بسم الله الرحمن الرحيم
سأفتتح هذه النافذة الإعرابية البلاغية المتجددة من خلال إعراب حروف المعاني في القرآن الكريم أو القراءات العشر المتواترة بما يفيد القارئ في مختلف المجالات اللغوية ، ونسأل الله الأجر والثواب.
سأبدأ من سورة الرحمن تيمناً وتبركاً بهذا الاسم العظيم الذي نسأله سبحانه وتعالى أن يرحمنا به رحمة واسعة يوم العرض عليه وبه نستعين :
قال سبحانه وتعالى:
الرَّحْمَنُ 1 عَلَّمَ الْقُرْآنَ 2 خَلَقَ الْإِنسَانَ 3 عَلَّمَهُ الْبَيَانَ 4 الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ 5 وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ 6 وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ 7 أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ 8 وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ 9 وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ 10 فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ 11 وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ 12
الرَّحْمَنُ : اسم ذات لله تعالى، مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ويأتي خبره في الأيات التالية. ويجوز إعرابه خبراً لمبتدأ محذوف تقديره هو أو الله ( عند من يعتبر لفظ هذا الاسم آية تامة المعنى)
عَلَّمَ الْقُرْآنَ :علم فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر وفاعله ضمير مستتر تقديره هو يعود على الرحمن، و (القرآن) مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة . والجملة في محل رفع خبر أول للمبتدأ (الرحمن).
خَلَقَ الْإِنسَانَ : خلق فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر وفاعله ضمير مستتر تقديره هو يعود على الرحمن، و (الإنسان) مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة . والجملة في محل رفع خبر ثان للمبتدأ (الرحمن).
عَلَّمَهُ الْبَيَانَ : علمه فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر وفاعله ضمير مستتر تقديره هو يعود على الرحمن، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به أول ،و (البيان) مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة . والجملة في محل رفع خبر ثالث للمبتدأ (الرحمن).
(
الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ 5 )
الشمسُ : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة
والقمر: الواو عاطفة ،( القمرُ) اسم معطوف على الشمس مرفوع مثلها.
بحسبان : الباء حرف جر وهي عند مجاهد ظرفية . حسبان : اسم مجرور بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف تقديره يجريان.
والمعنى أن الشمس والقمر يجريان بحالة حساب دقيق لا يستطيعان الخروج عن مواقعهما المقدرة المحسوبة.وقيل أن الحسبان مصدر حسبَ كما يفيد جمع حساب (حسابات)
(وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ 6 )
والنجم : تصح الواو استئنافية لتمام معنى الآية السابقة وصحة الوقف عليها, ويكون إعراب النجم مبتدأ مرفوع بالضمة, ويصح إعراب الواو عاطفة على الشمس والقمر,,
والشجر : الواو عاطفة والشجر معطوف على النجم مرفوع مثله.
يسجدان : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لآنه من الأفعال الخمسة وألف التثنية في محل رفع فاعل، وجملة يسجدان في محل رفع خبر المبتدأ (النجم),
(وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ 7 )
والسماء : الواو عاطفة ، السماءَ مفعول به منصوب بالفتحة لفعل محذوف تقديره (رفع) (ورفع السماء)
رفعها : فعل ماض مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر تقديره هو يعود على الرحمن وهاء الضمير في محل نصب مفعول به,
ووضع : الواو عاطفة ، وضع فعل ماض مبني على الفتحة معطوف على رفع.
الميزانَ: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.
(أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ 8 وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ 9 )
ألا = أن لا لهما إعرابان ، الأول: أن تكون أنْ مصدرية ناصبة للفعل المضارع وتكون لا نافية معها. والإعراب الثاني تكون أن تفسيرية ولا ناهية.
تَطْغَوْا : فعل مضارع منصوب بأن المصدرية أو مجزوم بلا الناهية وعلامة ذلك حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. - في الميزان - جار ومجرور متعلقان بالفعل تطغوا والتقدير (لئلا تطغوا في الميزان) أو (أي لاتطغوا في الميزان)
وأقيموا : الواو عاطفة ،أقيموا فعل أمر مجزوم بحذف النون والواو في محل رفع فاعل.
الوزن : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
بالقسط: جار ومجرور متعلقان بالفعل اٌقيموا, أي مقسطين (عادلين)
ولا : الواو عاطفة، ولا الناهية
تخسروا : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون
الميزان : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.
(وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ 10 فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ 11 )
والأرض : الواو عاطفة ، الأرضَ: مفعول به لفعل محذوف تقديره (وضع) أي خلقها ممهدة,
وضعها : فعل ماض مبني على الفتح وفعله ضمير مستتر تقديره هو يعود على الرحمن، و(ها) ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
للأنام : جار ومجرور متعلقان بالفعل وضعها.
فيها : جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم ( والأرض موضوعة فيها فاكهة)
فاكهة : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.
والنخل : الواو عاطفة ، ( النخل) معطوف على فاكهة.
ذات = في مخل رفع صفة للنخل وهي مضاف.
الأكمام = مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
:
(وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ 12 )
هذه قراءة الجمهور. وقد وردت عدة قراءات لهذه الآية الكريمة ،أبدؤها بإعراب قراءة الجمهور:
والحبُّ : الواو عاطفة ، (الحبُّ) بالرفع معطوف على اسم مرفوع هو (فاكهة) قبلها ، أي فيها فاكهةٌ والحبُّ .
ذو : من الأسماء الخمسة مرفوع بالواو ويكون صفة (نعتاً) للحبّ. وهو مضاف
العصفِ : مضاف إليه مجرور في جميع القراءات.
والريحانُ : الواو عاطفة . ( الريحانُ) بالرفع معطوف على مرفوع ويصح العطف على (فاكهة) وعلى (الحب).
وقرأ الثلاثة : (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانِ 12 )
ويكون عطف الريحانِ المجرورة على العصفِ المجرورة
وقرأ ابن عامر : (وَالْحَبَّ ذا الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانَ 12 )
نصبَ ( الحبَّ) عطفاً على منصوب (والأرضَ) ونصب (ذا) صفة (الحبَّ) ونصب (والريحانَ) عطفاً على منصوب (الأرضَ) أو (الحبَّ)
ويصبح المعنى : خلق الأرضَ والحبَّ والريحانَ
والله أعلم
المفضلات