أستاذتي الكريمة
حول البدء باللام الساكنة غير المعتبرة في الوزن أول البيت
أعول عليك كثيرا في الرقمي ولذا يهمني تأسيس معرفتك في الرقمي على أساس متين، أعني أصول الرقمي لا مجرد هذا التطبيق.
1- هناك الشعر الفصيح ولا يبدأ قيه بساكن
2- هناك الشعر النبطي وهو الأقرب للفصيح ولا يبدأ فيه بحرف لا يعتبر في الوزن غير نأمة الواو
3- هناك الشعر الشعبي واطلاعي عليه أقل من اطلاعي على الصنفين السابقين. ولكن هذه أول مرة يمر بي فيه البدء
بحرف ساكن . والمطلوب لاستكشاف ذلك الرجوع للشعراء المشهورين في الشعر الشعبي سواء في مصر أو الشام أو
العراق. وأمامنا إزاء ذلك احتمالات ثلاثة
أ- أن لا يكون هذا الرأي صحيحا وأن لا نجد مثل هذه البداية
ب- أن نجدها عند شعراء مبتدئين ولا يعول على رأيهم
جـ - أن نجد مثل هذا عند بعض المشهورين. وحينئذ نقول إنه ورد ولكنه مخالف لطبيعة اللفظ العربي وقد يكون حصل
نتيجة العجمة.
وبهذه المناسبة أنقل إليك من الرابط:
والحديث عن المتحرك والساكن طريف من حيث أنه يتعامل مع اتجاهين متباعدين فهو يشرح الأمر لمن لا يملك من
المعرفة اللغوية ما يميز بينهما وهو لا يخلو من بعد فكري من حيث تداخل بحثه مع أمور في الكون. فالحرف المتحرك
في الكلام يسبق الحرف الساكن. وإذا اعتبرنا الساكن رمزا للسكون فإن المتحرك الأول في الكلام هو حركة كلامية
طارئة على حالة سكون. فإذا قال قائل ( بَدَأَ ) فإن حرف الباء يمثل الصوت الناشئ من حركة الشفتين ابتداء بعد أن كانا
في وضع السكون. ومن هنا لا تبدأ العربية بساكن. بينما تبدأ اللغة الإنجليزية بما يشبه الساكن في مثل قولهم ( بْلاك -
Black ) والمقصود هنا صوت حرف الباء في بداية الكلمة.
المشاكس: كأنك تقول إن الباء غير ساكنة فإن كانت كذلك فما حركتها ؟
ليست الباء هنا ساكنة وإن جربت أن تنطقها وهي ساكنة تماما فلن تنفتح شفتاك بل سترددها وفمك مغلق تماما، وهي
ليست حركة وإلا لتبينا نوعها. إنها بين بين. وعلى كل حال، فإن نطقها مصحوب بخروج تيار هوائي صغير جدا، ولكنه
يبعدها عن أن تكون ساكنة.
واللغة العربية في بدايتها بالمتحرك الواضح وانتهائها بالساكن الواضح تضاهي مراحل حياة
الإنسان لم يكن شيئا ( سكون ) ثم كان (حركة ) ثم ينتهي بأمر الله ( سكون) وهكذا الخلق في مظاهره
. ويبدو انتهاء الكلام بمتحرك في هذا السياق نوعا غير منطقي.
وقد تجذر ذلك في اللسان العربي حتى أن بعض العرب لو لا يستطيع أن يلفظ Street بسين مكسورة ( سِتْ ري تْ = 2
*2 2 ه)، وبعضهم يلفظ Twenty هكذا ( تِوَنْتِ = تونْ تِ 3 1 )
المشاكس: المفروض أن الرقمي يعبر عن الكلام أيا كان كما تدركه الأذن العربية، فكيف نمثلها وزن مثل هذه الكلمات ؟
هناك تمثيلان:
أولا تمثيل الإنجليز لوقع لغتهم وشعرهم في آذانهم ويتم حسب النبر وهو يختلف جذريا عن الوزن في العربية. ولنا أن
نقول إن الجهازين السمعيين للعرب والإنجليز يدركان الوزن بصورتين مختلفتين. ولعلك تسأل أيمكن هذا في الخلق.
والجواب نعم. وفي الإبصار توضيح لذلك فمن المعروف أن رؤيتي الأسد والصقر للشيء ذاته مختلفتان. وليس هذا الباب
مما يطرق هنا
ثانيا تمثيل العرب لوقع الإنجليزية في آذانهم. لعلك تذكر الواو الزائدة في أول بعض أبيات الشعر النبطي والتي تلفظ
خفيفة لا تؤثر على الوزن والتي اقترحت تسميتها بالنأمة وأنقل لك من الرابط:
أن الواو الخفيفة قد تسبق بعض الأبيات فلا تؤثر في وزنها ونشير لها هكذا (^)
وهذا يذكرنا بحرف الواو خفيف النطق في بدايات بعض الأبيات في الشعر النبطي. حيثيلفظ بتيار خفيف ينطلق في
الحنجرة فكأنه لم يلفظ فلا يؤثر في الوزن مختلفا بذلك عنحرف (وَ ) في أبيات الفصحى.
من نحو قول الشاعر ناصر الشغار ( الشعرالنبطي – ابن عقيل الظاهري )
كم من سباع في الخلا رافقتني ........وأنا لعكفان الشوارب دليلة
وكم من هنوف بالهوى خايلتني .........والخابر الله زولها ما استخيلهْ
ويكون وزن أول صدر البيت الثاني و^.كم 2... من 2.... هنو3 = ^ 2 2 3 = ^ 4 3
وبالتالي يصبح تمثيل Street في الأذن العربية هكذا س^ ت^ ري 2 تْ ه = ^ ^ 2 ه
ويصبح تمثيل Twenty في الأذن العربية هكذا ت^ ونْ2* تِ = ^ 2* 1
أي أن هذا الرمز = ^ يطلق على أبعاض ( جمع بعض ) الأصوات
وقريب من هذا ما نجده في التلاوة في حروف القلقلة من مثل قوله تعالى :
" سنقرئك فلا تنسى " سنق (+ قلقلة = ^ ) رِ ءُ كَ فلا تنْ سى = 3* ^ 1 1 1 3 2* 2
وهكذا قد يسهم الرقمي في تعليم التلاوة فقد سبق ذلك في هذا المجال تمثيل حركات المد
في مثل قوله تعالى ( يااااا أيها الذين آمنوا ) = يااااا = 2 2 2 أيْ 2* يهل3* لذي 3 نءا 3 منوا 3= 6 2* 3* 3 3 3
المشاكس: أراك استعملت هذا الرمز( ^ ) في حالات ثلاث – بدء الإنجليزية بما يشبه الساكن – أول البيت في النبطي-
في القلقلة. فهل هذه جميعا ذات الصنف ؟
الشارح : يجمعها أن كلا منها ( بعض صوت ) وفي قدر من الحركة أقل من المتحرك. ولكن تجاوز هذه الدرجة من الدقة
يتطلب علما في اللسانيات ومن أعضاء المنتدى بعض اختصاصيي اللسانيات ولعلهم يعودون.
المفضلات