الدرس الثالث : الإنتظام الداخلي للإيقاع

الدرس الثالث : الانتظام الداخلي للإيقاع

وهو الشرط الثاني لصحة الإيقاع

س : ما معنى شرط الانتظام الداخلي للإيقاع ؟
ج : معناه أننا إذا حذفنا صدى الإيقاع في النظام , يجب أن تخضع بقية العناصر لنظام معتبر سواءً كان النظام نفسه أو نظام آخر .

س : ما هو صدى الإيقاع ؟
ج : هو العنصر الأخير في النظام .
( ربما ظهر استثناء لهذا الحكم أثناء التطبيق , لكننا سنتجاهله الآن من باب تبسيط الأمور )


س : لماذا وضع هذا الش
ج : نظام الإيقاع بناء فنِّي في ظاهره وداخله , وله بداية سميناها ( مبتدأ الإيقاع ) وهي العنصر الأول . والشاعر عندما يبدأ في النظم تكون خياراته لبناء العنصر الأول كبيره , ولكن عندما يتجاوزه إلى عناصر وسط الإيقاع تتناقص هذه الخيارات لأن عليه أن يبني على ما ابتدأ به وقد سمينا عناصر الإيقاع الوسطى ( أساس الإيقاع ) . وفي نهاية الإيقاع يوجد ( صدى الإيقاع ) وهو العنصر الأخير . وخيارات الشاعر هنا شبه معدومة لأن عليه أن يكرر العنصر الذي ابتدأ به .
فإذا كان الأمر كذلك , فإن الشاعر يسير تلقائياً وفق ضوابط وزنيه لا يستطيع الخروج عليها , وإلا كسر الوزن . وواجبنا الكشف عن هذه الضوابط ومحاكمة الأوزان على ضوئها .

س : هل ينطبق شرط الإنتظام الداخلي للإيقاع على كل إيقاعات الشعر ؟
ج : ينطبق على نسبة عالية منها . لكن البشرى أن الإيقاعات التي لا ينطبق عليها هي التي يدور حول مشروعيتها جدل في أوساط الباحثين قديماً وحديثا ً . ومنها المجتث والمقتضب والمنسرح ومجزوء البسيط ومجزوء الكامل . ونحن نرد نقد الباحثين المبني على الذائقة وحدها إلى الإخلال بهذا الشرط .

مثال

قال المتنبي :
أمّا الأحبة فالبيداء دونهمُ ------------------فليت دونك بيد دونها بيدُ

الشطر الأول :

التقطيع -----1ه1ه11ه111ه1ه1ه11ه111ه

المقاطع ----2-2-3-(1-3)-2-2-3-(1 ,3 )

احتمالات الأصل

أ- 2---2---3---(22)---2---2---3-----(22)
ب- 2---2---3---(22)---2---2---3---( 32)
ج- 2---2---3---(32)---2---2---3---(22)
د- 2---2---3---(32)---2---2---3---(32)

تأصيل الوزن

الاحتمال الأول والثاني غير واردين لتتابع أربعة مقاطع في وسط الإيقاع .
الاحتمال الرابع غير وارد لعدم مناسبته لتشكيل أي نظام معتبر .
لم يبق إلا الاحتمال الثالث :

22-----3-----2----23----2-----3------22
ع1----ع2---ع3---ع4----ع3----ع2------ع1

وهذا نظام سباعي متناظر

والآن إلى اختبار الانتظام الداخلي للإيقاع . العنصر الأخير ( الصدى ) هو ع1=22 . وبعد حذفه والبحث عن نظام فيما بقي من عناصر لدينا :

322----------------------32--------------------322
ع1-----------------------ع2----------------------ع1

وهذا نظام ثلاثي متوالي ومتناظر . إذاً الإيقاع السباعي المتناظر يلبي شرط الانتظام الداخلي .

وبالمناسبة النظام الجديد يمثل إيقاع مجزوء البسيط المختلف عليه والذي لا يفي بشرط الانتظام الداخلي .

استدراك
قلت فيما سبق أن تتابع ثلاثة مقاطع صغيرة في أول ووسط الإيقاع غير ممكن وعندما نراها في مرحلة حصر الاحتمالات بغرض التأصيل علينا استبعاد هذه الاحتمالات .
والحقيقة أن هذا ينطبق على أول الإيقاع أما وسطه فيمكن تتابع ثلاثة مقاطع فيه , دون أن تصل إلى أربعة .

أستاذي
لم أستوعب الدرس جيداً وأعد بقراءته مرة أخرى وربما أعدت قراءة الدرسين السابقين

لكن لي استفسار هنا

احتمالات الأصل

أ- 2---2---3---(22)---2---2---3-----(22)
ب- 2---2---3---(22)---2---2---3---( 32)
ج- 2---2---3---(32)---2---2---3---(22)
د- 2---2---3---(32)---2---2---3---(32)

تأصيل الوزن

الاحتمال الأول والثاني غير واردين لتتابع أربعة مقاطع في وسط الإيقاع .
الاحتمال الرابع غير وارد لعدم مناسبته لتشكيل أي نظام معتبر .
لم يبق إلا الاحتمال الثالث :

اليس الاحتمال الأول يمكن تقطيعه كما يلي :

22 ---3 2 2 ---22 --- 3 2 2
ع1 ---ع2 ----ع1 -----ع2


وهو متوالي ؟؟

أخي شاكر

سأفترض أن أستاذنا يسمح لي بمحاولة الرد اختبارا لاستيعابي لشرحه فأقول

اليس الاحتمال الأول يمكن تقطيعه كما يلي :

22 ---3 2 2 ---22 --- 3 2 2
ع1 ---ع2 ----ع1 -----ع2

والرد في كلام الأستاذ :

استدراك
قلت فيما سبق أن تتابع ثلاثة مقاطع صغيرة في أول ووسط الإيقاع غير ممكن وعندما نراها في مرحلة حصر الاحتمالات بغرض التأصيل علينا استبعاد هذه الاحتمالات .
والحقيقة أن هذا ينطبق على أول الإيقاع أما وسطه فيمكن تتابع ثلاثة مقاطع فيه , دون أن تصل إلى أربعة .

*********

ولي أنا أيضا سؤال لأستاذنا:

د- 2---2---3---(32)---2---2---3---(32)

يقول الأستاذ عنه:

الاحتمال الرابع غير وارد لعدم مناسبته لتشكيل أي نظام معتبر .

لماذا لا نأخذه هكذا

2 2 3 – 2 3 – 2 2 3 – 2 3

ع1- ع2- ع1 – ع2

لماذا هذا غير معتبر ؟

أخي شاكر همسة بيني وبينك

يبدو لي بعد كثير من التأمل أن التأصيل كما عرفناه وهو في البسيط 4 3 2 3 4 3 ((4) شرط التوصل للنظام الإيقاعي المتطابق مع الواقع . وسأحاول جعل هذا محور نقاش مع أستاذنا الكريم ليقنعني أو أقنعه، وأرجو أن تتابع هذا بيننا في الدرس الثاني وهنا، وفي الدروس القادمة.

ألا ترى كيف أننا بالتأصيل نصل إلى النظام السليم هنا مباشرة باعتبار ((4) =(2) 2 تك 22

أقول هذا متذكرا تطابق تفكيري مع معظم خطوات الأستاذ أثناء صياغتي للرقمي .

أشكر الأخوين شاكر وخشان :

إجابة الأخ خشان على سؤال شاكر صحيحة . شكراً لكما .

بخصوص سؤالك يا أخ خشان :
الأمر كما تقول . يوجد نظام للإحتمال الرابع . وأنا أخطأت في القول بعدم وجود نظام . وكان يجب عليّ إستبعاد هذا الإحتمال على أساس آخر , وهو أن الإيقاع مضاعف , أي أنه مكون من إيقاعين متطابقين وهما :

22-----23-------22 + 22-------23---------22

ع1------ع2-------ع1 + ع1-------ع2---------ع1
وكما تعلمون فالبيت من البسيط التام . ووزنه النظري عند الخليل : مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن . لكن لا يوجد أمثلة شعرية عليه , إلا ما إصطنعه العروضيون لغرض الإستشهاد مثل قولهم :

يا حادي العيس مهـــــــــــــــــلاً لست بالقابس =======عوجا قلوصيكما --- بالمنزل الدارس

وقد تعجبت لعدم استعمال الشعراء لهذا الأصل , إلى أن إكتشفت أنه إيقاع مضاعف , ووجدت شعرا ينسب في علم العروص إلى السريع ومنهوك البسيط , يكوّن كل بيتٍ فيه شطراً من البسيط التام مثل قول خليل مطران :

يا ثاكلا بعضه ------------------- مسّ الردى أجمعك

وقوله :

فوق الكلام العمل -------------- به نجاح الأمل

وقول آخر :

دار عفاها القدم --------------- بين البلى والعدم

والخلاصة أن الإحتمال الرابع غير وارد بسبب أنه عبارة عن نظام مضاعف , وهو أحد الشروط التي ذكرناها لتشكيل الإيقاعات ولم نتحدث عنها بعد . فشكراً لك يا أخ خشان ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛