ثرثرةُ الصمت
.
.
.
(1)

فُطُورُهُ اليوميُّ في الصَّبَاحْ
أَلْسِنَةُ الجِيَاعْ
مَشْويَّةٌ ومِلْحُها الخُنُوعْ
غَداؤُهُ الشِّفاهْ
يَقُصُّها رجالُهُ المُدَجَّجُونَ بالفَزَعْ
وفي مسائهِ البَهِيجْ
عَشاؤهُ..
أُمْدُوحَةٌ تُشِيدُ بالنِّظامْ
وبالأَمَانِ في رُبُوعِ المَمْلكه
يروحُ بَعدَهَا
ينامُ فوقَ فرشِهِ الوثيرْ
تَئِنُّ تحتَهُ الجماجمُ المُفَرَّغَه
بِصَمْتِهَا الكسيرْ


(2)

فُطُورُنا شيءٌ مِنَ الصَّمتِ المُتَاحْ
يُنضِجُهُ السُّكوتُ في مواقدِ الشَّجَنْ
غَداؤنا بَقِيَّةٌ مِنَ الحَذَرْ
إدامُهُ الهَوَاءُ في طنَاجِرِ الوَجَعْ
وعندما يَجيئُنا المسَاءُ كلَّ يومْ
نَفِرُّ منْ أحزاننا إلى أَسِرَّةِ الضَّجرْ
فنبصقُ الكلامْ
ونلعنُ السُّكوتْ


(3)

سألتُ بعضَ الواقفينَ عندَ حافةِ النُّبَاحْ
أجابني الخَطَرْ؛
فعندما نَنَامْ
نخافُ من أحلامِنا
تَفِرُّ خُلْسَةً مِنَ الظلامْ
نَخَافُ مِنْ سَريرِنَا
يَضِجُّ منْ سُكوتِنا
يَحِنُّ للكلامْ