أستاذي وأخي الكريم
كما قلت لك – وربما كنتُ مخطئا – إننا بهذه الطريقة نلبس الراي الشخصي أرقاما
وهكذا يعتبر هذا التحليل شخصيا لا موضوعيا. او قل هو موضوعي في إطار الشخصنة. أي موضوعي لكل شخص على انفراد. فكأنه في مجال ما تفسير القوانين لخدمة غرض محدد سلفا على مقاس محدد. أو قل هو تغيير الدستور لتمرير هدف محدد.
على أنني أؤكد أن م/ع ليست حقيقة رياضية مطلقة، وليست حتى مقطوعا بصحتها. وأنها نسبية فرب مؤشر يعتبر مرتفعا في سياق ومنخفضا في آخر، وربما تناغم شطرا بيت مضمونا وقوة واختلف مؤشراهما لاعتبار ما . إن في تثبيت طريقة احتساب م/ع ثم البحث عن تبرير منطقي تحفيز للتفكير هو هدف بحد ذاته ذي جدوى ربما تفوق موضوع ممع بحد ذاته. إن فتح الباب لتعديل طريقة الاحتساب قد يؤدي إلى نتائج رائعة من وجهة نظر ما. لكنه موضوع آخر ومؤشر آخر ، وربما لو أعطي فرصة لأقام نتائجه الخاصة . لكنني أكرر أنه أمر ختلف تماما عن م/ع التي أعرف.
لكن من حقك أن تطلب تفسيرا منطقيا على ضوء م/ع ( رقم 1 ) نعم هناك الآن أربعة أصناف من م/ع وربما كان المزيد على على الطريق.
في م/ع (رقم1 ) هناك معامل الاختلاج وهو ركن أساس في م/ع (رقم1) يستعمل في المقارنة بين الأجزاء سواء كانت المقارنة بين قصيدتين أو مجموعتي أبيات أو بيتين أو شطرين أو أقل من ذلك أو العديد من كل منها. كما يسري ذلك على تفاوت أجزاء النثر عند مقارنة مؤشراتها
ساجيبك فيما يخص هذا البيت وآخر معه
د. ضياء الجماس : والرعبُ يملأ من يرى أجسامهم (م/ع=2) .... وكأنهم حَـرَسُ الملوك تصول(م/ع=1)
معامل الاختلاج = 2 /1 = 2 لصالح الصدر
لمهيار الديلمي : وخُـوِّل أعـنـاقَ المطيّ فَـساقَها (م/ع=1,3) ......وراءَ التي يسمو بها ويصولُ(م/ع =0.3)
معامل الاختلاج = 1,3/ 0,3 = 4 لصالح الصدر
في البيتين ثمة مستويين من المضمون لكأنهما المخدوم والخادم أو الرئيس والفرعي أوالمتن والحاشية، ولكن لنصطلح على المقصود والمتمم
المتن هو الحدث أو المقصود الأساس ، والحشية أمر متعلق به مكمل له
في البيتين المقصود في الصدر ففي بيتك ( رعب يملأ الأجساد) ثم يأتي التابع في العجز وصفا وتكميلا ويختلف موقف الشاعر في الحالتين، ولذا كان معامل الاختلاج لصالح الصدر.
والأمر ذاته ينطبق على بيت مهيار. فالمقصود هو ( ملك اعناق المطي ) والمتمم تحديد اتجاهها ولذا كان معامل الاختلاج لصالح الصدر ايضا.
وهنا موقفان يحددان نوعين من م/ع أخذي برأيك ينسف هذا التحليل وينسف معه معامل الاختلاج.
المفاضلة شيء وإيضاح أنهما نوعان شيء آخر، لكن قصدي التأكيد على أنهما نوعان مختلفان من م/ع.
لقائل أن يقول ، لماذا يحل المتمم في العجز دون الصدر ؟
الرد أن القافية تفرض على القصيدة نوعا من المعمار كذلك الذي تفرضه الأرض المائلة على العمائر المقامة عليها فتجد الجهة المنحدرة من كل العمائر لها أدوار سفلية لاستغلال طبوغرافية الأرض. وهكذا فإن القافية المنتهية بمد تزيد من نقصان مؤشر م/ع فيستغلها الشاعر لإيداعها التابع . كما تستغل الجهة المنحدرة من الأرض لإضافة الأدوار السفلية للعمائر المتجاورة.
فلنبحث عن أبيات أخرى ترد فيها يصول في القافية ولنلتمس مدى انطباق ما تقدم .
لابن افلح العيسي :
يمّمْه تلقَ اليمّ يزخَرُ طامياً (م/ع=7) .... والليثَ يزأرُ هيبةً ويصولُ(م/ع = 2,5)
ولو جعلت يصول – كما ترى ) حسب المعنى مقطعين ساكنين لكان م/ع للعجز= 7/ 0 =14 اصطلاحا
ولصار مؤشر المتمم أعلى من مؤشر المقصود، وذلك مشابه لردم الجزء المائل من الأرض.
لمحمد عبد المطلب:
والنـيـل في ثوب المخيلة بينها (م/ع =1).....يـسـطـو عـلى جـنـباتها ويصول (0,2)
لحمودة بن عبد العزيز :
أَمهلت حَتّى ثرت ثورة صائل ( 3) ..... وَاللَيث يجثم برهة ليصول (2,5)
هل يمكن أن تنعكس الصورة ليكون المقصود في العجز ؟
طبعا
لنرجع إلى نماذج م/ع التي تناولها موضوع التعريف بها
نهى إحسان زادني :
في غا برلْ أزْ ما نفي تلْ للْ هوى .......كا نتْ تعي شُ أمي رتنْ جنْ بلْ بطلْ
2 2 3* 2* 2 3 2* 2* 3 (0.8) ........2 2* 3 1 3 3* 2* 2* 3*(2,5)
هنا سمحت القافية المسكنة بإقامة المقصود في العجز فالمقصود هو ( الأميرة جنب البطل)
ولا يعني ذلك أنه في كل قافية مسكنة يكون المقصود في العجز. فالقافية المسكنة تجعل القصيدة كالأرض المستوية.
كيف يمكنني أستاذي أن أقول بأن( م/ع – خشان) و (م/ع - ضياء ) هما شيء واحد.
هما مختلفان استاذي الكريم، إني انتهجت نهجا في م/ع قد أكون مخطئا فيه أو مصيبا، لكن وككل منهج هو بنيان متماسك يبقى كله أو ينهار كله عند تعديل أي من أسسه.
قلت في تحليل بعض الأبيات أن مؤشر م/ع يفضح نية الشاعر فقد يهول ولكن م/ع تناقض ذلك فتجعل تهويله مصطنها.
أرجو أن تعرج على الرابط:
http://arood.com/vb/showthread.php?t=3728
والله يرعاك.
المفضلات