** إن 2 1 3 في آخر عجز الخفيف كما هي في آخر عجزالكامل تعطي موزونا طريفا سائغا يتفق مع التنظير الرقمي في مجال التخاب بعد الأوثق. ولكنه ليس شعرا لأن الشعر ما قالت عليه العرب وأثبته الخليل. **
http://alarood.googlepages.com/006-rajaz-kamil.htm
هل يجب أننأخذ هذه الملاحظة المقتطفة من الرابط أعلاه كمسلمة رياضية لا تقبل النقاش و لاالتبرير ؟
أميمكننا أن نطرح التساؤل ، و نعرف : ما الذي يخرج وزنا مستساغا من الشعر،؟
أو علىالأصح ، ما الذي يمنع دخول وزن مستساغ حرم الشعر و ساحته ؟
ثم لماذا يبقى الشعر محصورا فيماقاله الخليل من زمن بعيد ، بينما أغلبالعلومتعرف الإضافة و التطوير و التعديل أحيانا كثيرة؟
أليس هذاحجر على الإبداع الذي قد يثري الذاكرة الشعرية لأجيال قادمة؟
أستاذتي الكريمة
تسرني مواصلة ارتيادك للأشمل.
ليس ثمة مسلمات. وكل ما يطرح آراء لها وعليها وهي قابلة للاختلاف.
وجهة نظري أن الأمر في الشعر كالأمر في النحو، فالشعر كما النحو الأصل فيهما ما جرت عليه العرب.
ومع ذلك يـبقى في باب أصناف الكلام مجال لكل جديد ولكل إبداع. على أن نحافظ على شخصية كل نوع.
هناك النثر العادي
وهناك النثر المسجوع
وهناك ما يدعونه قصيدة النثر
وهناك قصيدة التفعيلة
وهناك الموزون
وهناك الشعر
وعلى رأس اللغة والبيان هناك القرآن الكريم.
والباب مفتوح لكل جديد.
ينشأ الاضطراب من خلط هذه الأنواع وذلك يتجسد تاريخيا في أمرين
أولهما ادعاء المشركين أن القرآن شعر
وثانيهما تعبير قصيدة النثر كقولهم ( ضحى الليل ) و ( دجى النهار ) على سبيل الحقيقة لا المجاز
وتبقى بين الموزون والشعر خصوصية ينبغي توضيحها
الشعر ما قالت عليه العرب
والموزون ما يتخذ شكل الشعر دون التقيد بأوزانه وغالبا ما تتوفر بين شكل شطريه علاقة كتلك التي بين شكل شطري الشعر.
والموزون يتراوح بين ما هو سمج ثقيل وما يقترب سلاسة ً من الشعر. وهو حسب منشئه أنواع
فمنه ما يأتي اعتباطا
ومنه ما يأتي بمخالفة بعض تقييدات الخليل
ومنه ما يأتي استقراء لقواعد الشعر العربي العامة كما يحددها الرقمي ومنه في المثالين الذين في الرابط ما استقرئ على ضوء مفهوم التخاب.
إن الحفاظ على مرجعية توصيف شكل الشعر أمر في غاية الأهمية. ومن يحطم هذه المرجعية ظانا أن ما يأتي به مبرر بدافع الإبداع أو سواه لا يملك أن يعترض على ما يراه سواه إبداعا وإن رآه هو تخبيصا. وهكذا سيختلط الحابل بالنابل وستتدحرج المرجعيات نزولا إلى درك مجهول.
ويمكن استعراض حوارات متصلة حول هذا الموضوع على الرابطين:
*********
إن فكرة استبدال التفاعيل بالأرقام ، تهيء جوا مواتيا للّعب بالمقاطعالرقيمة كما لو كنا على رقعة شطرنج ، لكل رقم خواص و لكل مقطع مميزات و لكل نسقتمظهرات ، كلها تسير في سبيل تحقيق هدف واحد ، التربع على عرش الشعر .
التفاعيل تجسيد والأرقام تجريد. والتجسيد ينطبق في حالات محددة بشكل محدد والتجريد مطلق شامل. ولا ينسى هنا أن حديثنا عن العروض لكن الشعر موهبة أساسا وكم من شاعر لا يعرف العروض. والعروض استقراء للموهبة لتحديد صفاتها.
و أعتقد أنمن تمكن من فهم قانون اللعبة ،و ضبط الأوزان و الإيقاعات ، أن يكتشف تراتبا جديدالم يسبق إليه أحد ،لا يخرج عن القواعد العامة للوزن ، و لا يتطابق مع ما أبدعه السابقون .
بل هو وصف لذلك التراتب بطريقة مغايرة وهو كما تفضلت لا يخرج عن القواعد العامة للوزن. ومن شأنه أن يتوسع باستعمال ميزات توصيفه اعتمادا على فهم أشمل للتراتب المذكور إلى مساحات أوسع قليلا من حدود الشعر فيما يمكن أن نسميه الموزون. وربما ضيق حدود بعض أوزان الشعر وشجع على استبعاد بعض الزحافات كتلك التي تطرأ على الفاصلة.
قولك " ولا يتطابق مع ما أبدعه السابقون " صحيح من حيث التجديد في الأسلوب، ولكنه في النتيجة يتطابق مع ما أبدعه السابقون.
ربما كانالأمر غير وارد أو غير مقبول ،قبل العروض الرقمي ربما كان الأمر غير واضح قبل الرقمي. ، لكن هذا الأخير،لا يجب أنيرتبط بالتفاعيل ، تحكمه و تكبح جماحه ، لأنه يفكر فيما قبل التفاعيل،يسبقظهورها ، يتعامل مع المكونات الأساسية للتفاعيل أي السبب والوتد غير متأثر بحدود التفاعيل و يتناول بالدرس العملية التحليلية للوزن ، و التي كانت التفاعيل مظهرافقط من مظاهرها ، أتفق معك
لتقريب الفكرة بما كان متاحا حينها لدى الخليل و معاصريه ، و بماكان متوفرا من الأنماط الشعريةفي مجتمع شبه مغلق و تواصل محدود ، و استكشاف مرهق .
أزعم أن العروض كان لدى الخليل رقميا صادرا عن نظرة شمولية رياضية والدلائل على ذلك
1- دوائر الخليل ( ساعة البحور)
2- الرابط التالي وخاصة مقدمته
http://web.archive.org/web/200712251...warraqamy.html
3- عندما يضع الخليل مئات القواعد الجزئية المتناغمة فلا شك أن تناغمها يدل على صدورها عن صورة كلية شاملة.
أما أن أغلبية معاصريه لم يكن لديهم ميل لفهم رياضياته في هذا الباب بأسلوبها المباشر فأمر تغلب على ظني صحته. وما نراه اليوم من صدود عن الرقمي وتهجم عليه يرجح ذلك.
وأخيرا أنقل رأي الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمةوالحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها،لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّةلرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ. "
هذه ليستثورة على الخليل ، و لكنها ربما تكون أحسن رد لجميله ، حينما نكشف عما قضى الخليلرحمه الله ،دون أن يتمكن من التعبير عنه و إخراجه للوجود لسبب أولآخر.
و هذهالمهمة - مهمة التجديد و التطوير -هي لصفوة الصفوة ، من أدركوا أسرار العروض ،وانصهروا في دوائرهفهما و تأملا و اكتشافا و إبداعا ، و جاء الرقمي ليضع لهم اللبنةالتي بفضلها اشتد البناءو قام ، اللبنة التي بدونها يسقط كل مشيد ، و يهوي كل مرتفع .
ليس هذا فقط فالعروض أصلا نتاج لعبقرية تفكير الخليل وشموليته وطلاقته. والرقمي بهذا أداة للتواصل مع هذا التفكير وبعث له ومضي في رسالته سواء فيما يخص الرقمي أو سواه مما هو أهم.
وهو كذلك في المجال التطبيقي مدّ لفكر الخليل إلى مساحات أخرى من الفنون كالعمارة والموسيقى والآثار وسوى ذلك من الأبواب التي فتحها الرقمي وما سيفتحها على يدي من يستشرفون هذه الآفاق وكلي أمل أن تكوني من أوائلهم.
أنتظررأيكم في هذه الخربشة الفكرية.
أتمنى أن أكون قد وفقت في توضيح ما أراه فيما تفضلت به.
وأتمنى بما لك من سبق في هذه الريادات أن تتولي رعايتها وتشجيع المشاركين والخريجين خاصة في تخطي حاجز دورة التخرج – الثامنة.
والله يرعاك.
المفضلات