ألا إني لأبصرهم هنا يمشون
وأسمع نحبهم يبكون
بأبصار كليلاتٍ، ومن غرناطة يمضون
تمد لهم إيزابيلّا ، حذاء منه يستسقون
فيلعق نعلها وغدٌ، وجيه القوم لو تدرونْ
وذا عبّاسُ ذي اسْتِفْني وذي قمَمٌ وذا شارون.
وأبصر كل من سُبِيت ، وما يأتي به السّابون
فذي أمي وذي أختي وذي حيفا وذي اللطرون
وما زالت طوائفنا تواصل فُجْرها الملعون
أرانا أمّةً نِتَفًا، يقال لها الموريسكيّون.
وقيل ربيع ثوراتٍ،إذن قومي سيتّحدون
وقد فعلوا ،
بتجديدٍ
مبادرةً
توحّدهم
ولكن معْ
بني صهيونْ
فيا تبّا لمن ذهبوا بلا دقنٍ
وتبّا للذين أتوا وكل الفرق بعض دقون.
فكلهم لفرناندو - وليس سواه - مرتهنون.
فشرعيّاتهم منه، وحيث أشار يتجهون
له صلّوا
له صاموا
له طافوا
له يسعونْ
صغيرهم(1) بكى بالأمس، هم بالذّل ( منشكحون)
لألعنُ ذكر من راحوا ، وألعن واقعا مأفونْ
وأذرع ليل خيبتنا، وأرقب فجر من يأتونْ
وأسمع حادي التاريخ يصرخ بي: " أيا مجنون
ستبقى هكذا أبدا وما جاءوا ولا يأتون "
أقاومه بأحلامي وأعلم أنني مجنون
وأن جنوننا حق ، وأن النصر سوف يكون.
ألا سُحْقًا تعقّلَنا وسحقا أيها الأفيون
ومن يمسك بحبل الله، وعد الله منتصرونْ
بلا صخَبٍ ولا عددٍ بحجم مسيرة المليون
وحقّ إن همُ هتفوا، فأهل الحقّ لا يهذون
غدا في اللدّ موعدنا، إلى غرناطةٍ ماضونْ
بمرحمة لأهل الأرض، أضناهم بها الباغون
بديجور يقشّعه ضياء المصطفى الميمون.
---
(1) أبو عبد الله الصغير آخر ملوك غرناطة ومقدّم مفتاحها إلى فرناند وإيزابيلا ، الذي بكى من عاره فقالت له أمه:
إبك مثل النساء ملكًا مُضاعا ..... لم تحافظ عليه مثلَ الرجالِ
المفضلات