرة لدى أغلبية العروضيين الذين صاغت تجزيئية التفاعيل والبحور أذهانهم على حساب شمولية الصفات العامة للإيقاع العربي ومضمون منهجية الخليل. وسيكون على من يرغب من العروضيين في فهم الرقمي – سواء لتأييده أو لمعارضته ورفضه موضوعيا – أن يتدرج في دراسته من الدورة الأولى ولن يجد فيه معلومة جديدة بل سيجد ذات المعلومات التي يعرفها مصوغة الترابط حسب منهاج آخر يعيد بناء التفكير من على أسس جديدة وهو ما استغرقني في ذاتي سنوات .)
    ولا يزال للرقمي بريقه الذي لا يخبو طالما حافظ على تلك المسافة من عروض الخليل، فهو منهج مغاير لمنهج الخليل (وقد يكون أفضل منه) لكنه ليس تفسيرا له، ولا تماهيا معه ، وإلا لكان يكفينا مئات الكتب بل الآلاف منها التي شرحت كتاب الخليل على مدى القرون الماضية.
    والله يحفظنا جميعا ويرعانا.

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    أخي الحبيب أبا صالح:


    أشتم رائحة عتب أو خيبة أمل ناشئة عن مداخلتنا الأخيرة، فآمل أن لا يزيد العتب أو تستفحل الخيبة بهذا الرد


    أخي الحبيب وأستاذي الكريم أبا إيهاب


    عتب ؟، لا عتب على الإطلاق ، وكنت سأعتب لو أنك جاملتني. فكثير من تقدم الرقمي مدين لنقد الأفاضل مثلك.


    خيبة أمل ؟ نعم قليلا وذلك لعجزي عن توصيل ما أراه من أمر الرقمي. ولكنها خيبة أمل يرافقها


    سرور ، نعم سرور لاغتنام الفرصة لأوصل لك ما أراه حول طبيعة الرقمي، فلعله في معرض الحوار وتداخله معه يبلغ لديك ما لم يبلغه من قبل.


    **


    ثم يا أخي وأستاذي أبا إيهاب بت أرى انفصاما واضحا بين تصور كل منا لمنهج الخليل .


    بل بالعكس، أرى توافقا تاما بدليل قولك في الفقرة التالية:


    " منهج الخليل عندي لا يقتصر على ما روي عن الخليل بل يشمل استقراء ذلك النهج. كما يؤيد ذلك قولك :" فهذا البيت، لو كان سمع به الخليل لما تردد في جعله من ثاني المنسرح كما وصفه المعري " فالمعري استقرأ منهج الخليل وأنت استقرأته وأنا أوافقكما في استقرائكما."


    نعم هو توافق وسط اختلاف أوسع .


    **


    ذلك أني أرى أن 4 3 4 3 2 2 2 هي الأصل المشترك لكل من المخلع واللاحق الذي وزنه مستفعلن فاعلن مستعل


    كيف يكون هذا النسق عندك وهو ينتهي بثلاثة أسباب (س س س) أصلا مشتركا للمخلع الذي ينتهي بسببين ووتد مقطوع (س س و) واللاحق الذي ينتهي بسبب ووتد (س و). فالقطع في الوتد لا يمحو شخصيته الوتدية ويحوله إلى سبب، ولا يكفي لذلك كون الوتد المقطوع والسبب يشتركان في صفتهما المقطعية (مقطع طويل) .


    أرجو أن تنظر إلى الأمر من زاوية الرقمي


    كل ما هو أزرق فيما يلي سبب أو من أصل سببي ، وكل ما هو أحمر وتد، ولا يقال من أصل وتدي، فالوتد تضيع وتديته إذا مس بأي تغيير.


    2 = سبب خفيف، (2) = سبب ثقيل، 2 = سبب خببي يكون خفيفا أو ثقيلا .


    مستفعلن = مس تف علن = 2 2 3 تصير مس ت علن ، وهذه = مس (تَعِ) لنْ = 2 (2) 2 تكافئ 2 2 2



    المخلع / التوأم الأول من مجزوء البسيط = مستفعلن فاعلن مُ تفْ علْ


    مـُ تفْ عِلْ = سبب مزاحف + سبب+ سبب = 1 2 2 = 3 2 = وتد ظاهري + سبب


    يميز هنا بين فعولن في المتقارب = 3 2 وهي وتد حقيقي + سبب وبين 3 2 ( فعولن معادلة متفعل ) ولا وتد حقيقيا فيها، فكلها سببية. والدليل بيتا امرئ القيس ، بغض النظر عن سائر القصيدة :



    عيناك دمعها سجالُ .... كأن شأنيهما أوشالُ ... ( أو شا لو = 2 2 2 )


    أو جدولٌ في ظلال نخْلٍ ..... للماء من تحته مجال ....( مَ جا لو = 1 2 2 )



    اللاحق / التوأم الثاني من مجزوء البسيط = مستفعلن فاعلن مُسْ تَ علْ


    مسْ تَ علْ = سبب + سبب مزاحف + سبب = 2 1 2 = 2 3 = سبب + وتد ظاهري



    يميز هنا بين فا علن في حشو البسيط = 2 3 وبين 2 3 ( فاعلن معادلة مستعل ) ولا وتد حقيقا فيها فكلها سببية



    كان الدليل في المخلع على الوتد الظاهري مجيء الضرب تارة أوشالُ = 2 2 2 وتارة مجال = 1 2 2



    وهذا متعذر في اللاحق لامتناع ترافق 2 1 2 و 2 2 2 في القافية لأنهما من قافيتين مختلفتين.


    **


    كان ما تقدم مقدمة ضرورية لمن شاء أن يرى العروض بعيون الرقمي، وسأتبعها ببقية الرد بإذن الله، ومع هذه أنقل ما يلي من مقدمة رواية التخاب استكمالا لهذا التمهيد.




    يـكتبُ ..... كـاتب .......كتـابـة
    writing......writer........write



    الأحرف الملونة التي تنقل الكلمة العربية من صيغة إلى أخرى تأتي حينا في أول الكلمة وحينا في وسطها وحينا في آخرها حسب الصيغة المطلوبة. ذلك أن بنية الكلمة تتعرض لتغيير هو أشبه بالتفاعل الكيماوي الذي يغير شخصيتها لتعبر شكلا ومضمونا عن المقصود في كل صيغة .



    بينما الأحرف الملونة التي تنقل الكلمة الإنجليزية من صيغة إلى أخرى تأتي جميعا في آخر الكلمة وكأنها تلصق بها إلصاقا أو كأنها شارة تضعها على ذراعها أو رأسها لتفيد المقصود في كل صيغة



    هل لذلك علاقة بالعروض ؟



    نعم فثمة تجانس في خصائص العربية في سائر علومها والعلاقة هنا هي بين الصرف والعروض.



    يعرف القطع ( تحول مستفعلن = 2 2 3 إلى مستفعلْ = 2 2 2 ) في كتب العروض بأنه حذف آخر الوتد المجموع وإسكان ما قبله


    مس تف علُنْ 2 2 3 .... ثم .... مستفعلُ نْ 2 2 1 1 ه ......ثم مستفعلْ 2 2 2


    هكذا انتقاص وتغيير من الآخر.


    لو قارنا هذا التوصيف للتغيير لوجدناه أقرب لما يحدث في صرف اللغة الإنجليزية منه للعربية.


    الرقمي يوصف التغيير الحاصل في آخر العجز لنقل الوزن من 2 2 3 إلى 2 2 2 حسب ما يعرف ( بالتخاب ) بأنه تغيير يعتري بنية المقاطع الأخيرة في العجز بضوابط معينة تغير شخصيتها وتنقلها من سياق إلى آخر كما هي الحال في الصرف العربي.



    التخاب هو الموضوع الذي تتناوله هذه الدراسة والقطع هنا مجرد تقريب لبعض مضمونه.



    وقاعدة التخاب تقول :

    " لا يتغير الوتد حين يتغير وهو وتد، ولكنه يقع في سياق خببي يستحيل فيه كل السياق خببيا أي سببيا ويفقد فيه الوتد وتديّته. "

    والتخاب هو شرح للقواعد الضابطة لذلك وأهما أن هذا لا يحصل إلا في آخر العجز بعد الأوثق.
    ---
    وللموضوع حسب هذا المنظار بقية بإذن الله.

  21. #21
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    كما أعتقد أن مستفعلن مستفعلن مستفعلْ في صورته المشطورة ينتمي إلى كل من الكامل والرجز والسريع


    من الرجز : يا صاحبي رحلي أقلا عذلي = 4 3 4 3 2 2 2 ( أهدى سبيل – ص 91) منسوبا في الكتاب للرجز


    وإذن يجوز فيه :أصاحب الرحلِ أقلّ عذلي = 3 3 2 1 3 3 2


    من السريع : يا صاحبي رحلي أقلا عذلي = 4 3 4 3 2 2 2 ( أهدى سبيل – ص 107) منسوبا في الكتاب للسريع


    وإذن يجوز فيه : أصاحبَ الرحل أقل العذَلْ = 3 3 2 1 3 2 3


    وهو من مشطور الكامل = متْفاعلن متْفاعلن مُتْفاعلْ = 4 3 4 3 2 2 2


    وإذن يجوز فيه = أصويحبي في الرحلِ همْتَ بعذلِي = ((4) 3 4 3 (2) 2 2


    إن مستفعلن مستفعلن مفعولن لا ينتمي إلا إلى السريع عند الخليل وأتباعه، أما عند المستدركين أمثالنا فهو ينتمي إلى ما قلت ، وهذا يدلك على أن مناهجنا كلها ليست مطابقة تماما لمنهج الخليل. وقد قال صاحب الغامزة ص 187 :"استدرك بعضهم للرجز عروضا أخرى مقطوعة ذات ضرب مماثل لها، وأنشد على ذلك:


    لأطرقن حصنهم صباحا ××× وأبركن مبرك النعامه


    وكذلك حكوا جواز القطع في المشطور وجعلوا منه:


    يا صاحبي رحلي أقلا عذلي


    والخليل رحمه الله يجعل هذا من السريع"


    ارانا نتحدث عن خليلين لا عن خليل واحد.


    هناك خليل التفاعيل والجزئيات كما صوره من جاء بعده


    وهناك خليل المنهج والفكر والشمولية


    أنت أوسع مني اطلاعا بشكل هائل على تاريخ العروض ومؤلفاته، وما ترسمه من صورة للخليل.


    معرفتي بالخليل تدرجت من الطرح التجزيئي السابق ذكره إلى تبلور ملامح لمنهج شامل، إلى افتراض وجود ذلك المنهج ثم الانطلاق من هذا الافتراض إلى التعامل مع الجزئيات من منطلق أنها لا بد أن تأتطر بمنهج محدد بلا تناقض في جزئيات أحكامه لا يمر بالتفاصيل إلا ليحاول إدراجها في ذلك الإطار المنظم المنسجم الممنهج. وصولا إلى صورة جيدة عن 1لك المنهج. وكان المرشد الأساس في ذلك هو دوائر البحور التي ساعدني افتراض وجود منهج للخليل على جمعها في ساعة البحور وهذه الخطوة ذات أهمية موضوعية لم تنل الاهتمام.


    تباين الصورة الفكرية بين منهج الخليل في علم العروض والدارج من العروض – مع الاتفاق الأعم في التطبيق الجزئي المحدود بينهما - ليس قصرا عليهما، فأنت لا شك تدرك ما هو أهم من ذلك بكثير جدا مما اختلفت صورته ومعطياته عن صورة منبعه نتيجة التجزئي والتفتيت والشروح والهوامش وتقديم الجزئي على الكلي لدرجة طمسته كليا أو كادت.


    وفي حالة العروض وغيره فإن المفاهيم تتغير حسب تكونها من أي من المنطلقين.


    ولا تُـنكَر في مجال العروض الاجتهادات الموفقة كالاجتهاد في نسبة ( لأطرقن حصنهم صباحا ) للرجز، ولكن هذا شيء وتقصد الاجتهاد في كل جزئية لتكون ضمن إطار محدد يمثل منهجا متماسكا منطلقا شيء آخر. ثم إن مجرد النسبة سواء كانت للرجز أو للسريع لا تعني الكثير في المنهج الشمولي إلا بمقدار ترتب أحكام عليها. إن قولك : أما عند المستدركين أمثالنا فهو ينتمي إلى ما قلت ،" أي أن الصورة 4 3 4 3 2 2 2 ( التي اقترحتُ لها تسمية الرسيع حسب نصيحة أستاذي د. خلوف ) تعتبر مزدوجة الانتماء أو بشكل أدق هي الجد المشترك لكل من الرجز والسريع، إن قولك أعلاه قابل للفهم على أنه غير موقفك الذي تحدثت فيه عن البهلوانية. فالشطران:


    لأطرق حصنهم صباحا


    لأطرقن حصنهم مصبحا


    ينتميان للجد المشترك ( الرسيع ) سم كلا منهما ما تشاء.


    الأستاذ زهير ظاظا حاله كحال من ذكرت يرى أن مستفعلن مستفعلن فعولن 4 3 2 3 3 2 من مكسوف السريع


    الأستاذ ضياء الدين الحسني (المدارس العروضية – ص 231 ) يرى أن مستفعلن مستفعلن فاعلن 4 3 4 3 2 3 من الرجز


    ولهذا لا شك شبه في التوصيفات القطرية للذات الواحدة تلك التوصيفات التي أفرزتها سايكس بيكو وسلامة فهمك.


    وللموضوع حسب هذا المنظار بقية بإذن الله.

  22. #22
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    النظرة التفعيلية ترى الأحكام الكلية الناجمة عن استقراء نهج الخليل بهلوانية


    هذا صحيح في حالة ما إذا كنت تقصد بالنظرة التفعيلية حدود التفعيلة التي يمكن أن تختلف بين سايكس بيكو ومؤامرات النظام العالمي الجديد. أما إذا كنت تقصد طبيعة المكونات السبب وتدية فلا.


    الساكن والمتحرك هما ذات الوزن، الأسباب والأوتاد اسم الوزن لا يتكرر ، التفعيلة كنية الوزن قد تتعدد حسب المطلوب من تلك الكنية .


    ذات المنسرح = 1 ه 1 ه 1 1 ه 1 ه 1 ه 1 ه 1 1 ه 1 1 ه


    إسم المنسرح = 2 2 3 2 2 2 3 1 3


    كنية المنسرح الأولى= 2 2 3 – 2 2 2 1 – 2 1 3 = مستفعلن مفعولات مستعلن


    كنية المنسرح الثانية = 2 2 3 2 – 2 2 1 2 2 – 1 3 = مستفعلاتن مستفع لاتن فعِلُن


    كنية المنسرح الثالثة = 2 2 – 3 2 2 - 2 1 2 – 2 1 3 = فعْلن مفاعيلن فاع لن مستعلن


    **

    هذا الذي جاء به المحلي من أحكام الاعتماد مفصل مسبقا ليوصل للنتيجة التي قال بها والتي أراك تقول بها، وواضح من السياق أن هذا لم يرو عن الخليل وإنما هو مفصل على المقاس التجزيئي للبحور

    ما جاء به المحلي لا يعدو كونه شرحا لقول الخليل (حسب رواية ابن عبد ربه) وهو: العروض المقطوع الممنوع من الطي ، حتى لا تسول لأحدنا نفسه فتقطع هذه العروض، لكنه يبيح الخبن لأن السبب المخبون لا يعتمد على وتد مقطوع بل على سبب مثله ، قال: "ولا يجوز طيه مع القطع لاختلال العامد كما تقدم، ولكن يجوز خبنه". فهذا كما ترى تفسير لما أخل ابن عبد ربه بذكره من كتاب الخليل الذي نقل عنه (كما زعم) ولو كان قرأ كتابه فعلا لوجد الخليل يفسر ذلك بمثل تفسير المحلي له.

    نعم وهو نتاج المخلصين للخليل في صورته الأولى المستقاة من التفاعيل دون المنهج. وهي صورة تكفي في العروض ولا تصلح في علم العروض.

    **

    أما قولك : (مخلع البسيط الذي احترمنا اشتقاق الخليل له من رحم البسيط، فقط لأنه الخليل)

    فبقدر ما فاجأني وأذهلني فقد أكد لي ما توصلت له من زمان من أن دخول علم العروض يشموليته ومنهجيته وتجريديته بأدوات العروض التجزيئية التجسيدية مدمر.

    وأنا أفهم هذه العبارة وكأنك تعني بها أن رأي الخليل في المخلع وهو نابع من منهج الخليل جدير بالرفض لمخالفته ما رسخ من برمجة التفاعيل لأذهان العروضيين ثم انتقال بعضهم بها من العروض إلى علم العروض

    وأنك إنما تقبله مجاملة للخليل، خشيت أن تتهم الخليل بالهلوانية وقلب الأمور رأسا على عقب. ألهذه الدرجة وصل التناقض بين تفاعيل الخليل والخليل أو منهجه لديك ؟؟

    لا داعي لأن تفاجأ وتذهل إذا ما علمت أن الخليل في عروضه كله لم يلجأ إلى قطع تفعيلة العروض إلا في هذا الموضع من مجزوء البسيط،

    رغم بقاء انذهالي أقول : صدقت، وهنا يتفق خليل التفاعيل وخليل المنهج.

    ثم يستمر خليل المنهج ليرى أن القطع 2 2 2 هذا في العروض يلتزم معه الخبن في المخلع 1 2 2 ، والطي في اللاحق 2 1 2 ، ويقاس عليه بالنسبة لطي 2 1 2 في الرسيع عروضا وضربا في السريع، لضرورة التناسب بينهما في أحكام القافية، ويقاس عليه الخبن وجوبا في عروض الرجز وجوازا في ضربه والجواز راجع لتجانس الخبن وعدمه في القافية بين الشطرين وفي سائر الأبيات.

    وكان معذورا في ذلك، لأنه لم يجد في بحوره كلها ما يحتضن هذا المخلع، حتى جاء عروضيون لاحقون فاكتشفوا أن بحر المنسرح يمكن أن يوفر هذا الحضن الدافئ .

    إذا لم يخبن الضرب المقطوع فإن المنسرح يتبرأ من المخلع. مستفعلن فاعلن مفعولن 4 3 2 3 2 2 2 لا يمت للمنسرح بصلة إلا إذا تحولت مفعُلاتُ 2 3 1 إلى مفعلاتُن = 2 3 2 = فاعلاتن.

    أما إذا خبن القطع في الشطرين فإن لهذا الوزنين حضنين دافئين حضنه الأصلي ( البسيط ) وحضنه المدعي الجديد ( المنسرح )

    وهنا حوار مع أستاذي د. خلوف حول ذلك :




    خلاصة رأيي فيه


    4 3 2 3 2 2 2 من البسيط لا غير


    4 3 2 2 2 3 2 من المنسرح لا غير

    4 3 2 1 2 1 2 2 = 4 3 2 3 3 2 من البسيط والمنسرح

    فأنت كما ترى تجدنا نحاكم الخليل بنفس منطقه ، ومن خلال الغالبية شبه المطلقة منه ،

    لكل خليله J


    ثم نلتمس له العذر لأنه لم يقض في تأليف كتابه الضائع اثني عشر قرنا يراجعه كل يوم ويستدرك على نفسه كل جديد لم يفطن له في القرن الثاني للهجرة.


    لك أن تلتمس لخليل التفاعيل ذلك، فهو خليل لا منهج له ويناقض ذاته، كما تقول أحيانا لأنه يحسس تحسيس J

    أما خليل المنهج فمنهجه متسق متماسك منسجم شمولي رياضي ليس خاضعا للتطور شأنه في ذلك شأن خواص الدائرة والمثلث وجدول الضرب، قد نكتشف منه جديدا لكنه لا يمكن أن يناقض ذاته.

    لدى خليل التفاعيل معلومات تسمى لغة علْما ولكنها لا تستوفي مزايا العلم في المصطلح فالعلم ذو قواعد شاملة ومنهج

    **
    لدى خليل المنهج علم ذو قواعد شاملة ينتظم المعلومات، كل معلومة في مكانها داخل المنهج فلا تناقض بين المعلومات لأنها أجزاء مأطورة منضبطة بكل متناسق متكامل يعبر عن سليقة عربية متناسقة متكاملة.
    **
    (كل يوم أزداد اقتنناعا بأن الرقمي لن يكون مفهوما ولا مقبولا بالمرة لدى أغلبية العروضيين الذين صاغت تجزيئية التفاعيل والبحور أذهانهم على حساب شمولية الصفات العامة للإيقاع العربي ومضمون منهجية الخليل. وسيكون على من يرغب من العروضيين في فهم الرقمي – سواء لتأييده أو لمعارضته ورفضه موضوعيا – أن يتدرج في دراسته من الدورة الأولى ولن يجد فيه معلومة جديدة بل سيجد ذات المعلومات التي يعرفها مصوغة الترابط حسب منهاج آخر يعيد بناء التفكير من على أسس جديدة وهو ما استغرقني في ذاتي سنوات.

    ولا يزال للرقمي بريقه الذي لا يخبو طالما حافظ على تلك المسافة من عروض الخليل، فهو منهج مغاير لمنهج الخليل (وقد يكون أفضل منه) لكنه ليس تفسيرا له، ولا تماهيا معه ، وإلا لكان يكفينا مئات الكتب بل الآلاف منها التي شرحت كتاب الخليل على مدى القرون الماضية.

    وتقول لي أعتب عليك !!

    بل أنا جد شاكر لك، فإن فكرة وجود خليلين لم تتضح لي بهذا الشكل إلا من خلال فقرات هذا الحوار، وأنا بها مدين لك. فليحدد أحدنا أي الخليلين يقصد عندما يتخذ موقفا معينا. كما أشكرك ثانية لما تفضلت به من توفق ( خليلي ) على ( الخليل الآخر ) . أضحك الله سنك وحفظك نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    إن الأمر أو الشخص بالنسبة للآخرين هو ما يحملونه عنه من تصور.

    لله ورسوله المثل الأعلى. موقف (أرناود فان دورن) من الإسلام ورسوله عليه السلام تجسيد لعلاقة الموقف بالمفهوم . فعندما كان يعادي رسول الله عليه السلام كان يعادي مفهوما عنه في ذهنه ثم لما تغير مفهومه عنه أسلم.

    مارأيت ذا لب إلا تمنيت أن يقيم الرقمي بل ويقومه من خلال فهمه من مصدره لا الحكم على صورة في ذهنه عنه، هي بلا شك مخالفة للحقيقة طالما أنه لم يدرس الرقمي في دوراته.

    والله يحفظنا جميعا ويرعانا.
    اللهم آمين ويجزل لك ولنا جميعا من فضله .

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط