بسم الله الرحمن الرحيمقصة أصحاب الكهف
د.ضياء الدين الجماس
هُمْ فتيةٌ صَدَقوا الفِعالَ فُحولُ= رُويَتْ بقصّتهم رؤًى وفصولُ
هم خـَمْسَةٌ أو سبعةٌ مع َكلبهم= عن عَدِّهم سُوَرُ الكتاب تـحولُ
مهما تكن أعدادُهم هم آمنوا= في دعوة جعلوا العقولَ تـجولُ
قالوا اعبدوا رباً إلـهاً واحداً = والله مرجعُنا إليه نـــــؤولُ
لكنهم خُذِلوا وصاروا مطلبًا= لـحقت بـهم جُندُ العِدا وخيولُ
لجؤوا إلى كهف الرقيمِ ليحتموا = في ظلِّ بارئهم فذاكَ ظليلُ
والكلبُ يحرسهم كأنَّ عيونَهُ = شررٌ مخيفٌ صاعدٌ ونزيلُ
ناموا الـمئات من السنين وزادهم = تسعاً، كذا صحُفُ الكتابِ تَــقُولُ
في الكهف مَرْقَدُهُمْ يُـقَلَّبُ جَنْبُهم = وتزورُهم شمسُ الضحى وتزولُ
يأتيهُمُ ذاتَ اليمين شروقُها = وغروبُـها ذاتَ الشمالِ يـَمــيلُ
والرعبُ يملأ من يرى تحصينهم = فكأنما جندُ الإله تصولُ
قالوا لبثنا يومنا أو بعضَه = بل ربكم أدرى، لهُ التبْجيلُ
هيا ارسلوا من يشتري قوتًا لنا = حتى يثور نشاطنا المجبولُ
متحرياً أزكى الطعام نقاوة = تشتدُّ فيه عزائمٌ وعقولُ
وتلطَّفُوا بشرائكم حذرًا لكي= لا يستدلَّ على المكان عَميلُ
ذهب الدليلُ بِوَرْقِــه يشري لـهم = فرأى الخلائق للإله تـميلُ
قد آمنوا وتغيرت أخلاقُهم = مستغرباً كيف الزمانُ يدولُ
سألوه ما الوَرِق الذي يشري به = إذ ما له بين النقودِ مثيلُ
عرفوه من أمم مضت بزمانها = أسطورة بمتونها تأويلُ
لكنها حقٌّ تبَدَّى للورى = هو شاهدٌ من أهلها وأصيلُ
سألوه عن أحوالهم ومكانهم= فسرى بهم ، إنَّ الطريقَ طويلُ
دخل المغارة كي يبشِّرَ صحبَهُ = فمضوا لدارٍ قوتها التهليلُ
رحلوا جـميعاً، في الصحائفِ ذكرُهم= ومضَوْا كمعجزة وحانَ رحيلُ
هي حكمة في البعث قد صَدَقَتْ بها = آيُ الكتابِ ومرسلٌ وخليلُ
أرأيت أصحاب الرقيم وما جرى = إنْ كهفهم في صرحه لدليلُ
حسنُ الختام نهاية ندعو بها = فيجيبُ ربٌّ ماجدٌ وجميلُ
والحمد لله رب العالمين
المفضلات