بسم الله الرّحمن الرّحيــــــــــــــــم[align=center]
السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الدّرس الأوّل
تعريــــف النّحو
قال ابن جنّي (322 هـ - 392 هـ) في كتابه الخصائص:
"النّحو هو انتحاء سمت كلام العرب في تصرّفه من إعراب وغيره: كالتّثنية، والجمع، والتّحقير والتّكسير والإضافة والنَّسب، والتّركيب، وغير ذلك ، ليلحق من ليس من أهل اللّغة العربيّة بأهلها في الفصاحة فينطق بها وأن لم يكن منهم، وإنْ شذّ بعضهم عنها رُدَّ به إليها.
وهو في الأصل مصدر شائع، أي نحَوْت نَحوا، كقولك قصَدت قصدا، ثم خصّ به انتحاء هذا القبيل من العلم" ( الجزء الأول – صفحة 34)
النّحو 'لغة'
له معان كثيرة - أهمّها:
القصد والجهة -كنحوت نحو المسجد.
والمقدار - كعندي نحو ألف دينار.
والمثل والشّبه -كسعد نحو سعيد( أي مثله أو شبهه).
والنّحو في اصطلاح العلماء هو قواعد يعرف بها أحوال أواخر الكلمات العربيّة الّتي حصلت بتركيب بعضها مع بعض من إعراب وبناء وما يتبعهما وبمراعاة تلك الأصول يحفظ اللّسان عن الخطأ في النطق ويعصم القلم عن الزّلل في الكتابة والتّحرير.
يرى جمهرة العلماء أن الصّرف جزء من النّحو لا علم مستقلّ بذاته. وعلى هذا يقال :
النّحو قواعد يعرف بها صيغ الكلمات العربيّة وأحوالها حين إفرادها وحين تركيبها - فمعرفة صيغ الكلمات كما يقال: اسم الفاعل من الثلاثي بزنة فاعل واسم المفعول بزنة مفعول - إلى غير ذلك
ومعرفة أحوالها حين الإفراد كطريق التثنية والجمع والتصغير والنسب ومعرفة الأحوال حين التركيب كرفع الاسم إذا كان فاعلا، ونصبه إذا كان مفعولا ، وجره إذا كان مضافا إليه - إلى غير ذلك..
ويرى قوم أنّ النّحو والصّرف علمان مستقلاّن - فيخصّون النحو بالقواعد الّتي يعرف بها أحوال الكلمات العربيّة من إعراب وبناء.
ويخصّون الصّرف بالقواعد الّتي يُعرف بها صيغ الكلمات المفردة وأحوالها مما ليس بإعراب ولا بناء
ومن هذا يتّضح أنّ النّحو يبحث عن الكلمات وهي مركّبة جملا - فيبيّن ما يجب أن تكون عليه أواخرها من رفع أو نصب أو جرّ أو جزم ، أو بقاء على حالة واحدة.
وأما الصّرف فيبحث عن الكلمات وهي مفردة - فيبيّن ما لأحرفها من أصالة وزيادة وصحّة وإعلال وما يطرأ عليها من التّغيّرات..
المفضلات