الفلسفة العروضية الشمولية – تمهيد
======================
بسم الله والحمد لله
سأحاول في هذه السلسلة من الصفحات أن أطرح بعض التساؤلات التي تساورني وسوف أعطي صفحات هذه السلسلة أرقاما تناظر كل دورة من دورات الرقمي التي يكون التساؤل بشأنها ؛ لعله من خلال تلك التساؤلات يمكننا تسليط الضوء على بعض جوانب الرقمي ؛ أو يمكننا الوقوف على المراد بالتحديد من جزئيات معينة قد يلتبس الأمر في فهم معناها ومضمونها ، وليس مستبعدا أن نجد من خلال التساؤلات ما ينبغي تعديله أو تصحيحة ، المهم في نهاية المطاف أن هذه السلسلة هي محاولة لفهم أكثر عمقا وأكثر موضوعية للرقمي مما قد يساعد على إزالة أية غشاوات من المحتمل وجودها كحائل يحول بين الرقمي وبين الناظرين إليه.
ولقد أعطاني الأستاذ خشان الضوء الأخضر حين قال :
" ولذا أرجو أن تشمر وأن تعتبر نفسك موكلا بهذا الجانب في المنتدى ككل وأن تؤسس لهذا النهج وأمامك الدورة التاسعة وهذا يدخل في صلب نطاقها. فليتك رحمك الله تبادر إلى فتح صفحة في هذا الباب ( الرقمي - نقد - توجيه - إثرا ء - ارتقاء ) وأرجو أن لا تخشى أن تقول هنا خطأ وإياك والمجاملة، فإنما هكذا بالوضوح ومباشرة الطرح نرتقي بالرقمي ".
فأرجو أن يتسع صدره لما قد يبدو أنه في اتجاه معاكس للرقمي بينما هو في حقيقته يسير في اتجاه بلورة الرقمي وتحديده وتوصيفه لتجعله - كما يبدو لي - أدق وأعمق مما لو ترك بغير مناقشة أوتمحيص.
ولقد تعمدت عنوان هذه الصفحات ؛ وهو كما ترون يخلو من لفظة الرقمي ؛ ذلك أنني أركز على النظرة الشمولية وهي التي تجعل الرقمي متميزا ومختلفا عن النظرة التفعيلية ؛ ولذلك أغفلت لفظة الرقمي لأنه ليس كل ما يذكر فيه الأرقام شموليا فليست الأرقام إلا وسيلة إيضاح ، ورغم أنها الأنسب للتعبير عن النظرة الشمولية لكنها قد تعبر أحيانا عما هو موجود أيضا في النظرة التفعيلية.
ولذلك أستطيع أن أقول :
" ليس كل ما يحتوي على أرقام شموليا ؛ كما أن النظرة الشمولية ليست بعاجزة عن التعبير عن نفسها بغير الأرقام ؛ إلا أن الأرقام تعتبر الوسيلة الأفضل والأمثل للتعبير عن الفكرة الشمولية "
كما أنني سأنتهج نهجا أبدأ فيه باستبعاد ما في الدورات من أفكار عامة تنطبق على الشمولي والتفعيلي باعتبارها تأملات أدت إلى أفكار تصلح لكلا الجانبين وبالطبع فليس هناك تساؤلات بشأنها إلا أن تكون تساؤلات عامة بالعروض ككل وليست خاصة بالشمولي ، وسوف أركز في هذه الصفحات على جمع الأفكار التي تتسم بالشمولية متخذة طريقا مختلفا ومتميزا عن النهج التفعيلي ثم أبدأ بطرح ما يبدو لي من تساؤلات حول هذا القسم الشمولي المحض ، وهذا هو الهدف الأساسي من هذه الصفحات.
كان هذا تمهيدا لما سيتم طرحه في هذه الصفحات ؛ وأرجو أن تكون الفكرة قد اتضحت.
وإلى اللقاء في الشمولية – 1 إن شاء الله
لكم أطيب الأماني
المفضلات