جاء في الآية 26 من سورة الأنعام قوله تعالى :" ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نُرَدُّ ولا نكذّبَ بآيات ربنا ونكونَ من المؤمنين"
وقد بحثت عن إعراب نكذب وتفسير نصبها فوجدت في إعراب القرآن للزجاج
قال الجرجاني كما لا يجوز أن يكون لا نكذب معطوفاً على نرد لأنه يدخل بذلك الحتم ويجرى مجرى أن يقال يا ليتنا لا نكذب، كذلك لا يجوز أن تكون الواو للحال، لأنه يوجب مثل ذلك من دخوله في التمني من حيث كانت الواو إذا كانت للحال ربطت الجملة بما قبلها فإذا قلت ليتك تأتيني وأنت راكب، كنت تمنيت كونه راكبا، كما تمنيت الإتيان فإن قلت ما تقول في مثل قول المتنبي
فليتك ترعاني وحيران معرضٌ
لا يتصور أن يكون دنوه من حيران متمنًّى، فإن ذلك لا يكون؛ لأن المعنى في مثل هذا شبيه التوقيف، نحو ليتك ترعاني حين أعرض حيران، وحين انتهيت إلى حيران، ولا يكون ذلك إلا في الماضي الذي قد كان ووجد، وكلامنا في المستقبل، فهذه زيادة في آخر الكتاب تجئ على قول الفراء دون سيبويه وأصحابه، من عطف الظاهر المجرور على المضمر المجرور،
ولم أفهم وجه نصب نكذب
جزى الله من يفهمني خيرا
المفضلات