أحبائي الرقميين السلام عليكم ورحمة الله...
يسعدني أن أضع بين أيديكم ما حبرته عن الرقمي في صيغته الخشانية ضمن مخطوطي الأول عن العروض الذي سيصدر قريبا إن شاء الله تعالى.. وذلك حتى يتسنى من خلال التفاعل معكم وخاصة مع الأستاذ خشان..تصحيح ما قد يبدو سوء فهم أو إفهام ..لئلا أقع في أخطاء من كتب عن الرقمي من خارج المنتدى...
وحتى أضعكم في الصورة فإن الكتاب الأول هذا اخترت له عنوان "مدخل إلى العروض الرقمي" وهو في الأصل مدخل لكتاب كنت أخطه منذ سنين عن محاولة جديدة مني في النظر إلى علم العروض، إلا أني ارتأيت أن أخص المدخل بكتاب خاص..وبعد ذلك أدلي بدلوي..ثم شاءت طبيعة الكتابة أن يتوسع المدخل ويصبح فصولا..أول الفصول لعرض النظرية الرقمية وثانيها تطبيقي على بعض الأبيات وثالثها تقييمي لها...ورابعها محاولة للاستفادة من التوجهات الرقمية الحديثة ورصد نظرة رقمية جديدة تحاول أن تجمع أشتات بعض الدراسات المتميزة....
والآن أترككم مع هذه الأسطر التي كتبتها ..وهي خاصة بعرض النظرية الخشانية..لذا أرجو تنبيهي إن صدر خطأ أو غفوة...
التقديم (1)
ينطلق الأستاذ خشان خشان من مقولة للباحث ميشيل أديب تشكل لديه سلطة مرجعية قوية إذ لا يفتأ يكررها في مختلف المنتديات والإحالات ولاسيما في المنتدى الذي أسسه خصيصا للعروض الرقمي؛ ومضمون القولة :
"وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية
لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّةالرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ"[1].
يتضمن منتدى "العروض رقميا"[2] عشر دورات تؤهل من اجتازها لأن يكون خريجا ويبصم على اسمه بطابع خاص، تمييزا له عن بقية أعضاء المنتدى.
خصص الباحث الدورة الأولى لمبادئ الرقمي، حيث نتعرف على دلالة الأرقام التي تعتبر أساس العروض الرقمي، كما يوضح ذلك الجول الآتي:
ومن هنا فإن خشان يرى أن الرقمين 2 و3 "هما الرقمان المرجعيان في العروض"، وهذا لا ينفي وجود أرقام أخرى، بيد أنها ترجع في أصلها إلى ذينك الرقمين. كما يشير في هذه الدورة إلى أهمية جمع الأرقام الزوجية المتجاورة[3] "تسهيلا لتقديم صورة مختصرة"، وهذا ما يبرزه المثال التالي لشطر المتنبي المشهور:الحرفرمزه الشائع
مصطلحه في العروض الخليلي
رمزه في العروض الرقمي
متحرك
/
لا يوجد
1
ساكن
0
لا يوجد
ه (هاء)
متحرك + ساكن
/0
سبب خفيف
2
متحرك + متحرك + ساكن
//0
وتد مجموع
3
الخيل والليل والبيداء تعرفني =
2 2 3 2 3 2 2 3 1 3 = 4 3 2 3 4 3 1 3[4]
وتتمحور الدورة الثانية حول التمييز بين الإيقاعين البحري والخببي، فضلا عن دراسته التفصيلية لبحري المتدارك والمتقارب؛ ومن أبرز الأسس التي يقدمها في هذه الدورة، خاصية التناوب بين الزوجي [اللون الأحمر] والفردي [اللون الأزرق]، وابتداء من الآن سأميز الأحمر بكتابته بخط مضغوط عن الأزرق الذي سيبقى بالخط العادي، وهكذا تغدو أرقام شطر بيت المتنبي السالف كالتالي:
2 2 3 2 3 2 2 3 1 3 = 4 3 2 3 4 3 1 3
غير أن وجود الرقم 1 قبل 3 يظهر عدم احترام قاعدة التناوب بعد جمع الأزواج المتجاورة، لذا يلزمنا ما تمت الإشارة إليه من كون 2 و3 هما الرقمان المرجعيان، ومن ثمة فإن 1 أصله 2 لكنه زوحف كما هو معروف في كتب العروض، ومن هنا يغدو الرقم 3 "هو الرقم الفردي الوحيد أصالة"، وبهذا فإنه يستحيل اجتماع 3 3 مع جواز 3 3 أو 3 3، بمعنى أن 3 الزرقاء غير أصيلة وهي غالبا متحولة عن 4[5].
وفي هذه الدورة أيضا يطلعنا الباحث على ساعة البحور التي يشبهها بخارطة الكرة الأرضية، لأنه يمكننا "معرفة خصائص الوزن مثلما ترشدنا خطوط الكرة الأرضية جغرافيا، فساعة البحور تمكننا من "معرفة خصائص الوزن من خلال محيطات الدوائر، وأنصاف أقطارها أو محاورها أو عقاربها التي تذكر بعقارب الساعة لأنها بعددها"، فالباحث جمع دوائر البحور "في شكل يمكن أن يساعد على اقتفاء العلاقات بين هذه الدوائر"، وفيما يلي ساعة البحور كما حددها الباحث خشان:
[IMG]file:///C:\Users\HPA760~1.HP-\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip_image001.gif[/IMG]
فهدف الباحث يسعى إلى كسر الحدود التفاعيل التي قيدت الوزن، وذلك باعتماد المقاطع وحدها للتواصل مع شمولية تفكير الخليل، وهذه المقاطع تتجلى من خلال العلاقة بين البحرين اللذين يحللهما في هذه الدورة وهما المتدارك والمتقارب، ويبرز العلاقة بينهما من خلال تمرين أعضاء المنتدى على تحويل بيت من المتدارك إلى المتقارب أو العكس عبر ما يسميه بالجراحة والتجميل[6].
ومن أهم دروس هذه الدورة أيضا تأصيل الباحث للقواعد الرقمية الضابطة لبحر الخبب، إذ يميز في هذا الصدد بين 1 3 و 1 3، أي بين الإيقاع الخببي والإيقاع البحري، حيث يتسم بحر الخبب بثلاث خصائص: الأولى كون المقاطع كلها أسباب، والثانية امتناع الزحاف، والثالثة اعتبار الخبب إيقاعا قائما بذاته، وإخراجه من دائرة بحور الشعر.
وتتختم الدورة بسمات جديدة تلحق الأرقام للدلالة على الزحافات التي تصيب هذه البحور: فيتحدث عن السبب الكامن 2، والسبب الخفيف الثابت غير القابل للزحاف ]2[، و [2] سبب واجب الزحاف، و }2{ سبب مستثقل الزحاف، {2} سبب مستحسن الزحاف و(2) سبب ثقيل، و2 سبب خببي يمكن أن يكون ثقيلا أو خفيفا، ( 2) سبب ثقيل ثابت لا يتغير، علما أن ((4)= (2) 2، و(4)) = 2 (2)، ويرمز لها بـ 4 تمييزا لها عن 4 = 2 2.
[يتبع]
[1]- مجلة الموقف الأدبي ع 373 أيار 2002.
[2]-http://arood.com/vb
[3]- لا يجب أن تتعدى 6.
[4]- يقول خشان: "كل ساكن أو ممدود نهاية لمقطع 2 أو 3 وما زاد عن 3 من متحركات نرمز لكل منها بالرقم1.
[5]- سأتحدث عن هذه العلاقة في دراسة مقبلة إن شاء الله تعالى.
[6]- "المقصود بالجراحة ما يبقى من حروف المقاطع بعد الحذف دون تغيير، والمقصود بالتجميل التعديل الضروري في أقل الحدود الذي ندخله على النص الذي حصلناعليه في مرحلة الجراحة ليؤدي معنى ما".
المفضلات