النتائج 1 إلى 16 من 16

الموضوع: وهم الحدود بين أجزاء الوزن

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    زائر

    وهم الحدود بين أجزاء الوزن

    وهم الحدود بين أجزاء الوزن

    لهذا الموضوع أهمية في تصحيح المفاهيم لدى كثيرين في نظرتهم إلى العروض، ولما يترتب على تغير هذه النظرة من أثر في تناول مواضيع العروض.

    التفاعيل أسلوب جميل للتعبير عن وزن الشعر في وحدات إيقاعية مناسبة، هذا شيء والنظر إلى الحدود التي بينها كحقائق شيء آخر.
    لتوضيح هذا الأمر سنأخذ هذا الوزن من الرمل
    فاعلاتن فاعلاتن فاعلا = سبب وتد سبب سبب وتد سبب سبب وتد = 2 3 2 2 3 2 2 3
    هذه حقيقة ذات وجه واحد لا غير ولا اختلاف عليها وأما وضع الحدود بين هذه المقاطع فأمر اصطلاحي فيمكننا وضعها في المواقع التالية
    أ- سب وتد سبب – سبب وتد سبب – سبب وتد = 2 3 2 – 2 3 2 – 2 3 = فاعلاتن فاعلاتن فاعلا
    ب- سبب وتد – سبب سبب وتد – سبب سبب وتد = 2 3 – 2 2 3 – 2 2 3= فاعلن مستفعلن مستفعلن
    جـ- سبب وتد – سبب سبب وتد سبب – سبب وتد = 2 3 – 2 2 3 2 – 2 3 = فاعلن مستفعلاتن فاعلن
    وكل هذه الصيغ صحيحة إذ تحتفظ المقاطع في كل منها بخصائصها وعلاقاتها ببعض دون تأثر بحدود أي من هذه التقسيمات، إلا فيما يتعلق بتسمية ما يطرأ على المقطع من التغيير بحسب موقعه من التفعيلة، وهذا مصدر عبء من المصطلحات التي نشأت عن التعامل مع حدود التفاعيل وكأنها حقائق.
    وكمثال على ذلك
    لو أخذنا حذف ساكن السبب الملون ذاته في كل حالة من الحالات السابقة أو تحوله من 2 =1ه إلى 1 فسنرى أن كل ما ينتج عن حدود التفاعيل هو تنوع اسم ذلك التغيير (الزحاف)
    2 3 2 – 2 3 1 – 2 3 = فاعلاتن فاعلاتــن فاعلا ، هنا يدعى التغيير كف فاعلاتن
    2 3 – 2 2 3 – 1 2 3= فاعلن مستفعلن مـستفعلن، هنا يدعى التغيير خبن مستفعلن
    2 3 – 2 2 3 1 – 2 3 = فاعلن مستفعلاتـن فاعلن، ليس للتغيير هنا مصطلح معروف لأن مستفعلاتن التي تترتب تسمية نوع التغيير على منزلة السبب المتغير منها ليست من تفاعيل الخليل.

    وحسبنا أن نعرف في الرقمي أن هذا التغيير هو تحول 2 إلى 1
    تمثل دوائر البحور مفهوم الخليل عن أوزان الشعر العربي، وهذه الدوائر مجمعة في ساعة البحور،

    https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/r8-1/f2


    وكل محور مزدوج (= خطين = منقط وسميك مستمر) يمثل سببا أي (2) وكل محور ثلاثي ( = ثلاثة خطوط =منقط ومنقط وسميك مستمر) يمثل وتدا أي (3) وكما يلحظ القارئ فليس هناك حدود بين هذه المحاور.
    إن تحول التفاعيل إلى مدخل وحيد لتناول الوزن سهل دراسة العروض من جهة ولكنه كرّس النظرة التجزيئية للوزن، وتولد عن ذلك قاموس ضخم من المصطلحات للفصل بين هذه الوحدات منجهة ثم للتعبير عن العلائق عبر الحدودية بينها من جهة أخرى. وكل ذلك جعل من التفاعيل ستارة جميلة تخفي أكثر تواصل أجزاء الوزن. وجعلها ترتفع من مجرد وسيلة لفهم الوزن إلى الوسيلة الوحيدة لذلك، بل ربما صارت في أذهان كثيرين غاية ووسيلة في آن معا.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    578
    أستاذي

    طريقتك الرقمية حقا رائعة بمعنى كلمة الروعة ودلالتها
    هي علم خاص متفرد
    وسوف تيسر على كثير من دارسي العروض هذا العلم بشكل كبير جدا
    وأنا أتكلم من واقع تجربة فعلية فما صعب علي فهمه خلال سنوات وصعب علي استطعت بالرقمي أن أتجاوزه
    وبسهولة جدا

    ولي أستاذي سؤال هنا
    الرقمي الآن يلغي لنا الحدود ويريحنا من المصطلحات المعقدة في العروض

    لكن هل كل 2 يجوز تغييرها إلى 1
    أم أن هناك شروطا وضوابط حول هذا ؟
    ===============
    الأصدقاء أوطانٌ صغيرة
    ===============


    إنْ عـُــلـّبَ المــجـْــدُ في صفـراءَ قـدْ بليتْ
    غــــدًا ســنـلـبســهُ ثـوبـًا مِـــنَ الذهـــــبِ

    إنـّي لأنـظـرُ للأيـّام أرقــــــــــــــــــبـهـَــا
    فألمــح اليـسـْــــرَ يأتي مـنْ لظـى الكـُـرَبِ


    مــــــــدونـتـي
    http://mooooo555.maktoobblog.com/

  3. #3
    زائر
    "الرقمي الآن يلغي لنا الحدود ويريحنا من المصطلحات المعقدة في العروض

    لكن هل كل 2 يجوز تغييرها إلى 1
    أم أن هناك شروطا وضوابط حول هذا ؟"

    أخي الصمصام

    سلمك الله ورعاك وبارك فيك.

    هنا موضوعان : الأول الحدود بين أجزاء النص

    والثاني جواز تغيير كل 2 إلى 1 ( الزحاف)

    الجواز مبدأ عام للدارسين الجدد وهو يمتنع أو يثقل لدرجة الامتناع أو لا يصح من وجهة نظر معينة.

    1 – في الخبب يتعذر تحول 2 إلى 1
    2 – في آخر الأشطر عامة يتعذر ذلك باستثناء آخر الصدر في الهزج والمتقارب
    3- في رأي الخليل أنه لا يجوز في (تف) 2 2 1 2 = مستفع لن لأنه يعتبرها جزءا من وتد مفروق وهذا ليس رأي مستجير. والتمثيل السماعي أقرب لرأي مستجير، والتخبيب فيه يساوي بين الرأيين ثقلا بل ربما استثقل رأي الخليل أكثر. وهناك رابط سأذكره لك لاحقا بإذن الله.
    4- حيث ينتج عن تغيره 3 3 3 في التفاعيل التي تحوي الرقمين الزوجيين 4 و 2 كما في البسيط والطويل وييستنكره جدا الدكتور إبراهيم أنيس. وورد ذلك في أبيات من الشعر الجاهلي، ورأي الأستاذ محمد ب. كرأي د. إبراهيم أنيس من حيث أن ما تركم من الشعر الأموي والعباسي لم يحو ذلك.
    وليس الأمر كذلك في هذين التغييرين في البحور التي يتكرر فيه الرقم 4 3 4 3 حتى لو حوت الرقم 2
    كما في الرجز والسريع.
    5 – 2 1 3 حكمها حكم 333 في البحور التي تحوي الرقمين 2 و4 إلا أن تتكرر 4 3 4 3 ولو بعد 2 3 كما في الرمل فهي فيه مستساغة.

    هذا ما أرى والله أعلم.

  4. #4
    زائر
    ومثال آخر على التفاعيل وحدودها في الرمل

    فلو أخذنا وزن الرمل بهذه الصيغة :
    فاعلاتن فاعلاتن فاعلا = 2 3 2 - 2 3 2 - 2 3
    ثم زاحفناه على
    فاعلاتـن فـاعلاتن فاعلا = 2 3 2 1 3 1 2 3 = 2 3 2 1 3 3 3

    فاسمع ما يقوله الأستاذ محمود مصطفى في أهدى سبيل (ص 125)
    ويسمى هذا معاقبة الطرفين ..........كما ويتصور في الرمل إذا شكل جزؤه الثاني والخامس فتصير فاعلاتن فيهما فَعلاتُ فتكون مخبونة لصحة نون فاعلاتن قبلها ومكفوفة لصحة ألف فاعلن بعدها بعدها في العروض وفاعلاتن في الضرب ومثال ذلك قول الشاعر:

    إن سعدا بطلٌ ممارسٌِ - - - صابرٌ محتسبٌ لما أصابه
    2 3 2 1 3 1 2 3 - - - 2 3 2 1 3 3 3 2

    فهو مشكول في في جزئه الثاني وهو وهو (بطلن مُ ) ووزنه فعلاتُ وكذلك جزء الخامس (تسبن لِ) ووزنه فعلات ويصير وزن البيت هكذا:

    فاعلاتن فعلاتُ فاعلن - - - فاعلاتن فعلاتُ فاعلن

    ولو أخذناه بهذه الصيغة

    فاعلن مستفعلن مستفعلن = 2 3 – 2 2 3 – 2 2 3
    فإن ذات الزحاف هو = 2 3 – 2 1 3 – 1 2 3 = 2 3 – 2 1 3 – 3 3
    يكون التعبير عن ذات الوزن مزاحفا = فاعلن مستعلن متفعلن
    أي طي مستفعلن الأولى وخبن مستفعلن الثانية

    أرأيت إلى أن هذا الركام من عقابيل المصطلحات إنما هو ناتج عن تصور كينونة لكل تفعيلة وفرض حدود جامدة لها ينبغي التعامل معها وفقا لأنظمة التشطير المفروضة على أذهاننا وما تقتضيه من إصدار مصطلح لكل عملية يحذف فيها ساكن السبب وفقا لموقع السبب من حدود هذه التفعيلة أو تلك.

    في حين أن الرقمي الذي يمثل منطق الخليل دون فرض حدود على الوزن يتعامل مع البنى الأساسية لمنطق الخليل ( الأسباب والأوتاد) في رحاب كلّيّة الوزن، فلا يكون أي حذف للساكن مختصا باسم تفرضه عليه التفاعيل وحدودها التي استحالت من وسيلة مساعدة إلى قالب صُبّ تفكيرنا فيه شرطا للتعامل مع العروض. بل تحمل كلها ذات الهوية 1/2 أي 1 المتحول من الرقم2 . مع الأخذ بعين الاعتبار موقع السببين من بعضهما البعض لتبيين حكم مزاحفتهما معا يجوز أم لا .

    ثم هل يصح الصدر في البيت التالي :

    إنَّ سعْدَ لهمامٌ فارسُ --- صابر محتسب في صبره

    الصدر = 2 3 1 1 3 2 2 3

    بمنطق فاعلاتن = 2 3 11 3 2 – 2 3
    ولم يرد في مصطلح المعاقبة في الرمل ما يجيز ذلك.

    بمنطق مستفعلن ( قياسا على البسيط) = 2 3 – 1 1 3 – 2 2 3

    وهذا مسموح ويسمى بمنطق مستفعلن المكانفة

  5. #5
    زائر
    وجه آخر لوهمية حدود التفاعيل وما تسببه من تعقيد

    بقول شوقي في رثاء عمر المختار من الكامل

    نصبوا رفاتك في الرمال لواءَ..........يستنهض الوادي صباحَ مساءَ

    دعنا نغير قليل في هذا البيت ليصبح من الطويل

    أَقاموا رفاتا في الرمال لواء ........ليستنهض الوادي صباحَ مساءَ

    صباحَ مساءَ = فعولُ فعولن قالوا في فعولُ هذه التي قبل التفعيلة الأخيرة ( الغامزة – ص 131) :" وأما الاعتماد فهو عند الجمهور لا يطلق إلا على قبض فعولن في الطويل إذا كام قبل الضرب المحذوف يليه و..........."

    يعني عليك أن تمر بتفكيرك وحفظك على هذه الخطوات

    أ - وزن العجز في الطويل= فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
    ب – إذن صارت آخر تفعيلة محذوفة بحذف سببها الأخير فالوزن = فعولن مفاعيلن فعولن مفاعي
    جـ - في هذه الحالة ينطبق مبدأ الاعتماد وهو يقتضي في الطويل أن تقبض فعولن التي قبل الضرب في الحالة السابقة لتصبح فعولُ
    د – وقالوا في ذلك (الغامزة – ص 141) :" ......فلما صار آخر البيت محذوف الضرب هكذا (فعولن فعولن) أرادوا أن يوفوه حقه من الاختلاف الذي بني عليه –الطويل- في الأصل فقبضوا فعولن الأولى.
    هـ - وقالوا في تعريف الاعتماد ( الكافي للخطيب التبريزي – ص 141):" اسمٌ للأسباب تزاحفها اعتمادا على الوتد قبلها أو بعدها" ما معنى ذلك بالضبط؟
    و- وقالوا في الاعتماد بأنه يطلق في المتقارب ( الغامزة - ص 131) :" يطلق على سلامة نونه قبل الضرب الأبتر .............وكذا على سلامة نونه قبل عروض المتقارب الثانية المحذوفة إذا دخلها القطع"
    كيف يطلق نفس المصطلح على حذف النون في الطويل وعلى سلامتها في المتقارب، أمن قلة في المصطلحات؟ في نفسي من هذا شيء ليت أحد الإخوان الكرام يدلني على تفسير لتوحيد مصطلح واحد لمتناقضين"

    فماذا يقول العروض الرقمي


    يقول العروض الرقمي إن منطقة الضرب في كلا حالي الكامل والطويل هي 1 3 2 وأن البحث في خصائص هذه المنطقة واحد في الحالين وأن سبب السهولة في حال الكامل 231 أن منطقة الضرب (231= متفاعلْ) طابقت حدودها حدود منطقة الضرب.
    وسبب تعقيد حالة منطقة الضرب في الطويل أن سوء حظها شاء لعشيرتها أن يمر خط حدود التفاعيل في وسطها فيقسمها شطرين شطر في تفعيلة ( لُ =1 في فعولُ =3 1 ) وشطرٌ جاء مطابقا لحدود التفعيلة الأخير ( مفاعي أو فعولن = 3 2 المسماة بالضرب) ولزيادة التوضيح إليك هذا الجدول


    http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/ietemad


    وانطلاقا من هذا

    خذ البيت من شواهد الطويل المحذوف في الغامزة ( ص 138)
    أ- أقيموا بني النعمان عنا صدوركم وإلا تقيموا صاغرين الرؤوسا
    منطقة الضرب الضرب هنا = نرْ 2 0 رؤو 3 – سا = 2 3 2
    وهي هنا مخالفة للاعتماد
    ب- لو عدلناه ليوافق الاعتماد لكان العجز :
    وإلا تقيموا صاغرين رؤوسا ، منطقة الضرب = نَ 1 – رؤو 3 – سا 2 = 1 3 2
    ولا شك أن هذا الوزن أسلس
    جـ_ لو طبقنا منطق التكافؤ الخببي في منطقتي الضرب المتطابقتين في كل من الطويل (لُمَفاعي=231) والكامل (متَفاعلْ=231) بحيث تصبحان لْـمْفاعي = متْفاعل = 222
    وعليه يكون العجز:
    وإلا تقيموا صاغرين الرّوسا = 3 2 3 4 3 2 2 2

    إقرأ العجز بهذه الصيغة واقرأه بصيغة أ (نَ الرؤوسا) أيهما تجده أسلس؟

    أنا أجد الصيغة جـ أسلس وأجد في هذا تأييدا لما ذهبت إليه.

    هل هذا نهاية المطاف ؟
    كلا بل هذه بداية مشوار في النظر إلى الوزن ككل فهما وتصورا وتحليلا. فنختلف ونتفق ونصيب ونخطئ منعتقين من أغلال الحدود إلى صعيد كلي مبددين خدر استنامتنا إلى صور التفاعيل متصلين بفكر الخليل لننطلق به ومنه إلى ما يليق به وبنا. وهذه الحالة بالذات تستدعي دراسة متعمقة في الأثر الذي تلحقه إضافة متحرك في أول شطر الكامل على كافة المقاطع لتكسبها مزايا مقاطع الطويل.
    وهل ننسى التفاعيل؟
    كلا فالذي سبق التفاعيل وما زال مستعملا عند العرب ما ذكره الأستاذ أبو عبد الرحمن بن عقيل في كتابه (الشعر النبطي-ص21) :"أما الشعر العامي فما كان يقتضي برهنة لأننا في قريتنا لا نعرف أوزانا ولا بحورا، وإنما هي ألحان نتمثلها ونهينم بها هكذا مثلا:هها هم، أوههم هاها وبعضهم يتخذ الملالاة بدل الهينمة هكذا يلا لي للا لي ."وواضح أن هذه المقاطع التي هدتهم إليها الفطرة العربية هي نفس ما بدأ به الخليل نعم لا.
    هها=يلا=للا=نعم=3 ،ها=هم=لي=لا=2 فالهينمة والملالاة رديفتان للتنعيم.
    فلم تلغ التفاعيل هذه الهينمة وهي صنو التنعيم الذي كان يستعمله العرب قبل الخليل في وزنهم الشعر على نعم لا نعم لالا، وهذه الصورة تعلم الوزن من خلال حفظ اللحن بدون حدود بين خالية من عبء المصطلحات ، وجاءت التفاعيل لضرورة إضافة لغة يتم من خلالها دراسة وتبويب الأوزان وتفصيلها، وكان ثمن ذلك إرساء الحدود بين التفاعيل، وما ولده ذلك من ركام المصطلحات والقيود، ومن حواجز في الذهن بين هذه الحدود، وتعايشت التفاعيل لدى المتعلمين مع الهينمة والملالاة لدى شعراء الشعر النبطي وهما خاليين من كل تعقيدات المصطلحات.
    والآن يجيء الرقم وهو يجمع حسنات الطريقتين: الهينمة من حيث أنها في الواقع مقاطع من أسباب وأوتاد دون حدود بينها وبالتالي دون مصطلحات ولا عقابيل في الفكر، والتفاعيل من حيث قابليتها لعرض وتحليل وتمثيل الأوزان كافة. وينطلق بنا في دراسة أثر أي تغيير في البيت على وزن كامل أجزاء البيت .
    والرقمي لا يعني إلغاء التفاعيل، كما أن التفاعيل لم تلغ التنعيم أو الهينمة، وإنما يزيح ما فرضته في الأذهان من جمود للحدود أدى إلى قولبة التفكير وعدم قدرته على النظر إلى العروض إلا من خلالها. فمثلا ما الذي يمنعنا من اعتبار وزن البسيط:
    مستعلن فاعلن مستفعل فعلن = 4 3 – 2 3 – 4 3 – 1 3 تارة واعتباره
    مستفعلاتن فعل مستفعلاتُ فعل = 4 3 2 – 4 3 1 - 3 تارة أخرى وخاصة إذا أردنا مقارنته بالمنسرح على أنه مستفعلاتن مستفعلاتُ فعل = 4 3 2 4 3 1 3، فننـزل التفاعيل منزلتها من أنها وسيلة من الوسائل. ولعل موضوع اللاحق
    http://www.arood.com/vb/showthread.p...id=752#post752

    يبين ما للتفاعيل وحدودها من أثر في تعقيد وتشويش المفاهيم.

  6. #6

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أستاذنا الحبيب / خشان
    قرأتُ الموضوع بتمعُّنٍ وأيضاً قرأتُ ما في الروابط , ولا أخفيك أنني تهت بين الأراءِ , لدي الكثير من الأسئلة وإن كانت لاتتعلق بوهمية الحدود إلا أنَّها قد تكون الإجابة من خلالها وذلك في المخلع واللاحق وبعض الموشَّحات إذْ تعدُّ أو تجديدٍ فيما أضنُّ طرأ على الوزن ..

    سأعود قريباً إن شاء الله
    دمت بخير
    في أمان الله .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    319
    أعجبني ما طُرح هنا..
    ووهميّة الحدود أمر مستشفٌّ لكل من درس الرقمي ثم قرأ بوراق تفعيلي..

    فالأمر ليس سهولة بقدر ما هو اتّجاه لما هو أهم..


    سأعود بعد تركيز أكثر..
    وإني لأنتظر تفاعل الشاعر المبدع بندر الصاعدي

    طالبتكم.. كلمات
    ~~ماذا نقول وفي المدى أوّاهُ~~

  8. #8
    زائر


    أجبت عن نقطة الوهم والمصطلح، وهذه إجابة عن نقطة البنى الكبيرة والصغيرة.
    جاء في ذلك الرابط:

    قوله ": وهذا العروض أظنني ممن يقدر قيمته وأهميته في العلم، إذ هو يلقي الضوء على طبيعة العلاقات بين البنى الصغرى للوزن (الحركة والسكون أو بالأحرى الأسباب والأوتاد)
    وهذا صحيح، ولكنه قد يوحي بأن هذه الطريقة تهتم بهذه البنى الصغرى فحسب وتهمل التراكيب الأكبر. أقول إن أهم ما في العروض الرقمي بالنسبة لي هو نظرته الشمولية، بحيث أن من يتعلم أسسه يجدها تنطبق على الشعر كله، ولا تكون البحور أكثر من تطبيقات على تلك الشمولية.
    ثم إن القول بأن التفاعيل اصطلاح مناسب في كثير من الأحيان يترك الباب مفتوحا لاصطلاحات تعبيرية أخرى ذات تراكيب أكبر من التفاعيل تساعد الأرقام على سرعة بلورتها وتمثيلها – لمن لا يريد النظر رقميا – تجعل من السهل مقارنة الوشائج بين بعض البحور
    مثل تبيان العلاقة بين كل من البسيط والمخلع والمنسرح
    البسيط = 4 3 2 – 3 – 4 3 1 – 3
    المنسرح = 4 3 4 - --- 4 3 1 – 3
    المخلع = 4 3 2 - ----4 3 2
    وكما يرى أخي فهذا تعامل مع تراكيب أكبر من التفاعيل لا أصغر منها، وهو ناتج من العروض الرقمي، وهناك اتلكثير سوى هذا من التراكيب التي يخدم كل منها غرضا محددا بشكل أفضل من التفاعيل. وسواء وافقني أخي الرأي في تفوق هذه التراكيب في مواقف معينة على التفاعيل في جلاء حقائق معينة أو خالفني فيه، فليس هذا هو المهم في هذا المقام بل المهم أن العروض الرقمي " يلقي الضوء على طبيعة العلاقات بين البنى الصغرى للوزن كما بين البنى الأكبر

    ---------
    ولمزيد من الدقة أقول هناك مرحلتان

    الأولى : هي التمثيل الرقمي وهذا حيادي فوزن البسيط فيه = 4 3 2 3 4 3 1 3

    الثانية: اختيارية، وهي اختيار أقسام الوزن
    فيمكننا أعتباره وحدة واحدة

    ويمكننا اعتباره 4 3 – 2 3 – 4 3 – 1 3 وهذا التقسيم مطابق للأجمل في الصيغ التفعيلية وهي صيغة الخليل وهكذا يمكننا استعمال الرقمي تعبيرا عن الصيغة التفعيلية حسب أسلوبها الخاص.

    ويمكننا اعتباره 4 3 2 – 3 – 4 3 1 – 3 وهذا يفيد في المقارنة مع المنسرح وفي تبيان الأصل المزدوج للمخلع

    ولكن العلاقة بين مقاطع الوزن لا تتأثر بمكان الشرطة بين الأرقام

    فالقول بأن( مستعلن فـ) ـعلن في البسيط ثقيل في الصيغة الأولى
    يكافئ القول إن مستعلاتُ ثقيلة

    فوهمية حدود مصطلحات التفاعيل هي ما يؤدي الفهم الرقمي للعروض إلى استبعادها.

  9. #9
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي وأستاذي خشان
    أبدأ في طرح بعض الأسئلة وقبل ذلك رأي في منطقة الضرب بين الكامل والطويل :
    هنا أجد هذه الصيغة أسلس من حيث الوقوف على منطقة الضرب والسبب في ذلك هو عدم وجود وتدٍ فيها أي كاختزالٍ زمني , لكن من حيث الانسجام بين الضرب والحشو أجد البيت الأصلي أكثر انسجاماً وتوافقاً , ومن هذا المنطلق يكون السؤال الأول :
    1- ما سبب عدم اعتماد " فعولن فعولن=2323 " في الطويل ؟
    2- من شرحك فهمت أنَّ الصيغة السابقة لا تأتي إلا " 3 (231 ) " كأنَّ الأصل بتعبيره الدقيق هو "24 " حيث السبب الأول لا يأتي إلا ثقيلاً وليس أصل (1) هو 2 أي ليس سبباً بحرياً مما يذكرني ذلك بعروض البسيط " 31 " وربما تكون إجابة هذا الاستفسار إجابةً للسؤال الأول ؟
    3- هلْ يمكن الجمع بين الطويل والكامل من منطلق البيت الذي نظمتَهُ وهو " وإلا تقيموا صاغرين الرّوسا " حيث نجد أنّ منطقة الضرب هنا مستخلصة من منطقة الضرب في الكامل " 222 " باتفاق الطويل والكامل في " 231 " وجواز إتيان الكامل " 222 " , أخشى أنْ يكون امتناع ذلك بسبب تحديد أصل "1" في الطويل .. ؟

    أكتفي بهذه الأسئلة ونرجو إفادة الجميع بها
    لك التحية والمعذرة على هذه الاستفسارات
    دمت بخير
    التعديل الأخير تم بواسطة بندر الصاعدي ; 08-22-2004 الساعة 02:11 AM

  10. #10
    زائر
    أخي وأستاذي بندر

    وعليكم ورحمة الله وبركاته

    أبدأ في طرح بعض الأسئلة وقبل ذلك رأي في منطقة الضرب بين الكامل والطويل :
    إقرأ العجز بهذه الصيغة واقرأه بصيغة أ (نَ الرؤوسا) أيهما تجده أسلس؟
    هنا أجد هذه الصيغة أسلس من حيث الوقوف على منطقة الضرب والسبب في ذلك هو عدم وجود وتدٍ فيها أي كاختزالٍ زمني , لكن من حيث الانسجام بين الضرب والحشو أجد البيت الأصلي أكثر انسجاماً وتوافقاً , ومن هذا المنطلق يكون السؤال الأول :
    1- ما سبب عدم اعتماد " فعولن فعولن=2323 " في الطويل ؟
    عرفوا الاعتماد في الطويل على أنه 3 2 3 4 3 1 3 2
    جاء في الغمزة على قضايا الرامزة :" وأما الاعتماد فهو عند الجمهور لا يطلق إلا على قبض فعولن في الطويل إذا كان قبل الضرب المحذوف يليه "
    أما لماذا جاء البيت الأصلي على هذا النحو فلا أدري
    استعرضت ديوان البحتري فوجدت الطويل على هذا النحو أقل من سواه، ووجدت عليه قصيدة من ثمانية عشر بيتا مطلعها
    أفق إن ظلم الدهر غير مفيقِ ...وإن رفيق البث شر رفيق

    2- من شرحك فهمت أنَّ الصيغة السابقة لا تأتي إلا " 3 (231 ) " كأنَّ الأصل بتعبيره الدقيق هو "24 " حيث السبب الأول لا يأتي إلا ثقيلاً وليس أصل (1) هو 2 أي ليس سبباً بحرياً مما يذكرني ذلك بعروض البسيط " 31 " وربما تكون إجابة هذا الاستفسار إجابةً للسؤال الأول ؟

    ربما
    ومثل ذلك المنسرح 4 3 2 3 3 1 3
    وفي موضوع التخاب تناول عام لهذه المسألة وشرح لمعنى منطقة الضرب


    3- هلْ يمكن الجمع بين الطويل والكامل من منطلق البيت الذي نظمتَهُ وهو " وإلا تقيموا صاغرين الرّوسا " حيث نجد أنّ منطقة الضرب هنا مستخلصة من منطقة الضرب في الكامل " 222 " باتفاق الطويل والكامل في " 231 " وجواز إتيان الكامل " 222 " , أخشى أنْ يكون امتناع ذلك بسبب تحديد أصل "1" في الطويل ..


    في الشعر لا يمكننا الجمع بينهما
    ولكن خطر لي في الموزن ما يلي: أن منطقة الضرب إن كانت في الطويل 1 3 2 دون وجود 2 3 2 فيمكننا أن نجعلها 222 وأن نستسيغ ذلك ( ولكنه ليس بشعر بل موزون ) فالأصل في الشعر الوقوف على ما أجمع عليه العرب من قول الخليل:

    وكمثال خذ

    هذه الأبيات من القصيدة المذكورة للبحتري:
    أَفِق إِنَّ ظُلمَ الدَهرِ غَيرُ مُفيقِ .... وَإِنَّ رَفيقَ البَثِّ شَرُّ رَفيقِ
    تَشَعَّبُ بي مُستَأنَفاتُ فُنونِهِ .... طَريقاً إِلى الأَشجانِ غَيرَ طَريقي
    فَنَفسي فَريقا قِسمَةٍ أَغفَلَ الهَوى .... فَريقاً وَأَودى شُغلُهُ بِفَريقِ

    وانظر إلى إيقاعها محرفة ( وتناس المعنى)

    أَفِق إِنَّ ظُلمَ الدَهرِ غَيرُ مُفيقِ .... وَإِنَّ رَفيقَ البَثِّ صنو الضّيقِ
    تَشَعَّبُ بي مُستَأنَفاتُ فُنونِهِ .... طَريقاً إِلى الأَشجانِ والتأزيقِ
    فَنَفسي فَريقا قِسمَةٍ نسي الهوى .... فَريقاً وآخرُ مقصود به تمزيقي

    ويكون أسلس عندما يكون آخر الصدر في الأبيات 331 وليس 332 ليكون أشبه بالكامل في آخر الشطرين

    بل ونمضي من هنا إلى الطويل بصيغته
    3 2 3 4 3 1 3 3 ...............3 2 3 4 3 1 3 3
    لنتستنج أن آخر العجز 331 يأتي مستساغا على 22 3 عندما تكون منطقة الضرب خالية من 3 2 3 في كل الأبيات

    خذ هذ الأبيات للبحتري:

    خَيالٌ مُلِمُّ أَم حَبيبٌ مُسَلِّمُ ... وَبَرقٌ تَجَلّى أَم حَريقٌ مُضَرَّمُ
    لَعَمري لَقَد تامَت فُؤادَكَ تُكتَمُ ... وَرَدَّت لَكَ العِرفانَ وَهوَ تَوَهُّمُ
    تَعودُكَ مِنها كُلَّما اشتَقتَ ذَكرَةٌ ... تَرَقرَقُ مِنها عَبرَةٌ ثُمَّ تَسجُمُ

    وانظر إليها على هذه الحال ( من الموزون ) بعد تحريفها ( وتناس المعنى)

    خَيالٌ مُلِمُّ أَم أم أخوك مُسَلِّمُ ... وَبَرقٌ تَجَلّى أَم حَريقٌ يُضْرَمُ
    لَعَمري لَقَد تامَت فُؤادَكَ تُكتَمُ ... وَرَدَّت لَكَ العِرفانَ وهو الأعظم
    تَعودُكَ مِنها عند نومكَ ذَكرَةٌ ... تَرَقرَقُ مِنها عَبرَةٌ لا تُكْتَمُ

    لاحظ أن من هذف التغيير إحلال 331 في آخر الصدر محل 332

    وانظر للبيت الأول = 1 + ( 4 3 4 3 1 3 3 )......... 1+ ( 4 3 4 3 4 3 )

    ربما لا يكون بسلاسة الكامل أو الطويل ولكنه أكثر سلاسة من كثير مما اعتبروه شعرا كشاهد الخبل في كتب العروض

    وزعموا أنهم لقيهم رجل .....فأخذوا ماله وضربوا عنُقَهْ

    أرجو أن تلقي نظرة على الرابط وليتك تدلي فيه برأيك.

    http://www.arood.com/vb/showthread.p...=1760#post1760

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    أرض الإسلام
    المشاركات
    3,396
    ليتهم يدرّسون الرّقميّ في الجامعات

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زينب هداية مشاهدة المشاركة
    ليتهم يدرّسون الرّقميّ في الجامعات
    أستاذتي الكريمة

    ليتهم ، والأمل أن يأتي يوم يدرس فسه في الجامعات

    بل ربما ييسر الله قريبا فيكون ما يسرك بهذا الصدد.

    هل أفهم أن معالم العلاقة بين الرقمي والتفاعيل لديك بدأت تتضح؟

    يرعاك الله.

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    أرض الإسلام
    المشاركات
    3,396
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة
    أستاذتي الكريمة

    ليتهم ، والأمل أن يأتي يوم يدرس فسه في الجامعات

    بل ربما ييسر الله قريبا فيكون ما يسرك بهذا الصدد.

    هل أفهم أن معالم العلاقة بين الرقمي والتفاعيل لديك بدأت تتضح؟

    يرعاك الله.
    ستتّضح حتما ، عاجلا أم آجلا.
    جزاك الله خيرا.

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    2,112
    بوركتَ أستاذي عبى هذا الطرح المهم!
    موضوع يحتاج القراءة كثيرًا ،شكرًا لكَ

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة (سحر نعمة الله) مشاهدة المشاركة
    بوركتَ أستاذي عبى هذا الطرح المهم!
    موضوع يحتاج القراءة كثيرًا ،شكرًا لكَ
    شكرا لك أستاذتي

    وآمل أن تزيدي الموضوع ثراء ، فقد مضى عقد من الزمان على كتابته.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط