الجزء الرابع
حسنا، فلأنس كل الحوار في الماضي، ولْأنطلق من فعولن التي تفضل أستاذي بجعلها محور حديثه، ولْأفترض أن العيب يرجع إلى عجز إدراكي في فهم نظرية أستاذنا – وهذا احتمال وارد بل وارد جدا - فليت أستاذي يتكرم مشكورا في إظهار الفوارق النبرية وحدها إن لم يكن للنبر تأثير على العروض، وكذلك العروضية إن كان للنبر تأثير على العروض وذلك فيما يخص كلمة قليلا في الأبيات التالية وفي السطر الثاني وزن العجز ورمزه تفعيليا ورقميا:
1- ابن أبي حصينة - الكامل
وَقَنِعتَ بِالنَزرِ القَليلِ وَلَم تَكُن عِندَ القَناعَةِ بِالقَليلِ قَليلا
.............................2 3 1 3 3 1 3 2.... تَفاعِلْ ( من متَفاعلْ) = 3 2
2-عمر بن أبي ربيعة - الطويل
صُدودَ شَموسٍ ثُمَّ لانَت وَقَرَّبَت إِلَيَّ وَقالَت لي سَأَلتَ قَليلا
.....................3 1 3 4 3 1 3 2.... مَفاعي = فعولن = 3 2
3- ابن الرومي – المتقارب
فأكبرتُ ذاك وأعظمْتُه وإنْ كان فيما تسدّي قليلا
.........................3 2 3 2 3 2 3 2...فعولن = 3 2
4- أبو العلاء المعري - الوافر
ذر الدنيا إذا لم تحظ منها وكن فيها كثيراً أو قليلا
..............................3 4 3 4 3 2 ....مفاَعلْ - فعولن = 3 2
4- نجيب الحداد – الخفيف
وخلعنا العذار الا عفافاً ونزعنا الحياء الا قليلا
........... 1 3 2 3 3 2 3 2 .. علاتن من فاعلاتن = 3 2
5-نعم لخدمة مصرٍ نرى الكثيرقليلا
........... 3 3 1 3 2 .. علاتن من فعلاتن = 3 2
6- فتيان الشاغوري – الرمل
قُلتُ لَمّا أَزمَعَ الحَيُّ الرَحيلا أَيُّها الحادي بِهِم رِفقاًقَليلا
2 3 2 2 3 2 2 3 2 ..... علاتن من فاعلاتن = 3 2
7- ابن غلبون الصوري – المخلع ( المنسرح لمن شاء نسبته له )
عجِّل كتابَيكَ لي وشَيئاً أُنفِقُهُ مَعْهُمَا قَليلا
2 1 3 2 3 3 2 ......متفعل – فعولن = 3 2
8- هادي كاشف الغطاء – الرجز
أتظهرونَ النوحَ والعَويلا فابكوا كثيراً واضحَكوا قليلا
..........................4 3 4 3 3 2 ..... ..متفعل – فعولن 3 2
9- نظم على الخبب
شارفت على اليأس ولكن ......أبقيت من الصبر قليلا
2 2 (2) 2 2 11 2 2 لُ فعْ لن من فاعلُ فعْلنْ =1 22 = 3 2
في الأبيات السابقة يرد الضرب أو آخر الضرب على وزن 3 2 وهو:
أ- يمثل في الوزن الذي يهم الشاعر فعولن أو ما يعادلها
ب- يمثل للعروضي نوعين من فعولن 3 2 و 3 2
جـ - عندما يأتي في سياق 1 3 2 يفسر بالتخاب بعد الأوثق ورود 2 2 2 التي لا ترد إلا في سياق خببي.
هذه الرموز البسيطة تغطي كل المصطلحات المعقدة التي أوردها أستاذنا في الفقرة أعلاه، إلى هنا يتوقف في نظري الشعر والعروض دون تدخل النبر من قليل أو بعيد، فهلا تكرم أستاذي
بإبراز الدلالات الإضافية لكل من الكلمات ( قليلا ) التي تؤثر على إنشادها فتجعل نطقنا لإحداها مختلفا عن نطقنا للأخرى ؟ إن المستقر في نفسي أنها يمكن أن تنطق جميعا بنفس الطريقة دون أن يتأثر الوزن، ذلك لأني أعتقد أن الوزن وإقامته لا علاقة لهما بالنبر، وأستاذنا يقول غير ذلك، فهل تكرم مشكورا مأجورا بتفسير الأمر على مستوى النبر بطريقة لا تقدم برهانها من ذاتها. ثم إن كان يرى لذلك تأثيرا على العروض وهو الأمر الذي أنفيه فأرجو أن يبينه كذلك مشكورا. وأذكره هنا بقوله :
ولماذا اهلك الخليل نفسه في تفسير هذه الظواهر الإيقاعية ؟
هل جاء بها عبثاً ؟؟ أم هي لفكرة موسيقية ينبه بها المنشد أن يتجه إلى أصل التفعيلة التي تختزن بالإيقاع الصحيح لكل بحر عند الإنشاد الشعري للقصيدة ؟
ليتأمله على ضوء ما تقدم وليأخذه في الاعتبار عند إجابته إن تكرم وأجاب.
ربما تكررت إشارتي إلى ضرورة تجنب البرهان الذاتي، فإن البرهنة على أية مسألة لا يصح أن تكون من ذاتها، وحسبنا الفرق في الخطاب القرآني الموجه للكفار وذاك الموجه للمسلمين. فلا يستقيم القول للكافر إن الصلاة فريضة عليه بدلالة نص قرآني لم يؤمن به ابتداء. وإنما تقام الحجة على الكافر بالفكر والحجة والبرهان. فإن آمن وصار مسلما فمن المنطقي دعي إلى الإلتزام بالشرع.
1- تأييد الرقميين
فهذا العمل لا يؤيدهم به موسيقي عربي أو ( حتى ) عروضي أجنبي , لقد دافع الأجانب عن عروضنا ودرسوه , فلم يقولوا مثل ما قاله الرقميون العرب وهم:
(فايل / غيارد / شولز/ ستانيسلاس/ فارمر , وغيرهم ) فهؤلاء درسوا العروض وموسيقاه ونبغوا فيه وأيدوا الخليل بعبقريته , أليس من الصواب أن نكون أكثر حرصاً منهم على مستقبل تراثنا من الأجانب ؟؟؟ .
أليس هذا العمل من أخطر ما يعترى عروضنا من تشويه وتحريف وتمويه , بعد أن امتلأ بالأخطاء ؟
باستثناء الأستاذ سليمان أبو ستة الذي يتقارب مضمون نهجه مع الرقمي، فإن أحدا من العروضيين لم يدرس مضمون الرقمي، ذلك أن أهم ما في الرقمي هو فهم مقاربته القائمة على الشمولية للتواصل مع تفكير الخليل، هذا الفهم لا يتم إلا عبر دراسة دوراته منهجيا، هذه الدورات التي تهتم بتحرير الذهن من النظرة التجزيئية إلى النظرة الشمولية قبل اهتمامها بإعطاء المعلومة. وربما رأي الكثيرون منهم أن هذا الأمر لا يليق بمقامهم. ومن عرف منهم أن الرقم 3 رمز للوتد و 2 رمز للسبب تصور أنه فهم كل الرقمي باعتباره مجرد ترميز جديد لا ينقص شيئا ولا يزيد. وبعضهم قال فيه مالم يقله مالك. ومن شاء أن يطلع على شيء من ذلك فليطلع على موضوع ( قالوا عن الرقمي ) :
أما من أوردهم أستاذنا من الأجانب فلا أستطيع الحديث عن أي منهم باستثاء فايل الذي قرأت قرأت عنه: http://belahaudood.org/vb/showpost.php?p=149909&postcount=2
ما ينسف نظرية أستاذنا الغول نسفا، وللدقة أقول إن نظريته ونظرية أستاذنا متناسفتان، بمعنى أن كلا منهما تدحض الأخرى ففايل يقيم النبر على الوتد وأستاذنا يقيمه على السبب والحقيقة متجسدة في أن اعتماد النبر لدى كل منهما على مقطع من مقاطع الخليل يتضمن أمرين
1- أنه من ناحية عروضية مجرد اختلاف تسمية لعروض الخليل ولا يجعل منه حجة تدعمه ولا تحكمه ولا تنقضه، فالخليل يقول السبب والوتد وأستاذنا يقول السبب النبري والوتد وفايل يقول السبب والوتد النبري. وشأن خلط ذلك بالعروض والاستشهاد به على صحة أو خطأ هذا القول العروضي أو ذاك . كشأن من أراد تصنيف الجنس لدى البشر في مدينة ما وهو ( الذكر والأنثى ) ولكنه قال إن لديه تصنيفا جديدا ذلك أنه لاحظ أن الناس جنسين ذوو الشعور القصيرة وذوو الشعور الطويلة ثم راح يعمم ذلك ويقول إن من صنف الناس على أساس ذكر وأنثى يقصد ذوي الشعور الطويلة والشعور القصيرة، وليس المقصود بالذكورة والأنوثة عند المصنف الأول إلا ذاك. وأن الناس لم يكتشفوا ذلك التصنيف قبله، فإذا وجد رجلا ذا شعر طويل في الواقع أسرع بقص شعره، وإن لم يتمكن قال " إنه من الشاذ "، وإذا رأي سيدة ذات شعر قصير سارع بإلباسها باروكة طويلة الشعر، فإن رفضت قال "أنها من الشاذ"
إن مابني على العروض – خطأ أو صوابا- لا يستشهد به من حيث المبدأ على أي موضوع عروضي لأنه لا يلزم العروض بل يلتزم به.
النبر نبران :
أ- نبر مجمع عليه من قبل العرب ومنه ما يرد في القرآن الكريم :
وهذا لا علاقة له بالعروض ويتعلق ببيان المعنى في النثر والشعر وتتحكم به عدة عوامل ليس الوزن من ضمنها، ومن شاء المزيد فليرجع للرابط المتقدم عن النبر
ب - ونبر يقيمه صاحباه فايل على الوتد والغول على السبب ولا يُجمع أهل ربط النبر بالعروض على شيء لأنه لا صحة للربط في الواقع . لأن الشعر العربي شعر كمي في الدرجة الأولى ذو عروض كمي يشترك معه في ذلك الشعر والعروض الروماني والشعر والعروض اليوناني القديمان، وشعر نبري ذو عروض نبري كالشعر الإنجليزي وهناك محاولات إنجليزية جرت لصوغ شعر كمي وهي محاولات مميزة عن سائر الشعر الإنجليزي وأنصح بالاطلاع على الرابط :
وكيف يستطيع الرقميون أن يحلّو لغز الخليل بهذه الألقاب التي عجز عن فهمها العياشي فذمّها , وعجز عنها الرقميون ( فسخطوها ) وجعلوا لها ( رقماً واحداً ) أصماً , لا يعرف النطق ولا يعرف صواب النغم ؟؟
الرقمي أثبت أن حدود التفاعيل هذه مصطلحات بغرض توصيل تفاصيل شمولية فكر الخليل إلى أذهان الناس التي تستبسط التجزيء والتجسيد، والحدود بين التفاعيل إن كانت بين سبب ووتد لم تلحق كبير ضرر ولكن إن كانت بين سببين كانت وبالا كما هو الحال في حشو بحور دائرة ( المشتبه – د ) وفي منطقة الضرب أنّى وردت.
إن اللغز الحقيقي أستاذي أنك تصر على أن تحاورني بالعروض الرقمي الي يتبناه (خشان الغول) رغم كل ما أوضحته مرارا وتكرارا، وفيما تقدم ما يغني عن تكرار ذلك.
( فسخطوها ) وجعلوا لها ( رقماً واحداً ) أصماً , لا يعرف النطق
الرقمي جعل أجزاء الوزن جسدا واحد حيا نابضا يتأثر كل جزء فيه بكل جزء آخر. ولكن لا شك أن عروض ( خشان الغول ) فيه ما يثبت نظرية أستاذنا، فليت أستاذنا يتكرم بدراسة الرقمي الذي كتب فيه ( خشان خشان) .
ولا يعرف صواب النغم ؟؟
في هذه أستاذي أعترف وأقر أني لا أفهم قصدك من صواب النغم وكلي أمل أن يمكنني شرحك لأصناف النغم في كلمة قليلا في ضروب البحور المتقدمة من فهم صواب النغم، وإذا فهمته فسيكون ذلك بابا معرفيا لن يؤثر على نظرتي للعروض إلا إذا إذا أثبتّ أن العروض يتأثر به.
أليس هذا العمل من أخطر ما يعترى عروضنا من تشويه وتحريف وتمويه , بعد أن امتلأ بالأخطاء ؟
يتصور أستاذي أن الرقمي سخط عروضنا وشوهه
وأتصور أن التفاعيل حجبت فكر الخليل وأضرت بالنهج الفكري الكلي القائم على الفهم لحساب النهج التجزيئي القائم على الحفظ المكتظ بالمصطلحات الناجمة عن التفاعيل وحدودها :
يقول د. سيد خليفة في كتابه (في الموسيقى الشعرية) : :"...حتى أننا لا نعرف علما من العلومالعربية والإنسانية، قد اكتظ بغريب المصطلحات وجفافها، كما اكتظ بها عروض الشعرالعربي وقافيته، ......... كل ذلك دفع الكثيرين إلى الإعراض عن تعلم العروضوالتنفير منه، وإظهاره في صورة بغيضة وثقيلة، لا تتمشى معه طبيعة الشعر وما فيه منجماليات."
. وجاء الرقمي ليعيد لهذا الفكر دوره ويكشف عن عمق عبقرية الخليل فيه من حلال طرحه لمضمون العروض طرحا كليا قائما على الفكر والفهم وكل طرح فكري يكون شاملا وبسيطا ومتحررا من عقابيل الشكليات والتجزيء وما ينتجانه من مجلدات المصطلحات. ولعلم القارئ فهناك غير مجلد لقاموس مصطلحات العروض التفعيلي .
يقول الأستاذ يقول الأستاذ ميشيل أديبفي مجلةالموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:": وأكثر ما يعيبكتب العروض القديمةوالحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها،لم تحاول تحليل العملية الذهنية التي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّةالرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ."
وللقارئ أن يحكم أي التصورين هو الصحيح
بعد أن امتلأ بالأخطاء ؟
من لم يدرس الرقمي منهجيا ويفهمه ليس مؤهلا للحوار في جزئياته وله الحق في الحكم على نتائجه. في بداية تناولي للرقمي كانت فيه أخطاء كثيرة نبهني النقد الموضوعي لها. ربما تكون في نتائج الرقمي أخطاء سأكون شاكرا لأستاذي وسواه على تنبيهي لأي خطأ تطبيقي في نتائجه العروضية حسب العروض التفعيلي الذي يعرفه الجميع وليس حسب نظرية أستاذنا في الإنشاد والنبر ذات البرهان الذاتي التي أراها مقحمة إقحاما في الحكم على العروض.
إذا استطاع الرقميون أن يوضحوا هذا اللغز الحقيقي للتفرقة بين إيقاع الأضرب المذكوره أعلاه وغيرها من الأضرب التي لم تذكر الآن , الذي بها يشكل الجوهر الرئيس للبحر وتمييزه عن بحر آخر , فاعتبروني منذ الآن انني أول الرقميين للسير معهم , والدفاع عن أرقامهم .
إذا استطاع أستاذي الغول أن يفهمني لغز التفرقة بين إيقاع الأضرب المذكور وخاصة في كلمة قليلا فسأقتنع أن للعروض تأثيرا على النبر.
وأعتقد أن أستاذي لو انصرف عن العروض الرقمي الذي قدمه له ( خشان الغول ) ودرس ما كتبه ( خشان خشان ) عن الرقمي متناسيا أثناء دراسة البرهان الذاتي لنظرية النبر، فإن هناك احتمالا كبيرا لأن يغير نظرته إلى الرقمي. أقول هذا معذرا أستاذي في لجوءه إلى البرهان الذاتي وبعده عن البرهان المادي فذلك ليس حاله وحده بل هو حال كل من ربطوا بين العروض والنبر بنظرياتهم التي لا يتفق أي منها مع الآخر كليا.
يقول د. وليد مقبل السيد: http://belahaudood.org/vb/showpost.php?p=149909&postcount=2
وأهم ما يلفت النظر في هذه القضايا أنَّ الذين تصدَّوا لوضع قواعد لمواضع النَّبر الشعري لم يتَّفق أحدُهم مع الآخر اتِّفاقًا تامًّا على الأقل، كما لم يستنِد أحدهم عند وضع قوانينه إلى دلائل مادِّيَّة واضحة تؤيِّد قوانينه، والدَّلائل المادية - من وجهة نظري - تتمثَّل في المعطيات العروضية والمعجمية والصرفية والنحوية، التي قد تدعم وجهة نظرٍ ما في وضع النَّبر على حركة معيَّنة، كما قد تدحض وجهة نظر أخرى في وضع النبر على موضعٍ آخَر."
وما لجوءهم إلى البرهان الذاتي إلا لانعدام البرهان المادي فلا برهان ماديا لوهم.
" قل هاتوا برهانكم " صدق الله العظيم.
**
ألم يعتنق الناس أديانهم وثبتوا بها ودافعوا عنها بعد رسلهم ؟؟
كلا، في الأعم الأغلب، ومنهم من قتلوا أنبياءهم، وحفظ الله القرآن الكريم
وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)..... التوبة ( صدق الله العظيم)
المفضلات