هذا الذي فتح الله به على الشيخ الشعراوي رحمه الله، وإن كان مفهوما للجميع إلا أنه ذو أهمية كبيرة لمن يتأمله.
لو جئنا بأمّي وقرأنا عليه نثرا ثم ضمناه شعرا فإنه سيميز بينهما.
النثر والشعر في القرآن الكريم لا يميز بينهما المستمع وإن كان متبحرا في الأدب واللغة. فما السر في الأمر.
تحضرني هنا بعض الأمثلة من الواقع المحسوس ولله وكتابه المثل الأعلى:
1- مثال بصري
الألوان المستقلة متمايزة. أما الألوان المتداخلة في لوحة فيصعب تمييز الجدود بينها.
السر في ذلك هو قدرة الرسام وإبداعه.
2- مثال الذوق
مكونات أي طعام متمايزة بطبيعتها فإذا طبخت معا جمعها طعمٌ واحد.
3- التفاعل الكيماوي
العناصر متمايزة فإذا تفاعلت اندمت في مركب واحد.
فكل ما تضمنه القرآن الكريم من نثر وشعر وسجع ليس نثرا وليس شعرا وليس سجعا إنه قرآن كريم لا يميز السمع بينها. ولكن بالتحليل يمكن العثور على هذه العناصر.
وجوه إعجاز القرآن متعددة جدا. لكن البحث هنا يتناول الأثر السمعي أو الوقع السمعي للقرآن الكريم.
هنا مجال واسع للتأمل والبحث في السر القرآني الذي يدمج عناصر اللغة جميعا في نسيج لا يميز السمع بينها فيه.
وهذا يحتاج دراسات مركزة ومن شأن اكتشافه إن تم أن يفتح الباب على مصراعيه في تأكيد إعجاز القرآن الكريم، ذلك أن البشر حتى لو توصلوا لكشف هذا السر سيبقون عاجزين عن الإتيان بنص يسمو لمستوى سورة قصيرة من سور القرآن.
بل إن الله سبحانه وتعالى تحدى البشر بكلمة واحدة:
"رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ۚ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا" مريم - 65
فليجرؤ أحد الملاحدة أن يسمي نفسه أو إبنه بلفظ الجلالة
هذه وحدها كافية لأن يهتدي من كان سوي الفطرة.
.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات