أخي وأستاذي الكريم
دمت مصدرا لكل مفيد .
أولا أعرف
الأوثق بأنه
آخر
وتد
ثـابت
قــطعيا في العجز أي مسبوق بمقطع أزرق أي زوجي أو من أصل زوجي بغض النظر عن حدود التفاعيل وأسمائها ومصطلحات الزحاف والعلة.
فهو في المتقارب مثلا 3 2 3 2 3
2 3
وهو في الطويل 3 2 3 2 2 3
2 3 3
1- العروض التام والضرب المذال ، وبيته :
قف بنا نسأل الدار عن أهلها = إن أجابت لنا الدار رجع السؤالْ
2 3 2 3 2 3 2 3 ...........................2 3 2 3 2 3 2 3 ه
هنا أخي سليمان لعله يغلب على كل بحر انتهى ضربه بــ(الأوثق) أن يصلح بعد الأوثق كل من الترفيل (+2) والتذييل (+ه)
ويحضرني في هذا المقام بيتا ثريا العريض وهما في الأصل مذيلان
وسئمت رتق الحزن أشرعةً ترا = ودها العواصف أو غيوم الإكتئابْ ( غيومٌ واكتئابُ )
ووقفت صادية أطالب بانبلا = ج الغيم عن مطر وأشواق تجابْ ( تُجابُ )
وجاء على المتقارب ( هنا يؤدي منطق الرقمي الشمولي- باعتبار ما يصح بعد الأوثق - دون اعتبار حدود التفاعيل إلى نفس النتيجة السابقة )
أيا يا لَقومي لطـَيف الخيا = لِ أرّقَ من نازح ذي دلالْ
3 2 3 2 3 2 3 .............. 3 1 3 2 3 2 3 ه
لعل الاستثناء من هذا يحتاج إلى تقص.
2- العروض والضرب المقطوعان ، بيته :
كلما عنّ لي منهمُ ذِكْرٌ = عيل صبري فما أملك الدمعا
2 3 2 3 2 3 2 2 .....................2 3 2 3 2 3 2 2
مما ورد في التخاب أن أي ضرب ينتهي بمقاطع بعد الأوثق يمكن أن تكتب خببيا يجوز فيها التكافؤ الخببي إذا لم ينتج عن ذلك من الأسباب ما يفوق أقصى ما في الحشو من أرقام زوجية بسبب واحد لا أكثر مع مراعاة أحكام القافية.
فالكامل إذا كانت منطقة ضربه بعد الأوثق 1 3 2 أعتبرت 11 2 2 = (2) 2 2
وبالتالي جاز فيها وسلُسَ أن تأتي 2 2 2 أو 2 (2) 2 = 2 1 3
ومثل ذلك في الخفيف ما ورد في كتابك من قول عبده بدوي وورود 2 1 3 ( فاعِلَتن – من الموزون ) التي لم يقل بها أحد أسلس من 2 3 (فاعلن – من الشعر ) التي أجازها العروضيون.
هبط الأرض كالصباح سنيا = وككأس مجلّلٍ بالحبَبْ ( بالحبَبِ )
عزف الحبّ والمنى وحروفاً = كالعصافير إن تطارد تثبْ ( تَثِبِ )
وتغنّى كبلبلٍ وتهادى = كشعاع معطر مرتقبْ ( مرتقَبِ)
والعجيب أن إعراب آخر كلمة في البيت هو الجر أو البناء على الكسر وهو ما لا يقتضيه التسكين لآخر البيت فكأن الشاعر يحس بما ذهبت إليه ويمنعه عدم وجود شواهد على ذلك.
وفي البيت موضوع الاستشهاد
كلما عنّ لي منهمُ ذِكْرٌ = عيل صبري فما أملك الدمعا
2 3 2 3 2 3 2 2 .....................2 3 2 3 2 3 2 2
ما يجعلنا نفترض أن أصله
2 3 2 3 2 3 1 3 ..................2 3 2 3 2 3 1 3
= 2 3 2 3 2 3 (2) 2 ..............2 3 2 3 2 3 (2) 2
فأجرينا التكافؤ الخببي على ما بعد الأوثق في الصدر والعجز واختلف بذلك عن السائد في العروض من إجراء التكافؤ الخببي على آخر العجز ( منطقة الضرب ) دون آخر الصدر ( منطقة العروض )
ومن ملاحظتي أنه يندر في الشعر العربي القديم ورود 1 3 في كل من بحري دائرة المتفق
1 3 = لُ فعو .........في المتقارب
1 3 = فَ علن .......في المتدارك ( بعد تمييزه عن الخبب )
ومن هذا ما جاء من أوزان المتقارب قولهم ( أهدى سبيل) :
فقد يكتم المرءُ أسرارهُ = فتظهر في بعض أشعارِهْ
3 2 3 2 3 2 3 ..........3 1 3 2 3 2 2
وأصله:
3 2 3 2 3 2 3 ...........3 2 3 2 3 1 3
ومن ملاحظتي أنه عندما يجيء بعد أوثق الصدر 2 3 فإن ما بعد أوثق الضرب يجيء 2 2 وليس 1 3
ومثله في السريع
4 3 4 3 2 3 ...............4 3 4 3 4
فلا يجيء الوزن على ما أعلم من شواهد 4 3 4 3 2 3 .........4 3 4 3 1 3
فكأن 1 3 في آخر مثل هذا العجز المقترن بهذا الصدر متطايرة ( كما في التسامي في الكيمياء) تتحول حالا إلى 22
و
وورد عكس ذلك من المتقارب ما اختلفوا فيه من قول القائل
وزوجك في النادي = ويعلم ما في غدِ
3 1 3 2 2 ...............3 1 3 2 3
3- العروض المجزوء المقطوع والضرب مثله ، وبيته :
طَفلة ناعم بِكرٌ = غادة حُبّها يُضْني
ويسري على هذا ما سرى على البيت الأول
وورد مثل ذلك في ضرب المتقارب دون عروضه
تعفّفْ ولا تبتئسْ = فما يُقْضَ يأتيكا
3 2 3 2 3 ...........3 2 3 2 2
وهنا أتساءل هل ورد في المأثور من الشعر
3 2 3 2 3 .........3 2 3 1 3
أتوقع أنه لم يرد
بحيث نستبعد النص:
تعفّفْ ولا تبتئسْ = فما يُقْضَ يأتِ لَكا
3 2 3 2 3 ...........3 2 3 1 3
واستوقفتني قصيدة للأخ الشاعر جمال مرسي نسيت هل هي المتدارك أم المتقارب ونسيت رابطها وضربها ينتهي ب 1 3 فلعله يطلع على هذا الموضوع ويذكرها. وظهر لي في حينها أن جرسها متفرد.
4 - العروض المجزوء المخبون ، ضربه مثله ، وبيته :
الشحط (!) خليطك إذ بكروا = ونأوا فمضى بهم السفرُ
2 2 (2) 2 (2) 2 (2) 2 ................(2) 2 (2) 2 (2) 2 (2) 2
من مقتضى حمل هذا البيت على مخبون المتدارك أن يكون أوله (2) 2 = 1 3 وليس 22
وهو بهذا النص على الخبب. وبذلك يكون أقدم شاهد على هذا الوزن.
أخي وأستاذي سليمان أبو ستة
قد يحتاج بعض ما قدمتُ إلى تصويب، والأهم من مدى صحة القاعدة – التي يمكن استقصاؤها - هو مبدؤها القائم على النظر إلى الأوزان وخاصة في آخر العجز نظرة عامة شمولية لا تتقيد بحدود التفاعيل شأنها في ذلك شأن القافية فهذا المبحث ( ألظّ) – ألظ يستعمله الشيخ جلال الحنفي – هو ألظ بالقافية منه بالوزن. وهنا من حقك علي أن أنوه بتوفقك باستحداث تعبير ( منطقة الضرب )
ألم أقل لك أنك كنت في عروض الخليل على مذهب الرقم
دون أن تدري ؟
يرعاك الله.
المفضلات