غزالــة
أرأيتَ ما فعلت غزالةُ=.. في مرَاكشَ و الربـاطِ ؟
أرأيتَ اذ نَـفَـثــَتْ علـيَّ=.. بـكلِّ شاهقةٍ و شاطـي ؟
أرأيــتَ أني كـــــنتُ ذا=عرشٍ هناك و ذا بـلاطِ ؟
فالآن إذ وَرَقٌ تمـاثيلي=.. و إذ خـيشٌ بســاطي
عَطَفتْ علـيَّ بسـُـبّةٍ =مِنْ كلِّ لاذعــةِ السّيـاطِ
***
أرأيتَ كمْ تقسو إذا= انتقمتْ من الأسد الغزالـهْ
أرأيتَ كـيف تَصِيدُه=إذْما ابتغتْ و نوتْ قتالـَهْ
تحتالُ لا بالمكر بـلْ=بالسحر من عَمَلِ الحُثالـهْ
لم يُرضِها أني شربـتُ=.. من الهوى حتى الثُّمالـهْ
أو أنَّ قلبي صـــار في =ضخّ المشاعر مثلَ آلـهْ
بل أعرضتْ عني و تعـلمُ=.... أنْ سأهلِكُ لا محالهْ
***
أرأيتَ إذْ وقفتْ غزالـةُ=.. في دبيَّ على طلولي ؟
أرأيتَ إذ هي حاصرتني=... بالتتار و بالمغــــــول ؟
أرأيتَ إذ جعلت دمـي=و حشايَ في فمِ كلِّ غــولِ ؟
عفراء يا ذنبي و يا=أمسي الملطخ بالوحـولِ
لا تتعبي إني علـى =درب الهوى تعبـت خيولي
لقد انتصرتِ و ليس يُزعجُ=.. مَنْ قضى قرعُ الطبــولِ
***
اللهَ يا امرأةً .. تـدسُّ=..السُّمَّ في قفص الكنارِ
اللهَ يا امرأة.. تناجي=.. الجِنَّ في وَضَحِ النهـارِ
من أيِّ طينٍ أنتِ ويحكِ=.. انتِ أمْ مِنْ أيِّ نـارِ
ما زال خِنجرُك الملوّثُ=.. كالحَرامِ بكلِّ عـارِ
يجتاحُ خاصرتي بكلِّ=.. جريرةٍ و بكلِّ ثارِ
حتى ظننتُ بأنني=حيّاً أنا طالَ انتظاري
***
عفراءُ حين عرفتُها=كان السلامُ هو القضيّـهْ
كانت تحاولُ جهدَها=ألّا تبوحَ بأيِّ نيــّــهْ
كانت تمثّلُ أنّها=كالثلجِ طاهرة نقيـّهْ
أمّا و قد بدتِ الحقيقةُ=.. بعدُ واضحةً جليـّــهْ
و علمتُ أنّ الـحبَّ=والأحلامَ كانا مسرحيـّهْ
سلّمتُ أني وقتَها=في الدَّورِ كنتُ أنا الضحيـّهْ
***
عفراءُ كانت حين تُسبل= شَعرَها .. تصحو البدورُ
كانت إذا ضحكتْ تقومُ=...لها.. و تبتسمُ الزهورُ
كانت تـروق بذِكْرها=النجوى و يكتمل السرورُ
ماذا جرى من بعدِ ذلك=.. حين قد جَرَتِ الأمورُ ؟
انا لست ادري بعدُ..ما= قد كان من خلفي يدورُ
إذْ ربما وقعتْ فرائسَ= رغم قوّتِها النمــورُ
***
ما عاد يبحثُ عنـكِ في=أرجاء مملكتي جنـودي
أخبرتُهم أني عزمــتُ=فلن اعودَ و لـن تعودي
عفراءُ يا فرحي و يـا=بوحَ الورود الـى الورودِ
عفراء يا وجعي و يـا=سفرَ الدموع على الخدودِ
مَنْ تلكَ تملكُ منـزلاً=و تعيش فوقَ.. مع القرودِ ؟!
مَنْ تلك تسكنُ قلعةً=و تخاف بعدُ مـن الأسودِ ؟!
.
المفضلات