(لو) بمعنى التمني أو العرض أو التحضيض
يتعين هذا النوع من (لو) إذا جاء بعدها فعل مضارع في أوله فاء السببيّة التي تنصبه بأن المضمرة وجوباً بعدها، وأمثلة: (لو) التي بمعنى ليت التي للتمني وهو من أنواع الطلب كثيرة، وأضرب مثلاً للتمني بآيات مما جاء في القرآن الكريم، قال تعالى:
(وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ 167 البقرة):
هنا يظهر تابعوا الكافرين ندمهم الشديد لاتباعهم الأعمى فيتمنون لو أعيدوا إلى الدنيا ليتبرؤوا ممن اتبعوهم ، ولكن هذه العودة مستحيلة وهي مجرد أمنية.
ذهب بعض العلماء إلى أن معنى التمني لا يكون إلا إذا كانت الأماني مستحيلة الحدوث أو شبه مستحيلة، بينما اكتفى باقي العلماء بالمعنى ودلالة الفاء السببية.
ومن الأمثلة الأخرى ﴿فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ﴾ [سورة الشعراء:102].
ومثلها ﴿أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْـمُحْسِنِينَ 58 الزمر].
(لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ-80 هود)
لو هنا للتمني بدون وجود فاء سببية - انظر تفسير ابن عاشور. وتعرب شرطية عند آخرين.
ومن أمثلة لو للتحضيض كان تشجع الطالب المتقاعس :
( لو تدرسُ كل يوم دروسك فتنالَ احترام مدرسيك)
ومن أمثلة لو للعرض كان تعرض جائزة للمجتهد
( لو تقبلُ مني هذه الهدية فأكونَ من الشاكرين)
تُعرب (لو) في هذه الأمثلة : حرف يفيد التمني (او العرض أو التحضيض) مبني على السكون لا عمل له.
(لو) للتقليل
قد تستعمل (لو) بقصد التقليل في الطلب على حده الأدنى. كقولك للمقِلِّ أو الحريص: «تصدقْ ولو بشقِ تمرة» أي: ولو كانت صدقتك مقتصرةً على نصف تمرة، ومنه الحديث في مهر الزوجة للمعسر:
«التمسْ ولو خاتماً من حديد» وهي هنا شرطية للتقليل لا جواب لها، أي: ولو كان المهر الملتَمَسُ خاتماً من حديد، فقد حُذِفت كان واسمها بعد (لو) كما تُحذف في مثل هذا مع (إنْ) أيضاً، وكلمة (خاتماً) في الحديث: خبر كان المحذوفة منصوب بالفتحة كما هو واضح
المفضلات