ولا فض فوك أنت أيضا أستاذي العزيز خشان، تشطيرك لهذه الأبيات احتفاء بها أشكرك عليه من القلب.

أما عن أحذ الكامل فمع جماله إلا أن الشعراء في ظني يفرون منه إلى بحر آخر يشبهه هو بحر البسيط، كون البسيط يمنحهم نفسا أطول وقدرة أكبر على التصرف بالمعنى.
أجل، هنالك فرق نظري واضح بين أحذ الكامل والبسيط، لكن ما أؤكده هنا أنه أثناء كتابة القصيدة الحذّاء يجنح ذهن الشاعر إلى البسيط، فتراه يرد شطورا كثيرة ترد على ذهنه أثناء ولادة القصيدة، ومن الشعراء من لا يفطن لذلك فيكتب الشطر كما يرد على ذهنه ولولا أنهم يبيضون قصائدهم حديثا ولولا أنهم كانوا يغنونها قديما لرأيت صورا من هذا الخلط، فالآذان متفاوتة في إدراك الإيقاع، وقد يشتبه عليها الأمر فتظن هذا الوزن موافق لهذا الوزن أو مخالف له وليس الأمر كذلك.
قرأت علي مرة مسودة قصيدة لأحد أخوالي، وكان كتبها في ابنته وقد انتقلت إلى مدينة أخرى، فكان مما حفظته منها قوله:
سأقلبُ البيت بحثا عن عباءتها ** أو جوربٍ أو كُم فستانِ...

وليس هذا هو البيت الوحيد بل خلط في عدة أبيات أخرى بين أحذ الكامل والبسيط، ولا أدري ما إذا كان تنبه لهذا لاحقا أو لا فهو ينظم على ذائقته ولا علم له بالعروض.

عموما أنا لا أختار الوزن ولا القافية، تأتيني الشطور هكذا متتابعة ومتدافعة أحيانا، كأن تخطر بذهني أثناء الكتابة عدة صدور بلا أعجاز أو العكس، لكنها لا تأتيني إلا على نفس الوزن والقافية كأنما يوحى بها إلي وحيا، ولا فرق بين ما أكتبه من الشعر العمودي أو من الشعر الحر غالبا، أقول غالبا لأنني أشعر أحيانا بأنني أكتب بحس نقدي خلال تدوين القصيدة الحرة، وهذا ما لا أشعر به خلال كتابة القصيدة العمودية.

ودمت مشرقا.