التمثيل البياني لحركات الحروف

التمثيل اللفظي الحركي لشطري البيت الشعري

د.ضياء الدين الجماس

يمكن التمثيل البياني لحركات الحروف بإعطاء كل حرف متحرك القيمة 1 وكل حرف ساكن بالنطق القيمة 0 وأما حروف المد فأشدها الألف تأثيراً لأنه يحتاج إلى فتح الفم مع حركة الفتح قبله فيعطى الرقم 2 وأما المد الواوي فيعطى الرقم 1.5 والمد اليائي فيعطى القيمة 0.5 لأنه يأتي بعد كسر (دون 1) .
وإليكم تمثيلاً بيانياً لحركات وسكنات البيت التالي :

مِكَرٍّ مِفَرٍّ مقبلٍ مدبرٍ معاً ... كجلمود صخر حطَّهُ السيلُ من علِ

نرجو من أساتذتنا إبداء الرأي :
هل يعبر هذا الشكل عن طبيعة مسار الحركات والسكنات والمدود في اللفظ أثناء نطق القصيدة؟

مرحبا أستاذي الكريم

أعتقد أن الرسم يعبر عن القيم المفترضة .

لكن صحة تعبيره عن القيم المفترضة لا تعني صحة الافتراض .

لا أقول إن الافتراض خطأ ولكنه افتراض شخصي قد يكون موضع اختلاف.

يصعب علي مثلا فهم السياق الذي يكون رمز ( في ) فيه = 1 ثم 0,5 اي الياء الممدودة تساوي نصف متحرك. فبأي اعتبار ذلك ؟

لو أمكن فصل السبب عن الوتد لربما كان التمثيل اقرب للذهن على نسق النحو التالي مع تعديل القيم لتناسب الافتراض.



حفظك ربي ورعاك.

أستاذي الكريم
كان اعتبار القيم كما يلي :
أعطيت حركات الحروف الرقم واحد لتفريق ما هو أدنى منها في المستوى الصوتي.
وأعطي الساكن رقم صفر لأنه بلا حركة .ولإظهار الفرق بين الحركة والسكون.
وأما حروف المد فهي ثلاثة :
الألف أشدها ارتفاعاً صوتياً وتسبقه حركة مفتوحة ، ويجاريها فتح الفم كاملاً بالإنشاد والكلام ، فلا تخرج والشفتين مطبقتين أو مضمومتين فأعطيت أعلى رقم ، القيمة= 2 (ضعف الحركة)
تنطق الواو بعد حرف مضموم ولا تخرج إلا بزم الشفتين وتقاربهما ، فهي أخفض من الألف بقليل ، فأعطيت الرقم 1.5 لتمييزهما في الخط البياني.
وأما الياء فتأتي بعد حرف مكسور ، كامتداد لحرف مكسور مستواه أدنى بقليل من مستوى ما قبله إشارة إلى أنه امتداد لحرف مسكور ( ليكون خطه البياني دون السواء الحركي ). وبذلك يمكن تمييز أحرف الحركات العادية بمستوى السواء البياني 1 بمعيار واحد وهي أكثر حروف القصيدة ،
وتمييز المدود بمستواها فوق مستوى الحركات امتداداً لها، لكن الألف أشد من الواو والياء يأتي بعد مكسور أخفض من مستوى الحرف الحركي السابق له وامتداداً لهذا الانخفاض.
نظرة واحدة للمخطط يمكن تمييز الحروف بمستوياتها (متحركة أو ممدودة أو ساكنة).
أعتقد أنه يعبر بشكل جيد عن مجموع الحروف ( ولا سمة شخصية فيه) ، هو نطق الحروف بحركاتها وسكناتها ومدوها .
نعم هو من التعارف الاصطلاحي ، فلو قبل فمن السهل على من يتعرف على هذه القيم مسبقاً سيميز جميع حروف البيت المتحركة والساكنة والممدودة وكيفية تتاليها.
نظرة واحدة لمخطط الشطر الثاني ندرك مكان الألف الممدودة والياء ، ولا توجد واو في الشطر.
الشطر الأول ليس فيه مدود.
(جميع الحروف ممثلة في البيت).
والله أعلم.

استاذي الكريم

عندك منظومتان ( المتحرك والساكن ) و ( حروف المد ) كل منهما يغلب عندي أن تكون منسجمة مع ذاتها ولكن هل هما منسجمتان معا ؟

وهل تعني بالشدة والانخفاض مستوى ارتفاع الصوت أم الجهد المبذول في نطقةأم مدة النطق أم اعتبارا آخر ؟

يرعاك الله.

استاذي الكريم

عندك منظومتان ( المتحرك والساكن ) و ( حروف المد ) كل منهما يغلب عندي أن تكون منسجمة مع ذاتها ولكن هل هما منسجمتان معا ؟

وهل تعني بالشدة والانخفاض مستوى ارتفاع الصوت أم الجهد المبذول في نطقةأم مدة النطق أم اعتبارا آخر ؟

يرعاك الله.

بالنسبة لحروف المدود، ترجع القيم لحاجتين واضحتين الجهد من جهة ،وتمييزها على المخطط من جهة أخرى، ولبيان أثر المد، خطر ببالي أن أعطيها مكان حرفين متتاليين تمييزاً للمد بمعنى أن الحرف (ا) 2 ، 2 ، والواو 1.5 ، 1.5 ، والياء 0.5 ، 0.5 لتأخذ مداً بيانياً معبراً ولكني عدلت عن هذه الفكرة لأن حركات المد يمكن أن تمتد في الإلقاء الشعري بين حركتين زمنيتين إلى ست حركات ، ثم إن القيمة فوق وتحت مستوى الرقم واحد (1) تميزها ،
هكذا ارتحت لنظرة المخطط المعبرة عن جميع الحروف.
فما رأيك أستاذي.
شكراً لمتابعتك.

أستاذي الكريم
كان اعتبار القيم كما يلي :
أعطيت حركات الحروف الرقم واحد لتفريق ما هو أدنى منها في المستوى الصوتي.
وأعطي الساكن رقم صفر لأنه بلا حركة .ولإظهار الفرق بين الحركة والسكون.
وأما حروف المد فهي ثلاثة :
الألف أشدها ارتفاعاً صوتياً وتسبقه حركة مفتوحة ، ويجاريها فتح الفم كاملاً بالإنشاد والكلام ، فلا تخرج والشفتين مطبقتين أو مضمومتين فأعطيت أعلى رقم ، القيمة= 2 (ضعف الحركة)
تنطق الواو بعد حرف مضموم ولا تخرج إلا بزم الشفتين وتقاربهما ، فهي أخفض من الألف بقليل ، فأعطيت الرقم 1.5 لتمييزهما في الخط البياني.
وأما الياء فتأتي بعد حرف مكسور ، كامتداد لحرف مكسور مستواه أدنى بقليل من مستوى ما قبله إشارة إلى أنه امتداد لحرف مسكور ( ليكون خطه البياني دون السواء الحركي ). وبذلك يمكن تمييز أحرف الحركات العادية بمستوى السواء البياني 1 بمعيار واحد وهي أكثر حروف القصيدة ،
وتمييز المدود بمستواها فوق مستوى الحركات امتداداً لها، لكن الألف أشد من الواو والياء يأتي بعد مكسور أخفض من مستوى الحرف الحركي السابق له وامتداداً لهذا الانخفاض.
نظرة واحدة للمخطط يمكن تمييز الحروف بمستوياتها (متحركة أو ممدودة أو ساكنة).
أعتقد أنه يعبر بشكل جيد عن مجموع الحروف ( ولا سمة شخصية فيه) ، هو نطق الحروف بحركاتها وسكناتها ومدوها .
نعم هو من التعارف الاصطلاحي ، فلو قبل فمن السهل على من يتعرف على هذه القيم مسبقاً سيميز جميع حروف البيت المتحركة والساكنة والممدودة وكيفية تتاليها.
نظرة واحدة لمخطط الشطر الثاني ندرك مكان الألف الممدودة والياء ، ولا توجد واو في الشطر.
الشطر الأول ليس فيه مدود.
(جميع الحروف ممثلة في البيت).
والله أعلم.

تصويب الكلمتين المشار إليها بالأحمر كما يلي:
نظرة واحدة لمخطط الشطر الثاني ندرك مكان الواوالممدودة والياء ، ولا توجد ألف في الشطر.

انظر إلى مدى التناسق (الهارموني) بين شطري بيت من معلقة عنترة

هل غادر الشعراء من متردم... أم هل عرفت الدار بعد توهم

كل شيء من الحركات والسكنات منطبق مع حرف مد (ا) في كل شطر

وهذا تمثيل بيت آخر من معلقة عنترة :

أخي واستاذي الكريم
حملتني مشاركاتك الرائدة إلى تأمل عميق يتجاوز ذات الموضوع إلى ما هو أهم وأشمل مما يتعلق بالناحية العلمية والموضوعية.

أرجو ن تحمل كلامي على الوجه الذي أحمل فيه كلام أستاذتي ثناء صالح ردها الله سالمة غانمة. هي أكثر من عارضني وأكثر من علمني وأفادني في تعميق نظرتي لما اطرحه والفصل بين الشخصي والموضوعي لدي.

الجهد الذي تقوم به قسمان. قسم يتعلق بالمضمون والآخر بتمثيل ذلك المضمون. الأهمية القصوى هي للمضمون. فلا تغني صحة تمثيل المضمون عن صحة المضمون في قليل أو كثير.
بالنسبة لاستعمال الأرقام في تمثيل مضمون ما فهي ذات دلالتين:

الأولى موضوعية كالرمز للسبب بالرقم 2 لأن عدد حروفه اثنان
الثانية شخصية كالرمز للحرف ألف بالرقم 2 لأن ذلك يعبر عن إحساس شخصي قد يتغير من شخص إلى آخر بل قد يغير الشخص ذاته رايه فيها من وقت لاخر.

ثم إن طبيعة الرسم البياني على محورين تجعله مقتصرا على امر واحد لا غير يصف الأحرف أو المقاطع التي على محور السينات، ذلك التوصيف لأمر واحد يكون على محور الصادات. وإذا اردنا تمثيل صفتين للحروف أو المقاطع التي على محور السينات فلا بد من محورين غير محور السينات، أو يمثل كل منهما في رسم بياني ذي محورين فيكون لدينا رسمان لصفتين.

نأتي الآن إلى عدد الصفات التي مثلتها برسمك

1- التمييز بين الساكن والمتحرك
2- الارتفاع الصوتي بين الألف والواو والياء
3- لا يمكن إغفال ظلال المدة في الاعتبارين السابقين

وهكذا فنحن نحتاج إلى ثلاثة أشكال مختلفة لوصف الاعتبارات الثلاثة أعلاه كل على حدة ، فكما أن ثمة فرقا في الشدة بين الألف والواو والياء فثمة فرقا في الشدة بين بعض الحروف المتحركة فليست الطاء كالسين مثلا ... كما يوجد فرق بين بعض السواكن فليست الباء الساكنة القصيرة جدا في النطق كالنون التي قد تستطيل لتصبح كالحرف الممدود أو حرف اللين. فكما ترى إعطاء الساكن صفر مبرر ومنطقي لتمييزه عن المتحرك ولكنه مضلل إذا تعلق الأمر بالشدة أو المدة إذا قورن بحروف المد، فليست الباء الساكنة مقارنة بالواو الممدودة كالنون الساكنة، وذلك لأننا نجمع صفتين في رسم بياني واحد.

تمسي وتصبح فوق ظهر حشية = 2* 2 3* 1 3* 3* 1 3* 3*
وابيت فوق سراة ادهم ملجـــم = (2) 2 3* 1 3 3* 1 3* 3

ثمة تناسقا موضوعيا بين كل شطرين من هذه الصورة من صور الكامل.

ومن هذا التناسق يمكن أن ينطلق كل شخص في استكشاف اثر افتراضاته الشخصية التي وإن بدت منطقية له أو لسواه لكن ذلك لا يجعلها موضوعية بشكل يسلم به الجميع.

ومن هذا الصنف في الافتراضات الشخصية ما ذهب إليه كل من الأستاذين محمد العياشي و غالب الغول افتراض الاقتراض لتوزيع الوقت بين التفاعيل المزاحفة والأخرى السليمة. على نحو يبين الأثر المدمر لحدود التفاعيل على التفكير كما تجده عل ما أظن في ثغرة العروض :



م/ع من ها الصنف الشخصي، وبعد عقد من الزمان لا زلت اقول إنها شخصية ومظنة صحة بالرغم من وجود شواهد عديدة لصالحها.


يرعاك ربي.

بسم الله الرحمن الرحيم
أستاذي الفاضل خشان حفظه الله تعالى.
لم أقصد تعقيد الأمور على القارئ العادي الذي قد يهرب من الموضوع كله لو بدأ يتشتت تفكيره على محاوز التمثيل ، واعتمدت التمثيل هنا بلا اعتبار للأسباب والأوتاد بل قيم حروف بمنطوقها الطبيعي الغالب، بين متحرك وساكن وممدود واعتبرت حرف اللين كالساكن تبسيطاً، وإلا فلكل حرف صفتان مختلفتان بل عدة صفات له عندما يكون ساكناً وعندما يكون متحركاً... وعندئذ سيحتاج كل حرف من حروف اللغة العربية قيمتان فسنحتاج إلى تعويض قرابة ستين قيمة للحروف العربية كاملة.. وقد يصعب ذلك عملياً إلا باستعمال برامج حاسوبية تحسبها وتوزعها..
ثم إن قيمة السبب 2 من حيث تأليفه من حرفين ولكن تمثيله البياني الرمزي -1 إن كان ممدوداً و +1 إن كان ساكناً ... هي أيضاً اعتبارات شخصية يمكن تغييرها من شخص لآخر...
والواقع أن العرب أعطوا لكل حرف قيمة عددية كما نعلم، ومنها حسبوا تواريخ حدوث بعض الأحداث التي وقعت والتي ستقع ...
هناك بعض الأمور تتطلب دقة زائدة وبعضها قد تستهلك بعض الجهود الكبيرة دون مردود منظور.
لا سك أن البحث كبير وعميق ويفتح نافذة واسعة تحتاج لمزيد من التأمل والتدبر.. لعل الثمرة تكون ثمينة.
بوركتم وجزاكم الله خيراً