** * أغنية المنام !!!

شعر / جبر البعداني

صباحُكِ سُكّرٌ ومساكِ شهدُ
وعصرُكِ يا عيونَ الفلِّ وردُ!

صباحُكِ سُكّرٌ وعيون قلبي
لمرودِ كُحْلِكِ المغري أشدُّ*

فسرتُ يسابقُ الخطواتِ نبضٌ
يناشدُ فيكِ صمتاً لا يردُّ*

يناجي فيكِ للُّقيا خيالاً
تخلّف يوم إنّ الوصلَ وعدُ*

على جفني ينامُ كوجهِ حلمٍ
يداني كلّما أغفو ويبدو

بعيداً أن صحوت لذا تراني
إلى حضنِ المنامِ الحلوّ أعْدو

أنامُ أنامُ لا أصحو لكي لا
يمزّقَ خافقي الْملتاعَ فقدُ !

على مهلٍ أُهدهدُ يا شجوني
جميلَ خيالـكِ الحاني وأشدو

بأغنيةِ المنام وفي جفوني
تكفّل باحتضانِ رؤاكِ مهدُ !

وأنتِ كما الْملاك على سريرٍ
يرافقهُ من الجناتِ وفدُ

كحوراءٍ تعلّقَ في رِداها
من الجناتِ أرض الْخُلْدِ خُلْدُ !

ومثل الطفلِ نائمةٌ وكفّي
توسّدها بساعِ غفوتِ خدُّ !

وظلّ يصارعُ الثوبَ المحلّى
بلونِ الوردِ - يا لله- نهدُ !

وقد صلّى على محرابِ جيدٍ
بليلِ الوصلِ كالنُّساكِ عِقْدُ*

فكنتُ ولن أكونَ سوى طهورٍ
على أحداقهِ النظراتُ تغدو

تسابيحاً فلحظاتُ التّلاقي
صلاةٌ حيث ما للطهرِ حدُّ !

فقلتُ فداكِ من حسدٍ حياتي
فردّ القلبُ والكلماتُ عهدُ

وقال: فداكَ من حسدٍ فؤادٌ
معنّى حظّهُ *هجرٌ وصدُّ !

ولو عيناكِ في أمرٍ خصيمي
فما قلبي لهذا الخصمِ نِدُّ !

ومن عينيكِ لو ترضينَ ظبّيٌ
يطلُّ وحين تستائين فهدُ !

أسائلتي وقد مُلّكتِ أمري
- فديتُكِ - منْ بنا الصّلبُ الأشدُّ ؟!

وليتكِ قد سألتِ قبيل أهوى
وقلبي لم يصبْ بالعشقِ بعدُ

وحُسْنُ الفاتناتِ على ربوعي
يُجهّزُ للّقاء ولا أعِدُّ*

وما هزلٌ ذكرتُ وكلّ قولي
وحقِ غرامكِ الـ جرّبتُ جدُّ !

فإذ عيناكِ محرابٌ وروحي
بأمرِ اللهِ - يا أهواكِ- عبدُ*

فلا تسْتغْربي من أمرِ طُهري
ولستُ لغيرهِ - فخراً- أعُدُّ !

فما بيني وبين الطهر عهدٌ
إلى الْإخلاصِ يدفعني وعقْدُ

وليس الحُبُّ إلّا محضَ طُهرٍ
فما بال الذين .... بهِ اسْتبدوا ؟!*