سلوا قلبي
قصيدة طويلة للشاعر أحمد شوقي
غنّت منها أم كلثوم واحدا وعشرين بيتا بألحان رياض السنباطي ،
والقصيدة من بحر الوافر ، وما أكثر قصائد هذا البحر المغناة ،
وما أجمل أن نبدأ بهذه القصيدة الرائعة :
..
3 4 3 4 3 2 .. 3 4 3 4 3 2
سَلُوا قلبــي غداة سلا وتابا .. لعلّ على الجمـــــــال له عتابا
ويُسألُ في الحوادث ذو صوابٍ .. فهل ترك الجمالُ له صوابا
وكنتُ إذا سألتُ القلب يومــاً .. تولّى الدمع عن قلبي الجوابا
ولي بين الضلـــوع دمٌ ولحمٌ .. هما الواهي الذي ثكلَ الشبابا
تسرّبَ في الدموع فقلتُ ولّى .. وصفّقَ في الضلوع فقلتُ ثابا
ولو خُلقتْ قلــــوبٌ من حديدٍ .. لما حملَتْ كمـــــا حمَلَ العذابا
ولا ينبئكَ عن خلق الليـــــالي .. كمن فقد الأحبّــــة والصحابا
فمن يغترُّ في الدنيــــــا فإني .. لبستُ بهــــــــــا فأبليتُ الثيابا
جنيتُ بروضهــا ورداً وشَوْكاً .. وذقتُ بكأسها شُهـــداً وصابا
فلم أرَ غير حكْـــــم الله حكماً .. ولم أرَ دون بــــــــــاب الله بابا
وأنَّ البرُّ خيرُ في حيـــــــــاةٍ .. وأبقى بعـــــــــد صاحبه ثوابا
نبيُّ البـــــــــــــرِّ بيّنَه سبيلاً .. وسَنَّ خلالَــــه وهدى الشعابا
وكان بيانُــــــه للهَـدْي سُبْلاً .. وكانت خَيْـــــــــلُه للحـق غابا
وعلّمنا بنــــــــاء المجد حتى .. أخذنا إمْــرَة الأرض اغتصابا
وما نَيْـلُ المطــــالب بالتمنّي .. ولكن تُؤخـذُ الدنيــــــــا غِلابا
وما استعصى على قومٍ منالٌ .. إذا الإقـــــــــدامُ كان لهم رِكابا
أبا الزهراء قد جاوزتُ قدْري .. بمدحــــــكَ بَيْدَ أنَّ ليَ انتسابا
فما عرفَ البلاغةَ ذو بيـــانٍ .. إذا لم يتَّخذْكَ لـــــــــــــه كتابا
مدحتُ المالكين فزدْتُ قَـــدْراً .. فحين مدحتُـكَ اقتَدْتُ السحابا
سألتُ الله في أبنــــــــاء ديني .. فإنْ تكن الوسيلــــة لي أجابا
وما للمسلمين سواك حصْنٌ .. إذا مـــــــــا الضُّرُّ مَسَّهمُ ونابا
المفضلات