سنة أولى ثورة
كنَّا نرقع بالأنين رداءنا
وأنيننا كي لا يفوح نُكبلُ
نُخْفي دموع العين في أعماقنا
ونُحمِّلُ الآهات حِملًا يُثقل
أجوافنا غمدًا لقهر نصله
فجرًا يمزق في الغداة يفصل
أحشاؤنا تغلي ونلجم صوتها
والصمت في أنفاسنا يتجول
آمالنا تحت التراب ندسها
أحلامنا قبل البزوغ نُقتل
كنَّا و كنَّا موطني لكننا
ثرنا على الباغي نكدُ ونعمل
ثرنا نعيد إلي المياه دروبها
تعزٌ شرارتنا وصنعا تَبذُل
عدنٌ تلبي حضرموتُ رجالها
هبُّوا ... وأهل باجلَ زلزلوا
أبٌ تثور .. ومأرب صحراؤها
زأرت .. ذمارٌ أهلها قد جلجلوا
وتجمَّعتْ كل الربوع لتفتدي
وطنًا بأحشاء الجميع مُغلْغل
إنا جعلنا كل قلب ساحة
لن ننثني حتى نراهم يرحلوا
فإذا كبيرهم يتوه بخيله
مترنح في سيره متململ
أعوانه صعقوا وخروا فُزعًا
إذ كل حرٍّ قال جاء الفيصل
قسمًا وعهدًا لن تفرق جمعنا
فالموج ليس يخيفه مُتزَمِّل
اسمع تسونامي الشباب هديره
ارحل ونحوك أنهم قد هرولوا
فأجابنا مستهزئًا بل ارحلوا
فزعًا يلمم شمله ويُقتل
غدرًا وكنا ساجدين لربنا
نرجوه إحدى الحسنين وأفضل
بعث الرصاص كمثل غيث جامح
وقلوبنا وجباهنا تتأمل
ما اهتزّ فينا مؤمن ورصاصه
وبلًا وكان كبيرهم يتململ
كان الرصاص يخرّ يبكي ساجدًا
فنضمه بصدورنا ونقبل
ونشير للقناص نحو نحورنا
والحور في ساحاتنا تتهلل
سقط الشهيد وكان يهدم سوره
بيديه يحمي ... تارة هي معول
ناد المناد ... للنضال .. فأقبلوا
فوجًا ... ففرّ البلطجي القاتل
دكوا الحصون كأنهم في متعة
يتزاحمون وأيهم هو أول
أني رأيت الحور شعّ بريقها
ماذا أقول فما جرى هو مذهل
يتسابقون إلي المنية ويحهم
هاب الرصاص وإذ به يتوسل
وأتى يحلق في السماء بجنده
فارتدّ مدحورًا ذليلًا يجفل
*******
وغدا يشب القتل غيظًا ما أرعوى
والحر في كل البقاع يرتل
ما زادنا إلا صمودًا لم ترف
أجفاننا جبروته ... يترهل
كل الرفاق تجمعوا كي يفتدوا
وطنًا له كل الضلوع منازل
ندعوه في الساحات يا ربنا
يا حسبنا ونضالنا متواصل
ولقد أتاه الموت في مخبئه
لم يغنه حصن وربك أعدل
فأذاقه كأس المنون ولم يمت
قد كان من كأس المنية يبذل
شرب المنون ولم يُمته لأنه
ولي الأمور وكان عنا يجهل
ندعوه في الساحات يا ربنا
أهل اللقاء إلي المبارد أرملوا
مدّ النظام إلي اللقاء شراكه
ليصونه .. حق القصاص يعطل
هذا الشباب الحرّ مزق صفحة
فيها وفيها ما يخيف ويذهل
هذا الشباب الحرّ أسقط عرشه
ميراثه ... والابن كان يعول
صبروا على مرّ الفصول وسوطها
بردًا وحرًا ... والرياح تولولوا
جاء الخريف وما تساقط مطلب
كالنخل إن الحرّ لا يتململ
وأتى المصيف وقد نسينا لهوه
فالثائرون اللهو منهم يخجل
وغزى الشتاء وما تفرق شملنا
فالدفء من ساحاتنا يتنقل
هلّ الربيع يشعّ من أنفاسنا
أزهاره أغصانه بدمائنا تتجمل
والغيث يغسل عزمنا ويزيدنا
ضعفين إن الحرّ حبّ وابل
إن العواصف لم تفل بقاؤنا
أفلت جيوش ثورتي لا تأفل
جمعاتنا حشر وإن هديرنا
بلغ المدى .. منه الكواكب تنهل
جمعاتنا حشر تقض مضاجعًا
وتهد أسوار الفساد تزلزل
جمعاتنا منها يفوح سناؤنا
حواء آدم كل نبض فاعل
جمعاتنا فيها شموخ نضالنا
فيها الأمان وكل نصر ماثل
" تنويه "
نشرت القصيدة في صفحة " مذكرات ثائر l فيس بوك " هنا
وفي موقع مأرب برس هنا
بقلم
الصارم اليماني
أبو أسامة
علي بن عبدالله الدربي
المفضلات