المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان
حسنا أستاذي الكريم
كنت أطمع بمعرفة رأيك بموضوع الكم والهيئة في هذا السياق.
وفقك المولى.
أشكرك أستاذي على اهتماك برأيي حول موضوع الكم والهيئة وأنا أوافقك في كل شيء مما طرحته وكان طرحك أكثر وضوحاً في الفيديو، وكنا تعرضنا للموضوع عندما طرحت موضوع الخبب الوتدي (الثنائي الانتماء). وكنت قد كتبت قصيدة عن الكم والهيئة على وزن خبب المتدارك ٍاذكرها في ختام هذه الفقرة ، وبأسلوبي أطرح الموضوع كما يلي:
مفهوم الكم والهيئة:
يتحدد كل كيان ذي بنية مخصصة بهيئة وكم تحدد شخصيته. ويتجلى ذلك في المخلوقات الحية حيث تتحدد هيئها بطريقة انتظام مكوناتها من رأس وجذع وأطراف، وتبرز الهيئة أو القوام بشكل واضح في المخلوقات ذات العمود الفقري. وأما الكم فيها فيتحدد بحجمها ووزنها.
ولا يختلف الكيان الشعري العربي عن هذا التمثيل وخاصة أنه شبّه ببيت الشعر (الخيمة) بما فيه من عمود فقري تقوم عليه الخيمة وما يؤلف كيانه من أوتاد وأسباب بعدد كمي محدد حسب نوع وحجم الخيمة.
فلكل بيت شعري عمودي عمود ينظم أشطره ولكل شطر منه عدد معين من الأوتاد والأسباب التي تنتظم بينها بترتيب معين لتحدد هيئته وهو ما يعرف بوزن البيت أو ميزانه.وتلعب الأوتاد بانتظامها مع الأسباب دور العمود الفقري في تحديد القوام (الهيئة) لكل بيت شعري كما هو الحال في المخلوقات الفقارية ، ولا أهمية للزحافات في إنقاص الكم قليلاً بحث لا تغير من الهيئة العامة للمخلوق كما لو نقص وزن المخلوق بنحافته.
ويبرز أثر الهيئة في البحور الوتدية مهيمناً أكثر في تحديد هويتها على أثر الكم فيها ، بينما يبرز أثر الكم في النظم الخببي لأنه لا أوتاد فيه تحدد قواماً معيناً له إلا في الخبب الوتدي البنية (المشتق من بحر وتدي).
وقد نظمت قصيدة عن الكم والهيئة على وزن خبب المتدارك ثنائي الانتماء
الكمُّ والهيئةُ (خبب متدارك)
نُظِمَتْ قِصَصٌ وبها مَرَجُ = بمداخلها دخل الهَرجُ
وسمت برتابتها أسفاً = خبب يتدراكه الحرج
بَحَرُ المتدارك هيئتها = وبه نظموا وبه ولجوا
حُجج وصلت لنهايتها= فبأيِّ بحاركَ يندرج ؟
أبهيئته وجزالته ؟ = أبكمِّ مَداه به الحجج؟
المفضلات