[web]http://www.shathaaya.com/vb/showthread.php?s=&postid=307279&t=9224#post307279[/web]
[web]http://www.shathaaya.com/vb/showthread.php?s=&postid=307279&t=9224#post307279[/web]
يقول الشاعر:
ولم أر في عيوب الناس شيئاً...كنقص القادرين على التمام
ومن هذا المنطلق أنبه الشاعرة إلى أخطاء بسيطة يكثر ورودها في شعر الشباب الذين هم على الأغلب في زمن الإنترنيت يقرؤون لبعضهم لذلك يكررون أخطاء بعضهم دون الرجوع إلى شعر الشعراء الكبار والنسج على منواله...
وقد لا تكون الأخت آلاء من هؤلاء بل تكون مجرد شابة بدأت حديثاً النظم فمن حقها مع ذلك علينا أن نصحح لها لتخلو منظوماتها الجميلة من كل شائبة.
واجف القلب حائره= من طيوف تساوره
كيف يشفى وداؤه=في عيون تساهره
ليس جرح مبرح=بالذي هو ضائره
يا لواد يسايره=تعتليه جآذره
بعيون رمى القضا=مر سهمٍ يحاذره
والحبيب يواصله=يلتقيه يسارره
كن طبيبي ولم يكن =جابر العظم كاسره
تأرق العين من جوى=والنجوم تجاوره
داو قلبي ولا تكن= بالجفاء تجاهره
القصيدة على مجزوء الخفيف
فاعلاتن مستفعلن
بالذي هو ضائره جاءت فاعلات متفعلن وفاعلاتن لا تأتي فاعلات في الخفيف وراجعي إن شئت الشعر العربي كما استقر في العصور الأخيرة.
والحبيب يواصله
فاعلات متفعلن وفاعلات لا تجوز ولتصير فاعلاتن لا بد من إشباع الباء الأخيرة في "الحبيب" وهذا غير جائز لأصل أذكره بعد قليل.
لاحظي أن البيت غير مصرع أي أن القافية غير موحدة والهاء لا تكفي لوحدها لتعد قافية.
فمن هنا لا يحوز انتهاء الشطر الأول بهاء مسكن لا يوجد مبرر لتسكينها إذ لا ينتهي الشطر الأول بتسكين الحركة إلا إن كان البيت مصرعاً أي أن القافية في نهاية الشطر الأخير هي نفسها مسكنة بالطريقة ذاتها.
والنجوم تجاوره
فاعلات متفعلن
أو الشاعرة مضطرة لمد ميم "النجوم" لتصبح فاعلاتن وهذا الإشباع في الحركة ضمن البيت لا يجوز إلا إذا انتهت الكلمة بهاء الضمير.
مع تمنياتي للشاعرة بالتوفيق والوصية لها بمطالعة الشعر العربي في مصادره عند الشعراء المجيدين منهم في عصرنا مثلاً بدوي الجبل وشوقي والجواهري وغيرهم...
لم أشأ أن أثقل الأخت السائلة في ذلك المنتدى بجرعات كبيرة من العروض فربما يكون شعرها بداهة وسليقة، ولكنني أتوسع هنا بعض الشيء فربما تنمي معرفتها في العروض فتستفيد وهنا يمكنها وسواها قراءة ما ينشر.
لا شك أن ما أشار إليه أخي وأستاذي محمد ب. من مطالعة الشعر العربي هو الأفيد للشاعر لجهة تنمية الإحساس بالإيقاع من جهة ومن جهة الإفادة من المضمون والأساليب الشعرية من جهة أخرى. وعلم العروض علم عقلي ينجح في مجال التطبيق بالنسبة للشاعر بمقدار ما يوصله إلى الهدف المذكور منتقلا من التفكير للإحساس. ولكنه للعروضي أوسع مدى وربما يسير في اتجاه معاكس لجهة التنظير لأسباب الاستساغة والاستثقال لوزن ما أو زحاف ما. منتقلا بذلك من الإحساس بذلك إلى التفكير فيه ومحاولة صياغة قواعد يكون نجاحها بمقدار شمولها لأكبر عدد من الظواهر.
ويأتي هنا دور العروض الرقمي ليحاول إثبات جدواه.
وهذه فرصة لأعود بها إلى الموضوع القديم المتجدد حول حدود التفاعيل وما أثقلت به علم العروض من تعقيد ومصطلحات.
ولنحكم على جدوى أسلوبي العروض انطلاقا من أن نجاح القاعدة في التعبير عن الواقع يعتمد على أمرين
1- بساطة القاعدة
2- شمولها
ولأن أخي محمد يأنف للآن من كتابة الأرقام في حواره فسأتناول الموضوع بالأرقام والتفاعيل معا.
لأورد أولا القاعدة بصيغتها الرقمية
((((2 2 لا تأتي 1 1 وإن جاءت فهي ثقيلة جدا. ))))
أي إذا تجاور سببان بغض النظر عن موقعهما من التفعيلة أو التفعيلتين فلا يزاحفان معا وإن زوحفا كان ذلك ثقيلا جدا
ولنر الآن صياغات العروض التفعيلي لتجنب هذه الظاهرة ( وكلاهما يعبر عن الشيء ذاته كما قدمه الخليل )
2 2 3 = مستفعلن في البسيط والمنسرح والرجز والسريع إن تحولت إلى 1 1 3 = متَعِلُنْ فذلك الخبل أي اقتران الخبن والطي وهو ثقيل.
في المضارع = 3 2 ( 2 2 ) 3 2 = مفاعي (لن فا) علاتن
يدخلها التراقب وهو وجوب مزاحفة أحد السببين مع بقاء الآخر ولا يزاحفان معا
ومثله الحال في المقتضب = (مفعو) لات مستعلن = ( 2 2 ) 2 3 1 3
في الرمل
جواز مزاححفة أحد السببين مع بقاء الآخر وهذه المعاقبة ولها ثلاثة صور
الأولى : أن يزاحف عجز التفعيلة ويسلم صثدر التي بعدها وهذا النوع يسمى "العجز"
الثانية : أن يزاحف أول تفعيلة لسلامة عجز التي قبلها وهذا يسمى "الصدر"
الثالثة : أن تقع بين تفعيلتين فيزاحف صدرها لسلامة ما قبلها ويزاحف عجزها لسلامة صدر ما بعدها وهذا النوع يسمى " الطرفين"
2 3 (2 2) 3 2 = فاعلا(تن فا)علاتن........... في الرمل
فصيرورتها....... فاعلاتُ فًَعلاتن 2 3 ( 1 1 ) 3 2 ثقيلة.
هذا هو الجزء الأول
والجزء الثاني :
ما الحكم لو أن أشطرا جاءت كلها على وزن الشطر : بالذي هو ضائره
كأن نحرف البيتين وتتبعهما بقية الأبيات :
ليس جرح مبرح=بالذي هو ضائره
يا لواد يسايره=تعتليه جآذره
لتصبح أشطرهما
2 3 1 3 3
ليس جرحه بالهوى = بالذي هو ضائره
يا لبرّك شاسعاً = تعتليه جآذره
هما لا يصحان على مجزوء الخفيف كما تفضل أخي ولكن هل وقعهما مستساغ؟ وإن وجد فيه قدر من الاستساغة فبم نفسره؟
هذا إن شاء الله ما سأتناوله تاليا.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات