أخي وأستاذي بندر
وعليكم ورحمة الله وبركاته
أبدأ في طرح بعض الأسئلة وقبل ذلك رأي في منطقة الضرب بين الكامل والطويل :
إقرأ العجز بهذه الصيغة واقرأه بصيغة أ (نَ الرؤوسا) أيهما تجده أسلس؟
هنا أجد هذه الصيغة أسلس من حيث الوقوف على منطقة الضرب والسبب في ذلك هو عدم وجود وتدٍ فيها أي كاختزالٍ زمني , لكن من حيث الانسجام بين الضرب والحشو أجد البيت الأصلي أكثر انسجاماً وتوافقاً , ومن هذا المنطلق يكون السؤال الأول :
1- ما سبب عدم اعتماد " فعولن فعولن=2323 " في الطويل ؟عرفوا الاعتماد في الطويل على أنه 3 2 3 4 3 1 3 2
جاء في الغمزة على قضايا الرامزة :" وأما الاعتماد فهو عند الجمهور لا يطلق إلا على قبض فعولن في الطويل إذا كان قبل الضرب المحذوف يليه "
أما لماذا جاء البيت الأصلي على هذا النحو فلا أدري
استعرضت ديوان البحتري فوجدت الطويل على هذا النحو أقل من سواه، ووجدت عليه قصيدة من ثمانية عشر بيتا مطلعها
أفق إن ظلم الدهر غير مفيقِ ...وإن رفيق البث شر رفيق
2- من شرحك فهمت أنَّ الصيغة السابقة لا تأتي إلا " 3 (231 ) " كأنَّ الأصل بتعبيره الدقيق هو "24 " حيث السبب الأول لا يأتي إلا ثقيلاً وليس أصل (1) هو 2 أي ليس سبباً بحرياً مما يذكرني ذلك بعروض البسيط " 31 " وربما تكون إجابة هذا الاستفسار إجابةً للسؤال الأول ؟
ربما
ومثل ذلك المنسرح 4 3 2 3 3 1 3
وفي موضوع التخاب تناول عام لهذه المسألة وشرح لمعنى منطقة الضرب
3- هلْ يمكن الجمع بين الطويل والكامل من منطلق البيت الذي نظمتَهُ وهو " وإلا تقيموا صاغرين الرّوسا " حيث نجد أنّ منطقة الضرب هنا مستخلصة من منطقة الضرب في الكامل " 222 " باتفاق الطويل والكامل في " 231 " وجواز إتيان الكامل " 222 " , أخشى أنْ يكون امتناع ذلك بسبب تحديد أصل "1" في الطويل ..
في الشعر لا يمكننا الجمع بينهما
ولكن خطر لي في الموزن ما يلي: أن منطقة الضرب إن كانت في الطويل 1 3 2 دون وجود 2 3 2 فيمكننا أن نجعلها 222 وأن نستسيغ ذلك ( ولكنه ليس بشعر بل موزون ) فالأصل في الشعر الوقوف على ما أجمع عليه العرب من قول الخليل:
وكمثال خذ
هذه الأبيات من القصيدة المذكورة للبحتري:
أَفِق إِنَّ ظُلمَ الدَهرِ غَيرُ مُفيقِ .... وَإِنَّ رَفيقَ البَثِّ شَرُّ رَفيقِ
تَشَعَّبُ بي مُستَأنَفاتُ فُنونِهِ .... طَريقاً إِلى الأَشجانِ غَيرَ طَريقي
فَنَفسي فَريقا قِسمَةٍ أَغفَلَ الهَوى .... فَريقاً وَأَودى شُغلُهُ بِفَريقِ
وانظر إلى إيقاعها محرفة ( وتناس المعنى)
أَفِق إِنَّ ظُلمَ الدَهرِ غَيرُ مُفيقِ .... وَإِنَّ رَفيقَ البَثِّ صنو الضّيقِ
تَشَعَّبُ بي مُستَأنَفاتُ فُنونِهِ .... طَريقاً إِلى الأَشجانِ والتأزيقِ
فَنَفسي فَريقا قِسمَةٍ نسي الهوى .... فَريقاً وآخرُ مقصود به تمزيقي
ويكون أسلس عندما يكون آخر الصدر في الأبيات 331 وليس 332 ليكون أشبه بالكامل في آخر الشطرين
بل ونمضي من هنا إلى الطويل بصيغته
3 2 3 4 3 1 3 3 ...............3 2 3 4 3 1 3 3
لنتستنج أن آخر العجز 331 يأتي مستساغا على 22 3 عندما تكون منطقة الضرب خالية من 3 2 3 في كل الأبيات
خذ هذ الأبيات للبحتري:
خَيالٌ مُلِمُّ أَم حَبيبٌ مُسَلِّمُ ... وَبَرقٌ تَجَلّى أَم حَريقٌ مُضَرَّمُ
لَعَمري لَقَد تامَت فُؤادَكَ تُكتَمُ ... وَرَدَّت لَكَ العِرفانَ وَهوَ تَوَهُّمُ
تَعودُكَ مِنها كُلَّما اشتَقتَ ذَكرَةٌ ... تَرَقرَقُ مِنها عَبرَةٌ ثُمَّ تَسجُمُ
وانظر إليها على هذه الحال ( من الموزون ) بعد تحريفها ( وتناس المعنى)
خَيالٌ مُلِمُّ أَم أم أخوك مُسَلِّمُ ... وَبَرقٌ تَجَلّى أَم حَريقٌ يُضْرَمُ
لَعَمري لَقَد تامَت فُؤادَكَ تُكتَمُ ... وَرَدَّت لَكَ العِرفانَ وهو الأعظم
تَعودُكَ مِنها عند نومكَ ذَكرَةٌ ... تَرَقرَقُ مِنها عَبرَةٌ لا تُكْتَمُ
لاحظ أن من هذف التغيير إحلال 331 في آخر الصدر محل 332
وانظر للبيت الأول = 1 + ( 4 3 4 3 1 3 3 )......... 1+ ( 4 3 4 3 4 3 )
ربما لا يكون بسلاسة الكامل أو الطويل ولكنه أكثر سلاسة من كثير مما اعتبروه شعرا كشاهد الخبل في كتب العروض
وزعموا أنهم لقيهم رجل .....فأخذوا ماله وضربوا عنُقَهْ
أرجو أن تلقي نظرة على الرابط وليتك تدلي فيه برأيك.
http://www.arood.com/vb/showthread.p...=1760#post1760
المفضلات