عندما نفرض تغييرا معينا ( أو جراحة ) على وزن بحر ما بحيث نشترط لصحة ذلك الوزن اتباع هذه التغييرات وجوبا فلا شك أننا أمام بحر جديد بل ربما إيقاع جديد أحيانا
ليس كل من أراد حاجة .....ثم جد في طلابها قضاها
2 3 3 3 3 3 ............2 3 3 3 3 3 2
فلو أننا اتبعنا هذا الوزن في كافة أبيات القصيدة لكانت وزنا جديدا.
ولكن لو جاء أحد الأشطر هكذا :
ليس كل من أراد حاجة .....ثم والى في تقصّيها قضاها
2 3 3 3 3 3 ............2 3 4 3 4 3 2
لما كان ذلك الوزن – على اختلاف نغم الشطرين- إلا الرمل فنحن لن نتبع التغيير وجوبا بل جوازا.
ولكن الأمر ليس كذلك في حالة الخبب في الحالة التي يعتبره بها بعضهم حالة خاصة من المتدارك، فمن يقول بذلك يشترط الجراحة الملونة في كافة أبيات القصيدة الخببية على النحو التالي المكون من حذف وإبدال
المتدارك = 1 ه 1 1 ه = 2 3
التغيـير = 1 ه 1 1 ه
الخبـب = 1 ه 1 ه ه = 2 2
واشتراط هذا الشرط يخرج الخبب من المتدارك بحيث لا يجوز أن يتجاور شطران ناهيك عن بيتين على النحو التالي:
2 2 2 2 2 2 .....2 3 2 3 2 3
وأما المثال الأوضح على هذا الموضوع وهو ذو علاقة وثيقة بموضوع تخصصك ( الجراحة ) فهو ما يتجلي في نسبة الدوبيت إلى الوافر
ووالوافر أصلا تكرار ل 3 1 3 أو 3 2 2
3 1 3 = مفاعلَتن
3 2 2 = مفاعلْتن أو مفاعيلن
أنظري كيف يردومه للوافر
إن كنت أسأت في هواكم أدبي
2 2 1 3 3 3 2 1 3
مفعول مفاعلن فعولن فَعُلُنْ
/././ //.//. //./. ///.
فهم يقسمونه هكذا
2 2 1 - 3 3 – 3 2 – 1 3
ويرجعون كل جزء من هذه الأجزاء إلى 3 2 2 أو 3 1 3
وإذا عرضنا هذه التفاعيل على الزحافات والعلل للحصول على أصولها هل هي من « مفاعيلن » الهزج أو « مفاعلتن » الوافر فمحصله يكون كالتالي :
1 ـ مفعول (/././) فيمكن القول فيه أن أصله مفاعيلن (//././.) دخل عليه الكف (وهو حذفالسابع المتحرك) فأصبح مفاعيل (//././) ثم دخل عليه الوقص (وهو حذف الثاني المتحرك) فأصبح فاعيل (/././) الذي ينتقل إلى مفعول (/././) ، وهذا من الزحاف المزدوج الذييدخل في الحشو ، ولا يمنع من دخوله عليه صناعياً إلا أنه لم يقل به أحد ، نعميستقيم إذا قيل أنه دخل عليه بعد الكف الخرم (وهو حذف أول متحرك من الوتد المجموع (//.) أي أسقط الميم من مفاعيل (//././) ليصبح فاعيل (/././) فينتقل إلى مفعول (/././) وهو من الزحاف المزدوج المسمى الخرب (الكف + الخرم) .
كما يمكن أن يقال إن أصل مفعول (/././) مفاعلتن (//.///.) فدخلهالعقص (النقص + الخرم) فالنقص هو (الكف + العصب) والكف هو حذف السابع الساكن فيصبحمفاعلتُ (//.///) والعصب هو تسكين الخامس المتحرك ليصبح مفاعلْتُ (//././) ثم دخلعليه الخرم وهو
مفاعيلن = 1 2 2 1 ه = 1 2 2 2
الجراحة = 1 2 2 1 ه= 2 2 1 = مفا عيلُنْ = فاعيلٌ = مفعولُ
ويوصفونه هكذا :
ـ مفعول (/././) فيمكن القول فيه أن أصله مفاعيلن (//././.) دخل عليه الكف (وهوحذف السابع المتحرك) فأصبح مفاعيل (//././) ثم دخل عليه الوقص (وهو حذف الثانيالمتحرك) فأصبح فاعيل (/././) الذي ينتقل إلى مفعول (/././) ، وهذا من الزحافالمزدوج الذي يدخل في الحشو ، ولا يمنع من دخوله عليه صناعياً إلا أنه لم يقل بهأحد ، نعم يستقيم إذا قيل أنه دخل عليه بعد الكف الخرم (وهو حذف أول متحرك من الوتدالمجموع (//.) أي أسقط الميم من مفاعيل (//././) ليصبح فاعيل (/././) فينتقل إلىمفعول (/././) وهو من الزحاف المزدوج المسمى الخرب (الكف + الخرم) .
كما يمكن أن يقال إن أصل مفعول (/././) مفاعلتن (//.///.) فدخلهالعقص (النقص + الخرم) فالنقص هو (الكف + العصب) والكف هو حذف السابع الساكن فيصبحمفاعلتُ (//.///) والعصب هو تسكين الخامس المتحرك ليصبح مفاعلْتُ (//././) ثم دخلعليه الخرم وهو
حذف أول متحرك من الوتد المجموع فأصبحفاعلْتُ (/././) فانقلب إلى مفعول (/././) وهو ما اختاره الصفدي(1)وفيه تكلف ظاهر.
___
مفاعيلن = 1 2 2 2
الجراحة = 1 2 1 ه 2 = مفاعيـلن = مفاعلن
ويوصفونه هكذا:
مفاعلن (//.//.) يمكن القول بأن أصله مفاعيلن (//././.) دخل عليه القبض وهو حذفالخامس الساكن فأصبح مفاعلن (//.//.) وهو من الزحاف المفرد الذي يدخل الحشو
____
مفاعيلن = 3 2 2
الجراحة = 3 2 2 = مفاعيلن = مفاعي = فعولن
ويوصفونه هكذا :
فعولن (//./.) يمكن أن يكون أصله مفاعيلن (//././.) دخل عليه الحذف (وهو حذف السببالأخير)
___
مفاعيلن = 1 2 2 2
الجراحة 1 و 2 = 1 1 ه 1 ه 1 ه = 1 ه 1 1 ه = مفاعيلن =
الجراحة 3 = 1 ه 1 1 ه = 1 1 1 ه = مفاعيلن = معلن = فعلن
ويوصفونه هكذا
فَعَلُنْ (///.) يمكن القول بأن أصله مفاعيلن (//././.) دخل عليه الوقص وهو حذفالثاني المتحرك فأصبح فاعيلن (/././.) فانقلب إلى مفعولن (/././.) ثم دخل عليه الطيوهو حذف الرابع الساكن فأصبح مَفْعَلُنْ (/.//.) ثم دخل عليه الخبن وهو حذف الثانيالساكن فأصبح فعلن (///.) وكل واحدة من هذه من العلل المفردة التي تدخل العروضوالضرب إلا أنها مزدوجة لم تذكر في كتب العروض.
إن اشتراطات هذه الجراجات على الوافر تنتج منه وزنا مختلفا عنه فلا يمكن أن يتجاور شطران أحدهما من الوافر والآخر من الدوبيت.
هل اتضح الجواب ؟
هذا يفتح بابا بل أبوابا للتأمل. أحدها ماذا لو أجرينا هذه الجراحات على مقاطع الكامل التي تقع على نفس محاور مقاطع الوافر.
المفضلات