اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة
كلما تدرج الإنسان في الرقمي اتسعت المساحة التي يطل عليها، ومن شأن من اعتاد نهج الرقمي أن يحاول أن يجمع بين الدقة والشمولية. وقد لا تتوفر إحداهما أو كلاهما بصورة فورية في بعض المواضيع فيتولد عن ذلك شعور بالتشويش.
إن هذا الشعور ليس بالضرورة سلبيا. فربما قرأ أحدهم ولم يفهم بشكل دقيق ولا شامل ولم يشعر بشتات، لأنه يكتفي بما يحصله.

عندما يتم تمديد شبكة مياه أو كهرباء توضع مفاتيح أو مغاليق للاحتياط وحصر أي خلل محتمل في مساحة معينة في حال حدوثه.
ومثل هذا يفيد في حال قارئ الرقمي. فعليه أن لا ينسى العنوان الذي يتم فيه التشويش.فيحصره فيه ولا يسمح له بالامتداد خارجه تمهيدا لفهمه وحل ما ينتج عنه من إشكال.
إن عدم الوعي على ذلك من شأنه أن يخلق شعورا عاما بالضيق وعدم الفهم، في حين يكون الأمر مقتصرا على موضوع بعينه قد لا يتعلق بأسس الرقمي التي تمثلها الدورات فهذه ينبغي فهمها بشكل لا لبس فيه.
*************
العروض التفعيلي و العروض الرقمي ، وجهان لعملة واحدة ،
غير أن أحدهما تفوق على الآخر بجعل العروض أوضح و أشمل و أدق .
و هذه الدقة و الشمولية تلزم لرؤيتها عين صافية ، لم ترمدها حدود التفاعيل ،
و ضبابية المصطلحات .


و هذا يبدو منطقيا ، فالداخل لعلم العروض من باب الرقمي مثله كمثل الإناء الفارغ
يتحمل أن نصب فيه ماء ، أما إن كان مملوءا ، فبديهي أن نفرغه أولا ،
و تخيلوا معي لو كان المحتوى القديم لا يتناسب مع طهر الماء و صفائه ،
حينذاك ، يجب التأكد من نظافة الإناء أولا قبل ملئه من جديد.

-أرجو أن يكون المثال في محله -نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


لذلك تجد من يدخل للعروض من باب الرقمي أسرع في التعلم و الفهم ،
أما - أصحاب السوابق - ممن نهلوا من العروض التفعيلي ، فيصطدمون
بحقيقة ضرورة إعادة برمجة عقولهم ، و البحث عن توليفة لاستعاب
الرقمي دون أن يخرجوا كما يقال : *لا يطالون لا عنب الشام و لا بلح اليمن *
غير أنني لا أزعم أن هذا حكم عام،فدارسوا العروض الرقمي ما بين :


- طالب لم يعرف العروض التفعيلي ، فاستصعبه وفضل عدم مواصلة السير .
- طالب لم يعرف العروض التفعيلي ، ففتح له أبواب فكره ،فنجب و تفوق .
- طالب جاء يحمل موروث التفاعيل ، فاحتار وتذبذب و تراجع .
- طالب جاء بموروث التفاعيل ، فاستطاع التوفيق بينهما ، فقارن و ساهم و أبدع .


و أخيرا أود أن أضيف أن وتيرة تعلم و استيعاب الرقمي ليست بنفس السرعة
لدى الجميع ، بل تتغير بسبب عوامل ذاتية و موضوعية كثيرة ،و لكن ربما ما
لا نختلف عليه هو أن :

من أسره سحر الرقمي ،و استهواه السير في دروبه ، يبذل أقصى ما يستطيع
لتذليل كل الصعاب التي تعترض طريق فهمه و إدراكه .


أشكر أستاذ خشان .