مِرْبَد حماد مزيد

خرجتُ وحدي بسرِّ .. سوايَ بي ليس يدري
ولا بنيّة قلبــــــــي .. ولا بلاعــــج صدري
سافرتُ أبغي بلادا .. حلمتها طـــول عمري
حملتُ مائي وزادي .. وسبـــــع حبّات تَمْرِ
ظللت أطــوي وهادا .. كسندبــــــــــاد ببَرِّ
وأبحــــراً وشواطيْ .. كسندبــــــــاد ببَحْرِ
حتى وصلتُ مرامي .. وقادنـــي له سَيْري
وجدتُ مـــــــا أتمنّى .. كمــــا تخيّلَ فِكري
أرضــــاً كجنّة عدنٍ .. جــــرداء من كلِّ قَفْرِ
لا كرّ فيهــــــا بوادٍ .. ولا فــــــــــــرار بوَكْرِ
ولا طلــــــول لقومٍ .. ولا وجــــــــــود لقَبْر
أنِسْتُ من دون ناسٍ .. هناك في حَدِّ نَهْرِ
ـ مع احترامي لناسي .. ألّا يضيوقوا بعُذري ـ
جلستَ تحت غصون ٍ .. لسدْرةٍ منذ عَصْرِ
حفيفها فوق رأسي .. وجذعُها خلف ظهْري
والجوّ صافٍ وهادٍ .. والماء في النهر يجري
حسبْتُ نفسي هَزارا .. ورحتُ أشدو كطيرِ
لمّا مسكتُ يراعي .. أُمْلي عليه بشعري
والشعر ناري وكاري .. وعــزفه الآن يغري
رأت عيونـــــــي خيالا .. أهاج غُرّة شَعري
............................................................ .....

حماد / 09 ديسمبر 2015

الغيوم قد برَقت .. والسّحابُ قد رعَدَا
حولنا بكى مطرا .. ساقه لنا فغدا

قابل الدعاء وما .. ردّ للّحوح يدا
سامعا تضرّعَه .. كيف لا وقد وردا

عند باب خالقه .. يستغيثه مدَدا
طامعا برحمته .. راغبا بها أبَدا

أن تعمّ نعمته .. السهول والصُّعُدا
إنه المجيب ولا .. غيره نرى سنَدا

إن يشأْ بقدرته .. تهطل السما برَدا

...........................................

13 ديسمبر 2015

إنّي المعلّمُ والذي يتكلّمُ
اليوم يومي علَّكم به تعلموا
الآن قد قرأتْ عيوني ذكْرَه
وهي التي بقدومه لا تعلمُ
أهدي سلامي للمدارس كلّها
وعلى الأساتذة الكرام أُسلّمُ
......................................

14 ديسمبر 2015

أصبح الجوُّ دافيا .. ونقيّا وصافيا
مثل قلبي وإنه .. يستجرّ القوافيا
ها هي الشمس أشرقت .. أسعدتني تعافيا
لو نظرتم شعاعها .. عنكمُ ليس خافيا
يا لخوفي إذا مشى ..خلفها الغيمُ حافيا
وعن الناس أغمضَتْ .. مقلتيها تجافيا
.........................................................

16 ديسمبر 2015

كانون (1)
هيّا لنكتب في كانون أشعارا
ونستغيث به المنّانَ أمطارا

هيّا لنجمع من وديانه حَطَباً
ونشعل البرد في أجوائه نارا

ونملأ الجوَّ مثل الغيم أدخنةً
ونشرب الشايَ فوق الجمر فوّارا

هيّا لنكتب في كانون أغنية ً
لهيبها يتحدّى البرد إصرارا

هديلها من حمام الأيك مقتبساً
ولحنها من هَزار الروض مُختارا

هيّا أيا مَنْ هنا عيناك تلحظني
أرجوكَ ألّا تضيع الوقتَ محتارا

أكتبْ ولو بيت شعرٍ كي تساعدني
أو شطْر بيتٍ ولا أرجوكَ إكثارا
................................
18 ديسمبر 2015

..
كانون (2)
وحدي سأتْبَعُ عوّادا خُطى قدمي
مازال يُوْري ورائي الرملُ آثارا

تقودني لِقُبَيْل الأمس ذاكرتي
لم أنسَ بعدُ ولا أحتاجُ تِذْكارا

سأمسكُ الخيطَ من حيث انتهى بيدي
وأفتلُ الخيط بالكفين أوتارا

وحدي سأكتبُ عن كانون ليس معي
إلّا خيالي الذي من بَرْده فارا
.................................

20 ديسمبر 2015

اليوم عيدٌ طيّبُ الذكرى
أشتمُّ للفصحى به عطرا

اليوم يوم لسانكم وله
حقٌّ عليكم تنشدوا الشعرا

أنا لستُ مُدّعياً فصاحتها
بل إنّكم مني بها أدْرَى

لكنني بجمالها شَغِفٌ
ولها وهبتُ الثغر والعمرا

لولاها ما أمسى لكم خبرٌ
أبدا ولم يوجد لكم ذِكْرا

أوصيكمُ خيرا بأحرفها
وبنَحْوها وبصَرْفها بِرَّا

هذا وإنْ أخطأتُ في كَلِم ٍ
فتلمّسوا ليراعتي عُذرا

فلربما زلَّ الخُطى قلمي
في عيد أم الضاد مِزْوَرَّا.
...................................
حماد / 18 / 12/ 2015

اليومُ ذكرى مَوْلد البشيرِ
صَلّوا به معي على أميري

أضاء يوم الأربعــاء نوراً
كما أضـــاءَ نورُه شعوري

الناسُ تحتفي به سروراً
وضمَّني إليهــمُ سروري

مغرّدّا كمـــا الذيــن غَنّوا
لكنَّنــي اكتفيتُ باليسيرِ

محمدٌ أكبرُ من خيـــــالٍ
لشاعرٍ مثلــــي أنا غريرِ

تغريدتــي بيتان ليس إلّا
ترَوْنها في سَطْريَ الأخيرِ

كتبتها بالمَوْلــــد احتفاءً
على سراج أحمدِ المنيرِ

وربما قد تسمعون صوتي
مُغَرّدا بهـــــا على الأثير:

" محمدٌ ليس له شبيهٌ
وما له في الكون من نظيرِ

حبيب مَنْ قد اجتباه حُبّاً

والمصطفى من خَلْقِه الكثيرِ "
.....................................
حماد / 23 ديسمبر 2015

صحوت قبل النهار ينبلجُ
والفجرُ يُخْفي عيونَه الدّعَجُ

وأعيني من رقادها شبعتْ
ولا عليَّ لسهدها حُجَجُ

والأن شمس النهار قد طلعَتْ
ولفّني من ضوءها الوهَجُ

أرى بعيني كهيئتي شبَحَا
على زجاج الرفوف يختلجُ

أليسَ ظلِّي الذي يرافقني
قد حال بيني وبينه رَهَجُ

................................

26 ديسمبر 2015

الليـلُ لـو عن عمره تسألُ
من النهــــــار عمـره أطولُ

بينهما فرق طويــل المدى
من يحسبُ الساعات لا يجهلُ

دعنا من النهار يا ساهراً
أخالهــــا عينيك بي تَمقُلُ

انظرْ معي إلى سواد الدجى
فيه النجوم نفسَها تُشعِلُ

لولاه ما بدَتْ نجوم السما
ومـــا سنا بـــدرٌ به أكمَلُ

ألا ترى كأنـــــــه سَرْمدٌ
لا منتهى لــــــه ولا أوّلُ

فلا تقلْ لليـــل أن ينجليْ
و قُلْ له مهــــــلاً أيا ألْيَلُ

فالكهربـــــاءُ ضوءُها مُدْبِرٌ
ستنطفـــي وعَتْمُه مُقْبِلُ

الله مــا أطولـــــــها ليلةً
يضيء نجمُهـــــا ولا يأْفلُ

سيزعلُ النهارُ من طولها
وهْو القصيرُ كيف لا يزْعَلُ !!
......................................
ليلة الأربعاء/ 29 ديسمبر 2015

يا مَنْ تنتظرُ طلوع الفجرْ
هل تسمعُ صوت هدير البحرْ

الأن بأذني أسمعُه
هيّجَه المدُّ وليس الجزرْ

ستشاهد لو تخرج أيضا
القمرَ تجاوز نصف الشَّهرْ

...................................

31 ديسمبر 2015

أنا هُنـــــا بنفسي .. بحاضــري وأمسي
كما تركْتُ حالــي .. من قبل شَيْب رأسي

وفي يدي مزاجي .. سيجـارتي وكأسي
لا تأخذوا كلامـــي .. وتفهمـــوه عكسي
وتلبسوه ثـــــــوبا ً .. والثوب ليس لِبْسي
فالقهوةُ احتسائي .. والشايُ ،دون لُبْسِ
والشعر لي صديقٌ .. كما الغنــــاء أُنْسي
يجيئُني صباحــــا ً .. على طلـوع شمسِ
وتسبقُ انتظـــاري .. خطاه ُ حين أُمسِي
والحرفُ في قصيدي .. مترجِــــمٌ لِحِسّي
والحبُّ في غنائــي .. من عِفَّـــــةٍ لقَيْسِ
وهكـــــــــذا سأبقى .. حتى يُشَقّ رَمْسي
...........................................
حماد/ سحر ليل الأربعاء 6 /1/ 2016

قد عُدْتُ من بعد احتجابي .. وفتحتُ بالمفتاح بابي
لا أستطيع على النـوى .. والبعد عن عين الصِّحابِ
سترونني إنّي هنـــــــا .. والحرف يُعْلِنُ عن إيابي
قد جئتُ عنكـــم سائلا .. والليــــــلُ مُغْبَرّ الهدابِ
والجوُّ يبدو حائــــــــــرا .. و به بُخــــــارٌ من ضبابِ
والريحُ تلعبُ في الدجى .. لا تستقرُّ علــى صوابِ
والأرضُ ترجــــو ربَّها .. عطشى إلى قطر السّحابِ
واللهُ يُكْرمُ مَنْ دعــــــــا .. وأصرَّ مُنْتَظرَ الجـــــوابِ
واللهُ تنظــــــــــــرُ عينُه .. ما لا يُرى خلْف الحجابِ
فإذا أرادَ بساعـــــــــــةٍ .. غرِقَتْ بنعمتــه الروابي
ورأيتَ أنجمَهُ وقــــــد .. صبَّ الغيــومَ على الترابِ
والآن أنظــــــرُ للسما .. مُسْتسقياً ومعـي قِرابي
وكفى بأنّي بينكـــــم ..ولإن غدوتُ علــى سرابِ
.........................................................
حماد/ مابين سحر وفجر الجمعة 08 يناير 2016

يا قَطْرُ إنّي أشكرُ الرَّبَّا
فلقد نزلتَ على الثرى حَبَّا

..

قطراتُكَ اللاتي نزلْنَ ندىً
ثم انسكبتَ من السَّما صَبَّا

..

بالأمس قد بِتْنا على ظمأٍ
واليوم قد أرويتنا شُرْبا

..
فكفَيْتَ رمش العين أدمعها
ورويتَ بعد الأعْيُن القَلْبا

..
لكَ شاء ربّ النّاس كُلّهمُ
فنزَلْتَ من غيماته كَبّا

..

فالله لا ينسى خــــــلائقه
ولقد أتى بغيــــــاثه عَذْبا

........................

09 يناير 2016

الأمل (1)
أملي لو لك َيوماً يظهرْ
هو أكبـــــــر مما تتصوّر
لو تدري هو ظلّي الثاني
وأمامي دوما ً يتبختر
في كلّ طريق يصحبني
ويماشيني لا يتأخَّرْ
لعيوني يترائى دوما
في الوَضَح وفي الليل الأسمرْ
فأراه بصفحات كتابي
وعلى وجه اللوح الأخضَرْ
وعلى طبلية أشعاري
الزرقاء و "شرشفها" الأحمرْ
فيحبُّ الشعر ويرويه
وطوال الليل معي يسهر
يتأمل مثلي في الدنيا
وبخلق الخالق يتفكّر
لا يغفو إلا على ذكرى
ويعيد الماضي يتذكّرْ
هو أملي الأوحد وسواه
أمالٌ فارغة الجوهَرْ
سيظلُّ وفائي يعشقه
ويزيدُ الولَهُ به أكثَرْ
مادمتُ على الدّنيا حيَّا
ومعي عند الموت سيُقْبَرْ
وأراه كما أبعثُ حياً
مبعوثا في يوم المَحْشَرْ
........................
10 يناير 2016

..

الأمل (2)
أملي ذو روحٍ وعيونٍ
وفؤادٍ أبيض كالمرْمَرْ
يعجبه طبعي ومزاجي
وسريعا بهما يتأثرْ
فالقهوة مثلي يشربها
لا وجهَ لها و بلا سكّرْ
والشاي الأسود قطرانا
في قاع الإبريق تخَمَّرْ
وأدخّنُ تبغا ً شاميّا ً
ويدخنُ سيجارا أفخَرْ
ويحبُّ جميع هواياتي
بل منّي يهواها أكثرْ
فيقولُ الشعرَ وينشدُهُ
وبقلمي يكتبُ في الدّفترْ
وكذلك يهوى الموسيقى
ويجيدُ العزف على المِزْهَرْ
وبحدّي يجلس مُلْتفتاً
الآن على جنبي الأيسرْ
ينتظرُ الشمس غداً تأتيْ
بخيال الصبح وقد أزهَرْ
...........................

15 يناير 2016

..

الأمل(3)
وأخيراً أملي هو جبلٌ
عالٍ ذروتُه لا تُبْصَرْ
لو كنتَ تشاهده أعلى
من جبل النَّمرود وأكبرْ
أو كنتَ وصلتَ لِقمّته
سترى منها وادي عَبْقَرْ
وختاما ًيا مَنْ تقرأني
وأراكَ بحَرفي تتدبّرْ
صدّقني من دون يمينٍ
وأنا لستُ عليه مُجْبَرْ
ما جئتُ بأملي أتباهى
أوأبدو لعينيكَ غضَنْفَرْ
وألوحُ برأسي مختالاً
وبغرّة شَعري أتمَنْظَرْ
بل جئتُ لكي تنظرَ أملي
وترى عيناكَ له مَنْظَر
وقنوطي لا يُذْكَرُ شيئاً
لا .. بل هو لا شيئَ لِيُذْكَرْ
............................
17 يناير 2016

عصاني الشعرُ واستقوى علَيّا
وأضحَتْ منه فارغةً يديَّا

و ها أفضي إليكم باعترافي
فقد أفلسْتُ ما لملمت شيّا

سأركبُ ظهر راحلتي وأمضي
إلى أرضٍ أكون بها خليّا

عساني بعد هذا القحط ليلا
أعود بها محملةً رويّا

..........................

13 يناير 2016

الجوُّ أصبحَ هذا اليوم كالأمسِ
إن تسألوني أنا عن حالة الطَّقْسِ

هيّا استغيثوا معي ربَّ السما مطرا
عسى وعلَّ على زخّاته نُمْسي

...............................

19 يناير 2016

سبحان آمرها الذي أَمَرا
أمرَ السماءَ فأنزلَتْ مطَرا

..
أسقَتْ بعذب شرابها شفتي
وقضى لعيني سحْرُها وطَرا

..

فلقد رأيتُ نجومَها درراً
ورأيتُ بين غيومها قمَرا

..
من بات مثلي ساهرا لَرأى
وإلى السماء بعينه نظرا

..
كجفون عيني الآن ساهرةً
أبَتِ الكرى وأحبَّت السّهَرا

..

والآن تسمع قطرها أذُني
قد عاد رخُّ صبيبها سَحَرا

...........................

24 يناير 2016

طلّ النهارُ وعتم الليل قد ذهبا
قبلي صحا وأنا من بعده عجبا !!

صحوت والشمس ليست مثل عادتها
فالغيم عن أعيني شعشاعها حجَبا

دعني أفتّشُ في الغيمات عن قَزَحِ
علّي أرى قوسَه بالطيف ملتهبا

لا غيره عن غياب الشمس يخبرني
أليس منها الطيوف السّبع قد جلَبا

فتشتُ لم ترَ عيني في النهار سوى
ريح ٍ وقد حمَلَتْ أكتافها سُحُبا

رمادها أغلق الآفاق عن مُقَلي
فعدتُ بعد قنوط العين مُنْسحبا

والآن أجلسُ محتارا معي قلمي
للشمس منتظرا مثلي ومرتقبا

فكَمْ كتبتُ به للشمس رائعةً
وكَمْ على ضوءها الوضّاح قد كتَبا

لا ينتشي بالُه إلّا على قَبَسٍ
منها وإلّا عصاهُ الحِبْرُ ما انْسَكَبا

والأن لو مقلةٌ في دفتري نظَرَتْ
رأَتْ يراعيَ ما قد خَطَّه شطَبا
................................................
حمّاد / ضحى الاثنين 25 يناير 2016

اليوم ذكرى يوم ميلادي
واليوم من أيام أعيادي

يا مَنْ مررتَ هنا مصادفةً
ولقيْتني من غير ميعادِ

إن كنتَ لا تدري بمَقْدمه
فانظرْ إلى تاريخه البادي

أرقامُه للعين ظاهرة ٌ
تُنْبئكَ عن ميلاد حمّادِ

فلقد نويتُ أباتُ محتفلاً
وحدي إذا ما بان عوّادي

حتى تلوحَ الشمسُ مشرقةً
ونهارها يزهو بها غادي

لمَ لا أُعَيّدُ فيه مبتهجاً
وأكبُّ عنّي الهمَّ في وادي

وإليَّ أهدي فيه أغنيةً
منسيَّةً ، من عهد أجدادي

تشدو بها للعيد مطربةٌ
ما غنّى يوما مثلها شادي

فاسمعْ معي أنغام حيرتها
يا مَن تحبُّ اليوم إسعادي :
.............................
حماد / 1 فبراير 2016

كلّما النومَ عيوني تطلبُ
يذهبُ النوم ومنها يهربُ

وأنا الآن كنومي هاربٌ
وبآلام عظامي أكتبُ

باتت "الإنفلونزا" في دمي
تشعلُ الحُمّى ومنه تشربُ

مرّةً يغلبُها مُستبسلا
ثم تستقوي ودمّي تغلبُ

لم تزلْ بينهما حربٌ وما
تنتهي الحربُ قريبا أحسبُ

وغدا عندي دوامٌ مُلزمٌ
وحضوري لدروسي مَطْلَبُ

لست أدري إنني في حيرة
ربما أذهبُ أو لا أذهبُ

.........................

16 فبراير 2016

شفيتُ من وعكة الحُمّى يُخيّلُ لي
إلا سعال ضعيف الصوت لم يزلِ

لقد أرَتْني نجوم الظُّهْر لامعةً
أمّا الدجى فاسألوا عنه رؤى مُقَلي

ما حسَّ مثلي بعظم بات في وجعٍ
كمَنْ تدحرج أرضاً من ذُرى جبلِ

هذا قليلٌ وقد أوجزتُ ما فعلَتْ
أما الكثير فباق ٍ بعدُ لم أقُلِ

شفيتُ منها بلا قُرْص ٍ ينوّمُني
ولا طبيب يغزُّ الشوكَ في العضلِ

وما شفاني سوى الشافي برحمته
سبحانه مُذهبُ الأسقام و العللِ

إنّي لأشكره شكرا بلا عددٍ
كما و أحمده حمداً بلا مللِ

أصبحتُ أشتمُّ للدّخّان رائحةً
وأنني بعدُ حيٌّ ما دنا أجلي

وأرشف الشاي موهوما بنكهته
كأنَّ سُكّره من خالص العسلِ

والله لولا فلاتي اليوم من يدها
لقلتُ شعرا عفيفا باذخ الغزلِ
............................
حماد/ 23 فبراير 2016

الآن من بين غصون الشجرْ
بوجهه الأحمر طلَّ القمرْ

من لا يصدق العيون التي
رأيْنه فلْيرسلنَّ النظرْ

له سيبدو ناقصا مثلما

شاهدْتُه في الأفق لمّا ظهرْ
..............
والآن قد علا غيوم الدجى
حتى يرى سناه كلُّ البشرْ

قد طاب ليل سامريه معي
إذا أحبّ السامرون السّهرْ
............................
.......................... !!
وحدي أحسُّ أنني ساهرٌ
لا مرّ خلٌّ أو صديقٌ عبَرْ

فربما أغفى العيونَ الكرى
أو ربما مؤنس ليلي هجَرْ

...........................

25 فبراير 2016

من حولنا الآن الغمامُ انتشرْ
وفي ضبابه الضياء انكسرْ

عيناي لا ترى نجوم السما
كأنها ذابت وساحَ القمرْ

ذاك الذي بالأمس شاهدته
واليوم لا ظلّ له أو أثرْ

لكنني أسمعُ صوت الندى
يسقط قطرا من هداب الشجرْ
........................

27 فبراير 2016

قصيدة طارئة
وسأدخر قصيدة أمس ليوم غد
.........................
اليومُ يومُ الأربعاء الأغَرْ
ذاك الذي أمام عينيَّ مَرْ

ما مرَّ يومٌ مثله رائعا
وطابَ وقتا ًإلّا ما قد نَدَرْ

نهارُه خفيف ظلِّ مضى
أمسيتُ أستعيدُ فيه النظَرْ:

ما عكّرَ المزاجَ فيه أسى
أو شاب ساعات انسجامي كَدَرْ

أو هاجني شيءٌ به مُزعجٌ
وما تأففتْ شفاهي ضجَرْ

وما أحرَّ وجنتيَّ جوىً
وما تناوبتْ عليَّ الفِكَرْ

بل بهجة ٌ وفرحةٌ كلّهُ
قد ذاب قلبي فيهما وانصهر

كأنني في جنة جالسٌ
وفوق رأسي قد تدلّى الثمر

والله عني راضيا قد عفا
وما اقترفتُ من ذنوبٍ غَفَرْ
...............................
حماد / مساء الأربعاء 02 مارس 2016

أحيطكم علما ومني الخبرْ
وما نقلتُ نَصّه عن بشَرْ

بل خبّرتْ ثغري به أعيني
أنّ نجوم الليل مثل الدررْ

وأنهنّ باديــــــــاتٌ كما
في مُلتقى جلسْنَ أو مُؤتمرْ

أحببت أن أكون نجما يُرى
مثل الثّريا والنجوم الأُخَرْ

وأن أكون جالسا بينها
بين الحضور شاعرا قد حضرْ

ففي خيالي قد جثا خاطرٌ
على فؤادي قبل حَوْلٍ خَطَرْ

فمَنْ يُرِدْ يقضي معي فسحةً
بين النجوم هاربا من" طَفَرْ "

فلينتظرْ جنبي على مقعدٍ
مسترخيا حتى يحين السّفر

.............................

04 مارس 2016

إهداء إلى الشاعر عبد الهادي القادود :
..........................................
أبصرتُ عبد الهادي إبراهيم
متيقظا في لجنة التحكيمْ

مستغرق الوجدان منتبها
للمعنى والتعبير والترنيم

ومدققا بعيونه فطنا
للنحو والإملاء والترقيم

و مسافرا بخياله طَرَبا
في الوزن والإيقاع والتنغيمْ

تستقبلُ الإيماءَ أعينُه
لا سهوَ يشغلها ولا تهويمْ

ويواكبُ الإلقاءَ مَسْمعُه
في البدء والإبحار والتسليم

طوبى له من شاعر شهدتْ
عيني له ببراعة التقييم

هيّا معي بالشعر نمدحُه
والمدح بالفصحى له تكريم

فرعاه مَنْ بالشعر ألهمه
ذخرا لأهل العلم والتعليم

وجزاه في الدنيا سعادتَها
وسقاه عذب الماء من تَسْنيمْ
...............................

14 مارس 2016

يا مَنْ تهمُّه أمور السماءْ
وعينُه تحبُّ غزوَ الفضاءْ :

القمرُ الآن كما بيضة ٍ
صفارُها بياضَها قد أضاء

والجوُّ مَنْ يهمُّه أمرُهُ
فأعيني ترى به غيمَ ماءْ

.........................

20 مارس 2016

صحوتُ الآن من نومي العميقِ
على أضواء ناشرة الشروقِ

نعم قد نمتُ ساعات طوالٍ
كأنّي كنتُ في موتٍ حقيقي

فلم تسمعْ صياح الديك أذني
ولا شدو الشحارير الرقيقِ

صحوتُ يدبُّ في بدني نشاطٌ
وعافيةٌ تدَفَّقُ في عروقي

إلى الشّبّاك شدّتْني عيوني
ألا وهي التي تدري طريقي

وأوّل ما رأيتُ رأيتُ ثُقْباً
على حجرٍ بحائطنا العتيقِ

يعشّشُ فيه دوريٌّ لطيفٌ
مع الأيام قد أضحى صديقي
و..............
كفاني ما كتبت وسوف أمضي
فوقتي الآن محفوفٌ بضيقِ ِ

..........................

23 مارس 2016

حُلْمي الذي شاهدْتُه طويلُ
طول الدجى ومثله قليلُ

أطّول حلْمٍ جاء في منامي
لمنتهاهُ يصعبُ الوصولُ

حسبْتْه حقيقةً ولكن
لمّا صحوتُ بان لي الدليلُ

أصبحتُ أحكي راويا لحلمي
كما رأتْه أعيني أقولُ

كأنه روايةٌ أطالتْ
صفحاتَها الأبوابُ والفصولُ

مَسْرحه أرضٌ بلا خرابٍ
قد بتُّ في دروبها أجولُ

أحداثه لا تُستطاعُ شرحاً
بساعة ٍ و وصفها يطولُ

سأكتفي بمشهدٍ وحيدٍ
قلبي لفضح سرّه يميلُ :

بأنني أحملُ كوز نخلٍ
قد استوى وطَلْعه حمولُ

فكلما أمشي به حذائي
يعيقُ سعى أرجليْ ثقيلُ

وهكذا به ظللتُ أمشي
حتى بدالي مشهدٌ بديلُ
........................
حماد / عند شروق شمس الجمعة
25 مارس 2016

لأنّــكَ يا طيــرُ تغــدو .. ولم تغتدِ الطيرُ بَعْدُ
وقبل الهداهد تصحو .. وقبل العصافير تشدو
وأنّكَ شحرور روض .. وما لك في الطير نِدُّ
وعزفك أنغــــام لحن ٍ .. تقاسيمهــا نَهَوَنْدُ
ولونُـك لونـــان لكن .. لبعضهما البعض ضدُّ
فريشك أسود من كحل عين الظِّبا بل أشَدُّ
وثغرك أصفر من زهــــــــرة الأقحوانة يبدو
وأنك ملهم بــــــالي .. وشدوك للشعر وِرْدُ
فإنّي سبقتك فجـــــرا.. عليك بشدوي أردُّ
وقد قلتُ ما ليس عنه .. سكوت ولا منه بُدُّ

...............................

05 أبريل 2016