النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: ضروب جديدة لبحر المتقاطر

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    228

    ضروب جديدة لبحر المتقاطر

    المتقاطر ... اسم آخر للخبب والمتدارك


    لم يحظ بحر من بحور الشعر بما حظي به هذا البحر من أسماء ، فهو المُختَرَع ، والمتدارك ، والمحدث ، والخبب ، والغريب ، والمشتق ، والمتسق ، وركض الخيل ، وقطر الميزاب ، ودق الناقوس ، والمتداني ، والركض ،والشقيق . وآخر هذه الأسماء ، التي لا يعرف أولها ، المتقاطر .
    وقد تكشف بعد ظهور كتاب العروض للأخفش زيف أسطورة استدراكه لهذا البحر ، الأمر الذي أدى إلى إحداث فراغ في بيان أولية ربط المتدارك بالنظام العروضي ، وقد عبرت عن هذا الحال في كتابي " في نظرية العروض العربي " بالقول إن " الاحتمال الأقرب إلى الواقع أن هذا الوزن ظهر في عصر متأخر بقليل عن الخليل والأخفش على يد بعض المغمورين ، ولكن أرادوا له الذيوع وشرف الاستعمال بنسبته إلى أهل الفضل والنباهة ممن ذكرنا " .
    ثم لم يلبث أن ظهر كتاب في علم العروض لأبي الحسن العروضي ( ت 342 هـ ) دلنا فيه على أنه هو المستدرك الحقيقي لهذا البحر وذلك من خلال استنباطه إياه من دائرة المتفق التي وجد أن المتقارب ظل يقبع فيها وحيدا ، وقال : " فواجب أن يكون للمتقارب شعر على خلافه أجزاؤه مخالفة لأجزائه وينفك كل واحد منهما من صاحبه ، فإن قال قائل : فما اسم هذا الباب من هذه الدائرة ؟ قيل له : لم يُرَ الخليل ذكر هذا الباب ألبتة ، ونحن نسميه ( الغريب )" .
    وقد ظهر كتاب أبي الحسن هذا محققا على يدي الدكتور زهير غازي زاهد والاستاذ هلال ناجي عام 1996 واختارا له اسم " الجامع في العروض والقوافي" ، وكان قد سبقهما الدكتور جعفر ماجد بتحقيقه لهذا الكتاب وطبعه عام 1995 باسم " كتاب في علم العروض " كما جاء في مقدمته إذ لم يكن للكتاب عنوان معروف.
    ومؤخرا اطلعت على كتاب مشهور ظل متداولا بين أيدينا لمدة تزيد على نصف قرن ولم يتنبه أحد لبعض ما ورد فيه من معلومات تخص أوليات استدراك بحر الخبب . هذا الكتاب المشهور هو " الحور العين عن كتب العلم الشرائف دون النساء العفائف " للأمير علامة اليمن أبو سعيد نشوان الحميري المتوفى سنة 573 هـ ، وحققه كمال مصطفى عام 1948 م . وقد نظرت في القسم الخاص بالعروض من الكتاب فوجدت قوله : " وزاد
    عبد الله بن المنذر حدّاً سماه ( المتقاطر ) له أربع عروضات ( هكذا ! ) وخمسة أضرب ، وهو من دائرة المتقارب . وروى أن الخليل بن أحمد ، رحمه الله ، كان يرده ويدفعه ولا يجيزه " .
    ولقد بحثت في كل المراجع المتاحة لدي للتعرف على كنه شخصية عبد الله بن المنذر هذا الذي يبدو أنه عاش في القرن السادس الهجري معاصرا لنشوان الحميري وقد بان ذلك من روايته عن ابن القطاع في كتابه البارع دون أن يشير إلى اسمه ، فمن المؤكد إذن أنه اطلع على كتابه ، هذا إذا لم يكن من بين تلاميذه .
    والجديد الذي زاده عبد الله بن المنذر في بحر المتقاطر ، ولم أجده في أي من كتب العروض الأخرى ، ما يلي :
    1- العروض التام والضرب المذال ، وبيته :
    قف بنا نسأل الدار عن أهلها.....................إن أجابت لنا الدار رجع السؤالْ
    2- العروض والضرب المقطوعان ، بيته :
    كلما عنّ لي منهمُ ذِكْرٌ ................... عيل صبري فما أملك الدمعا
    3- العروض المجزوء المقطوع والضرب مثله ، وبيته :
    طَفلة ناعم بِكرٌ ................ غادة حُبّها يُضْني
    4- العروض المجزوء المخبون ، ضربه مثله ، وبيته :
    منزل باللوى محيل ............ غيرت رسمه الليالي
    وحول هذا البيت الأخير ذكر المحقق في الهامش أن في نسخة من الكتاب ( خرب ) بدلا من ( محيل ) وهو ما يتفق مع قوله ( مخبون ) لكنه لم يبين لنا الوجه في مجيئه بكلمة ( الليالي ) ضربا مخبونا .
    وأخيرا يشير المصنف إلى ما درج الكثير على تسميته بالخبب بقوله : وبيته المعلل ( لعله يقصد المعلول ) مخبون مثل قول إمرئ القيس :
    الشحط (!) خليطك إذ بكروا ..................ونأوا فمضى بهم السفرُ
    وبغض النظر عن الركاكة ، أو ما يبدو من التحريف والتصحيف في البيت ، فهو لم يرد في ديوان امرئ القيس ، ولعله لغيره من المراقسة .
    التعديل الأخير تم بواسطة سليمان أبو ستة ; 04-19-2005 الساعة 02:40 PM
    تغن بالشعر إما كنت قائله ........ إن الغناء لهذا الشعر مضمار

  2. #2
    زائر


    أخي وأستاذي الكريم

    دمت مصدرا لكل مفيد .

    أولا أعرف الأوثق بأنه آخر وتد ثـابت قــطعيا في العجز أي مسبوق بمقطع أزرق أي زوجي أو من أصل زوجي بغض النظر عن حدود التفاعيل وأسمائها ومصطلحات الزحاف والعلة.

    فهو في المتقارب مثلا 3 2 3 2 3 2 3

    وهو في الطويل 3 2 3 2 2 3 2 3 3

    1- العروض التام والضرب المذال ، وبيته :

    قف بنا نسأل الدار عن أهلها = إن أجابت لنا الدار رجع السؤالْ

    2 3 2 3 2 3 2 3 ...........................2 3 2 3 2 3 2 3 ه





    هنا أخي سليمان لعله يغلب على كل بحر انتهى ضربه بــ(الأوثق) أن يصلح بعد الأوثق كل من الترفيل (+2) والتذييل (+ه)
    ويحضرني في هذا المقام بيتا ثريا العريض وهما في الأصل مذيلان

    وسئمت رتق الحزن أشرعةً ترا = ودها العواصف أو غيوم الإكتئابْ ( غيومٌ واكتئابُ )
    ووقفت صادية أطالب بانبلا = ج الغيم عن مطر وأشواق تجابْ ( تُجابُ )

    وجاء على المتقارب ( هنا يؤدي منطق الرقمي الشمولي- باعتبار ما يصح بعد الأوثق - دون اعتبار حدود التفاعيل إلى نفس النتيجة السابقة )

    أيا يا لَقومي لطـَيف الخيا = لِ أرّقَ من نازح ذي دلالْ

    3 2 3 2 3 2 3 .............. 3 1 3 2 3 2 3 ه


    لعل الاستثناء من هذا يحتاج إلى تقص.


    2- العروض والضرب المقطوعان ، بيته :
    كلما عنّ لي منهمُ ذِكْرٌ = عيل صبري فما أملك الدمعا

    2 3 2 3 2 3 2 2 .....................2 3 2 3 2 3 2 2


    مما ورد في التخاب أن أي ضرب ينتهي بمقاطع بعد الأوثق يمكن أن تكتب خببيا يجوز فيها التكافؤ الخببي إذا لم ينتج عن ذلك من الأسباب ما يفوق أقصى ما في الحشو من أرقام زوجية بسبب واحد لا أكثر مع مراعاة أحكام القافية.

    فالكامل إذا كانت منطقة ضربه بعد الأوثق 1 3 2 أعتبرت 11 2 2 = (2) 2 2
    وبالتالي جاز فيها وسلُسَ أن تأتي 2 2 2 أو 2 (2) 2 = 2 1 3

    ومثل ذلك في الخفيف ما ورد في كتابك من قول عبده بدوي وورود 2 1 3 ( فاعِلَتن – من الموزون ) التي لم يقل بها أحد أسلس من 2 3 (فاعلن – من الشعر ) التي أجازها العروضيون.

    هبط الأرض كالصباح سنيا = وككأس مجلّلٍ بالحبَبْ ( بالحبَبِ )
    عزف الحبّ والمنى وحروفاً = كالعصافير إن تطارد تثبْ ( تَثِبِ )
    وتغنّى كبلبلٍ وتهادى = كشعاع معطر مرتقبْ ( مرتقَبِ)

    والعجيب أن إعراب آخر كلمة في البيت هو الجر أو البناء على الكسر وهو ما لا يقتضيه التسكين لآخر البيت فكأن الشاعر يحس بما ذهبت إليه ويمنعه عدم وجود شواهد على ذلك.

    وفي البيت موضوع الاستشهاد

    كلما عنّ لي منهمُ ذِكْرٌ = عيل صبري فما أملك الدمعا
    2 3 2 3 2 3 2 2 .....................2 3 2 3 2 3 2 2


    ما يجعلنا نفترض أن أصله
    2 3 2 3 2 3 1 3 ..................2 3 2 3 2 3 1 3
    = 2 3 2 3 2 3 (2) 2 ..............2 3 2 3 2 3 (2) 2

    فأجرينا التكافؤ الخببي على ما بعد الأوثق في الصدر والعجز واختلف بذلك عن السائد في العروض من إجراء التكافؤ الخببي على آخر العجز ( منطقة الضرب ) دون آخر الصدر ( منطقة العروض )

    ومن ملاحظتي أنه يندر في الشعر العربي القديم ورود 1 3 في كل من بحري دائرة المتفق

    1 3 = لُ فعو .........في المتقارب
    1 3 = فَ علن .......في المتدارك ( بعد تمييزه عن الخبب )


    ومن هذا ما جاء من أوزان المتقارب قولهم ( أهدى سبيل) :

    فقد يكتم المرءُ أسرارهُ = فتظهر في بعض أشعارِهْ

    3 2 3 2 3 2 3 ..........3 1 3 2 3 2 2


    وأصله:

    3 2 3 2 3 2 3 ...........3 2 3 2 3 1 3


    ومن ملاحظتي أنه عندما يجيء بعد أوثق الصدر 2 3 فإن ما بعد أوثق الضرب يجيء 2 2 وليس 1 3


    ومثله في السريع
    4 3 4 3 2 3 ...............4 3 4 3 4

    فلا يجيء الوزن على ما أعلم من شواهد 4 3 4 3 2 3 .........4 3 4 3 1 3

    فكأن 1 3 في آخر مثل هذا العجز المقترن بهذا الصدر متطايرة ( كما في التسامي في الكيمياء) تتحول حالا إلى 22


    و
    وورد عكس ذلك من المتقارب ما اختلفوا فيه من قول القائل

    وزوجك في النادي = ويعلم ما في غدِ
    3 1 3 2 2 ...............3 1 3 2 3




    3- العروض المجزوء المقطوع والضرب مثله ، وبيته :
    طَفلة ناعم بِكرٌ = غادة حُبّها يُضْني

    ويسري على هذا ما سرى على البيت الأول

    وورد مثل ذلك في ضرب المتقارب دون عروضه

    تعفّفْ ولا تبتئسْ = فما يُقْضَ يأتيكا

    3 2 3 2 3 ...........3 2 3 2 2


    وهنا أتساءل هل ورد في المأثور من الشعر
    3 2 3 2 3 .........3 2 3 1 3


    أتوقع أنه لم يرد
    بحيث نستبعد النص:
    تعفّفْ ولا تبتئسْ = فما يُقْضَ يأتِ لَكا
    3 2 3 2 3 ...........3 2 3 1 3


    واستوقفتني قصيدة للأخ الشاعر جمال مرسي نسيت هل هي المتدارك أم المتقارب ونسيت رابطها وضربها ينتهي ب 1 3 فلعله يطلع على هذا الموضوع ويذكرها. وظهر لي في حينها أن جرسها متفرد.

    4 - العروض المجزوء المخبون ، ضربه مثله ، وبيته :

    الشحط (!) خليطك إذ بكروا = ونأوا فمضى بهم السفرُ
    2 2 (2) 2 (2) 2 (2) 2 ................(2) 2 (2) 2 (2) 2 (2) 2


    من مقتضى حمل هذا البيت على مخبون المتدارك أن يكون أوله (2) 2 = 1 3 وليس 22

    وهو بهذا النص على الخبب. وبذلك يكون أقدم شاهد على هذا الوزن.

    أخي وأستاذي سليمان أبو ستة

    قد يحتاج بعض ما قدمتُ إلى تصويب، والأهم من مدى صحة القاعدة – التي يمكن استقصاؤها - هو مبدؤها القائم على النظر إلى الأوزان وخاصة في آخر العجز نظرة عامة شمولية لا تتقيد بحدود التفاعيل شأنها في ذلك شأن القافية فهذا المبحث ( ألظّ) – ألظ يستعمله الشيخ جلال الحنفي – هو ألظ بالقافية منه بالوزن. وهنا من حقك علي أن أنوه بتوفقك باستحداث تعبير ( منطقة الضرب )

    ألم أقل لك أنك كنت في عروض الخليل على مذهب الرقم نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي دون أن تدري ؟

    يرعاك الله.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    1,125
    مرور اول
    الاهم الا يتضمن البيت هذا الرقم 1 غيرمرة مثلا
    والا كسر البيت
    ولي عودة

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    18
    جزاك الله خير..

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط