كان قد أعجبني جدا مطلع لأستاذي عالم العروض الجليل خشان خشان كان قد كتبه ولم يكمل عليه فاستأذنته فيه وأكملته قصيده ليصبح :
مكاشفة في بيت العنكبوت
" لا أنت جئتَ ولا العواذلُ غابوا
فكلاكما في وعده كذابُ "
وكلاكما من قطـْر نزفيَ قد ملا
كأسَ الشماتةِ , فارتوى المرتابُ
لا أنت جئتَ , ولا ذراعـُك - بالخطا –
مـُسَّتْ بباطن راحها الأبوابُ
ما بين عينينا لأجفان النوى
هـَدْب القصيد مـُقصَّفٌ وعتابُ
وجراحُ قافيةٍ تقرَّحَ سطرُها
ورويُّ فرْحٍ كسـَّروه وعابوا
ترنيمُ أغنيةٍ تعطـَّلَ نايـُها
عن عزف غير الآه يا أصحابُ
ورحيقُ أحلام تبخـَّر قبلـهُ
ذاك الندى الغضُ الذي قد صابوا
وربيعُ عمر حان جـَـنـْيُ خريفهِ
بوُرُودهِ الـــ قد عافها الجـُلاَّبُ
وسؤالُ حـُبـْلى باحتمالات الهوى
ومـَخـَاضُ ميلاد الرحيل جوابُ
وذبيحُ هجـْرٍ لم تسلهُ ترفـُقا
تلَّ الجبين إلى الثرى , وحسابُ !
ودَوَارُ سـُكـْر الذكريات يلفــُّني
فالآن تعرف طعمـَهُ الألبابُ
من بعض جهد العنكبوت نسجتـُهُ
ثوب الأماني , والوعودُ عـِذاب ُ
ونقضتُ غزليَ بعد قوة صنـْعـَة ٍ
حتى الردى ,, فتمزقتْ أعصابْ
أنى يذوق زلالُ شعريَ شهدَه ُ
ويغصُّ في حلق الحروف الصـَّابُ ؟!
صفحات دفتري المضمـَّخ بالأسى
ذابتْ على أوجاعها الكـُتــَّابُ
حبٌ ,, وأحزانٌ توثــِّق جذرَه
حبلَ الوريد , فتثمر الأتعابُ
أين الجـِنانُ الوهمُ يا فردوسـَهُ
ونخيلـُها الممدودُ والأعنابُ ؟!
وفريدُ عشق لم تجرِّبـْه الدُّنى
قبلا , عليه تحاسدَ الأحبابُ ؟!
بل أين أين .. وهل.. وكيف.. ألم.. متى
وعلامة استفهامهم تـُغـْتابُ ؟!
من نصف موتي في الفراق لنصفهِ
بلقائنا , عنـِّي الدموعُ أنابوا
لا أنت جئتَ , ولا أنا , حتى أنا
عن وقـْع خطويَ تاهتْ الأعتابُ
هناء المشرقي
المفضلات