تحية لك أيها الطيب الحبيب ، القريب من الروح والقلب، وأرجو أن لا تسرف وتوغل في هجائنا أيها الطيب ، وكل يؤخذ من كلامه ويرد الا المعصوم – صلى الله عليه وسلم – والأمر ينطبق تماما على الرقمي ، أنت تراه منهجا متكاملا ، وأنا لا أراه أكثر من طريقة تقطيع ، والشعر يغنى مذ كان ، والتفاعيل غنائية ، لكن كيف سنغني أرقاما؟ مجرد سؤال.
وسؤالي : ما الفرق ان قطعت بيت شعر بارقام أو بطريقتي الرياضية (> < ×) ، ولي طريقة رقمية ( 7 8 ) وتعرفها أخي ، أو بطريقتك الرقمية ، وقد استعملها الشيخ جلال الحنفي ودمجها مع التفعيلي ( مستفعلن/ 22 3) ، قبل أن يولد الرقمي الذي تعتمده ، وكان اعتماد الشيخ على التفعيلة وليس الارقام ، لان الارقام لا تعدو أن تشبه ( - - ب – /مستفعلن) .
الخليل بذاته قال :
تغن بالشعر إما كنت قائله ** إن الغناء لهذا الشعر مضمار
وهو من وضع التفاعيل ، ويمكننا تأدية اللحن الموسيقي بالتفاعيل ، فهل يمكن تأدية أي لحن لاي وزن بالارقام ؟، انك لن تستطيع الاستغناء عن التفاعيل ، وهي الأصل ، أما طرق التقطيع فما أكثرها وما أيسرها وأيسر العثور عليها ، وخذ هذه الطريقة لي أيضا (NuNuu متفاعلن) (الحرف u متحرك والحرف n ساكن والحرف N سبب خفيف ) ويمكن استعمال الحرف W للسبب الثقيل والحرف M في اخر الابيات رمزا للتذييل (Mu/قالْ). ألا ترى سهولة ابتكار طرق التقطيع ، ولا يزيد الرقمي عن هذا.
في ردك على (المتقاطر والواثب) على الرابط :
http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/almutaqater قلت أخي :
(وهنا أسأل أخي محمودا إن كان مر ببيت واحد من الشعر العربي كله وردت فيه متفاعلن مع فاعلن) . وأنا أحيلك مباشرة الى الرابط ، ففيه طلبت وجوابك ، وقد جاورت متفاعلن فاعلن:
http://belahaudood.org/vb/showthread.php?t=9383
والشعر الوارد هناك ليس لي أخي خشان ، بل شعر عربي قديم ، منذ ألف عام أو يزيد:
بأَبِـيَّ ذَنْبٌ بِهِ جَنى ** أَوْرَدَهُ مَنْهَلَ الضَّنى
أَما أَنـى أَنْ يَفُكَّهُ ** بَلى لَعَمْري لَقَدْ أَنـى
لَوْ ماتَ مِـمَّـا بِهِ شَجٍ ** مُعَذَّبٌ كُنْتُهُ أَنا
ما ضَرَّ فـي الْـحُبِّ مَنْ أَسا ** ءَ إِلَيَّ لَوْ كانَ أَحْسَنا
ولم يكن سؤالي عن وزن الشعر لاني كنت على علم به قبل ايراده ، وانما كان ايراده لوجود متفاعلن فيه ، وهو من المخلع ، وردت فيه متفاعلن مرتين في صدر اول بيت وفي عجز اخر بيت، والشعر ذكره أبو الحسن العروضي في كتابه ( الجامع في العروض والقوافي ص 68) ولم يحتج على ورود متفاعلن ، في المخلع ، فقال معقبا يرد على شخص زعم انه مبتكر الوزن: ( فهذا من الضرب السادس من البسيط وهو الذي يسمى المخلع ، وقد ذكرناه فيما روي من الشذوذ ، فكيف يكون هذا هو اخترعه وقد سبق اليه ؟ وكيف لا يتعلق به العروض وهو على أوزانه ، وانما جعل في موضع العروض والضرب منه مكان فعولن فعِلْ ، وقد ذكرناه قبل هذا الموضع). وما ذكره قبل ، هو شعر سلمي بن ربيعة بن زبان الضبي ، الشاعر الجاهلي، الذي يقول فيه :
إِنَّ شواءً ونشوة ** وَخَبَبَ البازل الأمونِ
والحديث هنا عن العروض في البيت ( فعِلْ= فعو)
ولم يحتج ابو الحسن العروضي على ورود متفاعلن في المخلع في المثال اعلاه ، انما اعتبر الشذوذ في فعِلْ مكان فعولن.
هذا الامر يوجب علينا التدقيق في قصيدة المرقش( هل بالديار) وفيها هذا البيت :
ماذا عَلَيْنا أَنْ غَزا مَلِكٌ ** مِنْ آلِ جَفْـنَةَ ظالِمٌ مُرْغَمْ
(نة ظالمٌ/متفاعلن)
وفي القصيدة بيت اخر ذكر في المفضليات:
وَالْعَدْوَ بَيْنَ الْمَجْلِسَيْنِ إِذا ** وَلَّى الْعَشِيُّ وَقَدْ تَنادى الْعَمْ
(يُ وَقَدْ تَنا/ مُتفاعلن)
عد المعري القصيدة من السريع ، وعد قصيدة للاعشى من السريع أيضا وردت فيها متفاعلن . اما الاعشى ففي قصيدته ( لو صدقته ما يقول) ، وهي مثبتة في الديوان، وهي التي عدها المعري من السريع :
لا طائِشٌ عند الهياجِ ولا ** رثُّ السِّلاحِ مغادرٌ أَعْزلْ
(ح مغادر/متفاعلن) ، والقصيدة من (39) بيتا وردت متفاعلن مرة واحدة في هذا البيت.
هذا يدعونا الى المراجعة والتدقيق ، في مجيء متفاعلن كبديل لـ مستفعلن .
ما تبقى من نقاش فلك رايك ، لكن افراد بيت من الكامل مضمر كله ، الا يعتبر رجزا؟ والسريع اذا جاءت مستفعلن سالمة من الزحاف مع فَعِلُنْ أو فَعْلُنْ ألا يمكن اعتباره كاملا ؟.
المفضلات