يرى الشيخ الحنفي أنّ الرمل من البحور القديمة التي نشأت مع الغنا ء ، ودليل ذلك ارتباطه ببعض قوانين الغناء ، وما نريد أن نناقشه هنا هو المثال الذي قدمه الشيخ كدليل .
يرى الشيخ أن احتياج بعض أبيات الرمل لمعالجة غنائيّة وايقاع خاص دليل على أن الرمل من أنماط الغناء القديم وقدم لذلك مثالا :
مثلُ سحقِ البردِ عفّى بعدكَ ال =قطرُ مَغناهُ وتأويبُ الشمالْ
فقال لا بد أن تتوقف قليلا على عروض الشطر الأول ثمّ تأخذ بقراءة الشطر الثاني بشيء من الاندفاع دون التلبث على لفظة القطر .
ولشرح ما قرره الشيخ يجب أن نشير الى أن في البيت الشعري إيقاعان إيقاع اللغة والإيقاع العروضي، فعند قراءة البيت بالإيقاع اللغوي (ونقصد الإيقاع التركيبي منه ) فسنقرأه هكذا : مثلُ سحقِ البردِ /عفّى بعدكَ القطرُ مَغناهُ .. فأما عند القراءة العروضية فيجب الوقوف عند نهاية التفعيلة فتكون القراءة :
مثلُ سحقِ البـ/ـــردِ عفّى/ بعدك الــ/ ـقطرُ مَغنا/هُ .. وبما إن الغناء يجيز التوقف داخل الكلمات ،بل يُلزمه إذا اقتضى اللحن ذلك جعل الشيخ ذلك دليلا على ارتباط الرمل بقوانين الغناء
والحقيقة أن ما ذكره الشيخ لا يختص بالرمل ، بل يوجد في البحور الأخرى فمثلا :
يادارَ عَبلةَ بالجواءِ تَكلمي
يادارَ ميّة بالعلياءِ فالسندِ فعند قرائتنا (يادارَ عَبلةَ) و (يادارَ ميّة) يكون الأيقاع متماثل مع أن البيت الأول من الكامل ، والثاني من البسيط ، وقد أشار الى ذلك الدكتور عمر خلوف ، واسماه التداخل الإنشادي ، وبالتالي، فأنّ ما استشهد به الشيخ لا يختص بالرمل وحد ه