اشتكى إلي غير أستاذ وغير مشارك من كثرة روابط العروض الرقمي.
وهنا أشير إلى أن وجود كثرة الروابط شيء وصيرورتها مشكلة شيء آخر.
وفيما يلي نظرة للموضوع من أربع زوايا
الأولى: مراحل الرقمي وعلاقتها بالروابط
1- المرحلة التمهيدية المتمثلة بالدورة الأولى وهذه لا يكلف الدارس فيها بالرجوع إلى أي رابط. وهي وإن كانت بسيطة إلا أنها مهمة في التأسي لفهم أبجدية الرقمي.
2- بقية الدورات من الثانية للثامنة والرجوع فيها للروابط أمر تكميلي
3- الدورتان التاسعة والعاشرة وهاتان لمن تخرج من الرقمي ويريد مواصلة التحصيل وفي هذه المرحلة فإن التفاعل مع الممكن من المواضيع خارج المنهاج مطلوب.
هذا من ناحية ومن ناحية موازية لهذا فإن صلب العروض الرقمي
الثانية: الأسس الضرورية لمن يرغب في التقدم في العروض
تشمل هذه الدورات إضافة إلى مواضيع أخرى تم المرور بها بقدر يسير أثناء الدورات حفظا للتوازن في الشرح بين الدارس الذي يهمه وزن الشعر دون التقدم في الرقمي والمهتم بالتقدم إلى شمولية العروض الرقمي، بحث يكون المرور بها غير مثقل على الأول، وفيه تمهيد للثاني لاستكمالها لاحقا بجهده الشخصي إن رغب.
وهذه المواضيع هي
1 – قواعد عامة للعروض العربي
2- هرم الأوزان
3 - التخاب
4 – الاستئثار
الثالثة : تطبيقات مختلفة
وهذه لم يتم التطرق إليها في المنهاج بل تركت لرغبة وميل وقدرة الدارس وهي كثيرة جدا ومنها
م/ع
الآثار والرقمي
عالمية الرقمي
تغطية رقمية موجزة لبعض الكتب مثل أوزان الألحان ونهج د. مستجير
الرقمي في خدمة القرآن الكريم
الرقمي والبرمجة
التمثيل البياني
وغيرها كثير
اللهجات والنبر والرقمي
وهذه تركت ليحصلها من يريد وخاصة من يتجه إلى الشهادة العليا بجهده الشخصي.
الرابعة – طبيعة الرقمي
بما أن العروض الرقمي قائم على تصور كل متماسك متداخل الأجزاء فإن تقسيمه أصلا إلى مواضيع مختلفة إنما هو لتسهيل تناوله ولكن الصورة لا تكتمل إلا بتجميع هذه المواضيع في ذهن الدارس. إنها أشبه بالصورة التي تكون موزعة على عدة قطع لا تكتمل إلا بتجاورها على نحو صحيح. أو كالكلمات المتقاطعة كلما تقدم في حلها المرؤ تشجع واستسهل الأمر وإذا حصل خلل في كلمة أو جزء منها أثر سلبا على بقية الأجزاء.
وهذا بخلاف العروض التفعيلي الذي يستقل فيه كل موضوع عن الآخر لأن تناوله يتم حسب الشكل الجزئي بأقل ارتباط أو بدون ارتباط بتماسك الجوهر ووحدته.
فلا يؤثر الخلل في فهم بحر على فهم البحر الآخر لأنه لا يتم الربط بينهما خاصة إن كانا من دائرتين مختلفتين.
ثم إن عدم ذكر الروابط أحيانا يغني عن إعادة كتابة ما سبقت كتابته.
إن العروض الرقمي بمقدار تماسك أسسه فإن ما يبنى عليه متنوع واسع، وقد استغرق ذلك سنين من الدرس والتحصيل والتجريب والتقويم ومن ظلم المشارك لنفسه أن يقيم تحصيله في أية مرحلة على أساس مدى استيعابه لكل شاردة وواردة في التطبيقات. فهذا غير ممكن، وربما يجد الدارس أثناء تجواله في التطبيقات ما يفتح له بابا جديدا يبتكر فيه وهذه طبيعة الرقمي فكل باب يؤدي إلى أبواب.
بل يحضرني هنا تشبيه فيه بعض التجاوز فالرقمي كالحديقة يشرب المرؤ من مائها ما يرويه ويشم ورودها ما يعطر أنفاسه به، ولكنها كلها معروضة أمام ناظريه يستمتع بمنظرها وإن لم يشرب كل مائها أو يشتم كل ورودها.
قد لا يدرك بعض أعضاء الرقمي ما هم عليه من خير، لسرعة تحصيلهم له. ولو أنهم كانوا يدرسونه في الجامعة في السنة الأخيرة منها وتعددت مراجعه لرأوا ذلك أمرا طبيعيا، أما هنا وبعد أشهر قليلة فهم يعتقدون أن ما درسوه قليل وأن ما بعده ثقيل عليهم. ربما يعرف بعض أعضاء الرقمي قدرتهم بالنسبة لغيرهم من البارعين في العروض بل والمتخصصين فيه. ليت البحر الأحمر هنا لينقل لكم طرفا من تجربته.
ليس كل من درس الرقمي مؤهلا للدورتين التاسعة والعاشرة والشهادة العليا بعدهما ولا لأسلوب التحصيل والبحث الذاتي الضروري لتأهيل من سينال الشهادة العليا. ولكني أجزم أن عددا لا بأس به من الخريجين مؤهل لذلك فكريا وعلميا.
قد تكون قد غابت عن ذهني في هذا الرد بعض الاعتبارات فأرجو وخاصة ممن تقدموا في الرقمي أن يدلوا في هذا الأمر بدلوهم.
المفضلات