فيما يلي مواضيع عروضية مهمة تطرق إليها الأستاذ نوار جمال الدين حول دائرة المشتبه
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=79474
أنشرها ليطلع عليها أهل الرقمي ويقارنوا طرح الأستاذ بما في الرقمي.
ولأهمية الموضوع فقد نشرته على الرابط:
https://sites.google.com/site/alarood/almoshtabah
وسوف أوالي تحديثه لأضم إليه أهم ما يرد من ردود عليه بإذن الله قدر المستطاع.
وليتذكر أهل الرقمي أن هذا الموضوع وكل ما عليه حوار يلخصه في الرقمي الرمزان :
2 2 2 و 2 1 2
فيما يلي بعض المراجع :
1- تداعيات دائرة (د- المشتبه)
2- صورة بحور دائرة (د)
https://sites.google.com/site/alarood2/home/circle-d
3- الوتد المفروق
http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mafrooq
4- مؤمن والمنسرح
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/moomen-1
5- عن التخاب والتشعيث
http://arood.com/vb/showpost.php?p=66152&postcount=7
6- تداعيات الخفيف:
https://sites.google.com/site/alaroo...eyat_alkhafeef
https://sites.google.com/site/alaroo...khafeef-mazeed
7- التشعيث والقطع :
https://sites.google.com/site/alarood/taseeth-wa-qate
8- التشعيث والتخاب:
https://sites.google.com/site/alarood/taseeth-wa-qate
9- الوافر والسريع والمنهج :
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=78821
10- تكثيف العروض :
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/taktheef
11- الرجز والسريع
http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=3857
12- البحور المهملة
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mohmalah
13-
المنهج واللامنهج
https://sites.google.com/site/alaroo...ome/almanhaj-1
http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=5304
*******************
محاولة لكشف أسرار دائرة المشتبه :من أين أتى الوتد المفروق؟ وما حقيقة التشعيث؟
أولا: من أين أتى الخليل بالوتد المفروق؟
تجلت عبقرية الخليل في ربطه البحور بعضها ببعض ضمن دوائر تُظهر خصائصها المشتركة، وإذا استعرضنا هذه الدوائر لاحظنا قانونين جرى عليهما في تصنيفه، وهما:
1_عدم توالي وتدين أصليين،
2_ وتحاشي توالي أكثر من سببين،
وقد جرّه إلى القانون الثاني – فيما أظن- أنه بدأ بتقطيع البحر الخفيف، فجزّأه إلى الأجزاء السباعية التي كان قد ألفها في غيره من البحور، مظهراً لتناظر في بنية شطره ربما رأى فيه سر إيقاعه ( أعني اثنتين من فاعلاتن تحيطان بمستفعلن واحدة)، ومراعيا لمجزوئه( فاعلاتن مستفعلن) أن ينقص عنه بجزء كامل كما ألف في غيره من البحور، ثم دوّر شطر البحر بنقل سبب من آخرالشطر إلى أوله ، فنتج المنسرح، ولما حاول تجزئة الشطر الناتج إلى ثلاثة أجزاء سباعية يماثل أولها ثالثها- كما فعل في الخفيف شقيقه- وُلِدت تفعيلة جديدة غريبة، إنها (مفعولاتُ)، ووُلِدت معها فكرة الوتد المفروق! ساعده على ذلك ما نلاحظه من ثبات للساكن الأخير في هذه التفعيلة. ولأن أبحر الدائرة ينفك بعضها من بعض فقد انتقلت عدوى الوتد المفروق إليها جميعاً، فصار لدينا أيضاً (مستفع لن) و(فاع لاتن).
ثانياً: لماذا نرفض الوتد المفروق؟ وما هو البديل؟
لأن العرب لا تقف إلا على ساكن، ولأن الأجزاء (التفعيلات) لا يمكن أن تصاب بتضاعف الشخصية، ولأنه لا مبرر أصلاٌ لمنع توالي ثلاثة أسباب، ولأن ثبات الساكن لا يحتّم أنه من وتد، فكثير من الأسباب تأبى الزحاف، لكل ما سبق يشعر كثيرون ممن مارسوا النظم أو تذوق الأوزان أن استعمال الوتد المفروق في التقطيع يعطي تجزئة مصطنعة تضر بإيقاع البحر، والبديل الحقيقي هو توالي الأسباب الثلاثة، واكتشاف الأجزاء التساعية.
لكن يجدر بالذكر أن لتوالي الأسباب الثلاثة قيوداً نذكرها لاحقاً، كما يمتنع توالي أكثر من ثلاثة أسباب (يشذ الخبب وهو بحر غير جاهلي).
ثالثاً: كيف نقطّع الدوائر؟
إذا نظرنا إلى الدوائر مرتبة صعوداً في التعقيد، وجدنا سر الإيقاع فيها ناتجاً من تكرار نظام معين لتوالي الأسباب والأوتاد، بحيث يتجلى هذا النظام في الدور الأصغر الذي يتكون من جزء أو جزأين، ويتكرر هذا الدور مرتين على الأقل في الشطر الواحد معلناً بذلك إيقاع البحر، ونشرح ذلك فيما يلي:
1_ دائرة المتفق: تتألف من وتد وسبب، وتعطي بحرين: المتقارب(نعم لا = فعولن)، والمتدارك(لا نعم = فاعلن).
2_ دائرة المجتلب: وتد وسببان، تعطي ثلاثة أبحر: الهزج(نعم لا لا = مفاعيلن)، والرجز(لا لا نعم = مستفعلن)، والرمل( لا نعم لا = فاعلاتن).( الدكتور كمال أبو ديب يقطعه بطريقة أخرى)
3_ دائرة المؤتلف: بتحريك ساكن أول السببين المتتاليين للهزج والرجز[(لا) تصبح( لمَ)] تنتج الفاصلة (الصغرى) (لمَلا) وبحرا الوافر(نعم لملا) والكامل (لملا نعم).(الفاصلة لا تتجزأ عند التقطيع لأن العرب لا تقف على متحرك).
4_ دائرة المختلف: الدور المتكرر فيها من جزأين: أحدهما وتد وسبب والاّخر وتد وسببان، وتعطي خمسة أبحر: الطويل( نعم لا نعم لا لا = فعولن مفاعيلن)، والمديد( لا نعم لا لا نعم = فاعلن مستفعلن)، والبسيط( لا لا نعم لا نعم = مستفعلن فاعلن)، وبحران مهملان.
ونتوقع وجود دائرة قبل دائرة المختلف تتكون من وتد وثلاثة أسباب معطية بذلك أجزاءً تساعية، ولنر ماذا ينفك عنها بعد أن نستحضر في الذهن ما ألمحنا إليه سابقاً من قيود، وهي أن توالي الأسباب الثلاثة في الوزن فيه شيء من الثقل، ويزداد الثقل بتواليها في جزء واحد، كما يتناقض الثقل مع رشاقة البحور قصيرة الشطر(هذه من ملاحظات الأستاذ سليمان أبو ستة) ، ويمتنع في العروض أن تنتهي بثلاثة أسباب متوالية ويجوز ذلك في الضرب، لا يشذ عن ذلك إلا مجزوء البسيط الذي يملك عروضاً مقطوعة،( بل إن الأعاريض يستثقل فيها حتى أن تنتهي بسببين متوالين في غير الأشطر القصيرة كالهزج)، والغالب لذلك مزاحفة السبب الثاني من الأسباب الثلاثة المتوالية مشكّلاً مع السبب الثالث ما يشبه الوتد.
كذلك ذكرنا في الرمل طريقة أخرى للتقطيع،أول من أعلم أنه اقترحها هو د. أبو ديب، وعنده إذا بدأ البحر بسبب فكل أجزائه لا بد أن تبدأ بسبب وتنتهي بوتد ( عدا الجزء الأخير في الشطر فقد ينتهي بسبب)، وبالعكس، إذا بدأ البحر بوتد فكل أجزائه تبدأ حتماً بوتد وتنتهي بسبب عدا الجزء الأخير في الشطر الذي يُسمح له أن يتكون من وتد منفرد، لذلك فإن شطر الرمل عند د. أبي ديب يقطع على ( فاعلن مستفعلن مستفعلاتن)، وسنشير إلى طريقته عندما يختلف التقطيع عليها عنه في الطريقة الخليلية كما أطبقها والتي تعتمد على تحديد الدور الأصغر المتكرر، (وليس كما طبقها الخليل مع وجود الوتد المفروق)، وأستعمل تعبير التام أو المجزوء قاصدا التقطيع التقليدي تجاوزا واختصارا.
رابعاً: تقطيع دائرة المشتبه:
نعتبرها من وتد وثلاثة أسباب، وتعطي الأجزاء التالية:
أ_( نعم لا لا لا = فعوليّاتن) : وهذا الجزء فيه ثقل ناجم عن توالي الأسباب الثلاثة، فلم يستخدم في الجاهلية وصدر الإسلام، وعندما استخدم لاحقا زوحف فيه السبب الثاني وجوبا(نعم لا لَ لا = نعم لا نعم) فنتج االمضارع ( نعم لا لَ لا نعم لا= فعولاتهم فعولن).
ب_ (لا لا لا نعم = مفعولاتهم): ينطبق عليه الكلام السابق نفسه، ( لا لَ لا نعم = لا نعم نعم) وينتج المقتضب ( لا لَ لا نعم لَ لَ لا = فاعلاتهم فعِن).
ج_( لا لا نعم لا = مستفعلاتن): يحدث توالي الأسباب الثلاثة هنا في جزأين ولبس في جزء واحد، لذلك هذا الوزن أخف من سابقيه، وإذا كررنا الجزء ثلاث مرات في الشطر، مكتفين من الجزء الثالث بسببيه الأولين فقط نتج لدينا شطر المنسرح، مع الانتباه إلى تخفيف الثقل في العروض بمزاحفة السبب الثاني وجوباً، فنتجنب بذلك انتهاء الصدر بسببين أو ثلاثة:
(لا لا نعم لا لا لا نعم لا لَ لا) = (مستفعلاتن مستفعلاتن مُتَفْ)، أو بطريقة د. أبو ديب = (مستفعلن مفعولاتهم مفعُلا).
ويمكن أن نعدّ من مجزوئه قول الشاعر الجاهلي
إن شواءً ونشوةً ..... وخبب البازل الأمونِ
د_ (لا نعم لا لا = فاعليّاتن): ينطبق عليه ما قيل في المنسرح، وينتج عنه الخفيف بالأشكال التالية:
_(لا نعم لا لا لا نعم لا لَ لا نعْ) = (فاعليّاتن فاعليّاتُ فاعلْ) ، أو :(فاعلن مفعولاتهم مفعُلاتن)
لاحظ هنا أن مزاحفة السبب قبل الأخير لإلزامية لمنع توالي أربعة أسباب لفظاً.
_(لا نعم لا لا لا نعم لا لَ لا) = ( فاعليّاتن فاعليّاتُ فا)، أو (فاعلن مفعولاتهم مفعلا)
لاحظ هنا أن المزاحفة اللازمة تمنع توالي ثلاثة أسباب في نهاية الشطر الأول.
_ومن أشكال الشطر الثاني شكل نادر الاستعمال هو ( لا نعم لا لا لا نعم لا لا) = ( فاعليّاتن فاعليّاتن)، (وهو الضرب فعْلن للعروض فاعلن)
_وللخفيفف مجزوء : (لا نعم لا لَ لا نعم) = (فاعليّاتن فاعلن)، أو: (فاعلن مفعولاتهم).
_ومن أشكال الشطر الثاني لهذا المجزوء شكل يماثل نهاية الشكل التام: (لا نعم لا لَ لا نعْ) =( فاعليّاتُ فاعلْ)، أو: (فاعلن مفْعُلاتن).
لاحظ تجنب أن ينتهي الصدر بسببين أو ثلاثة في كل أشكال الخفيف التام أو المجزوء.
خامساً: ما هي العلة التي تلحق الأعاريض والأضرب؟
لاحظنا أنه عندما يستخدم الشاعر الدور الذي يتألف من جزء واحد (تفعيلة) أو اثنين فإنه يكرره عددأً من المرات لينتج الشطر ثنائياً أو ثلاثياً أو رباعياً في عدد أجزائه، وليس ضروريا أن يكرر الجزء بتمامه، فقد يكتفي مثلا في اّخر الشطر ببعض أحرف الجزء ويطرح الباقي، فإذا وقف على حرف ساكن فلا مشكلة، أما إذا وقف على متحرك فلا بد له من أحد شيئين: إما أن يسكنّه أو أن يمدّ حركته ( أي تطبيق قواعد الوقف في اللغة العربية)، هذا هو جوهر العلة في العروض أو الضرب، والنتيجة نقصان الجزء ( التفعيلة) من اّخره، لكن ليس من منتصفه أو أوله، وهذه ملا حظة هامة جداً في تفسير ظاهرة التشعيث، فمثلاً:
مستفعلن بالوقوف على سادسها بالتسكين ينتج مستفعلْ = مفعولن، لكن لا نقول أن متحرك الوتد سقط، لأن النتيجة وإن كانت واحدة إلا أن هذا القول لا يصف حقيقة ما حدث، والثمرة تظهر عندما ندرس المديد مثلاً،فـ (فاعلاتن) في المديد تعطي:(فاعلاتْ) و(فاعلا) و(فاعلْ)، ولا يمكن لها أن تعطي (مفعولن) التي تخلّ بنظام توالي الأسباب والأوتاد في المديد إذ لا يمكن اشتقاقها بقواعد الوقف، وللسبب نفسه فإنّ ( فعولن) في ضرب المتقارب أو الطويل لا تتحول إلى (عولن)، لكن ما قصة مفعولن في الخفيف؟
سادساً: التشعيث ومفعولن في الخفيف:
نذكّر أولاً بأن مفعولن لا ترد في العروض لأن توالي الأسباب الثلاثة ممنوع في نهايات الأعاريض، ويشذ مجزوء البسيط (في وزن نادر شبه مهجور)، لنستعرض الآن أهم أشكال الضرب في الخفيف التام مقارنين شكلي التقطيع مع التقطيع التقليديّ:
1-( لا نعم لا لا لا نعم لا لَ لا نعْ) = (فاعلياتن فاعلياتُ فاعلْ) = (فاعلن مفعولاتهم مفعلاتن) = (فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن).
2- (لا نعم لا لا لا نعم لَ لَ لا نعْ) = (فاعليّاتن فاعليّتُ فاعلْ) = (فاعلن مفعولاتهم مَعُلاتن) =( فاعلاتن مستفعلن فعِلاتن).
3- (لا نعم لا لا لا نعم لا لا لا )=( فاعليّاتن فاعليّاتن فا )= (فاعلن مفعولاتهم مفعولا) =(فاعلاتن مستفعلن مفعولن).
وهنا نلاحظ أن الشكل الثاني هو زحاف للأول، أما الشكل الثالث فيختلف عن الثاني من حيث النتيجة في الحرف الخامس عندما نعد من اّخر الشطر، فهذا الحرف ساكن في الشكل الثالث متحرك في الثاني، وهذا سر تبادل الشكلين، وهي ظاهرة تذكرنا بما يحدث في السريع، حين يتناوب الضربان (فعِلن) و( فعْلن) في الرويّ المقيّد.
(لَلَ لا نعْ) تتبادل مع كل من (لا لا لا) و( لا لَ لا نعْ)، وتشكل صلة الوصل بينهما.
إذاً التشعيث في نظري هو من التحريد في الخفيف، لكنه تحريد جائز.
سابعاَ: وماذا عن المجتث؟
(لا لا نعم لا نعم لا) = ( مستفعلن فاعلاتن) هو أقرب إلى نظام البحر البسيط، إلا إذا استُعمل مفعولن في ضربه، عندها نشتقه من المنسرح كما يلي:
(لا لا نعم لا لّ لا نعْ) = ( مستفعلاتن متفعلْ)
(لا لا نعم لَ لَ لا نعْ) = ( مستفعلاتُ متفعلْ)
(لا لا نعم لا لا لا ) = ( مستفعلاتن مستفْ).
وهنا كذلك ( لَلَ لا نعْ) تربط بين ( لا لَ لا نعْ) و( لا لا لا).
ثامناً: وأين السريع من هذه الدائرة؟ وماذا عن مهملاتها الثلاثة؟
لا علا قة للسريع بدائرة المشتبه لا من قريب ولا من بعيد، وأنا شخصيّاً أراه قريباً من الرجز ( مستفعلن مستفعلن مفْتَعِلْ)، ويمكن أن نعدّه كذلك بحراً مستقلّاٌ عن الرجز.
كذلك لم يبق من ضرورة لافتراض وجود المنسرد والمتئد والمضطرد.
المفضلات