أخي وأستاذي عمر خلوف

شكرا لك يليق بفضلك

اعتدنا على الشعور بتقارب تصنيف الأوزان على أساس المقطع الأول أو مجموعة المقاطع الأولى في الشطر.

يراودني منذ مدة شعور بقربى ما بين الأوزان بناء على نهاياتها، وهذه القربى ليست بقوة قربى البدايات. وجاء قولي بأني أذكر لك أبياتا من الخفيف ونهاياتها على (2 1 3 ) تعبيرا لا شعوريا عن إحساسي بهذه القرابة وإنما المقصود هذا الوزن من الكامل.

كتبت ما تقدم، ثم رحت أبحث عن أبيات عبده بدوي، فوجدتها على الرابط،
http://www.arood.com/vb/showthread.p...=4015#post4015

ووجدت قولك:

نعم أخي خشان، أشعر بسلاسة القطعة المعدّلة، من قصيدة د.عبده بدوي بما يجعل وزنها شيئاً محبباً أكثر من وزن أصلها. وأعيد هنا بعض أبياتها بعد تصحيح بعض الكلمات التي وردت خطأً، بناء على ما وجدته في سجلاتي:

هبط الأرض كالصباح سنيّا=وككأسٍ مكلّلٍ (بالحبَبِ)
[عـزَفَ] الحبّ والمنى وحروفاً=كالعصافير إن تطاردْ (تجبِ)
وتغنّى كبلبلٍ وتهادى = كشعاعٍ معطّرٍ (مرتقَبِ)
عاش في [القيروانِ] قلباً ذكياً=يحتسي النور ينتشي من (طربِ)
تفرح الأرضُ حين يمشي عليها=يمسح [النجم] رأسَه في (حـدَبِ)
حينما همّ بالرحيل [استجابت]=خطواتٌ وقلبه لم (يجبِ)
وقد ذكّرني هذا الخلط ببيتٍ على الكامل جاء في قصيدةٍ لي قديمة:

وقَرَتْ همومُ العمْرِ ظهري تَعَبا = وبَرى صراعُ الدهرِ جسمي نصَبا
وقد وجدتُ مثيله فيما بعد بقول د.عبده بدوي أيضاً، وهو مولع على ما يبدو بمثل هذه الخلطات!

قالوا بلادُكَ قد غدتْ مزهوّةً=عاد النقاءُ لها وغابَ التّرَحُ
وتغامزوا لمّا عبَرْنا شارعاً= في موجِهِ العاتي مساءً سبَحوا
وتطايروا لمّا انعطفنا جانباً = فوراءَ إعلانٍ مثيرٍ نزَحوا
ذكَروا مساءً أهرقوا ألوانَهُ = ومشى على صوتِ المغنّي قُزَحُ
وسخاءَ راقصةٍ بجسمٍ مورِقٍ=صاحَ الكمانُ به وفار القدَحُ
كلٌّ يُعيدُ حكايةً عن وردةٍ = هُصِرَتْ وعن شرَفٍ رفيعٍ جَرَحوا
متفاعلن متفاعلن متفاعلن = متفاعلن متفاعلن مفتعلن
كما ذكرني بقول إبراهيم العريض (من السريع/الرجز):

وزهرةٍ تبسمُ عن لؤلؤٍ = قد نفَضَ النسيمُ عنها الوَسَنا
تجري المياهُ تحتَها سلْسَلاً = وحولَها الطيورُ تبكي الدِّمَنا
كأنها إذا رنَتْ غادةٌ = تنظُرُ في المرآةِ وجهاً حسَنا
مستفعلن مستفعلن فاعلن = مستفعلن مستفعلن مفتعلن
فلله درك وعلى الله أجرك
وجزاك عني كل خير .
-----------
ثم خطر لي أن أمثل لما أحسه من تقارب الأوزان باعتبار نهاياتها بما يلي، مركزا على الأعجاز من الأبيات، فلعل تقارب اللفظ يزيد في إبراز شبه الوزن

الكامل من الشعر: =..
قالوا بلادُكَ قد غدتْ مزهوّةً=عاد النقاءُ لها وغابَ التّرَحُ
وتغامزوا لمّا عبَرْنا شارعاً= في موجِهِ العاتي مساءً سبَحوا
وتطايروا لمّا انعطفنا جانباً = فوراءَ إعلانٍ مثيرٍ نزَحوا
شبيه الخفيف من الموزون:= ..
إن تقولوا بأرضنا ذا الفرَحُ = حلّها السعد، غاب عنها التّرح
أيّ غمز لدى عبور طريقٍ = ذاهياجٍ ببحره قد سبحوا
ثم طاروا لدى انعطافيَ جنباً = ووراء الإعلان فورا نزحوا