أخي د. عمر خلوف
سعدت كثيرا بمشاركاتك وأتمنى أن تستمر فأنت من أكثر من تأثرت بهم وأفدت منهم. وأجد بعض التبرير لقول الأستاذ
تناولتُ هذا الموضوع كثيرا، وأراك قلت جملة تضائل الاختلاف بيني وبين ما تفضلت به وأراها تكاد تتطابق مضمونا مع ما قاله الأخ النورس وهي قولك :"
ولا بأس من البحث في خصائص الإيقاعات بناءً على مقاطعها العروضية "
سبق أن قلت حول الموضوع إن التفاعيل في البحور كالألقاب للأوزان قد تتعدد، بينما ذات الوزن من أسباب وأوتاد ثابت لا يتغير فهو كالإسم، والبحور أحادية التفعيلة يكاد لقبها يتطابق مع اسمها. وتكاد حدودها تكون ثابتة.
أقول تكاد إشارة إلى بعض حالات ( منطقة الضرب) وهو تعبير استعرته من الأخ سليمان أبو ستة، وأعني به
آخر ثلاثة أرقام ( 1 أو 2 أو 3 ) ثابتة في العجز لا يتعدى مجموعها 7.
فمثلا في الضرب الرابع من العروض الأولى من المتقارب:
يقول الأستاذ محمود مصطفى:
أبتر حذف منه سببه الخفيف ثم ساكن الوتد وسكن ما قبله فصارت فعولن إلى فعْ بالسكون مثل قول ابن الأحنف
فقد يكتم المرؤ أسراره .........فتظهر في بعضِ أشعارهْ
3 2 3 2 3 2 3 ..............3 1 3 2 3 2 2
منطقة الضرب هنا = 3 2 2
ويقول عن المنسرح: "حكوا للعروض الأولى ( الصحيحة مستفعلن 2 2 3 ) ضربا ثانيا مقطوعا تصير فيه مستفعلن 2 2 3 إلى مستفعل 2 2 2 وعليه قول أبي العتاهية:
يضطرب الخوف والرجاء إذا........حرّك موسى القضيب أو فكر
وبغض النظر عن طي مستفعلن في العروض أو صحتها كما ذكر فإن وزن العجز هنا هو
2 1 3 2 2 3 2 2 ومنطقة الضرب هنا = 3 2 2
وهي نفس منطقة ضرب المتقارب
وكلاهما في (وجهة نظري من الرقمي كما بينتها في التخاب) ناتج عن أصل هو
3 1 3 = 3 2 2 لحقها التكافؤ الخببي بعد الأوثق فأصبحت
3 2 2
وهذه المنطقة تشمل في كل منهما من التفاعيل ما بين القوسين
في المتقارب : فعولن فعولن ( فعولُ فعو) تحولت إلى ( فعو لفْ عو)
وفي المنسرح : مستفعلن مفعولا ( تُمُسْ تعِلن) تحولت إلى (تُمُسْ تعْلن)
أدري، ستردني إلى جملتك التي استشهدتُ بها : " ولا بأس من البحث في خصائص الإيقاعات بناءً على مقاطعها العروضية "
ولكن هذا القدر من التناغم بين أخذ التفعيلة بعين الاعتبار والرؤية الشمولية لذات طبيعة التغيير في منطقة ضرب بحرين مختلفين أمر لا يطيقه الجميع. ثم إن التعبير عنه بالأرقام أكثر مباشرة واختصارا واستبعادا لحدود التفاعيل وما تفرضه من مصطلحات هي عبارة عن جوازات سفر وتأشيرات لعبور حدود وهمية في منطقة الضرب على الأقل.
ثم إن استعمال التفاعيل كوسيله يجعلنا في مقام ما نعدل عن الشائع منها إلى ما يخدم الهدف في ذلك المقام
كالعلاقة بين البسيط والمنسرح والمخلع كما هي على الرابط:
http://www.geocities.com/khashan_kh/47-mokhallaan.html
ثم خذ مثلا الرقم 6 = 2 2 2 عندما نفهم خواصه في كل من الخفيف والمنسرح والمقتضب والمضارع
ويتناول فهمنا الموحد لهذه الخواص ما بين قوسين في الأوزان التفعيلية التالية:
الخفيف = فا علا ( تن مس تف) علن فاعلاتن
المنسرح = مستفعلن(مف عو لا ) تـ ـمستفعلن
المضارع = مفا( عي لن فا) علاتن
وتجد المزيد حول هذا في الرابط:
http://www.geocities.com/alarud/79-a...warraqamy.html
إن التفاعيل كمصطلح هي التعبير اللفظي الأجمل عن البحور، وتكاد حدودها تتطابق مع وحدات الإيقاع
في البحور أحادية التفعيلة،ولكن الحدود في البحور متعددة التفاعيل تصبح أقرب إلى الوهم منها إلى الحقيقة. وفي الحالين يجب أن ننظر إلى التفاعيل كوسيلة لا كغاية ومرجع لا مناص من التعامل مع التغييرات التي تطرأ على الوزن إلا بدلالته.
ولأزيد الأمر إيضاحا أورد خلافا بين وجهتي نظر حول شطر الرمل ربما تكون اطلعت عليه
فبعضهم يرى الرمل أحادي التفعيلة فاعلاتن ويرى وزنه فاعلاتن فاعلاتن فاعلا
وبعضهم ينكر تفعيلة فاعلاتن في الرمل ويرى وزنه فاعلن مستفعلن مستفعلن
فمن فهمي للرقمي أقول إن هذا خلاف حول حدود وهمية ولا وجود له في الحقيقة المجردة
لأن :
فاعلاتن فاعلاتن فاعلا = 2 3 2 – 2 3 2 – 2 3
فاعلن مستفعلن مستفعلن= 2 3 – 2 2 3 – 2 2 3
والتعبير الرقمي عن كليهما = 2 3 4 3 4 3
وليضع من يشاء هذه الشرطة بين الأرقام حيث شاء مع تفضيل وضع بغرض الحفظ التفعيلي على آخر فهي لا تغير شيئا طالما عبر عن السبب كسبب وعن الوتد كوتد بأي صيغة كانت. لأن التغيير الوحيد الذي يطرأ على السبب هو تغيره من 2 = 1 ه إلى 1
ه
وقد تكرر تعبيري هذا بوضع الساكن رماديا دليلا على حذفه.
ولمن شاء لغرض ما ( كمقارنة الرمل بالهزج مثلا) أن يقول إن وزن الرمل
2 – 3 4 – 3 4 – 3 = فعْ مفاعيلن مفاعيلن فعلْ
وهو ذات التعبير النسقي للأستاذ
سليمان أبو ستة تقريبا
http://www.arood.com/vb/showthread.php?s=&threadid=20
النسق 1 - النسق 3 - النسق 3 - النسق 2
2 - 3 4 - 3 4 - 3
2
أو كما يقول أستاذنا
الثمالي ( بغرض البحث عن التناوب) إن إيقاع هذا الوزن من الرمل هو
2 3 – 2 – 2 3 – 2 – 2 3 = فاعلن فعْ فاعلن فع فاعلن
وثمة مزيد حول هذا الموضوع في الرابط:
http://www.arood.com/vb/showthread.php?s=&threadid=149
أرجو أن أكون قد بينت جانبا من وجهة نظري حول الموضوع.
وأؤكد نقطة أخرى أن الأرقام يمكن استعمالها لاختصار التعبير وبلورته عن الرأي ونقيضه، ومن شأنها مع الاختصار أن توحد لغة الحوار بين الآراء المختلفة كما تم في حوارنا الأخ د. ثمالي وأنا في الرابط:
http://www.arood.com/vb/showthread.p...=2263#post2263
ومع اتفاقنا على تأجيل الحوار في الموضوع فليتك تطلع عليه لنستضيء بمنير علمك.
وبالمناسبة أورد هنا ما قلته في مقدمة كتابي حول استعمال الأرقام ( أفادني كتاب الدكتور عمر خلوف " فن التقطيع الشعري" بنهجه النمطي وقواعد التأصيل التي انتهجها).
ولك يا أخي كل تقديري واحترامي.
وآمل أن لا تحرمنا من معين علمك.
المفضلات